لذة المناجاة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

عامة الناس یرون لذتهم في المأكل والمشرب والمنکح وغیره وهذه اللذائذ شریکة مشترکة بین البشر وبین البهائم ولکن عباد الله الصالحین وأعني بالخواص العباد لهم لذة في هذه الدنیا الآن هذا المعنی قد لا یستوعبها البعض بعض الناس لیس بهم بلوغ باطني بعض کبار السن هم في حکم الأطفال بل أقل من ذلك رب العالمین أوحی الی داودد علی روایة امامنا الصادق علیه السلام هذه الروایة من أمتع الروایات من باب العلاقة بالله عزوجل نحن علاقتنا بالله تشوبها شائبة الخوف الهلع رب العالمین یعاقبنا یوم القیامة وهکذا ولکن المؤمن عندما یصل لدرجة عالیة تتحول علاقته الى علاقة الأنس یا داوود الخطاب الی داوود بي فأفرح وبذکري فتلذذ وبمناجاتي فتنعم کلها اصطلاحات الفرح والتلذذ بي فأفرح وبذكري فتلذذ وبمناجاتي فتنعم متع الدنیا تحتاج الی مقدمات البلاد الجمیلة یحتاج الی سفر الی مقدمات النکاح والزواج یحتاج الی مهر الی خطبة الطعام وهکذا ولکن المؤمن متی ما شاء یتلذذ الأمر سهل یسجد بین یدي الله عزوجل فیعیش هذا المعنی فدته نفوسنا امامنا زین العابدین علیه السلام یطلب من الله عزوجل هذا المعنی ومتعنا بلذیذ مناجاتك وأوردنا حیاض حبك وأذقنا حلاوة حبك وودك المضامین متقاربة مع خطاب الله عزوجل لنبي الله داوود.
وفي عبارة أخرى هؤلاء هم وصلوا الی هذه الدرجة ثم قالوها فبك الى لذیذ مناجاتك وصلوا ومنك أقصى مقاصدهم حصلوا طبیعي هذه المناجات لا تکون في سخب العیش الأطفال من حولك الزوجة بجوارك طبیعي المجال قد لا یتاح لمثل هذه المناجات الممتعة المؤمن عندما یأتيه اللیل یغتنم الفرصة یقول هدأت الأصوات وسکنت الحرکات وخلی کل حبیب بحبیبه وإن العبد اذا تخلی بسیده في جوف اللیل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه فإذا قال یارب هذه الروایة اجعلوها في بالکم قل کلما قلت یارب في ليالي الجمع هکذا نکرر کلمة یارب في مناجات امیرالمؤمنین الروایة عن النبي اذا قال یارب ناداه الجلیل جل جلاله لبیك عبدي أنت في المیقات تقول لبیك اللهم لبیك ولکن في جوف اللیل رب العالمین یقول لك لبيك يا له من موقف لبیك عبدي سلني اعطك وتوکل علي أكفك ثم یقول جل جلاله للملائکة ملائكتي انظروا الی عبدي قد تخلی بي في جوف اللیل المظلم والبطالون لاهون والغافلون ینامون إشهدوا أني قد غفرت له، قد تنزل في منزل کما یقال في فندق هذه الایام في عاصمة أجنبیة في أسفل هذا المکان في جوف اللیل رقص وطرب ومجون الغرف فیها منکرات وأنت العبد المؤمن في جوف اللیل هکذا تصنع هنیئا لك إن وقعت في مثل هذا الموقع رب العالمین یقول إشهدوا أني قد غفرت له.
روایة أخيرة منعشة نحن عندما نتاجي غایة ما ینتابنا تنتابنا حالة البکاء الشدید الدمعة الغزیرة ولکن ماذا حال امیرالمؤمنین في جوف اللیل؟ انا الروایة عندما قرأتها حقیقتاً بدرجة لا أبالي رق قلبي لأميرالمؤمنين کم کان مظلوماً زمان رسول الله یقول کنا جلوساً في مسجد النبي الروایة عن عروة بن الزبیر فتذکارنا أحوال اهل بدر وبیعة الرضوان فقال أبو الدرداء یا قوم الصحابة یتحدثون في ما بینهم یا قوم الا أخبرکم بأقل القوم مالاً وأکثرهم ورعاً وأشهدهم اجتهاداً في العبادة قالوا من هو؟ قال علي بن أبي طالب أين الرقه؟ یقول فوالله إن کان في جماعة ذلك المجلس الا معرض عنه بوجه! عندما ذُکر علي يبدوا الکل أعرض بوجهِ ما هذا الحقد لأميرالمؤمنين لا أدري! ثم أنتدب له رجل یقال له عویمر قال لقد تکلمت بکلمة ما وافقك علیها أحد یعني يا ابا الدرداء قلت کلاماً لا یوافقك عليه أحد ثم أبو الدرداء رحمه الله أخذ یصف حال امیرالمؤمنین لعل القوم ینتابهم التأثر یقول أبو الدرداء رأيت وشاهدت علي بن أبي طالب بسویحات بل النجار وقد أعتزل عن موالیه وأختفى ممن یلیه وقد أستتر يعني بین النخیل فأفتقده واذا بأبي الدرداء یسمع مناجات امیرالمؤمنین وهو یقول آه من نار تنضج الأکباد والکلی آه من نار نزاعة للشوی آه من غمرة في ملهبات لضی ثم أمعن في البکاء فلم أسمع حساً ولا حرکة فقلت غلب علیه النوم لطول السهر أوقضه لصلاة الفجر یقول فأتيته فإذا هو کالشخبة الملقاة حرکته فلم یتحرك زویته فلم ینزوي فقلت انا لله وانا الیه راجعون مات والله علي إبن أبي طالب أتيت منزله أنعاه یا فاطمة فقالت فاطمة یا أبا الدرداء هو ذهی لینعی علیاً عند فاطمة قالت فاطمة ما کان من شأنه وقصته؟ فأخبرتها الخبر فقالت هي یا والله یا أبا الدرداء الغشیة التي تأخذه من خشیة الله فاطمة تعلم أسرار امیرالمؤمنين الزوجة تعلم أسرار زوجها یبدوا رأت هذا المنظر کثیراً علي یغشی علیه من مناجات الله ثم أتوا بماء فنضحوه علی وجهه فأفاق فنظر الي وانا أبكي فقال ما بکائك يا أبو الدرداء؟ قال مما أراه تنزله بنفسك فقال یا أبا الدرداء فیکف لو رأيتني وقد دُعي بي الی الحساب وأحتوشتني ملائکة غلاظ شداد الی آخره یختمها أبو الدرداء بقوله فوالله ما رأيت ذلك لأحد من اصحاب رسول الله، تفرد بالمناجات تفرد بالعلم تفرد بالشجاعة تفرد بمصاهرة رسول الله تفرد بأبوته للحسنین ومع ذلك أخيرا یُقتل في محراب عبادته مظلوماً غریبا.

صلی الله علیك يا أبالحسن صلی الله عليك يا أمیرالمؤمنین یا سيدي ویا مولاي أشهد علينا في الدنیا انا أحببناك وتبرأنا من اعدائك اذکرنا ساعة الموت ساعة الحشر علی حوض الکوثر لتسقینا شربة هنیئةً لا نضمأ بعدها ابدا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.