- قبسات من حياة الإمام علي الهادي (ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة واتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة وبركاته
وفقنا الله عزوجل أن نكون في هذا الجمع المبارك في مقام احياء ذكر علم من اعلام اهل البيت ذلك الامام الذي هو جد امامنا المنتظر الامام العسكري والامام الهادي كلاهما لهما علاقة قريبة بامام زماننا احدهم والده والآخر جده احدنا عندما يقيم مجلساً بأسم والده بأسم جده لو سمع الولد أو سمع الحفيد بذلك المجلس من الطبيعي أن يحضر ذلك المكان إن لم يمكنه الحضور لظرف ما يبعث من يمثله إن لم يمكن الحضور والتمثيل على الاقل يرعى ذلك المجلس بنظرته ويدعوا لهم بدعائه هكذا توقعنا من بقية الماضين في هذا المجلس أن يرعانا بنظرته ولو من بُعد ويدعوا لنا لأننا نحن في مقام احياء ذكر جده امامنا ابي الحسن علي ابن محمد الهادي صلوات الله وسلامه عليه، فهو اب المهدي وابن الهادي هكذا يصف ولده العسكري هذا والد الامام ابي محمد فهو أب المهدي وابن الهادي فمن أحق منه بالأرشاد؟ المهم حديثنا في هذه العجالة جولة سريعة في موقع امامنا من حركة هذه الامة كونوا معي في هذا التحليل السريع؛ حياة ائمة اهل البيت بدأً من النبي الأكرم ومروراً بحياة امامنا اميرالمؤمنين الى الامامين العسكريين نلاحظ أن هنالك ثلاثة الوان زاوية من زوايا النظر، اميرالمؤمنين صلوات الله عليه طبعا النبي لا خلاف عليه النبي كان مجمعاً عليه كل هذا الأختلافات وقعت بعد النبي وذلك لمخالفة وصيته الخالدة في يوم الغدير المهم اميرالمؤمنين عليه السلام بدأ حياته بأي شيء؟ تكلم عارض خطبته الشقشقية شاهدة على ذلك صبر وفي العين غذى وفي الحلق شجى زوجته فاطمة بنت رسول الله كيف ذهبت من هذه الدنيا هي واجدة اخفيت معالم القبر بطلب منها الى آخره قرابة خمس وعشرون سنة واميرالمؤمنين يعيش هذه العيشة وصي رسول الله جالس في المنزل طبعا لم يعتزل تماماً الاسلام عظمة الاسلام الأمانة الالهية كانت تستدعي أن يدير الأمور من بعد وما تلوي سلمان المدائن في زمان قبل خلافة اميرالمؤمنين هذا شاهد على أن الامام كان غائباً وحاضراً في الوقت نفسه اذاً اميرالمؤمنين عانى ما عانى من الظلامة ذلك الذي كان يشتكي من الظلم سمعه اميرالمؤمنين يشكوا ظلامته واذا به فدته نفوسنا معنى كلامه أنه انا المظلوم أي مظلوم على وجه الارض اعظم ظلامة من اميرالمؤمنين صلوات الله عليه؟ المصلي الاول من شقت له الكعبة من حطم الأصنام من كان يغمى عليه في صلاته عندما وصل خبر استشهاده الى الشام أن علياً قتل في حال صلاة يُنقل البعض يقول وهل كان علي يصلي؟ ما هذه الظلامه! المهم بدأت الظلامة بفاطمة وعلي صلوات الله عليه وثنيت الظلامة بالحسن والحسين اربعة من المعصومين عاشوا اشد المحن وانتهت المصيبة العظمى بمقتل الحسين عليه السلام تلك القتلة التي لا نظير لها على وجه الارض ما لهم في الارض شبيهون من اصحابه واخيرا ذراري رسول الله ينتقلن من بلد الى بلد وهن اسارى بيد شر خلق الله زينب ابنة فاطمة ابنة نبي الرحمة جدها رسول الله وهكذا صنع بهن، نقول هذه الفترة الى امامة امامنا زين العابدين والائمة هذه الذوات المعصومين الاربع فاطمة منهم من اهل الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين جاهدوا بذلوا النفس والنفيس من أجل تثبيت خط الامامة وسوق الناس الى خط اهل البيت بالخطب تارة وبالدم تارة وباظهار الظلامة تارة اخرى وكلكم يعرف أن استشهاد الحسين عليه السلام قارن انقراض دولة بني امية هذا فصل من فصول حياة ائمة اهل البيت هذا الفصل انتهى باستشهاد الحسين عليه السلام.
امامنا السجاد نريد أن نأخذ جولة في حياتهم جميعاً لنصل الى موقع الامام الهادي من هذا الخط الرسالي كما يقول احد كبار المحققين هكذا له كتاب بهذا المضمون تنوع ادوار ووحدة هدف، في حياة الامام زين العابدين فترة برزخية الامام السجاد لم تنثى له الوسادة كولديه الباقر والصادق ولم تقع عليه الظلامة ظلامة الحسن والحسين بمعنى القتال اول حياته عاش احداث كربلاء تلك الاحداث التي ما نساها امامنا كلما شرب ماءً وغير ذلك هذه الفترة كانت فترة تقريبا صامتة ولكن شاء الله عزوجل أن ينتشر الهدى في مسجد رسول الله الأقلام تكتب ما قاله الصادق والباقر بعض ائمة المذاهب الأربع يفتخر هو يفتخر أنه كان تلميذاً للامام الصادق عليه السلام حتى العلوم الدنيوية هكذا المعروف جابر ابن حيان وعلم الكيمياء وغير ذلك علوم الطبيعة المجادلة المناظرة الفقاهة تأسيس الاصول الاصول الأربع مئة كل ذلك من بركات الصادقين أو الباقرين صلوات الله عليهما، اذاً فترة الظلامة في زمان الامام اميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وفي شطر من حياة امامنا السجاد بعد ذلك فترة انتشار علم اهل البيت الباقر هو الذي شق الباقر هو الشاق هو المظهر علم اهل البيت انتشر في الآفاق الى درجة قال البعض ما بقي مستضعف في زمان الامام الصادق عليه السلام، أمر الولاية انتشر في الآفاق حتى أن الامام يقول وما نودي بشيء مثل ما نودي بالولايه، بعد حياة امامنا الصادق والامام الباقر عليه السلام تثبتت دعائم هذا الطريق هذا المنهج الرباني الى درجة في زمان امامنا الجواد والهادي والعسكري لم نجد انشقاقاً في صفوف الامة في زمان امامنا زين العابدين انشعب جماعة أو جماعة اتبعوا زيد في زمان امامنا الصادق عليه السلام جماعة اتبعوا اسماعيل في زمان امامنا الكاظم عليه السلام جماعة وقفوا على امامته وانكروا الامام الرضا عليه السلام ولكن بعد الامام الجواد استلم الامامة في التاسع من عمره ولم نسمع بأنشقاق في صفوق شيعة اهل البيت تقريباً المعالم الطريق اصبحت واضحة الامام الهادي كان في هذه الفترة الواضحة من خط الامامة وكأن الله عزوجل يريد أن يمهد لدولة الامام في زمان الغيبة الصغرى الشيعة صار بأمكانها أن تعيش مع امام مغيب بالغيبة الصغرى وبعد السفراء الأربع الشيعة بمثابة ولد اصبح في قوام كامل يمشي على رجليه بدأت الغيبة الكبرى اعتماداً على الفقهاء الربانيين في حياة الامة الى زماننا، اذاً في زمان الامام الجواد والهادي والامام العسكري اتضحت معالم الطريق، من أين نقول هذا الكلام؟ نستشهد بمتن تأريخي يدل على هذا المعنى؛ انتم تعرفون الامام الهادي كان في المدينة بجوار جده يعيش آمناً مطمئناً ولو ترك لذاع صيته وانتشر هداه وهو الملقب بالهادي كجديه الباقر والصادق ولكن المتوكل علم أن هذا الامام لو بقي في المدينة انقلبت الأمور عليه احدهم وهو عبدالله ابن محمد كان يتولى الحرب والصلاة في المدينة ذكر للمتوكل أن بقاء الامام الهادي في المدينة هذه بداية قيام لأمامنا صلوات الله عليه أو تعلمون ماذا ذكر المتوكل في كتابه للامام الهادي هذا النص يذكره العلامة المجلسي في كتابه يقول له اما بعد يقول له اميرالمؤمنين يعني نفسه وهو ليس بامير للمؤمنين عارف بقدرك راعٍ لقرابتك هؤلاء بنو العباس كانوا يدعون القرابة للائمة عليهم السلام موجب لحقك الآن ماذا يريد من الامام الهادي؟ قال كتب في كتابه واميرالمؤمنين مشتاق اليك هو في سامراء يبعث كتاباً للامام الهادي يقول اميرالمؤمنين مشتاق اليك يحب احداث العهد بك والنظر الى وجهك هذا الكلام كان يقول يزيد للحسين عليه السلام هذا الكلام كان يصدر من معاوية للامام المجتبى؟ ابداً ولكن انظروا الى تبدل الأحوال الخليفة العباسي على جبروته يتكلم بأحتياط ورفق هكذا بلغ شأن الامام في زمانه فلما وصل الكتاب الى ابي الحسن تجهز للرحيل وخرج معه يحيى ابن هرثمة سر من رآه ولكن هذا الجبار عندما وصل الامام الى سامراء ماذا صنع؟ الآن صار في قبضته فلما وصل اليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه يعني ما التقى به وقد كتب اني مشتاق اليك اريد النظر الى وجهك ولكن حجب امامنا وأنزله في خان يقال له خان الصعاليك بدأت الأهانات وبدأت الاقامة الجبرية اذاً الامام صلوات عليه في المدينة لو ترك لكان له شأن آخر هذا دليل على أن خط الامامة أخذ قوامه.
اختمها بهذا المتن التأريخي ايضا الامام في سامراء اُنزل في خان الصعاليك تحقيراً جعل في دار هكذا أمر المتوكل وهو تحت الرعاية ولكن بلغ الخبر الى المتوكل أن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من اهل قم، قم أين وسامراء أين هذه الايام لو اراد المسافر أن يسافر قطع الأميال ولكن الامام في المنزل وهو لا يدع المتوكل يهنأ في نومه انظروا الى ارتباط الائمة عليهم السلام بشيعتهم الأبرار في كل مكان، طبعاً هجموا على الدار ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً وجدوا الامام جالس على الرمل والحصى وهو متوجه الى الله يتلوا القرآن طبعا هذا النقل له منشأ لولا أن الامام له علاقة بشيعته لما وصلت هذه الوشاية طبعا اُدخل على الامام بحالته وهو ذلك اللعين في مجلس الشرب وكان بيده كأس فقدمها فقال الامام والله ما يخامر لحمي ودمي هنا طلب منه أن ينشده شعراً الامام ايضا أبى واخيراً قال الأبيات المعروفة باتوا على قلل الأجبال تحرسهم قلب الرجال فلم تنفعهم القلل واستنزلوا بعد عز من معاقلهم واسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا ناداهمُ صارخ من بعد دفنهم أين الأسوار والتيجان والحلل هذا الخطاب لكل طواغيت العصور أين الوجوه الذي كانت منعمةّ من دونها تضرب الأستار والكلل فأصفح القبر عنهم حين سائلهم تلك الوجوه عليه الدود يقتتل طالما قد اكلوا دهرا وقد شربوا واصبحوا اليوم بعد الأكل قد اُكلوا، في دار الدنيا أكلوا وفي القبر اُكلوا الدود أكلهم تقول الرواية بكى المتوكل حتى بلت لحيته بدموع عينيه وبكى الحاضرون ثم رده الى منزله مكرماً اذاً هذا حال امامنا الهادي صلوات الله عليه، نكرر هذه الظلامة كم هي عظيمة لو أن ائمة اهل البيت على الأقل بعد الصادقين الامام موسى ابن جعفر الرضا الجواد العسكريين اُبقوا في مدينة جدهم موسى ابن جعفر نفي الى ارض بغداد الرضا عليه السلام نفي الى ارض طوس الامام الجواد قُتل في ريعان شبابه العسكريان قتلا في شبابهما تعرفون الائمة الثلاث المتأخرين تقريباً متوسط اعمارهم الثلاثين هكذا ظلمت الامة من أوصى النبي صلى الله عليه وآله بهم مشردون نفوا عن قعر دارهم كأنهم جنوا ما ليس يغتفر.
اللهم لك الحمد والشكر إن ثبتنا على ولايتهم وعرفتنا قدرهم اللهم لا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين ابدا ابلغ سلامنا الى ولده وحفيده امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.