- مدرسة التكامل الروحي في أدعية الإمام السجاد (ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته
الامام حقيقتاً من بين اولياء الله عزوجل منذ أن خلق الله آدم الى يوم القيامة هكذا نعتقد أنه ما مرت من المآسي والمحن بهذا النحو من المآساة على بشر كما مر على الامام صلوات الله عليه، الآن ائمة اهل البيت عليهم السلام تعددت الوان العذاب الذي حل عليهم الامام الكاظم صلوات الله عليه عاش ما عاش في ظلم السجون ذي الساق المرضوض بحلق القيود الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه نفي من ارض المدينة الى دار مضيعة وقتل مسموماً قريبا الامام اميرالمؤمنين قتل في محراب عبادته ولكن البلاء الذي حل على امامنا السجاد صلوات الله عليه بلاء منقطع النظير يكفي في بلائه أنه رأى ما جرى على ابيه الحسين عليه السلام حقيقتاً المصيبة التي تُذكر في دفنه لأبيه الحسين عليه السلام مصيبة غير هينة على اهل السماوات والارضين تحية بعد والده ثم بعد ذلك ينتقل به من بلد الى بلد وفي الركب أمثال زينب بنات الحسين عليه السلام يتامى الحسين عليه السلام المهم هذه المصائب التي حلت به عليه السلام من المصائب التي قل نظيرها أو قل لا نظير لها مجموع الحوادث يعني مأساة فقد الوالد وبتلك الطريقة قصة الدفن ركب السبايا ثم رجوعه الى المدينة ايضا معايشته لظلم الظالمين نحن نعلم أن الله عزوجل لم ينتقم من اعداء الحسين وقتلته دفعة واحدة الامام بعد مقتل والده استشهاده كان يرى غلاة يزيد وهم في المدينة كم هذا كان ثقيل على امامنا صلوات الله عليه ولهذا مبدأ التعويض الألهي ايضاً هذا المبدأ جرى عليه صلوات الله عليه ابوه الحسين عوض من قتله أن الشفاء في تربته والائمة من ذريته والأجابة تحت قبته الامام السجاد عليه السلام ايضا عوض بما عوض الآن من التعويضات التي نحن نراها أو نعلم أو نحس بها ما في عالم الغيب لم يصل الينا لولا رواية الامام أن للعباس عليه السلام جناحين يطير بهما في الجنة لما كنا نحتمل هذا الجزاء نقل والا عقولنا لم تتوقع هذا الجزاء جزاء كل امام في مقابل محنته الخاصة جزاء مميز سنوات السجن لأمامنا موسى ابن جعفر عليه السلام لابد له من تعويض في عالم الغيب نحن لا نعلم ذلك امامنا زين العابدين عليه السلام الذي كان يبكي بكاءً مريراً عندما كان يُسئل أو يعاتب كان يذكر لهم قصة يعقوب وكيف أنه أفتقد يوسف غاب عنه ولم يمت وكان له هذا النحيب حتى أبيضت من الحزن فكيف بمن شهد مقتل أعزته بل دفنهم بيده، من التعويضات الألهية في هذا المجال وما خفي اعظم أننا نرى حرقة وتأثيرا بليغاً في ادعيته صلوات الله وسلامه عليه، لو أن احدنا اراد أن يرقق قلبه في شهر رمضان من وسائل الترقيق أن يلهج بمناجات أبي حمزة طبعا ابو حمزة هو راوي الرواية يعني رب العالمين جعل خاصية التأثير المضاعف في ادعية امامنا زين العابدين عليه السلام، مناجياته الخمسة عشر هذه المناجيات التي تتناسب مع حالات المؤمن تارة يشكوا نفسه تارة يتوب الى الله تارة يغلب عليه الحب والوجد فيكون مريداً تارة يكون شاكراً كل هذه الحالات بحسب المناجيات الخمسة عشر ذكرها امامنا زين العابدين عليه السلام.
الآن بمناسبة ادعية الامام الصحيفة السجادية التي عكست شطراً من ادعية امامنا في جوف الليل الامام كم كان يدعوا أخفاة همهمة في سره هذه الأدعية لم تصل الينا وصل الينا وزر يسير مما كان يدعوا به الامام صلوات الله وسلامه عليه ورحم الله بعض المحققين من علمائنا المتأخرين قام بجهد مشكور جمع الصحيفة السجادية الكاملة أو الجامعة لئن هناك عدة صحف في نقل ادعية الامام ما بأيدينا الصحيفة السجادية المتداولة جزء من ادعيته احدهم أنبرى جزاه الله خيراً جمع مجموع الصحائف في كتاب جامع هذا الكتاب حقيقتاً من الكتب التي لا تقدر بثمن مكتبة المؤمن لا تخلوا من قرآن كتاب دعاء ونهج للبلاغة لأمامنا اميرالمؤمنين والصحيفة السجادية الجامعة هذه الكتب الأربعة فيها ما فيها مغنية للمؤمن لو حبس المؤمن أو كان في جزيرة لوحده هذه الكتب الأربعة تكفيه الى آخر عمره، هنا نقول بالمناسبة اخواني بمناسبة ذكر امامنا زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه علينا أن نطالع الصحيفة مطالعة ايضا ألهج كدعاء ولكن في خلوة من الليل في حالة من الحالات اقرأ الصحيفة بعنوان الاستفادة العلمية الامام له دعاء على الشيطان أو استعاذة من الشيطان استعاذة بالله منه اقرأ في دعاء الامام كيف يستعين يذكر مداخل الشيطان كيف نتغلب عليه مصادر قوته وضعفه بحث علمي متكامل هذه عينة إن أردت أن تعلم علاقة الشيطان بالأنسان ارجع الى مناجاته في الأستعاذة منه واما ذلك الدعاء الجامع دعاء مكارم الأخلاق حقيقتاً من أخذ جملة من دعاء مكارم الأخلاق وجعلها منهجاً لحياته احدنا يستقرب يبحث في الكتب الصفراء عن منهج لتربية النفس لفلان الذي لا يعلم ما اصله وفصله أو لأنسان مجهول ما لك والمجاهيل؟ هذا امامنا زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه اسمه دعاء مكارم الأخلاق ولكنه سبيل مكارم الأخلاق ضعها امام نفسك فقرأت فقرة وانظر الى مدى انطباق هذه المضامين عليك إن أنطبقت عليك نصف المضامين أنت في وسط الطريق إن أنطبقت عليك كل المضامين وقل ما يتفق طبعا فأنت في نهاية الطريق هذه المكارم إن لم تجد فيها صفة واحدة منطبقة عليك فلست على الطريق اعمل ما تشاء من أفعال الجوارح دعاء مكارم الأخلاق اشارة لجوانح المؤمن نحن مع الأسف قصرنا النظر عن الأفعال الخارجية ولم نتأمل في الملكات الباطنية دعاء مكارم الأخلاق ضمانة لئن يكون الانسان واجداً لتلك المكارم التي منها تنطلق الأعمال مكارم الأخلاق مغارس الأخلاق الصالحة الفعل الصالح يحتاج الى منبت منبته المكارم الباطنية وهنيئاً لمن جمع بين مكارم الباطن وبين محاسن الظاهر اللهم وفقنا لنيل ذلك بمنك وكرمك انك على كل شيء قدير.
ابلغ سلامنا الى امامنا علي ابن الحسين عليه السلام واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.