أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
بعض الناس یظن أو یتوقع السلامة في البدن الرخاء في المعیشة الثورة المتصلة إحترام الغیر کأنه الأصل في حیاته أن یکون مرفهاً تجري الأمور علی ما یشتهي والحال بأن الله عزوجل قضی للمؤمن أو علی المؤمن أن یجعل عیشته بین البلاء والرخاء لو أستمر به البلاء من الممکن أن یعیش حالة الجزع تنتابه حالة اليأس ولو عاش دائما حالة الرخاء من الممکن أن یصاب بالغفلة اذاً المؤمن دائما یتوقع هذه الحالة اتفاقا بعض کبار المؤمنین لو مثلاً مرت علیه لیالي وایام أو أشهر لم یری في حیاته نقصاً یقول یارب ما الذي جری؟ هذه النعم المتتابعة یخاف أن يكون ذلك إستدراجاً ولهذا في القرآت الکریم هکذا القرآن یذکرنا بالأبتلاءات أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما یأتكم مثل الذین خلوا من قبلکم مستهم البئساء والضراء الذین کانوا في رکاب موسی وعیسی وابراهیم ونوح علیهم السلام هکذا کانوا امة النبي أولی بالإختبار لأنهم حملة الرسالة الخاتمه، امامنا الصادق علیه السلام یذکر هذه الحقیقة إن أشد الناس بلاءً الأنبیاء ثم الذین یلونهم ثم الأمثل فالأمثل کلما کنت قریباً من الأنبیاء من خط الأنبیاء رب العالمین یصب علیك البلاء والمحن طبعا بفارق هکذا نقول في الدعاء اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا لو أن انساناً صلی اللیلة صلاة خاشعة ذهب للمنزل في الطریق أصابه حادث ذهبوا به الی المستشفی اللیلة القادمة لو صلی صلاة خاشعة ایضا أو صلاة أکثر خشوعاً یقول یارب هذه لیست ببلیة مزعجة مادمت صلاتي هي هي ما دام دعائي هو هو هذا البلاء لا یُخاف منه المشکلة لو أن الانسان وقع علیه بلاء أستهلك دینه مثلا تزوج امرأة صارت سیئة الخلق الزوجة أجبرته علی الغیبة علی البهتان علی الأهانة مد یده علی زوجته مثلا أخذ یرتکب المعاصي هذا البلاء بلاء غیر حسن اذاً المصیبة أن تکون القضیة منقصة للدین والا فلا في تغلب الاحوال عُلم جواهر الرجال أو علم جواهر الرجال الذي لم یمر في محنة لا تغر به اذا وقع في الأمتحان وصبر هذا الذي یعتد بإیمانه انما أموالکم وأولادکم فتنة کیف نفسر هذه الآیه؟ کلامنا في البلاء؛ کیف یکون البلاء وکیف یکون المال فتنه؟ الفتنة هنا بمعنی الاختبار معنی ذلك في الروایة هکذا أنه سبحانه یختبر عباده بالأموال والأولاد لیتبین الساخط لرزقه والراضي بقسمه رب العالمین یعلم من هو الصابر ومن هو الذي یجزع یرید أن یعلمك أنت يخبرك أنت أنت المعجب بإیمانك یبتليك بالمال والاولاد لتعلم علاقتك مع ربك اذاً رب العالمین لا یحتاج الی علم یرید أن یمیز الحبیث من الطیب لکي تتم الحجة علی العباد؛ وهنا بین نقول بین قوسین هب أنك رُزقت شاباً في منتهی الایمان في منتهی الکمال والجمال مثلا وسُلب منك في ریعان شبابه رب العالمین خلقه لیعیش ثمانیة عشر سنة أنت تفاجئت بالمصیبة والا رب العالمین منذ الأزل جعل عمره هذا العمر اذاً فقد المال فقد الاولاد کل هذا بحسبان أنت ما فقدت شیئاً فجأةً وانما انتهی أمده الذي اُعطي له انتهی العمر الذي کتبه الله سبحانه وتعالی.
قلنا في اول الحدیث بأن المؤمن اذا زاد ایماناً من الممكن أن یزداد بلائه الأمثل فالأمثل ولهذا اذا ترقیت في الأیمان درجة کنت تارکاً لصلاة اللیل الآن صرت مداوماً لو جائتك بلیة لا یخدعك الشیطان یقول أنت كنت تارکاً لصلاة اللیل کنت معافی الآن وقعت في بلیة اذا تکاملت في الایمان درجة وجائتك بلیة إعلم أن هذه البلیة هدیة مهداة من رب العالمین الروایة ملفتة عن الامام الباقر علیه السلام إن الله عزوجل لیتعاهد المؤمن بالبلاء کما یتعاهد الرجل أهله بالهدیة من الغیبة أي عندما یغیب ویأتي یتحف اهله بالهدایا هکذا رب العالمین مع أولیائه، ویحمیه الدنیا کما یحمي الطبیب المریض الأم تخاف علی ولدها الولد یرید قطعة من الحلوی رخصیة الأم لا تعطیه والولد یبکي بکاءً مریراً اذاً رب العالمین وهو الشفیف بعباده لو منعك منعك بحکمه.
قلنا قبل قلیل أن المؤمن اذا صار متمیزاً في الایمان تمیز بلائه ایضا بعث الله نبیاً حبشیاً الی قومه رب العالمین یبعث الأنبیاء من الأقوام بألسنتهم الروایة عن الامام الباقر علیه السلام فقاتلهم فقُتل أصحابه واُسروا وخدوا لهم أخدوداً من نار هذا النبي وبعض أصحابه الأسری جعلوهم أمام النار ثم نادوا من کان من اهل ملتنا فلیعتزل من کان علی الکفر یعتزل النار ومن کان علی دین النبي فلیقتحم النار کأنهم أرادوا التحدي لو کنتم مؤمنین بالغیب بالآخرة بالعوض هذه النار المشتعلة أقتحموها فجعلوا یقتحمون النار وأتت امرأة معها صبي لها فهابت النار الآن خافت النار لنفسها علی نفسها أو علی نفسها وعلی الصبي المهم ترددت انظروا الی صبر الذین کانوا قبلنا فقال لها صبیها أقتحمي فأقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود الذین ورد ذکرهم في القرآن الکریم، اذاً هکذا من أراد أن یتمیز في أیمانه فلیستعد لذلك.
كلمة أخيرة قلنا البلاء بعد الطاعة أنت انسان أزددت استقامة نزل علیك بلاء هذا البلاء مبارك ولکن اذا نزل علیك بلاء بعد تقصیر هذا البلاء لیس بلطف إنما هذا البلاء کفارة وإن کانت الکفارة لطف ایضاً المؤمن یحاول أن لا یعمل ما یسبب له العقوبة وما أصابکم من مصیبة فبما کسبت أیدیکم ویعفو عن کثیر أنت في کل یوم ترتکب مخالفة رب العالمین له أن یعاقبك ولکن بعد عشر مخالفات یعاقبك عقوبة واحدة اذاً ویعفو عن کثیر لا عن النبي الأکرم لا یجني علی المرء الا یده اذاً البلاء أو لما أصابتکم مصيبة قد أصبتم مثلیها قلتلم أنا هذا قل هو من عند أنفسکم ظهر الفساد في البر والبحر بما کسبت أيدي الناس ولهذا المؤمن له عادة طیبة لا یخالف عمداً ولکن إن سولت نفسه وخالف یبادر بتوبة یعتد بها یسجد یبکي في سجوده یذهب الی المسجد إدفع البلاء قبل النزول وبعد المخالفة بأي شيء؟ بالأستغفار البلیغ بین یدي الله عزوجل بالصدقة والاستغفار أدفعوا أمواج البلاء
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك لا تؤدبنا بعوقبتك اللهم لا تمکر بنا في حيلتك أنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.