- في رحاب الإمام السجاد (ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته
في رحاب ذكر امامنا علي ابن الحسين صلوات الله وسلامه عليه وظيفة المؤمن في مناسبات ائمة الهدى عليهم السلام ولادة واستشهاداً أن بتدبر في سيرتهم بالأضافة الى التفاعل العاطفي يفرحون لفرحنا يحزنون لحزننا وهنا أذكر بين قوسين سريعين أمراً قد يستفاد منه أنه هذا الحزن ينبغي أن يكون حزناً باطنياً تلقائياً من دون تذكير صاحب المصيبة من فقد ولده لا يذكر بولده هو يتذكر ولده فتجري عبرته هكذا الام الثكلى هكذا الأب الفاقد الانسان اذا وصل الى مرحلة من التعلق الولائي باهل البيت عليهم السلام لا يحتاج الى مذكر في المجالس ولهذا في الرواية المعروفة عن الرضا عليه السلام من تذكر مصابنا وفي المقابل من ذُكر بمصابنا تذكر أو ذُكر يعني تارة هو يتذكر وتارة يُذكر بالمصيبة المؤمن في مناسبات اهل البيت عليهم السلام هو يتذكر من دون مذكر طبعا اذا اشتدت العلاقة العاطفية اقول هذه الخانة خانة لازمة محترمة من كواشف الولاية ولكن اخواني اخواتي لا ينبغي أن ننسى عنصر التأسي إن كنتم تحبون الله فأتبعوني هذه قاعدة في الحب الألهي مدعي الحب لا يصدق الا اذا أتبع الله عزوجل فأتبعوني يحببكم الله حبك لله يدعوك للعمل العمل اذا صدر خالصاً مخلصاً الحب الالهي يتوجه اليك هذه القاعدة بحذافيرها تنطبق على اوليائه بدأً بالنبي الى آخر معصوم من كان يدعي حب النبي اذا كان صادقاً لابد أن يتبعه إن أتبع النبي اطيعوا الله واطيعوا الرسول اذا اطاع النبي النبي ايضا هو صاحب القلب الواسع بالمؤمنين رئوف رحيم حريص عليهم الى آخره اذاً مم اراد أن يكون صادقاً في أتباعه للامام السجاد مثلا فليكن صادقاً في أدعائه من موارد التأسي بالامام عليه السلام نحن دائما هكذا نتخذ لقب ذلك المعصوم ذريعة للتأسي به في تلك الصفة على الأقل وهكذا بالنسبه الى باقي آبائه لو أخذنا اللقب المختص بكل معصوم المعصومون الأربعة العشر أخذنا منهم من كل معصوم لقبه وصيرناه في أنفسنا كظم الغيظ الرضا بالقاء الجود هداية الناس السجدة الطويلة الصدق في القول الى آخره هذه الصفات مشتقة من ألقابهم صلوات الله عليهم، امامنا مشتهر بهذه الصفة صاحب الثفنات صاحب السجدات الذراعات المتصلة كان يقتطع جزء من لحمه الشريف هذا اللحم الذي كان يصيبه ما يصيبه من كثرة السجود طبعا صقة البكاء امامنا من بكائي التأريخ تارة في مصيبة فقد والد واهل بيته وتارة في مناجاته مع رب العالمين اذاً من اراد أن يكون سجادياً متأسياً بأمامه ليحاول أن يحقق في نفسه هذه الحالة طبعا السجدة كحركة بدنية لا قيمة لها الانسان في بعض الحالات قد تكون له هذه الحالة من باب رياضة البدن الصلاة لو جردتها من معانيها ما عادت الا رياضة خفيفة كما هو معلوم السجدة بمعنى الأنقياد الباطني اتفاقا البعض يفسر السجود بمعنى الأنقياد هكذا يفهم من بعض الآيات لسنا في مقام ذكر هذا المعنى أنه يخرون للأذقان يبكون هنا قد تكون كناية عن أتباع آيات الله عزوجل وإن لم يسجد ببدنه المهم السجدة بمعنى الأنقياد الباطني طبعا هذه الحالة الباطنية عندما تتعالى الانسان لا يملك الا أن يسجد اولا يضع محاسن أشرف مكان في وجوده على التراب الرأس هو افضل بقعة في البدن فيه العينان فيه المخ فيه السمع فيه النطق وأشرف بقعة في الرأس هي الجبهة الانسان ساجداً يضع هذه البقعة الشريفة على أرخص شيء في الوجود الا وهو التراب، الانسان الساجد عندما يسجد يتلملم ببدنه وهو واقف امامه ما يرى الا أن يغمض عينه عندما يركع تتضيق دائرة رؤيته يرى شيئا قليلا ولكن عندما يسجد لا يرى الا طرف أنفه مثلاً لو أغمض عينه أو لم يغمض لما رأى فرفا كثيرا الانسان الساجد حسياً ونظراً منقطع عن الدنيا وما فيها لو كان في سوق ساخب وسجد لا يرى شيئا هذه الحركة الجسمانية حركة في حد نفسها مذكرة للانسان، المؤمن في السجود يعيش بعض العوالم التي تدرك ولا توصف رب العالمين في كتابه الكريم وعدنا بوعد نحن مع الأسف رأينا نصف الوعد ولم نسمح للوعد الآخر أن يتجلى في نفوسنا ما هو هذا الوعد؟ رب العالمين وعدنا بهذا الوعد سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم الآفاق الآيات الآفاقية يعني الرعد يعني البرق يعني السحاب يعني البر والى آخره يعني المجرات رب العالمين أرانا ذلك والوسيلة لرؤية هذه الآيات هما العينان لنا عينان ظاهريان بهما نرى جمال الطبيعة بهما نرى جمال الوجوه الى آخره اذاً الرؤية الآفاقية آلتها ماذا؟ العينان وهو متحقق الا في الأعمى ولكن مع الأسف نحن فقدنا البصر الباطني فما رأينا الآيات الأنفسية، الآيات الأنفسية يعني التلجيات الألهية في نفس الانسان أن يرى الانسان اللطف الالهي متجلياً في قلبه الرأفة الألهية متجلية فيه وأخيرا أن يستشعر حلاوة الحب الالهي في وجوده هذه آيات أنفسية من يستشعرها؟ مثاله امامنا زين العابدين صلوات الله عليه، إن وصلت الى درجة راقية من الأيمان بإمكانك أن تفهم بعض ما يريده امامنا في مناجات المريدين، مناجات المريدين على اختصارها تمثل بيان قمة علاقة الانسان بربه علاقة عاطفية في احدى مناجاته الامام يقولها بكلمة جامعة يا نعيمي وجنتي يعني يا رب انا قبل أن أدخل الجنة دخلت جنتك جنة الوصال جنة القرب الجنة الباطنية المؤمن يستصحبها في حياته الدنيا عندما يذهب للبرزخ يذهب مع جنته الباطنية يدخل الجنة بقلب سليم القلب السليم هي جنة المؤمن اذاً اخواني الحديث طويل من اراد أن يستفاد من نمير امامنا ذلك النمير العذب فليلهج بمناجاته وخاصة في مواطن الأستجابة والرقة من صار بكاءاً أجمالاً في مناجات ربه وفي ذكر مصائب اوليائه تشبه بهذه الصفة السجادية وفقنا الله تعالى واياكم لئن نكون من المتشبهين بهم دائما وابدا.
الهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك الحقنا بعبادك الصالحين لا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين ابدا والى ارواح المؤمنين والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.