كيف نكتشف الخارطة الباطنية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو دورك في إحياء الشعائر؟
لابد للمؤمن الذي يعمل على إحياء الشعائر الإلهية أن يقطف ثمرة ذلك الإحياء، والثمرة هي تقوى القلوب كما ذكرها سبحانه في كتابه. فقد قال عز وجل: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ)[١]؛ فالشعائر عمل في الخارج كالطواف والسعي والذهاب إلى عرفة وإلى آخر ذلك تنتهي إلى تغيير قلبي عبرت عنه الآية الشريفة بـ (تقوى القلوب).
والصلاة هي من الشعائر التي اشترك فيها الأنبياء جميعهم. عندما أمر الله سبحانه موسى (ع) بما أمره كان من جملة ما أمره به: (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ)[٢]، وكان عيسى (ع) يقول: (وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيࣰّا)[٣] وكذلك الأمر في سائر الأنبياء (ع). إن الصلاة هي الحبل المتصل بين الأرض والسماء ولا غنى لأحد من المؤمنين عنها في كل دهر وزمان.
من هو الحسيني المتميز؟
والحسيني المتميز، متمسك بهذه العروة والشعيرة. وكلما ازداد تميزاً في الصلاة، ازداد تميزاً في حبه للحسين (ع) وكلما ازداد تميزاً في حبه للحسين (ع) ازداد تميزا في صلاته. فلا ينبغي لأصحاب المواكب مثلا، الذين أعياهم التعب في خدمة الزائرين أن يتهاونوا في أمر الصلاة، فلا يدعهم ذلك التعب والسهر أن يُفوتوا صلاة الصبح بغض النظر عن قيام الليل. إن الحسين (ع) كان يُقاتل في يوم عاشوراء من جانب وعينه على السماء من جانب آخر، وقد صلى في أول الوقت آخر صلاة صلاها وهي صلاة الزوال ولم يتعلل بالدم والجراح لكي يؤخرها.
شهر صفر هو المتمم لشهر محرم الحرام…!
إن شهر صفر هو المتمم لشهر محرم الحرام. فإذا كان شهر محرم هو شهر الشهادة، فشهر صفر هو شهر الإعلام الحسيني الذي رفع لوائه ركب السبايا. فلولا هذا الركب؛ لدُفنت قضية عاشوراء في رمال كربلاء. لقد ظن الأعداء أنهم بقتلهم الحسين (ع)، قد انتصروا وانتهت المعركة، ومُحيت المعالم؛ ولكن شاءالله عز وجل أن يُخلد هذه الواقعة من خلال امرأة أسيرة، وإمام أسير. لقد فضحت خطبة السيدة زينب (س) وخطبة الإمام زين العابدين (ع) كل هذه المحاولات وقد خلدت هذه الخطب وستبقى إلى يوم القيامة تكشف الحقائق التي أراد الأعداء طمسها.
كيف نحول تقوى القلوب إلى عمل في الجوارح؟
ينبغي أن نعلم أن القلب المتقي لا يدعو إلى العمل بالضرورة. فقد يكون القلب نظيفا لا يحمل الحقد وكما يُقال في العرف: قلب طيب؛ إلا أن صاحبه ليس من عبيد الله عز وجل. إننا كما نهتم بهذا الجسد الظاهري والهيكل العظمي، لابد وأن نعرف ما هو خلف هذا الجسد. إن الله سبحانه يقول عن خلق هذا الجسد الظاهري: (ثُمَّ خَلَقۡنَا ٱلنُّطۡفَةَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡعَلَقَةَ مُضۡغَةࣰ فَخَلَقۡنَا ٱلۡمُضۡغَةَ عِظَٰمࣰا فَكَسَوۡنَا ٱلۡعِظَٰمَ لَحۡمࣰا ثُمَّ أَنشَأۡنَٰهُ خَلۡقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ)[٤]. فهذا الجسد هو هيكل عظمي مغطى باللحم وبين طياته عروق تنقل الدم وأعصاب تنقل الأحاسيس، وهذا الجسد مغطى كله بجلد أبيض أو أسود.
وهذا الجسد مما لا يغتر به العاقل. وقد وصف سبحانه في كتابه هذا الماء؛ بالماء المهين. وهو نجس فقهيا؛ فلو أصاب بدنك أو ثوبك، فلابد من أن تطهره للصلاة. ووصفت الروايات هذا الجسد الظاهري والبدن المادي قائلة: (مَا لاِبْنِ آدَمَ وَاَلْعُجْبَ وَأَوَّلُهُ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ وَهُوَبَيْنَ ذَلِكَ يَحْمِلُ اَلْعَذَرَةَ)[٥]. إن الروح لو فارقت هذا الجسد خاصة في أيام الحر، تغيرت رائحته سريعا وطلب أهله التخلص منه ودفنه. فلو نظرنا إلى الإنسان بهذه النظرة لوجدنا أنه لا ينبغي له الاغترار بنفسه. ولسنا نقول: إن الإنسان موجود حقير، فقد قال سبحانه عنه حين خلقه: (فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ).
فلابد من أن نكتشف ما وراء هذا البدن المادي الذي سيُصبح طعمة للديدان مهما اهتممنا به وطيبناه وقويناه بالألعاب الرياضية والأولمبية وما شابه ذلك. فلابد من أن نهتم بما يبقى من هذا البدن وهي الروح. وعندما نقرأ في الدعاء: (اَللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ اَلْأَرْوَاحِ اَلْفَانِيَةِ وَاَلْأَجْسَادِ اَلْبَالِيَةِ وَاَلْعِظَامِ اَلنَّخِرَةِ)[٦]؛ فنعني بالفناء الخروج من الدنيا؛ فالروح لا تفنى وهي باقية أبد الآبدين. ولابد لنا من خارطة نسير عليها؛ فمن لا خارطة له، لا بناء له. وكلما أتقنا الخارطة، كان البناء أكثر إتقانا، وأفخم.
من هو أمير وجودك؟
إننا نستطيع القول: أن في وجود كل واحد منا أمير ورعية ومستشارون. إن لكل رئيس أو وزير مستشار أو أكثر من مستشار؛ فمنهم المستشار الثقافي ومنهم المستشار السياسي وإلى آخر ذلك. وأمير وجودك غير مستثنى من هذه القاعدة. أما الأمير في باطنك؛ فهو القلب الذي يحب ويبغض. فإذا صار القلب محبا، أصبح هو المتحكم ولذلك روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (حُبُّكَ لِلشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ)[٧].
إننا نجد الشاب يتعلق بفتاة لا تناسبه ولها تاريخ غير مشرف ولكنه من أجلها يضرب والديه وأهله وعشيرته عرض الجدار من أجلها. فهو يريد أن يصل إلى ما يريده القلب بأي ثمن. وكذلك الأمر إذا صار القلب مبغضا. لقد أتتني رسالة من أحدهم يقول فيها: إنني متألم من أبي كثيرا، فهل أستطيع أن أقتله رميا بالرصاص أو أدس له السم أو ما شابه ذلك؟ إنه البغض، يفعل بالإنسان أكثر من ذلك. ما الذي يحرك العاشق والمبغض؟ إنه قلبه.
لماذا تشبثت بالصورة وتركت المصور؟
ولست في مقام ذكر قصص العشاق ولكن استحييت من نفسي عندما سمعت بقصة شاب كان يصلي خلفي هو ومحبوبته في مسجد من المساجد، فقال لي: إنني أذهب إلى الشقة التي تسكنها وأنتظر الليل كله عسى أن تفتح النافذة – فيبدو أنها كانت خائفة من أهلها – وتنظر إلي نظرة كريمة يسكن إليها قلبي، فأعود أدراجي إلى منزلي. كم يوصي العلماء بصلاة الليل، فيعتذر الشباب بأن النوم يغلب عليهم ولكن هذا الشاب كان يحيي ليله بهذه الطريقة…! انظر ماذا يفعل الحب إذا ملك القلب. لو كان في قلب أحدنا معشار معشار هذا الحب تجاه مبدأ الفيض، وعلام الغيوب، ومن كل هذا الجمال في العالم من جمال الطبيعة وجمال الوجوه رشحة من جماله؛ لانتظمت أمورنا ووصلنا إلى قمة الكمال. كيف يترك الإنسان المجمل ويتمسك بالجمال؟ كيف يتمسك باللوحة ويترك الرسام؟ أليس الله سبحانه هو المصور؟
هل اطلعت على خارطتك الباطنية؟
فلابد من اكتشاف الخارطة الباطنية. إن الواحد منا قد يذهل عندما يطلع على خارطته الباطنية؟ فقد يرى الوزير معزولا، ويطلع على فساد الجنود وانحراف الأمير…! كم يتألم وهو يرى أن العمر قد مضى أكثره ولكنه اكتشف لتوه فساد مملكته الباطنية؟ ولابد هنا من انقلاب عسكري وثورة حقيقية على النفس. إن الله سبحانه يقول: (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارࣰا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ)[٨]. قد يفكر البعض في البلاد والعباد وفي كيفية مقاومة الأعداء والثورة والحراك السياسي؛ وهو لا يستطيع أن يسوس نفسه التي بين جنبيه، ولم يربها يوما ما. كيف يُمكن لأحد أن يُفكر في تربية الأمة وهو فاشل؟ ففاقد الشيء لا يُعطيه.
كم من عقل أسير تحت هوى أمير
إن هذا الأمير الباطني هو الذي يتحكم وهو الذي يأمر وينهى ولو على خلاف رأي الوزير الحكيم. إن في داخل كل واحد منا وزير حكيم وهو العقل ووزير آخر هي الفطرة ووزير خارجي وهم الأنبياء؛ ولكن قد يأمرنا القلب بأمر نُخالف فيه كل هؤلاء الوزراء الحكماء. فقد ترى أستاذا في كلية الطب يُلقي محاضرة على طلابه في مضار التدخين ثم يخرج من القاعة ويُشعل سيكارة ويبدأ بالتدخين. وإذا عاتبته قال لك: إن قلبي يأمرني ولا أستطيع أن أقاومه…! قيل لأحدهم: إن التدخين يضر برئتك، فقال: وهل أريدهما لغير التدخين؟! هل يستيطع هذا الإنسان أن يُقلع عن التدخين؟ وهذا القلب المولع بالتدخين هو السلطان المتحكم الذي لا يستطيع أن يفلت من قبضته والأمر أشد سوءا في المخدرات. إن الشاب يتعاطى هذه المادة المخدرة فيصبح مدمنا من أول استعمال.
وقد يكون هذا الشاب صاحب رسالة جامعية أو خريجا من جامعة كبيرة ولكنه يترنج كالمجانين. وهذا الشاب يأتي بالفضيحة إلى أهله؛ فلاهو ميت ولا هو حي يُعتمد عليه. إن من هؤلاء من يسرق والده إذا لم يستطع توفير المخدرات ويصل الأمر بالبعض أن يبيع زوجته. إن العقل والفطرة يمنعانه من ذلك ولكن يأبى لأنه أسير هواه. إن العقل يقول له: أتهلك نفسك من أجل متعة ساعة؟ والقلب الذي أصبح أميرا مجنونا يقول له: إنني أحب هذا السم القاتل.
لا تنفعك الأعمال مع هذا الأمير الفاسق…!
قد تكون ممن يُقيم الشعائر ويخدم في المواكب ويُطعم الطعام ويلطم على الصدر ولكنك ميبتلى بأمير من هذا السنخ، فما عساك أن تفعل؟ إن الشيطان هو الذي يأمرنا ببعض أعمال الخير أحيانا. إنه إذا رأى أمير البدن فاسقاً لا عقل له ومجرماً، يقول: الطم على صدرك ما شئت فلن ينفعك هذا اللطم وإن احمر جلدك ما دام الأمير فاسقا. إننا نرى فيبعض البلدان يروجون للفساد لكي يبقى الأمير متحكما بالشعب؛ فهو لا يخاف من الصلاة والصيام، وإنما يخاف من الوعي الشبابي.
ما هو الإصلاح الذي كان يريده الحسين (عليه السلام)؟
إن الحسين (ع) لم يثر ولم يضحِّ بأصحابه وبالعباس (ع) من أجل الإطاحة بحكم يزيد فحسب؛ فما وزن يزيد؟ إنه قذرة من القاذورات، ولكنه خرج لطلب الإصلاح في أمة جده، وكان الإصلاح متوقفا على الإطاحة بيزيد. ولكنه هل كان مراده الإصلاح السياسي والحكومي فحسب؟ هل خرج من المدينة وهو يبحث عن الحكم أم خرج مع علمه بمصيره هو وأهل بيته؟ فقد يقول البعض: إنه خرج لأنه كان يعتقد أن أهل الكوفة معه ولكنه تفاجئ بخذلانهم، وهذا ينم عن جهل في القائل.
لأن الإمام (ع) هو الذي ذكر لأخيه ابن الحنفية أن الله سبحانه شاء أن يراه قتيلا وقد ذكر في كثير من المواقع علمه بمصيره واستعداده للموت منها قوله (ع): (اَلْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ اَلْقِلاَدَةِ عَلَى جِيدِ اَلْفَتَاةِ وَمَا أَوْلَهَنِي إِلَى أَسْلاَفِي اِشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ وَخُيِّرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيهِ كَأَنِّي بِأَوْصَالٍ يَتَقَطَّعُهَا عُسْلاَنُ اَلْفَلَوَاتِ بَيْنَ اَلنَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلاَءَ فَيَمَلَأْنَ مِنِّي أَكْرَاشاً جَوْفاً وَأَجْرِبَةً سُغْباً لاَ مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ)[٩]. لقد كان إصلاح الباطن من أهم الأهداف التي توخاها الحسين (ع) في ثورته.
المحاسبة عند الحسين (عليه السلام)
إن عين الحسين (ع) على القابليات تحت قبته الشريفة؛ فكثير من الناس دخلوا وهم من أفسق الفسقة وخرجوا وقد أصبحوا من أعدل العدول، لا بحركة إعجازية مثلا وإنما بالعمل والتوفيق. وإن كان (ع) قد قلب الحر رأسا على عقب بنظرته الكريمة. حاول عندما تدخل الحرم الشريف أن تحاسب نفسك في زاوية من زواياه على ما فعلته في السنة الماضية. سل نفسك: ما الجديد في حياتك؟ هل تحسنت صلاتك في هذا العالم؟
هل تحسن حجابك أيتها المؤمنة؟ هل تحسنت علاقتك مع الناس؟ قد يقول أصاحب المواكب: في العام المنصرم كانت ضيافتنا متواضعة، وقد قدمنا هذه السنة اللحم والكباب…! نعم هذا عمل حسن وله أجره ولكن هل يُعد هذا تغييرا باطنيا؟ ما شأن تغيير لائحة الطعام وتوسيع الخيمة والموكب بذاتك؟
وما أجدر بصاحب الموكب والخدمة أن يقولوا عندما يأخذ التعب منهم مأخذه آخر الليل: يا أبا عبدالله، أطعمنا زوارك طعاماً ظاهرياً، فأطعمنا طعاماً باطنياً. ألا تظن أن هذا الكلام يُغير الموازين في حياتك؟ كانت لي ذات يوم حاجة مهمة فتوجهت إلى العباس (ع) وخاطبته بخاطب عفوي شعبي: يا مولاي، أنجز لي طلبتي إن كنت تحبها وإلا فلا، وما أصبح الصباح حتى أنجزت طلبتي. وما يضرك لو اتخذت الإمام منصة للانطلاق كتلك التي تنطلق منها الصواريخ؟
حرم الحسين (عليه السلام) منصة للانطلاق
إن حرم الحسين (ع) منصة لانطلاق الصواريخ العرشية. فانطلق من تحت القبة إلى عالم الغيب، ولا تركز على المعدل الجيد والزوجة الصالحة والمال والمنزل وما شابه ذلك من الأمور الفانية فحسب. خاطب الإمام (ع) قائلا: (يَا مَوْلاَيَ حَاجَتِي اَلَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي فَكَاكُ رَقَبَتِي مِنَ اَلنَّارِ)[١٠]، وتمتم ما تعقب به في شهر رجب: أعطني بمسألتي إياك، جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة؛ فهو دعاء جامع للدنيا والآخرة.
واعلم أن القلب الباطني ليس بيدك. إن الطبيب بإمكانه أن يعالج لك القلب الظاهري إذا تعرض إلى مرض أو علة وذلك أن يفتحه بالأدوات الجراحية المعروفة ويزيل العلة من خلال العملية ولكن كيف تقوم بعملية لقلب لا يُرى بأدوات لا تُرى أيضا؟ لو قيل لطبيب: ندعوك لإجراء عملية جراحية لقلب لا يُرى في غرفة عمليات لا تُرى وبأدوات جراحة لا ترى؛ أفلا يسخر منك هذا الطبيب؟ ولذلك ينبغي أن تكل أمر القلب إلى خالقه وتناجي ربك قائلا: (اللهم ارزقني حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني إلى قربك)؛ أي يا رب، أنت المتحكم وأنا المحاول، والضربة الأخيرة هي لك لا لغيرك.
خلاصة المحاضرة
- لابد للمؤمن الذي يعمل على إحياء الشعائر الإلهية أن يقطف ثمرة ذلك الإحياء، والثمرة هي تقوى القلوب كما ذكرها سبحانه في كتابه. فالشعائر عمل في الخارج كالطواف والسعي والذهاب إلى عرفة وإلى آخر ذلك تنتهي إلى تغيير قلبي عبرت عنه الآية الشريفة بـ (تقوى القلوب).
- إن في داخل كل واحد منا وزير حكيم وهو العقل ووزير آخر هي الفطرة ووزير خارجي وهم الأنبياء؛ ولكن قد يأمرنا القلب بأمر نُخالف فيه كل هؤلاء الوزراء الحكماء. وهنا يكون القلب أميرا وأولئك أسرى بيده لا يملكون معه رأيا ورأيهم لا يُطاع.