عوارض القلب السليم

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول عارض من عوارض القلب أعني بالقلب القلب الذي به قوام الحیاة الأبدية هذه الایام وفي کل الایام عندما یری الانسان خللاً في قلبه الظاهري کم یفزع یری نفسه علی مقربة من الموت وهکذا الواقع القلب اذا توقف القلب اذا أصيب بعارض انتهی الأمر ولکن المشکلة في القلب الباطنی الانسان قد یموت قلبه وهو لا یشعر بذلك یری دنیاه علی خیر یقول انتهی الأمر متی یفاجئ؟ في اول لیلة من لیالي نزول الحافرة في ليلة الوحشة یری قلباً سقیماً أجارکم الله یری البعض قلباً نتناً الملائکة تضج من نتنه، بعد هذه المقدمة ننظر الی کلمات اهل البیت علیهم السلام في عوارض القلب اخواني هذا الكلمة اجعلوها في بالکم دائماً وأبداً لکل قلب محور محور الحب الذي علی أساسه یتحرك الانسان وما جعل الله لرجل من قلبین في جوفه قسم من الناس همه الدنیا الآن بعض عناصر الدنیا عنده ممیزة مثلا المرأة المال العقار السکن الوجاهة الرئاسة کل هذه من توابع الدنیا القلب الذي فیه نقطة من نقاط التعلق بالدنیا ولو کان أمراً بسیطاً هذا القلب قلب مشغول وعلمائنا في کتب الأخلاق دائما قالوا التخلیة ثم التجلية الأناء المشغول بغیر الله عزوجل رب العالمین لا یتجلی فیه الآن المشکلة ليس في الحب البسیط أحدنا قد یحب طعاماً قد یحب دابةً یصل الیها هذا الحب یتبخر ولهذا یقولون الوصال مدفن الحب من أحب شیئا ووصل الیه هذا الحب الشدید یُدفن لیس من الغریب أن نرى أن البعض بعد شهر من شهر العسل أمره في المحاکم قبل الزواج قبل العقد کان متیماً وصل الی من یرید هذه الجذوة تنطفئ هکذا عشاق الدنیا اذاً المشکلة ليست في الحب العابر الکلام في العشق في الحب الذي یتقلقل الی شقاف القلب ما هو حکم هذا؟ تعبیر العشق في روایات اهل البیت تعبیر قلیل ولکن ورد هذا المعنی ومنه هذه الروایة عن امیرالمؤمنين صلوات الله وسلامه علیه من عشق شیئاً أعشی وفي عبارة لعله أعمی بصره ما قال من عشق امرأة من عشق مثلا سلطاناً ملکاً عشق شیئاً تعلق قلبه بشيء تعلقاً بلیغاً هذا الانسان أعمى وأمرض قلبه ما هي النتیجه؟ ما هي آثار مرض القلب؟ فهو ینظر بعین غیر صحیحة عینه بمعنی القرنیة والحدقة والشبکیة العین سالمة ولکن لا ینظر بها ویسمع بأذن غیر سمیعة یسمع المواعظ لا یبالي شاب الآن کمثال نذکر شاب یرید الأقتران بأمرأة في منبت السوء ظاهرها غیر ملتزمة باطنها امرأة لها ما لها من التأریخ المنحرف ولکن الولد رغم إرادة أبويه یرید أن یصل الیها حتی الواعظ الأبوان یشتکیان عند العالم العالم ینصحه لا ینفع المهم عشق وقد تکون هذه المرأة علی غیر ملة الأسلام كما رأينا کثیراً یأتي من بلاد الغرب ومعه من لا تتشهد الشهادتین المهم هذا لا یری أمامه کافرة سافرة مثلا یری أمامه مثلاً الآن نقول حوریة يقول هذه حوریتي في الدنیا عینه لا تری الواقع مع أنه بنظرة سریعة الانسان یکتشف أنه أياكم وخضراء الدمن لماذا لا یسمع لماذا لا یری؟ قد خرقت الشهوات عقله! البعض له عقل ولو بمقدار غشاء هذا الغشاء إنخرق بهذا العشق کل عاقل ولو کان بالغاً في اول ایام البلوغ یقول للانسان لا تقترن الا من اهل ملتك لا تقترن الا بإمرأة لا ترغب في غيرك یری أمامه امرأة جربت العشرات والحادي العشر ومع ذلك لا یعتبر یریدها کیف ما کان بعد ایام مصیره مصیر العشر الأوائل وهي تبحث عن ضحیة ثانیة عشر حتی الطفل یقول یا فلان لا تقدم ولکن هذا المقدار من العقل الطفولي لیس عنده قد خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنیا قلبه اذاً اخواني من اراد أن یصل الی شيء من مدارج الکمال الآن لا أقول العشق الألهي! ذاك مقام النبي وآله ولکن بأدنی درجات المحبة لابد أن یفرغ قلبه من کل شاغل الآن الحب العابر یوم یومین في أسبوع له میل في دابة بمواصفاة کذائیة له مثلا رغبة في سکن کذائي بعد سنة سنتین یسکن هذا الحب یزول البعض لا ینظر جمالاً في بیته رغم أن بیته فاره العین تألف لکل جدید بهجة رب العالمین عاقب اهل الدنیا بهذه الخاصیة اللیل والنهار یبلیان کل جدید.
أخیراً ماذا نعمل؟ هنیئا لمن کان في زمان النبي المصطفی محمد صلی الله علیه وآله وسلم هؤلاء طبیبهم بین أیدیهم رسول من أنفسهم یقول امیرالمؤمنین تشبه ولو بمقدار قطرة من بحر بصفة النبي طبیب دوار بطبه قد أحکم مراهمه وأحمی مواسمه الطبیب في الایام الغابرة يأخذ المراهم ویأخذ معه حدیدة يحميها علی النار ویکوي بها المرض یقولون آخر الدواء الکیل النبي ما فتح عیادة معنویة هو یذهب ولهذا اذا رأيت عالماً یستنکف عن الذهاب الی مواطن التبلیغ وأيصال کلمة الدین یقول دع الناس یأتوا الینا هذا لیس علی سنة المصطفی طبیب دوار بطبه یعني هو یبحث عن المرضی لا ینتظر المرضی یأتون الیه یضع ذلك حیث الحاجة الیه من قلوب عمياً وآذان صم وألسنة بکم یعني یبحث عن هؤلاء المرض الأعمی والأصم والأبکم متتبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحیرة ما قال المعصیة فقط! النبي لم یکن یبحث عن الکافرین لم یبحث عن المنافقین لم یبحث لم یبحث عن المذنبین کان یبحث عن الغافلین ایضاً قد یکون الانسان مصلیاً في الصف الاول لا تفوته جماعة وهو من الغافلین النبي عنه علی هذا الصنف ایضا ولهذا في حوزاتنا قدیماً وحدیثاً بعض رجال الأخلاق کان یضع عینه علی طالب فيه القابلیة یشتغل معه بعد فترة یحوله الی ولي من اولیاء الله من طالب متعارف الی انسان کما یعبر عنه مستجاب الدعوة هکذا کن إن وصلت الی مرحلة عالیة من الکمال خذ بأيدي العاصین وخذ بأيدي الغافلین وإن کانوا من الطائعین ظاهراً.

إلهي بحق حبیبك المصطفی اجعلنا علی سنته وأحشرنا في زمرته ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.