Search
Close this search box.
  • ليلة عيد الفطر بل الفرح والسرور، والحزن والخوف…!
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

ليلة عيد الفطر بل الفرح والسرور، والحزن والخوف…!

بسم الله الرحمن الرحيم

هل نفرح ليلة العيد؟!

إن العيد هو ذلك الأمر الذي يترقبه الصائم من أول شهر رمضان المبارك. إننا لا ننفي أن المؤمن في يوم العيد له فرحته، هو يسمى عيداً لأنه يعود بالخير والفرح على الإنسان الصائم. ولكن ما المانع من أن تمزج العيد بشيء من الخوف والقلق؟! كمن يخرج من قاعة الامتحان يفرح من ناحية أنه أنجز المهمة وخرج من القاعة، ومن ناحية يبقى في قلبه حالة من حالات القلق والخوف لجهله بالنتيجة. هذا ونتائج امتحانات الدنيا تظهر بعد أيام أو بعد أسابيع ويُكرم المرء عندها أو يهان؛ ولكن ماذا نصنع في العيد، وفيما يتعلق بالآخرة؟

العيد الحقيقي

يوم العيد هو لمن أمن من الوعيد؛ ونحن لا نعلم هل أخذنا هذا الأمان من الله عز وجل؟ ولهذا يكون المؤمن في ذلك اليوم بين الخوف والرجاء. إن دعاء الندبة يُقرأ في الأعياد وهو مليئ بما يثير البكاء والتضرع لفراق إمام زماننا (عج) وما جرى على أئمة أهل البيت (ع) من المصائب المذكورة في أول هذا الدعاء. ومن ثم هناك مناجاة بليغة في آخر دعاء الندبة.

إن المؤمن في يوم العيد يحاول أن يفتتح نهاره بهذه الحالة؛ حالة التردد بين القبول وعدم القبول، وهي حالة صرح بها القرآن الكريم حينما تحدث عن الذين يدفعون الزكاة: (وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ)[١]؛ واللام للعلة، أي لأنهم إلى ربهم راجعون. فهم يزكون ويخمسون أموالهم وقد يكون مبلغاً وفيراً لأنهم إلى ربهم راجعون. فأحدهم لا يعلم من أين اكتسب هذا المال، وفيما أنفقه، وهل ما دفعه يساوي ما في ذمته؟ ولهذا الصائم في آخر شهر رمضان المبارك يعيش هذه الحالة؛ حالة المنفق الذي يعلم أنه سيرجع إلى ربه وهو لا يعلم أنه قد غُفر له أم لا؟

الفرح بانتهاء الشهر الكريم

ومن الصائمين من ينكشف سره في يوم العيد لنفسه لا للآخرين؛ فهو لا يقول لأحد شيئا ولكنه على نفسه بصيرة. فهذا ممن يفرح بالعيد لا لأجل أنه أنجز شهراً كاملاً من الصيام، وإنما يفرح بالعيد لأنه تخلص من ثقل ترك الطعام والشراب. فلابد أن نعرف من أي الطائفتين نحن؟ لقد روي: (أَعْطِ اَلْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)[٢]؛ والتعجيل في إعطاء الجائزة والأجرة أمر مطلوب. إن الإنسان ليلة العيد لسان حاله: يا رب، هذه الليلة هي ليلة الجائزة، والجائزة تُصبح هنيئة إذا كانت معجلة؛ فأريد منك هذه الجائزة. وخير الجوائز في يوم العيد هو أن يستشعر الإنسان حالة [٣]. حاول أن تعيش هذا المعنى طوال العام، وأن تحول كل يوم من أيامك إلى عيد.

يوم العيد يوم قلق وخوف من انفلات الشياطين

ويوم العيد هو من ناحية يوم فرح ومن ناحية يوم قلق؛ لأن الشياطين المغلولة تخرج مع أذان المغرب ليلة العيد من قمقمها. فأول ليلة من شوال تتحق ليلة العيد، والإنسان مع فرحه العيد يتذكر الشياطين التي خرجت من أغلالها للانتقام ممن صام وخاصة إذا كان ممن أتقن صومه. حاول أن تناجي ربك في اللحظات الأخيرة وقبل أذان المغرب الأخير من الشهر وقل: يا رب، إنني لا أعلم ما هو حالي، فإن كنت أثبت اسمي في ديوان السعداء فلك الحمد ولك الشكر، وإن كنت أثبت اسمي في ديوان الأشقياء؛ فامح شقائي فإنك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب. عند ذلك يُرجى أن تشملك رحمة غامرة لم تكن شملتك طوال الشهر الكريم.

[١] سورة المؤمنون: ٦٠.
[٢] عوالي اللئالي  ج٣ ص٢٥٣.
[٣] مستدرك الوسائل  ج٦ ص١٥٤.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • يوم العيد هو لمن أمن من الوعيد؛ ونحن لا نعلم هل أخذنا هذا الأمان من الله عز وجل؟ ولهذا يكون المؤمن في ذلك اليوم بين الخوف والرجاء.
Layer-5.png