• ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف نبعث أنفسنا من جديد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ننظر إلى سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)؟

يتناول البعض منا سيرة أئمة أهل البيت (ع)، وكأنه ينظر إلى لوحة جميلة، وغاية ما يفعله أن يعلقها في قلبه. ولكن هل ينبغي أن نكتفي بهذه النظرة البسيطة وأن نفتخر بالنبي وآله (ص) من دون أن نتخذهم أسوة في الحياة ونتقدي بهم في جميع أحوالهم وشئونهم؟ ولذا قال سبحانه: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ)[١]، ليحث المؤمنين على ضرورة هذا الاتباع والتأسي. ولابد أن يكون هم المتأسي بلوغ القمة، وإن لم يستطع الوصول إليها في الحقيقة، ولكنه يسارع الخطى وتتضاعف همته لنيل أعلى نقطة في هذا الجبل، ولا يكتفي بالوصول إلى السفح.

ما المانع من أن يصل المؤمن إلى أقرب مستوى للنبي وآله (ص) لا إلى مستواهم الذي لا يُمكن الوصول إليه بحال من الأحوال؟ ما المانع من أن تتضاعف الهمة وتزيد من السرعة، لبلوغ أقرب مستوى وتكون الأقرب فالأقرب؟ إننا قد لا ندرك أهمية التأسي بهم إلا إذا بلغت الروح الحلقوم، عندها يتمنى كل واحد منا، لو كان أفضل مما كان عليه، ولات حين مناص. إنه يتمنى ذلك في ساعة ليست ساعة تعويض أبدا، وسيموت بحسرته هذه التي لن يسلم منها أي إنسان في ساعة الموت.

كيف نقرأ سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)؟

وعند الحديث عن النبي الأكرم (ص) نقسم الحديث إلى محطات ثلاث، الأولى: البعثة النبوية الشريفة. الثانية: الهجرة إلى المدينة المنورة. الثالثة: ما جرى عليه في السنة الأخيرة من عمره الشريف كحجة الوداع والقضية الغدير والوصية لأمير المؤمنين (ع).ويجدر بنا الإشارة إلى أن ولادة النبي (ص) حدث من أعظم الأحداث، ولكننا عندما نتحدث عن الجوانب العملية في حياة النبي (ص)، فلا نتحدث عن ولادته الشريفة؛ فقد كان إذ ذاك طفلا على صدر آمنة لم تقترن ولادته بأحداث عملية. وإن كانت ساعة الميلاد مرحلة جديدة في تاريخ البشرية؛ إلا أن التغيير الفعلي كان في المبعث الشريف، عندما نزل من غار حراء وهو يحمل الرسالة الخاتمة.

أما المحطة الأولي؛ فهي البعثة النبوية الشريفة التي وقعت في شهر رجب الأصب، وقد تحول (ص) من عابد في غار حراء أو حول الكعبة، إلى خاتم الأنبياء والمرسلين.

ما هو الدرسي العملي من البعثة النبوية الشريفة؟

ليحاول كل واحد منا أن يصل إلى هذه النقطة الجوهرية؛ نقطة الابتعاث في وجوده. إننا بالتأكيد لا نتحدث عن النبوة التي أغلق بابها من بعد النبي الأكرم (ص)، ولكن ما المانع من أن تسأل الله عز وجل بلوغ هذه النقطة من جانب وأن تعمل على تحقيقها من خلال الابتعاد عن المحرمات والعمل بالخيرات؟

يأتيني من يسألني على باب الحرم الشريف في إحدى المشاهد الدعاء له، ثم يخرج من الرحم وينظر إلى ما لا يجوز النظر إليه…! الدعاء حسن ولكنه كالرياح التي تدفع السفن الشراعية في البحر. إذا لم يكن ثمة سفينة سليمة ولم يكن ثمة أشرعة، فماذا تنفع هذه الرياح؟ إن هذه الأدعية تحرك الإنسان الذي قد أعد نفسه وأوجد في نفسه قابلية، بغض النظر عما لهذه الأدعية والزيارات من أجر وثواب. فنحن نتحدث عن التغيير الجوهري الذي نريده من هذه الأدعية والزيارات.

طالما ذهب المؤمن إلى الحج والعمرة وزيارة المشاهد المشرفة، ثم رجع إلى المربع الأول. يذهب إلى الحج والعمرة أو مشيا على الأقادم إلى زيارة الحسين (ع) وفيه كذا خصلة سيئة ثم يرجع ولم ينقص من تلك الخصال خصلة واحدة. والكثير من الناس يفقدون مكاسب شهري محرم وصفر العظيمين، في شهر ربيع الأول.

لماذا لا نوجد في أنفسنا هذا التحول الجوهري؟

لقد تحول النبي الأكرم (ص) عند البعثة الشريفة من رجل معروف بين الناس بالصادق الأمين وعابد لله على الحنيفية، إلى ما وصفه الله به: (شَٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِيرࣰا * وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجࣰا مُّنِيرࣰا)[٢]، وأصبح يتلقى الوحي وينزل عليه القرآن. ولابد أن يبحث كل واحد منا عن نقطة البعث في حياته وفي قلبه، فيقوم بثورة على نفسه وانقلاب داخلي ينتهي ببعثه من جديد. ولذا قد جعل الله في شهر رمضان المبارك الذي هو خير الشهور، ليلة بعنوان ليلة القدر لكي يتكامل فيها المؤمن تكاملاً جوهرياً بما لا يستطيعه في ألف شهر. وكأنك في هذه الليلة، تُعطى عمراً جديداً.

ما هي معالم هذا الانقلاب الداخلي؟

أولا: التمرد على عالم الهوى والشيطان. وهما عدوان ينهشان من وجودنا، فلابد في أول الطريق؛ أن تطرد الشيطان من مملكة الوجود. ما معنى أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم؟ هل هذه الكلمة لقلقة يقرأها القارئ قبل قراءة القرآن؟ إن كانت لقلقة فهي بالتأكيد لا تخيف الشيطان، وإنما يحتاج المتعوذ إلى خطوات عملية.

لو كنت في صحراء وأحاطت بك السباع من كل جانب وكانت أمامك قلعة، وأراد أن تعوذ بها، ماذا كنت تفعل؟ تجري بسرعة باتجاه هذه القلعة لتدخل فيها وتغلق الباب على نفسك. عندها تتنفس الصعداء وتعشر بالأمن والاطمئنان. ولكن ماذا لو أخذت سبحة والسباع من حولك وأن تقول ألف مرة: أعوذ بالقلعة من شر السباع الضارية؟ لأصبحت لقمة سائغة لهذه السباع ولأكملت الذكر وأنت في بطونها…!

إن الاستعاذة حركة حقيقة تتمثل بالإنابة إلى الله عز وجل. والخوف من النفس والشيطان هو الذي يدفع الإنسان إلى الاستعاذة بالله منهما. لو علمت أن الشيطان يجري فيك مجرى الدم في العروق، لخفته ولاستعذت بالله صادقا من شره. لو وجد أحدنا في بدنه عارضا من مرض، لذهب إلى أرقى المصحات في العالم إن أمكنه ذلك، طلبا للاستشفاء من جرثومة دخلت في جسمه مثلا. فيكف لا نستيعذ ممن يجري في عروقنا؟ كيف لا نتخذه عدوا؟ كيف لا نستعمل المضادات الحيوية لردعه؟

كيف نطرد الشيطان من ساحة الوجود؟

ألا نبالي بوسوسته ولا نصغي إلى هواجسه. إن المؤمن إذا وصل إلى درجة متوسطة في الإيمان لا عالية، يميز بين الهاجس الرحماني والشيطاني. فإن صدر من أخيك فعل، فاحمله على أحسن الوجوه، فإن سوء الظن به هاجس شيطاني. إننا كثيرا ما نكون بين مفترق طريقين؛ بين الهدى والهوى، فإذا كان الشيطان هو المسيطر في مملكة الوجود، ظلننا أسراء الهوى وكنا كما قال عز من قائل: (أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَكِيلًا)[٣]

لو تأملنا سيرة النبي الأكرم (ص) وجدنا له حركتان؛ عبادية وتأملية. إننا لسنا في مقام التحليل، فبعض الخصوصيات النبوية لا يعرفها إلا النبي وآل النبي (ص)، وإنما ننظر إلى هذه القمة من بعيد.

لماذا العبادة في الغار؟

لماذا ترك النبي الكعبة المشرفة التي هي مظهر العبادة وإرث جده إبراهيم (ع) وذهب إلى غار حراء الذي لا يصعد إليه البعض من الحجاج تعبا أو خوفا من السقوط؟! لماذا كان يأنس بهذا المكان وينتقل منه إلى الكعبة ومنها إلى الغار؟ إنني أحتمل – ولله العالم – أنه كان مكانا للخلوة والتفكر، ولم يكن ثمة من يزاحمه من الجهلة كأبي جهل وأبي لهب وأتباعهما. فلم يكن في الغار إلا هو وربه، وحتى السيدة خديجة (س) لم تكن تلازمه في هذا الغار بحسب الروايات. فإذا كانت للنبي الأكرم (ص) عبادة وتفكر، وخلوة وجلوة، فلم لا تتأسى به في ذلك؟

إننا نجد من هو مدمن العبادة ولكن من دون تفكر؛ فهو يصلي النوافل ويذكر الله ويسبحه، ولكن من دون عقل وتعقل. وهذه العبادة معرضة لآفة الرياء بالتأكيد. أما التفكير فلا رياء فيه، فكيف يرائي المتفكر؟ نعم، من الممكن أن تصلي رياءً أو أن تحج رياءً؛ ولكن التفكر أمر لا يكون إلا بينك وبين الله عز وجل. فيُمكن القول في الفرق بين العبادة والفكر؛ أن الأولى في مرمى الشيطان من حيث إمكان تعرضها إلى الرياء، بخلاف التفكر.

كيف انتفعنا بمؤلفات الشهيد السيد محمد باقر الصدر؟

ثم إن نتيجة الفكر تنتقل إلى الآخرين، بخلاف العبادة التي هي مسألة فرديو. فلو قمت الليل وأغمي عليك في جوف ذلك الليل من خشية الله عز وجل، ما الذي ستستفيده منك زوجتك أو مجتمعك؟ أما أهل الفكر، فإن نتاجهم يظهر للعالم. تصور لو لم يقم الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه بكتابة فلسفتنا واقتصادنا؛ الكتابين اللذين لعبا دورا مهما في توعية المسلمين إبان الفترة العصيبة للمد الشيوعي والإلحادي؟ لو أن صاحب الكتاب أقام آلاف الليالي ما كنا نستفيد نحن في تلك الفترة؟ ولكن خط بيمينه ما سيظل يستفيد منه كل البشر. وهذان الكتابان، من خير الكتب في مواجهة المد الإلحادي إلى يومنا هذا. وكذلك استلهم المسلمون من كتابه البنك اللاربوي في الإسلام وأسسوا بنوكا إسلامية. إنني لست في مقام التزهيد في العبادة، ولكنني أؤكد على العبادة والتفكير معا.

لا يتم الانقلاب الداخلي إلا بهذه الصورة

والانقلاب الداخلي الذي تحدث عنه آنفا، لا يتم إلا بالتفكير. إنني أرى من المؤمنين من نستطيع أن نصفهم بحمامات المسجد، إذا لا يغيب الواحد منهم عن فريضة من الفرايض تقام في بيت الله عز وجل؛ ولكنه لا يتورع عن الغيبة وعن الكذب والنميمة، وتجد فيه خصال من الشر لا توجد في غيره. فمن الممكن أن يكون الإنسان متعبداً ويبقى على هفواته كما كان بلعم بن باعورا الذي قال عنه سبحانه: (وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ * وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلۡكَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُكۡهُ يَلۡهَث)[٤].

والتاريخ مليئ بصور الارتداد عن الجادة، فممن واجه أمير المؤمنين (ع) كان من أصحاب رسول الله (ص) ورفع السيف مدافعا عن النبي (ص)، وبالسيف ذاته قاتل وصيه (ع). أما الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين (ع) في نهروان، فكانت على جباههم آثار السجود، وقد تورطوا في دم أمير المؤمنين (ع) لاحقا.

من الأمثلة على التحول الجوهري والانقلاب الباطني، ما يُذكر عن سارق كان يسرق منازل الناس في الليل في الأزمنة السابقة. وكانت الليالي في تلك العصور مظلمة حيث لا إضاءة ولا كهرباء ولا ما شابه ذلك؛ فكان الليل ربيع السراق ينتقلون فيه من بيت إلى آخر بحثاً عن بغيتهم. إن هذا السارق خرج ذات ليلة كعادته يتنقل بين المنازل وإذا به يسمع تالياً للقرآن الكريم – وقد أراد الله عز وجل أن يهديه، فلم يكن الأمر محض صدفة – وهو يقرأ قول الله عز وجل: (أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ)[٥]، فصاح: بلى، قد جاء وقت التوبة وصار من العباد.

كلمة من أستاذ قلبت التلميذ رأسا على عقب

ولقد أدركت أستاذاً وتلميذاً من كبار القوم، كان قد رأى الأستاذ تلميذه في حال غفلة ما، وكان التلميذ صاحب مقام عال ولكن العلماء كما قال سبحانه: (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ)[٦]، فقال له الأستاذ كلمة قلبته رأسعا على عقب ولا أستبعد أن الكلمة جعلته يرتقي ليصبح أفضل من أستاذه، وكلمته هي: ما لهذا خلقنا. لو دخلت على أحدهم وهو يشاهد البرامج اللاغية اللاهية في التلفاز وقلت له: ما لهذا خلقنا، فمن المفترض أن يشعر بما شعر به اللص عندما سمع تلك الآية إذا كان له عقل. إن المؤمن في شغل عن الفكاهة وإذا ما تعب، كانت فكاهته الحكمة والموعظة.

ساعة تفكر عند التعقيب

فاجعل لنفسك ساعة تفكر فإنها ساعة لا تغني عنها العبادة. وخير الأوقات للتدبر والتفكر بعد الصلوات الواجبة. لقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (لَوْ يَعْلَمُ اَلْمُصَلِّي مَا يَغْشَاهُ مِنْ جَلاَلِ اَللَّهِ مَا سَرَّهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ)[٧]، فلماذا تستعجل القيام من على سجادتك بعد الصلاة؟ توقف قليلا وسبح بتسبيحات الزهراء (س) وعقب واسجد سجدة الشكر، ثم اجلس بين يدي الله عز وجل عشر دقائق فكر فيها. وستتحول هذه الدقائق إلى ساعات بعد مرور فترة من الزمن. قد تسألني: بماذا أفكر، فأقول لك: لا تخف ولا تحزن، فرب العالمين يعلمك ذلك وتصبح ممن وصفهم أمير المؤمنين (ع): (عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِي فِكْرِهِمْ وَ كَلَّمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ)[٨]. سيجعل الله لك في تلك الساعات أنسا لا تبغي عنه حولا.

كيف أبعث نفسي من جديد؟

واعلم أن بإمكانك أن تبعث نفسك من جديد، واعلم أن الله عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأن الطريق إلى الله أسهل مما تظن. أخلص العمل وحارب الهوى وتقدم خطوة وتذكر الحديث القدسي: (مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً وَ مَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً وَ مَنْ أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.)[٩] یکفي أن تتحرك من مكانك قليلا وأن تهجر السيئات، وأن تقدم لله عز وجل قرباناً تضحية في سبيل الله بالمال أو بغيره، ثم ترى ذلك التغيير كيف يحدث بكل سهولة. لقد رأى رب العالمين نفس النبي (ص) هي أطوع النفوس إليه فاختاره لنفسه. ولا تنس ما نقرأه في أدعية أهل البيت (ع): (وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عَبْدَكَ لاَ يَرْحَلُ إِلَيْكَ إِلاَّ بِزَادٍ وَ أَنَّكَ لاَ تَحْجُبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاَّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ اَلْأَعْمَالُ دُونَكَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ زَادَ اَلرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ يَخْتَارُكَ بِهَا)[١٠]

[١] سورة الأحزاب: ٢١.
[٢] سورة الأحزاب: ٤٥-٤٦.
[٣] سورة الفرقان: ٤٣.
[٤] سورة الأعراف: ١٧٥-١٧٦.
[٥] سورة الحديد: ١٦.
[٦] سورة البقرة: ٢٥٣.
[٧] تحف العقول  ج١ ص١٠٠.
[٨] نهج البلاغة  ج١ ص٣٤٢.
[٩] عوالي اللئالي  ج١ ص٥٦.
[١٠] بحار الأنوار  ج٨٢ ص٢٥٦.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • يتناول البعض منا سيرة أئمة أهل البيت (ع)، وكأنه ينظر إلى لوحة جميلة، وغاية ما يفعله أن يعلقها في قلبه. ولكن هل ينبغي أن نكتفي بهذه النظرة البسيطة وأن نفتخر بالنبي وآله (ص) من دون أن نتخذهم أسوة في الحياة ونتقدي بهم في جميع أحوالهم وشئونهم؟
  • إننا قد لا ندرك أهمية التأسي بالنبي وآله (ص) إلا إذا بلغت الروح الحلقوم، عندها يتمنى كل واحد منا، لو كان أفضل مما كان عليه، ولات حين مناص. إنه يتمنى ذلك في ساعة ليست ساعة تعويض أبدا، وسيموت بحسرته هذه التي لن يسلم منها أي إنسان في ساعة الموت.
  • اجعل لنفسك ساعة تفكر فإنها ساعة لا تغني عنها العبادة. واعلم أن خير الأوقات للتدبر والتفكر بعد الصلوات الواجبة. لماذا تستعجل القيام من على سجادتك بعد الصلاة؟ توقف قليلا وسبح بتسبيحات الزهراء (س) وعقب واسجد سجدة الشكر ثم اجلس بين يدي الله دقائق فكر فيها بما سيلهمك في تلك الساعة.
Layer-5.png