- في رحاب أبي محمد الإمام الحسن العسكري (ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته
حديثنا في هذا اليوم المبارك في رحاب امامنا ابي محمد الحسن ابن علي العسكري صلوات الله وسلامه عليه امامنا بين وقت وآخر كان يظهر عظمة مقام الامام نحن نعلم أن الغيب لا يعلمه الا الله عزوجل يعلم ما في الأرحام هو الذي يعلم ولكن هذه الايام المرأة تحمل وتذهب الى الطبيب يكشف عليها بالأجهزة الحديثة يقول أنتي حاملة بذكر أو انثى اذاً لا منافاة رب العالمين يعلم الغيب ويطلع عباده على الغيب اما من خلال جهاز كاشف يكشف ما في جوفه أو من خلال اعلامه لعباده الصالحين، ولهذا اذا سمعت رواية فيها اخبار بمقام الامام وعلمه بما هو مغيب لا تستنكر رب العالمين يطلع على غيبه من يشاء من عباده اتفاقا كرامات العسكريين في حياتهما كثيرة ولعله اراد بذلك أن يهيء المقام لولدهم المهدي صلوات الله عليه غيبته فيها كرامة ظهوره يقترن بالكرامة العسكريان يعودانا على ذلك الامام قال في تفسير آية من القرآن شيئا يقول الراوي جعلت افكر في نفسي عظم ما اعطى الله آل محمد وبكيت، هنا اخواني ملاحظة سريعة مرة بكائنا على اهل البيت لمصائبهم وتارة بكائنا شوقاً اليهم وتارة بكائنا لما وقع من الظلم عليهم الراوي يقول بكيت أن الامام طبيعي بهذا المقام كيف يحبس في محلة في سامراء مثلاً كيف يضيق عليه انتم تعرفون بركة السباع الامام الهادي رمي به في بركة السباع لتأكله السباع اتفاقا كنا قبل ايام في سامراء مع المسئولين على الحرم الشريف قال هذه بركة السباع اكتشفناها قريبا قرائن تدل على أن هذه هي البركة الى هذه الدرجة وصل الظلم أن الامام يقدم طعمة للسباع طبعا جهلاً من الظلمة أن هؤلاء اولياء الخلق من الجن والأنس وغير البشر المهم أخذت ابكي فنظر الي الامام العسكري وقال الأمر اعظم مما حدثت به نفسك أنت لا تعلم من مقاماتنا الكثير الأمر اعظم اذاً الامام صلوات الله وسلامه عليه هكذا يبين مقام الامامة ثم طلب من الراوي أن يشكر الله على هذه النعمة فأحمد الله أن جعلك متمسكاً بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم اذا دعي كل اُناس بامامهم وأنت هنيئا لك تحشر يوم القيامة تحت ولاء ولده المهدي صلوات الله وسلامه عليه.
امامنا كان في منتهى الشفقة بشيعته ومحبيه هذه الشفقة قلنا ليست حكراً في ايام حياتهم اذا زرت الامام وتأذيت في السفر أصابك حر أو برد أو جوع أو عطش هذا بعين الامام ولهذا من يذهب لزيارة الحسين عليه السلام مشياً تتورم قدماه يرجع من السفر ببعض الأمراض مثلا هذا بعين الله وعين وليه سيعوضك خيراً يقول الراوي خرجت الى العسكر للقاء ابي محمد الآن من أين خرج لا ندري من المدينة من بلاد فارس من اليمن لا ندري شوقه دفعه الى ذلك فقدمت وعلي أثر السفر ووعثائه فألقيت نفسي على دكان حمام فذهب بي النوم من شدة التعب نمت في دكان فما انتبهت الا بمقرعة ابي محمد بيده شيء الامام العسكري أيقظني من النوم قد قرعني بها حتى استيقظت فعرفته صلى الله عليه يبدوا هذا اول لقاء بينه وبين الامام، فقمت قائماً اُقبل قدمه وفخذه وهو راكب والغلمان من حوله هذا الرجل يقول كنت اقول فيهم قولاً عظيماً يعني أرفع قدرهم في نفسي كثيراً واذا بالامام يقول يا ادريس يبدوا الراوي اسمه ادريس قال بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعني ما في نفسك من الاعتقاد جيد ولكننا عباد لله عزوجل اجمع بين عموديتنا له وبين كرامتنا عليه هكذا امامنا صلوات الله وسلامه عليه نبهُ على هذه الحقيقه.
بعض وصاياه صلوات الله عليه؛ هذه الوصايا إن عملنا بها كنا من متبعيهم والا الحب المجرد لا يكفي! يقول سمعت العسكري عليه السلام يقول من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا اؤاخذ الا بهذا يحتقر المعصية مثلا يكذب يمزح كذباً يغتاب احداً تقول له يا فلان كف عن ذلك يقول يعني هذه تدخلني النار انا صاحب الصلوات وغيرها لا ينظر الى عظمة المعصية لا تنظر الى ما عصيت وانظر الى من عصيت في عرف الدول من يجتاز الحدود يرمى عليه النار سواء تجاوز متراً أو ميلاً اذا تجاوزت الحدود الالهية كنت متسللاً اذاً الامام العسكري عليه السلام ينبهنا على هذه الحقيقة أن لا نحتقر ذنباً ابداً.
بعض الناس تستهويه العبادة يصبح من حمائم المسجد كما يقال لا يفوت جماعة ولا قيام ليل يظن أنه وصل الى الكمال هذا جيد هذه علاقتك بالله عزوجل طبعا إن خلي من الرياء والعجب هناك شق آخر يشير اليه امامنا العسكري وهو أن تفكر في المخلوقين أن تكون من اهل المعروف لا من اهل العبادة فقط صلوات الله عليه يقول إن في الجنة باباً يقال له المعروف لا يدخله الا اهل المعروف هنيئاً لمن جمع بين الأمرين، في الليل بين يدي ربه يبكي خشيةً وفي النهار يقضي حوائج العباد وبكلمة جامعة ختامه مسك يقول امامنا في مناجاته اجعلني ممن ناجيته سراً وعمل لك جهرا القلب مشغول بعظمة الخالق ولكن في مقام العمل يخدم المخلوقين.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.