Search
Close this search box.
  • مدح الغير وذمه
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا في هذه اللیلة حول المدح والمادحین وموقف الانسان ما هو موقف الانسان من مدح الغیر أو ذمه؟ اولا ما هو المدح والذم؟ المدح والذم عبارة عن وصف الانسان لما في ذهنه من الانطباع عنك یعني المدح والذم لیس للواقع! الواقع لا یعرفه الا الله عزوجل أو من أطلعه الله علیه نحن عادة نعرف الناس من خلال الصور الذهنية عندنا لو کانت صورتي الذهنیة عنك حسنة انا أمدح تلك الصورة ولو کانت مخالفة للواقع! انا في بالي أنك انسان کریم والواقع أنت بخیل انا ما مدحتك مدحت ما في بالي من الصورة الحسنة أنت انسان کریم انا في بالي بخیل انا أذم الصورة الذهنیة لا الواقع هذا المعنی اتفاقاً یقع بین الزوجین الزوج انسان لا یحب الاسراف والتبذیر لا یلبي مثلا کل ما تطلبه منه زوجته الزوجة تقول أنت انسان بخیل وأنت في ذلك الیوم مثلا دفعت مبلغاً من المال في سبیل الله أنت تعلم أنك لست ببخیل المرأة تظن أنك کذلك اذاً المسئلة الاولی أن الممدوح والمذموم عبارة عن هذه الصورة وهذه الصورة قد تطابق الواقع وقد لا تطابق بعد هذه المقدمة امامنا الباقر علیه السلام له کلمة جمیلة ککل کلماته یقول إن مدحت فلا تفرح وإن ذُممت فلا تجزع هذه الجملة القصیرة تریحك کثیراً کثیر من الغضب کثیر من الأحقاد مترتبة علی کلام الغیر کلام الغیر الذي فیه ذم یقول عند الذم لا تجزع وعند المدح فلا تفرح الآن ما هو الدلیل أو ما هو البرهان؟ امامنا علیه السلام یقول فإن عرفت من نفسك ما قیل فيك ما قاله الآخر عنك هذه حقیقة لیس بإتهام یقول فسوقطك من عین الله جل وعز عند قضبك عن الحق اعظم علیك مصیبة مما خفت من سقوطك مت أعین الناس انسان رأك الیوم في خلوة في مکان ما علی منکر تمشي مع أجنبية مثلاً هذا یقول أنت انسان مثلا کذا وکذا رأیناك الیوم تمازح أجنبیة تمشي مع أجنبیة لماذا تغضب؟ أنت عندما تعلم أنك أرتکبت هذا الحرام سقطت من عین الله هذا السقوط أعظم من سقوطك من عین الخلق اذاً هذا المسکین قال شیئا صحیحاً وهذا الأمر مطابق للواقع أنت أبتعدت عن الله عزوجل کلامه لا یقدم ولا یؤخر هذا مثله مثل انسان یسقط من رأس جبل اثناء السقوط یقول له أحدهم أنت ساقط في الوادي هذا یغضب علیه أو یفکر في سقوطه؟ یقول انا بعد قلیل سأتهشم لا أنشغل بکلام فلان اذاً أنت سقطت من اعلی سقطت من عین الله حین السقوط یقول لك احدهم أنك کذا وکذا ما قیمة کلامه؟ اذاً فکر في الکلام الذي یقال إن کان الکلام حقاً أصلح نفسك وإن کان باطلاً لماذا الجزع؟ یقول وإن کنت علی خلاف ما قیل فیك أنت الیوم کنت تمشي مع زوجتك هذا الانسان لا یعلم أنها هي زوجتك قال رأينا فلان مثلا یمشي مع أجنبیة اذاً أنت ما خسرت شیئا وإن کنت علی خلاف ما قیل فیك فثواب اکتسبته من غیر أن يتعب بدنك! یوم القیامة تقول یا فلان اعطني من حسناتك لم؟ یقول لأنك اتهمتني یارب انا لا ارضی عنه حتی یعطیني صیام شهر رمضان بأکمله اذاً اذا کان الکلام باطلاً فأفرح لأنك أخذت اجراً وإن کان الکلام حقاً فلا تجزع لأنك عليك أن تصلح الواقع اذاً هذه هي القاعدة في هذا المجال.
الآن انسان مُدح من قبل الغیر هو لا یفرح کما قلنا قبل قلیل بل یعیش حالة الحذر والخوف ایضا عکس الفرح نحن اذا مُدحنا نفرح ولکن ائمتنا علیهم السلام یعلمونا ماذا أن لا نفرح بل نحذر! امیرالمؤمنین علیه السلام یعلمنا جملة نقولها عند المدح اذا زکي أحد منهم خاف مما یقال له نحن اذا رأينا مدیحاً في صحیفة في حقنا کم نفرح بل ندفع المال بعض الوجهاء یدفع مالاً لیُمدح! امیرالمؤمنین یقول المؤمن في صفة المتقین اذا مُدح یخاف لیس فقط لا یفرح! ویقول فیقول انا اعلم بنفسي من غیري يعني یقول بین نفسه یقول انا اعلم بنفسي من غیري هذا الذي مدحني من أين یعلم اسراري؟ وربي اعلم بي مني من نفسي انا اعلم نفسي ولکن الله عزوجل اعلم بي مني بنفسي ثم یعلمنا هذا الدعاء عندما تُمدح لئلا تقع في العجب والوهم الکاذب قل هکذا اللهم لا تؤاخذني بما یقولون یعني انسان بخیل یقال عنه یأنه کریم یقول اللهم لا تؤاخذني بما یقولون والله العالم یعني یارب لا تمقتني علی هذه الحالة یعني هم یظنون بي الکرم وانا بخیل لا تؤاخذني بما یقولون واجعلني أفضل مما یظنون واغفرلي ما لا یعلمون یعني یارب هؤلاء مدحوني بأمرٍ یارب اجعلني اجعل واقعي افضل مما یتکلمون عني واغفر لي ما لا یعلمون وبعبارة عصریة هؤلاء ینظرون الی النصف الممتلئ من الکأس ولا ینظرو الی النصف الفارغ یرون خیراتي في العلن ولا یرون سیئاتي في الخلوة یارب اغفرلي ما لا یعلمون یجعل نظره علی ما یقوم به من الحرام حیث لا یراه الغیر.

إلهي اجعلنا من خیار اولیائك اللهم اجعلنا خیراً مما یظنون واغفرلنا ما لا یعلمون اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا والی أرواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.