Search
Close this search box.
  • مراحل التكامل في دعاء الأمير ع
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي

حدیثنا في هذه اللیلة نتناول فقرة من فقرات دعاء امیرالمؤمنین صلوات وسلامه علیه هذا الدعاء اذا قلنا أنه اکثر دعاء منتشر في صفوف المؤمنین طوال التأريخ لما کنا من المبالغین! الآن دعاء السحر دعاء أبي حمزة عادة في شهر رمضان المبارك دعاء عرفة بالسنة مرة مثلاً دعاء التوبة مناجات التائبین في مضان الاستغفار ولکن هذا الدعاء الشریف تقریبا لا یغیب عن اوساط المؤمنین وفي بلاد الغرب والشرق اینما تذهب لیلة الجمعة الذي یجمع المؤمنین في مثل هذه اللیلة هذا الدعاء الشریف، وانا بإعتقادي أن هذا ایضا من معوضات ظلامة امیرالمؤمنین في زمان حیاته لم یعرف قدره حورب بدلاً من نشر العلم في الامة شغلوه بالحروب مع الناکثین والقاسطین والمارقین ولکن الأئمة من ذریته ابو الائمة هذا الدعاء الشریف بین ایدینا رب العالمین غیض رجلاً کالشریف الرضي رحمه الله جمع لنا مقداراً من خطبه وکلماته هذا شيء ما من خلود امیرالمؤمنین علیه السلام وما خفي اعظم؛ مقام امامنا لا یتبین الا في عرصات القیامة عند حوض الکوثر وعند باب الجنة قسیم الجنة والنار.
الآن نتناول هذه الفقرة واقعاً فقرات مدروسة هذا الدعاء دعاء تربوي بلیغ فيها دروس وعبر؛ الهي ومولاي ولیت شعري یا سیدي ومولاي أتسلط النار علی وجوه خرت لعظمتك ساجده، بعض الاوقات الانسان یفاجئ بموقف من احدهم یقول انا ما کنت متوقعاً لهذا الموقف اعني الموقف الغضبي اعني العقوبة نفس عدم التوقع من موجبات العفو هکذا مثلا أب یؤدب ابنه لعمل ما یقول انا ما کنت اظن أنك تؤدبني اعتقاد المعاقب أنه المعاقِب لا یصدر منه هذا الأمر اتفاقاً هذا نعم الشفیع ولهذا یقول في آخر العبارة ما هکذا الظن بك ولا اُخبرنا بفضلك عنك یا کریم! یعني کان ظني اکثر من هذا کنت اُمني نفسي بدخول الجنة وغیرها من النعم ولکن الآن انا اتفاجئ بالنار، هناك روایة انقل لکم روح الروایة مضمون الروایة یؤمر بالعبد الی النار یساق الی النار طبیعي من حُکم علیه بالنار لا یذهب باختیاره یجر جراً عندما یری العقاب الالهي یقول یارب ما کان هکذا ظني بك انا متفاجئ بهذا الحکم هذا الحکم قاسٍ علي کثیراً هذا الکلام من العبد یوجب أن یقول رب العالمین اصرفوا عبدي عن نار جهنم! قد یقول قائل هذه الحیلة من الممکن أن یستعملها کل جهنمي ولکن الجواب هذا المعنی لا یأتي الا في بال من اراد الله الرحمة به واتفاقاً الروایة تقول اجیزوا کذبه هذا یکذب لو کان له ظنٌ حسن بنا لما ارتکب ما ارتکب؛ المهم الدعاء ولو قلنا الروایة في محلها هذه الروایة عن امیرالمؤمنین ولو کان في قالب الدعاء اتسلط النار علی وجوه خرت لعظمتك ساجده؛ اول ما یحتج به امیرالمؤمنین یخاطب رب العالمین یقول یارب انظر الی وجهي وجوه یومئذ کالحة في نار جهنم الوجه یحترق یقول یارب هذا الوجه طالما سجد لك کیف هذه النار بنار جهنم! لاحظوا دقة التعبیر ما قالت علی وجوه ساجدة اهل جهنم الکثیر منهم کانوا یسجدون في الدنیا سجوداً هکذا امیرالمؤمنین یقید السجود بقوله خرت لعظمتك اذاً هناك احساس بالعظمة الالهیة لیست حقیقة السجود أن تجعل المواضع السبعة علی الارض هذا مظهر مادي حقیقة السجود ما ذکره الامام کلمة خرت القضیة لیست تدریجیة انا مرة اسجد في الصلاة الواجبة اقصد هذا المعنی ولهذا اسجد بشکل رتیب مرة لا الانسان یکون جالساً یتذکر عظمة الله عزوجل فیخر ساجداً فیها معنی من معاني المفاجئة أو من معاني الدفعية كأن هذه الحالة من الغلیان الباطني جعلته یخر ساجداً التعابیر دقیقة جداً اتسلط النار علی وجوه اولاً خرت هناك حالة من کما قلنا الدفعیة في السجود ولعظمتك لیس هذا سجود بدني سجود باطني وعلی ألسن نطقتك بتوحیدك صادقه؛ الذي یقول لا اله الا الله ویتبع الهواء کاذب أتخذ الهُ هواه؛ یقول لا اله الا أنت ولکن الهوی یُعبد لا معبود سواك یطیع زوجته یطیع رب العمل بعض الناس یأتي يغش في العمل في الوظیفة یقول هکذا أمرني من یترأسني ولو خالفته لطردني من العمل هذا الهٌ یعبد اذاً لیس کل توحید منجي اللسان الذي یلهج بالتوحید لابد وأن یکون صادقاً في ذلك! وعلی قلوب اعترفت بإلهیتك محققة القلب اذا اعترف بإلهیة الله عزوجل هذا القلب یُصدر أوامره للجوارح لئن تکون مطیعة القلب أمير البدن القلب الموحد یوجب أن تکون الجوارح موحدة ومطیعة اذا صلح الأمير صلحت الرعیة الجوارح رعیة القلب والقلب هو الأمیر وعلی ضمائر حوت من العلم بك حتی صارت خاشعة اخواني في ختام الحدیث تأملوا هذه النقطه؛ الامام اشار لعناصر في الباطن وغیر الباطن من الجوارح ذکر الوجوه والألسن ومن الجوانح ذکر القلوب والضمائر اذاً المؤمن یعمل في حقلین حقل الظاهر والجارحة یسجد یلهج بالذکر ولکن امیرالمؤمنین یعلمنا العمل الباطني قلوب اعترفت ضمائر حوت الخشوع لیس من صفات البدن فحسب قبل قلیل امامنا قال خرت لعظمتك ولکن ما هو الرصید؟ وعلی ضمائر حوت من العلم بك حتی صارت خاشعه، اذاً هناك علم أورث الخشوع هذا الخشوع أورث الخضوع فخر الانسان ساجداً ولهذا قیل في الفرق بین الخضوع والخشوع أن الخشوع من صفات القلب والخضوع من صفات البدن اذاً القلب خشع الجسم سجد القلب خشع الجسم خضع الآن لماذا هذه الضمائر خشعت؟ امامنا اشار الی هذه الحقیقة المستفادة من القرآن الکریم حوت من العلم انما یخشی الله من عباده العلماء اذاً هناك علم أورث هذه الخشیة وهذه الخشیة أورثت الخضوع اذاً عاد الأمر الی العلم ولکن لا کل علم العلم الذي لا یبکیك جدیر أن لا ینفعك وهکذا امیرنا صلوات الله وسلامه علیه بیّن لنا مراحل التکامل في هذه الفقرات المباركه.

اللهم ألف بیننا وبین اولیائك اللهم اجمعنا في زمرة محمد وآل محمد ولا تفرق بیننا وبینهم طرفة عین ابدا یا خفي الألطاف نجنا برحمتك مما نحذر ونخاف.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.