Search
Close this search box.
  • لذة مناجاة الحق المتعال
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول المناجات ودور المناجات اولاً في تقریب العبد من ربه وثانیا في کسبه الراحة في الدنیا وثالثاً الدرجات العلیا في مقعد صدق عند ملیك مقتدر طبعا هناك فرق بین کلمة المناجات وبین العبادة المتعارفة المصلي قد یصلي قد یدعوا قد یقرأ القرآن ولکنه لا یعد مناجیاً المناجات فیها معنی من معاني الخشیة من معاني الأقبال فیها تأوه فيها أنين فیها بکاء فیها تباکي المهم خطاب مع الله عزوجل مع حالة شعوریة هذا أقل ما یمکن أن نعرف به المناجات، انسان في زاویة یقرأ دعائه وذهنه یسرح یمیناً شمالاً يقرأ مثلا دعاء کمیل دعاء أبي حمزة فیها مضامین مبکیة ولکن صاحبنا یفکر في تجارته هل هذا یعد مناجیاً؟ وقد یتفق انسان ساکت یذکر الله خالیاً فتفیض عیناه هو لم یقرأ شیئا لسانه صامت ولکن قلبه یغلي من التوجه والخشیة والمحبة هذا یعد مناجیاً وإن لم یکن قارئاً لشيء من الدعاء بعد هذه المقدمة نذکر ما ورد في هذا الباب وما في مناجات امامنا زین العابدین علیه السلام في الصحیفة كل ذلك من مصادیق المناجات امامنا زین العابدین لم یکن یقرأ الدعاء قرائة وهکذا بالنسبة الی آبائه الکرام.
امیرالمؤمنین له حالات حقیقتاً لا نحن علمنا قدر امیرالمؤمنین والأعظم أن اعدائه کیف تکلموا علی امامنا خرجوا علیه وأخیرا قتلوه في محراب عبادته امیرالمؤمنین علیه السلام انظروا الی حالاته أين نحن الذین ندعي مشایعته وأين حال امیرالمؤمنین؟ أبو الدرداء یقول شاهدت علی إبن أبي طالب وقد أعتزل عن موالیه وأختفی مما یلیه وقد أستتر بشيء من النخل فأفتقدته وبُعد علي مکانه المهم اولاً درس عملي الذي یعیش في زحمة الحیاة في القیل والقال في الحدیث مع الأهل والعیال یحتاج الی خلوة مع نفسه امیرالمؤمنین رغم أنه کان علی هرم قیادة المجتمع ولکن في بعض الساعات کان یعتزل عن الناس المهم یقول أبو الدرداء ینقل مناجات مفصلة لأمیرالمؤمنین آه من نار تنضج الأکباد والکلی آه من نار نزاعة للشوی المهم أخذ یناجي ربه مناجات بلیغة الى أن سکت امیرالمؤمنین لم یناجي فقلت غلب علیه النوم لطول السهر أوقذه لصلاة الفجر هکذا طبیعي من یسکت بعد المناجات غلب علیه النوم یقول فأتیته فإذا هو والخشبة الملقاة حرکته فلم یتحرك زویته فلم ینزوي فقلت انا لله وانا الیه راجعون مات والله علي بن أبي طالب من لم یتحرك توقضه لا یتحرك هذا حال المیت فأتیت منزلاً مبادراً أنعاه فقالت فاطمة يا أبا الدرداء ما کان من شأنه کیف رأيت علیاً؟ فأخبرتها الخبر فقالت هي والله یا ابا الدرداء الغشیة التي تأخذته من خشیة الله یبدوا فاطمة علیها السلام مأنوسة بحال امیرالمؤمنین یبدوا أن هذه الحالة لعلها کانت تعتري امیرالمؤمنين في دار فاطمة لأنها لم تستغرب من نقل أبي الدرداء! المهم طبعا هذه الحالة الآن کیف تأتي کیف یغمی علی الانسان من شدة المناجات هذا یعلمه أهلها.
أوحی الله عزوجل الی داوود بي فأفرح وبذکري فتلذذ وبمناجاتي فتنعم اهل الدنیا غایة تلذذهم أن يأکل طعاماً شهیاً یدخل لقمة في المعدة غاية تلذذهم أن یشرب شراباً حلواً عصیراً کما یقال یلبس ثوباً فاخراً وأخیرا یعاشر امرأة هذا متاع الدنیا أكلة وشربة ولبس ونساء ما هو غیر هذا؟ ولکن في مناجات الله الی داوود بي فأفرح وبذكري فتلذذ! ولهذا المؤمن لا أقول المؤمن الکامل المؤمن الذي له حالة متوسطة من الخشیة وقت أذان المغرب مثلا لو قیل تعال الی أرقی مطاعم العالم نأکل وجبة في هذه الساعة یقول بعد الصلاة ممکن الآن أنت تدعوني الی الطعام لو قیل أن هناك امرأة بالحلال عُقدت علیك تعال وقت الصلاة اُجلس معها یقول ما لي ولها المؤمن لا أقول کبار المؤمنین المؤمن الذي تلذذ شیئا واقعا لا یری لذة تقاس بلذة المناجات والذکر هکذا في نداء الله عزوجل الی داوود علیه السلام.
في مناجات امامنا زین العابدین علیه السلام هذه مناجات المریدین بین وقت وآخر راجعوها من المناجیات الخمسة عشر یقول فبك الی لذیذ مناجاتك وصلوا ومنك أقصی مقاصدهم حصلوا ولهذا انا رأيت بعض المؤمنین من المؤمنین المتعارفین یقول لي یا فلان انا سمعته منه یقول انا في النهار أنتظر اللیل لا لمتعة اللیل المتعارفة یقول أنتظر اللیل لاصلي صلاة اللیل متعتي فيها هکذا قال أحدهم اذاً اخواني من مشی في هذا الطریق یرجی أن یعطی شیئا من هذه العوالم.
کلمة أخيرة وإن العبد قطعة من روایة من رسول الله صلی الله علیه وآله المؤمن الذي یرید التمیز لابد أن تکون له وقفة لیلیة وإن العبد اذا تخلی بسيده في جوف اللیل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه لماذا البعض یصطدم بالحائط یمشي في طریق مسدود لماذا یمشي في طریق التجربة والخطأ یجرب فیخطأ یجرب فیخطأ لا نور له لو کان له نور ما مشی في طریق مسدود لو کان مسدداً لما مشی في طریق في وسطه بئر لأنه لا نور له ومن لم یجعل الله له نور فما من نور هذا النور یُکتسب في مناجاة جوف اللیل فإذا قال یارب المناجات هکذا صدیقان یتناجیان امراة وزوجها لما یتناجیان ما هي النتیجه؟ هي تتکلم وهو یجیبها هو یتکلم حبیبته تجیبه وهکذا في عالم العشاق اذا ناجی ربه له جواب یقول یارب ناداه الجلیل جل جلاله لبیك عبدي سلني اعطك وتوکل علي أكفك ثم یقول لملائکته ملائکتي انظروا الی عبدي، ملائکتي انظروا الی عبدي قد تخلی بي في جوف اللیل المظلم والبطالون لاهون والغافلون ینامون فکیف اذا کان البعض في ساعة السحر یعصي ربه هذا یقول العفو العفو وصاحبنا مدمن علی الحرام ما الفرق بین المنظرین اشهدوا أني قد غفرت له.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك ابلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.