Search
Close this search box.
  • لوازم الأمانة في الممتلكات
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا هذه الليلة في الأموال العامة مرة انسان له مال خاص به هذا المال اذا دفع منه حقه الشرعي ولم یسرف ولم یبذر هذا الانسان لا یحاسب علی إنفاقه یقول المال مالي أخرجت منه الواجب صرفته في ما یحل اذاً لا عتاب في البین، المشکلة في من ولي مالاً عاماً صرت علی رأس مؤسسة لها مال الغیر أموال فیها صدقة فیها أموال موقوفة فیها أموال خصصت لکي یصرف في سبیل الله مال للأیتام والفقراء کل هذا المال العام ولعله ایضاً ملحق بهذا القسم علی بعض المباني الأموال التي بین أیدینا الاموال الحکومیة الموظف الذي مثلاً بیده الأموال الحکومیة الآن هنالك بحث فقهي حول الحکومات أنها تملك أنها لا تملك علی کل حال الآن علی الأقل بعض الفتوی مستقره على أنه الغش الخلل السرقة عدم التصرف القانوني في هذه الأموال خیانة لبیت المال ایضا هذا ایضا صنف من أصناف الأموال العامة حتی لو قلنا بأن هذه الاموال في زمان الغیبة تعود الی صاحب الأمر الى الولي الأعظم ایضاً لیس معنی ذلك أن یتلاعب الانسان بهذه الاموال العامه، بعد هذه المقدمة تعالوا نری تصرف امیرالمؤمنین في بیت المال قصة اميرالمؤمنين مع بیت المال قصة مفصلة الذي قتل علیاً الذي أوجب له البغضاء والعداوة أمور منها سیفه الذي قتل به الکفار والمنافقین ومنها ما کان یتصرف به في بیت المال من المساواة بین المسلمین جمیعاً الی درجة عوتب ایام خلافته یا امیرالمؤمنین لماذا تساوي بین العربي والأعجمي؟ لماذا تساوي بین الوضیع والشریف؟ الامام کأنه عاتبهم علی هذا السئوال اصلاً امیرالمؤمنین هیبته عدالته عصمته لا تسمح بهذه الجرئة ولهذا یقول أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور في من ولیت علیه؟ إن کان امیرالمؤمنین أن یخص الأبطال الشرفاء اصحاب السیف الجند هکذا متعارف أن الجند في کل بلد لهم عطاء خاص، امیرالمؤمنین یقول لو کان المال لي لسویت بینهم فکیف وأنما المال مال الله؟ لو جائك مجموعة من الفقراء کلهم في الفقر سواء هذا عربي وهذا أعجمي العاقل العادل لو کان المال ماله ماذا یصنع؟ یقسم بینهما بالسویة یقول هذا یتیم وهذا یتیم هذا أبوه عربي وهذا أبوه غير عربي ما الفرق؟ الناس سواسیة كأسنان البشر کما نعلم لا فضل لعربي علی عجمي الا بالتقوی اذاً علی علیه السلام یقول لو کان المال مالي لساویت فکیف والمال مال الله؟.
امامنا عندما تولی زمام الأمور قلنا هذه التصرفات قتلت علیاً أوجبت له التمرد رد علی المسلمین ما وزع من بیت المال بغیر وجه وقال علی علیه السلام لا یحتاج الی قسم ولکنه أقسم والله لو وجدته قد تزوج به النساء ومُلك به الإماء لرددته لو صار مهراً لزواج امرأة هذا المال المغصوب أرجعه الی نصابه فإن في العدل سعة ومن ضاق علیه العدل فالجور علیه أضیق! یقول ایها الذي لا تقبل بعدلي ما المشکله؟ العدل ضیق؟ یقول الجور أضیق! العادل في سعه؟ نعم لمن کان له عقل أو کان له قلب! امامنا علیه السلام عندما کان یری ما لا یُعجبه في هذا المجال ولو ممن یشفق علیه! أو انتم تعلمون أن النبي صلی الله علیه وآله وسلم إدخر فدکاً للزهراء صلوات الله علیها لعلم النبي أن الزهراء امیرالمؤمنين یحتاجان الی هذا المال لا لأنفسهما، فدك لو كانت في ید ائمة اهل البیت لأنتعش الفقراء لکان حولهم من الذین یرجی بهم خیر الدنیا والآخرة ولکن اُخذ حقهم! یقول انطلقت مع قنبر الی علي یبدوا هذا المنطلق کأنه أراد أن یقول يا علي لابد لك من میزانیة خاصة بك! هذا العطاء العام من بیت المال لا یکفي لك اميرالمؤمنين له مناوئون طبیعي عندما یکون علي مقتدراً مالیاً أقوی في مواجهة الخصوم وانتم تعرفون کم کانوا خصوم امیرالمؤمنین! قال هذا الذي أنطلق مع قنبر قم یا امیرالمؤمنين فقد خبئت لك حبیئة الآن لماذا أخذ معه قنبر؟ کأنه واسطة في البین قنبر کان قریبا من الامام یعني جعلت لك شيئا ممیزاً قال فما هو؟ قال قم معي یبدوا أن بعض من کان مع علي کان یتعامل مع الامام بأریحیه، قال للامام مرتین قم معي یقول فقال علي وانطلق الی بیته فإذا باسنة مملوئة جامات من ذهب وفضة یعني کیس کبیر فیها ما فیها من الذهب والفضة فقال یا امیرالمؤمنین انك لا تترك شیئا الا قسمته علی المسلمین بالسواسیة فإدخرت هذا لك هذا الکیس المملوء ذهیاً وفضة جعلته بین یدیك امیرالمؤمنین امام الإنس والجن ما المانع یتصرف بهذا الکیس من الذهب والفضة کما یراه! قال علي کلمة واحدة لقد أحببت أن تدخل بيتي ناراً کثیرا هذا الکیس فیه مال کثیر ایضا هو نار کثیر فسل سیفه فضربها أي ضرب الکیس فإنتثرت من بین إناء مقطوع نصفه أو ثلثه سیف علي یقطع الأواني الذهبیة والفضیة ایضا کما یقطع رؤوس الکافرین وقال إقسموه بالحصص کما کنا علیه کلٌ يأخذ حصته من بیت المال، واقعا هذا العظیم ما عُرف قدره عسی ولعل في عرصات القیامة یُعلم قدره کتب الی عماله الآن العمال في عرفنا الیوم مثلا ولاة المحافظات أو امراء البلدان الأخری البعیدة حکومة امیرالمؤمنین کانت واسعة ایام خلافته یقول ایها العامل ایها الوالي عندما تکتب لي رسالة هذا القلم إجعله دقیقاً لا تجعله عریضاً لئن القلم الدقیق یأخذ حبراً قلیلاً لو جعلت القلم عریضاً یأکل من حبر بیت مال المسلمین، قاربوا بین سطورکم اذا جعلتم السطور متباعدة یأکل ورقاً کثیرا اذاً وفروا الحبر ووفروا الأوراق ایضا وأحذوا عني فضولکم رسالة یمکن تؤدي مضمونها بکلمتین لماذا تطیل الرساله؟ إقصدوا قصد المعاني وایاکم والإکثار لا تکثر من الکلام المکتوب هذا ایضا یصرف الحبر والورق انظر الی علي من أين الی أين یفکر من أين الى أين فإن أموال المسلمین لا تحتمل الإضرار هذا الحبر هذا الورق مال المسلمین اجعل القلم دقیقا اجعل السطور متقاربة الذي یفکر في هذه الجزئیات کیف لا یفکر في الکلیات صلی الله علیك با أبالحسن الا لعن الله من قتلك وشرك في دمك.

اللهم احشرنا في زمرته وزمرة عیاله اللهم صلي علی محمد وآل محمد واجعل عواقب أمورنا خیرا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.