- ThePlus Audio
فقرة في دعاء كميل تجعلك من أغنى الأغنياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الهج بهذه الفقرات في صلاتك
ما المانع من أن يلهج المؤمن في ركوعه وسجوده وقنوته بفقرات من الأدعية البليغة المروية عن أئمة أهل البيت (ع) كدعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء أبي حمزة؟ فيناسب حالة السجود والقنوت قول أمير المؤمنين (ع): (فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي)[١]. ما المانع من أن تجعل بعض هذه الفقرات ورداً لك في قيام ليلك، وفي طواف بيت الله بدل ان تطوف صامتا؟
دعاء لو استجيب؛ كنت أغنى الأغنياء
من الفقرات العظيمة التي وردت في دعاء كميل، فقرة يجدر بكل مؤمن أن يطلبها من الله عز وجل إذا انتابته رقة تحت القبة أو عند الحجر أو في الروضة الشريفة وهي قوله (ع): (أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ اَللَّيْلِ وَاَلنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً)[٢]. الإمام (ع) يسأل الله عز وجل بحقه وهو الحق الذي نجد وصفه في دعاء رفع المصاحف: (فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّکَ مِنْکَ)[٣]، وهو حق عظيم جداً لا يُتصور، ويسأله بأسمائه وصفاته التي نقرأ في دعاء السحر أنها كلها أسماء جليلة، أن يجعل أوقاته من الليل والنهار بذكره معمورة. لو استجيب هذا الدعاء بحقك، فأنت من أغنى الأغنياء في عالم المعنى.
إننا نذكر الله عز وجل في أوقات الصلاة وقد نُسبح الله قد قبل غروب الشمس وقبل طلوعها وفي بعض المناسبات الخاصة ولكننا لا ينبغي أن نكتفي بذلك، كما لا يكتفي بذلك أمير المؤمنين (ع) الذي يقول: (أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ اَللَّيْلِ وَاَلنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً). إنه يريد في جميع الأوقات أن يكون مشغولا بذكر الله عز وجل، منقطعا إليه.
ساعات الخراب في عمرك…!
وهنا إشارة علوية لطيفة؛ إن الإمام (ع) يشير في طيات هذه الفقرة، أن الساعات الخالية من ذكر الله عز وجل هي ساعات خربة، بخلاف المعمورة بذكره. تذهب إلى الصحراء فترى أطلالا وخرائب هي بالضبط مثال هذه الساعات الخالية من ذكر الله في عمرنا. ولهذا ترى المؤمن يكتفي من النوم بأقله ومن الجلوس على المائدة بأقل وقت ممكن وكذلك جلوسه مع الأهل والعيال وهو بعبارة موجزة: أبخل الناس بعمره وإن كان أكرم الناس بماله. واعلم أنك عندما تزور أحدا، فإنما تعطيه قطعة من حياتك. فلا تزر كل أحد، ولا تذهب إلى مجالس الغافلين المبعدين لتُحرق فيها ساعات العمر الثمينة وتُحولها إلى ركام بخلوه من الذكر.
ثم يقول (ع): (وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً). إننا نجد البعض من الخدم المتميزين لا يفارقون المخدوم وهم قائمون على رأسه وفي متناول يده، يقضون له مآربه وهم على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يريد. أين هؤلاء ممن يتهرب من الخدمة وينام أكثر وقته، ولا ينتفع به خادمه إلا قليلا؟ إن الإمام (ع) يريد أن يكون من الخدم المتميزين لله عز وجل ومن المستمرين في هذه الخدمة؟ وهذه الخدمة تشمل خدمة الخلق والأهل والعيال أيضا.
هم المؤمن أن تُقبل أعماله، لا أن تكثر
ثم يقول (ع): (وَأَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً). وتدل هذه الفقرة على أن المؤمن لا يهتم بالكم وبالشهرة، وإنما يهتم بالعمل الذي يقبله منه سبحانه صغيرا كان أم كبيرا. ويُعقب الإمام (ع) على هذه الجملة قائلا: (حَتَّى يَكُونَ أَعْمَالِي وَأَوْرَادِي كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً)؛ أي أريد أن أكون بلون واحد، لا أن أقبل يوما وأدبر يوماً آخر. ولا أن أقبل في المسجد وأدبر في المنزل، ولا أريد أن يختلف حالي في المشاهد عن حالي في المنازل، وإنما أريد أن أكون على حال واحد ونسق واحد وصبغة واحدة في كل مكان وزمان.
وهذه المعاني التي نتحدث عنها، قد وصل إليها أمير المؤمنين (ع) وإنما نحاول التشبه به في نسبة قد تكون عشرة أو عشرين بالمائة ونحاول أن نرفع هذه النسبة في حياتنا خاصة في أواخر العمر في الخمسين والستين كلٌ بحسبه. ولذا ندعوا الله قائلين: (اللهم اجعل أفضل أعمالنا عند اقتراب آجالنا وأوسع أرزاقنا عند كبر سننا).
خلاصة المحاضرة
- ما المانع من أن يلهج المؤمن في ركوعه وسجوده وقنوته بفقرات من الأدعية البليغة المروية عن أئمة أهل البيت (ع) كدعاء كميل ودعاء الصباح ودعاء أبي حمزة؟ فيناسب حالة السجود والقنوت قول أمير المؤمنين (ع): (فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي).