• في رحاب الإمام جعفر الصادق (ع)
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

 

تعرفون جميعا بأن ميلاد النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مقترن بميلاد ولده وسبطه الامام الصادق عليه السلام طبعا هذا الأمر أن يولد الامام في نفس ميلاد جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى لا يخلوا من دلالة وما تسقط من ورقة الا يعلمها فكيف بميلاد امام من ائمة اهل البيت عندما جعل رب العالمين هذا الميلاد مقترناً بميلاد جده هذا الأمر لا يخلوا من دلالة الآن ما هي الدلالة من الممكن أن نستشف المعنى اولا النبي هو مفجر البعثة هو صاحب البعثة الذي ببعثته المباركة في شهر رجب عم النور أرجاء الوجود أقول أن الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهو تقريبا في منتصف ائمة اهل البيت رب العالمين فجر نور الولاية من خلال كلماته لا لأنه أكثر علماً من آبائه وابنائه ولكن الظرف تهيئ له فرق بين جده امامنا زين العابدين وقد قتل والده جاء أسيرا من بلد الى بلد وفي المدينة تحت النظر وبين امام كالأمام الصادق عليه السلام ثنيت له الوسادة هذه الرواية منقولة عن مالك ابن أنس فقيه المدينة مالك اسمه لامع في اسماء الفقهاء في ذلك العصر يقول كنت أدخل الى الصادق عليه السلام الآن الامام يقدم له مخدة ليستند عليها يعتبر هذه مزية ينقل في روايته أن الامام أكرمني بهذه الكرامة الشاهد في أن الامام عليه السلام ملئ عين هذا الرجل فقيه اهل المدينة ونحن نعلم أن مقام الامام لا يعلمه الا امام مثله ومع ذلك يقول كان رجلاً لا يخلوا من احدى ثلاث خصال إما صائماً وأنتم تعرفون صوم الائمة لم يكن في شهر رمضان فحسب الصيام ديدن لهم واما قائما يعني يصلي واما ذاكرا طبعا الذاكر هنا ينطبق ايضا على مجالسته لأهل العلم يعلمهم معالم دينهم الرواية من مصاديق الذكر ايضا وإن كان الغالب على الذكر هو المعنى المتعارف وكان من عالم العباد نفتخر بأئمتنا حتى الذي يراهم في فترة قصيرة يميز كان من عظماء العباد وأكبار الزهاد هذا المعنى الأخلاقي كان ثابتا له ولكنه لا كباقي الزهاد عندما نسمع كلمة الزهد والعبادة يتبادر الى الذهن انسان في صومعة مثلا مالك يضيف يقول وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد تأسى بأمامك ايضا العلم غزير مجالسته طيبة وكان من أكابر الزهاد اما مصلياً واما تالياً للقرآن واما ذاكراً لله عزوجل.

قلنا بأن أقتران ميلاده صلوات الله وسلامه عليه لميلاد جده هذا الأمر كان مقدراً منذ الأزل هذه التسمية الصادق من أين جائت هكذا في الخبر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في المصادر الروائية اذا ولد ابني جعفر ابن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب النبي ذكر النسب فسموه الصادق هذه التسمية جائت من عالم الغيب النبي ما ينطق عن الهوى الآن سر التسمية بالصادق والله العالم كثرت الروايات منه الحديث ترشح منه آلاف الكتاب والمحدثين تحت منبره كأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال هذه التسمية اراد أن يقول للامة هذا صادق يعني كلامه حجة وبعبارة اخرى النبي كأنه بين مصداقاً لأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي يعني الصادق من العترة ايضا سماه تسمية اذاً هذا ايضا لمحة من لمحاته صلوات الله وسلامه عليه.

الامام الصادق صلوات الله عليه يذكر لنا قاعدة مهمة القرآن الكريم يقول في آيات لا يعلم الغيب الا الله عزوجل هو عالم الغيب والشهادة ولكن في القرآن الكريم يذكر الغيب المنقول على لسان عبيده نبي الله عيسى يعلم ما يدخرون في البيوت وما يأكلون هذا غيب غاب عن بصره النبي الأكرم يقول غلبت الروم على لسانه يعني النبي يعلم بمغلوبية الروم عيسى عليه السلام يعلم ماذا يجري في بيوت الناس وراء الستار كما يقال، الجواب هكذا يقولون مقدمة لفهم الحديث يقولون لا يعلم الغيب الا الله استقلالاً هو الذي يعلم الغيب ولكن من أرتضى من رسول يطلعه على غيبه أطلع عيسى على غيبه اطلع نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم نظير هذه الجملة ايضا اضيف كلمة ثم أشرح الحديث رب العالمين يتوفى الأنفس حين موتها والتي للم تمت في منامها اذاً هو القابض للأرواح من معاني القابض والباسط قبض الرزق سعة الرزق ومنها قبض الأرواح ايضا ولكن في الوقت نفسه عندما يصل الكلام عن عزرائيل ماذا يقول رب العالمين؟ يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم هل هذا من التناقض؟ اذاً كيف يتوفاكم هو وكيف يتوفانا ملك الموت؟ قيل في الجواب رب العالمين هو الأصيل وعزرائيل هو الوكيل انتهى الأشكال، عندما تتوسل بائمة اهل البيت في مشاهدهم وفي غير مشاهدهم هؤلاء أبواب الله عزوجل هؤلاء السبب المتصل أبتغوا الى الله الوسيلة ولو أنهم أذ ظلموا انفسهم جائوك فأستغفروا الله واستغفر لهم الرسول يعقوب يطلب منه أن يستغفر الله لهم لقتلة يوسف من هموا بقتله استغفر لنا ويعقوب يستغفر الله عزوجل لهم اذاً لا منافاة بين الأمرين بعد أن علمنا هذه القاعدة تعالوا نسمع هذه الرواية ونختم الحديث؛ امامنا الصادق عليه السلام يقول يا معشر الأحداث أتقوا الله ولا تأتوا الرؤوساء دعوهم حتى يصيروا أذناباً يعز الله من يشاء ويذل من يشاء وتلك الايام نداولها بين الناس من كان ريئسا في يوم يصبح ذنباً في يوم لا تأتوا الرؤوساء يصيروا أذناباً وهذا الذي جرى لبني امية ماذا حل بهم في زمان بني العباس يتتبعونهم تحت كل حجر ومدر هذه نصيحة من امامنا الشاهد؛ لا تتخذ الرجال ولائج من دون الله لا تذهبوا الى باب زيد وعمر لا تتخذ الرجل وليجة من دون الله يعني ما الذي يقصده امامنا؟ يقصد من لم يكن في طريق الولاية والعصمة ثم بينها بكلمة صريحة انا والله خير لكن منهم بقية الله خير لكم انا البقية انا المذكر انا السبب انا وارث علم النبي فدته نفوسنا ثم ضرب بيده الى صدره يعني انا، انا الرجل الذي يؤتى اليه بأمر الله عزوجل نشكر الله عزوجل بعد قرون أجتمعنا على محبتهم وأقمنا ذكرهم.

 

اللهم اشهد علينا بأنا أحببناهم في الدنيا ذكرنا سيرتهم تشرفنا بهم اللهم لا تفرق بيننا وبينهم في الآخرة أنلنا شفاعتهم ثبتنا على ولايتهم أرنا وجه وليك الميمون في الاولى وبعد المنون والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.