أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من المبادئ الالهیة في حیاة البشر منذ أن خلق الله آدم إلی یومنا هذا وإلی یوم القیامة مبدأ التعویض علی المکاره، مرة مکروه یرد علی الانسان وهو السبب في ذلك کمن یُدمن علی بعض الأمور الضارة هذا لا یؤجر علیه من سلب الاختیار عن نفسه بنفسه هذا الانسان هو مختار في ما وقع فیه ویضربون لذلك مثلاً من ألقی نفسه من الجبل بعد أن ألقی نفسه في الطریق هو لا اختیار له الجاذبیة تجذبه، ولکن قالوا في محله سلب الاختیار بالاختیار لا ینافي الاختیار اذاً هذا قسم اول.
القسم الثاني البلاء مع التبرم؛ یتمنی الانسان أن لو لم یقع علیه البلاء، اذا کان البلاء من الله عزوجل قضاءً وقدراً لا تقصیراً عندما تتمنی عدم البلاء لسان الحال هکذا یارب لیتك لم تفعل! لیتك لم تفعل هذا المعنی عندما نحلله یعني یارب هذا الامر في غیر محله، هذا الامر في غیر محله یعني خلاف الحکمة معنی ذلك یارب لست بحکیم نستجیر بالله من ذلك، طبعا نحن لا نعتقد بهذا اللوازم ولکن هکذا لسان الحال هذه مقدمة لبیان هذا المعنی أنه الاولیاء والصالحون طوال التأریخ کانوا في إبتلاء عظیم، الأمثل فالأمثل أعظمهم شأناً أکثرهم بلاءً ولهذا الروایة المنسوبة إلی النبي ما اُوذي نبي مثل ما اُوذیت علی قمة الخلق النبی المصطفی وبلائه قمة البلاء، قد تقول النبي مثلا ما حُبس طوال عمره صحیحاً حوصر في شعب أبي طالب ولکن بعض الأنبیاء نُشر بالمناشیر، نبي الله یحیی قُطع رأسه مثلا، النبي الأکرم عذابه أذیته في ما کان یعلم ما سیئول الیه أذاه الباطني أذاه النفسي مما سیجري علی اُمته، ومن ذلك ما جری علی فاطمة وولدها، نختم حدیثنا بذکر فاطمة صلوات الله وسلامه علیها، هذه السیدة الجلیلة رأت من المحن ما لا نتعقله؛ اولا المصائب الحالة بها الآن قبل وفات النبي التأریخ ینقل بعض المضایقات علیها وبعد وفات النبي تعلمون ماذا جری؟ یقولون کانت تستظل بظل شجرة حتی هذه الشجرة قطعوها کي ما لا تستظل بظلها فاطمة صلوات الله علیها، ثم تنظر إلی محراب ابیها وإلی منبر ابیها خالیاً من الوصي ماذا کان یجري علیها؟ الجائزة أو التعویض هنا؛ من أراد الجائزة العظمی فلیصبر علی المحن العظمی، النبي الأکرم یروی عنه هکذا اذا کان یوم القیامة نادی منادیً یا معشر الخلائق (من بطنان العرش) یا معشر الخلائق غضوا أبصارکم حتی تمر بنت حبیب الله إلی قصرها، الآن في الطریق ماذا تری معها من الله اعلم الروایة تذکر بعض الخصوصیات؛ فإذا بلغت إلی باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسین نائماً مقطوع الرأس فتقول للحسن من هذا هذا النائم لا رأس له؟ فیقول هذا أخي إن اُمتة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه فیأتيها النداء من عند الله رب العالمین یرید أن یعطیها الجائزة قبل دخول الجنة: یا بنت حبیب الله إني انما أرأيتك ما فعلت به اُمة أبيك لأني ادخرت لكِ عندي تعزیة بمصیبتك فیه، هذا الذي جری علی الحسین علیه السلام له عوض سید الشهداء له عوضه الشفاء في تربته الإجابة تحت قبته إلی آخره ولکن لفاطمة جائزة ایضا کما لولدها، الروایة مفصلة کیف أن الله عزوجل یجازي شعتها بل في الروایة یعطي جزاءً لمن أحسن إلی شیعتها وأحسن الیها ولو لم یکن من شیعتها اُنظروا إلی سعة دائرة الشفاعة الفاطمیة هذا في دار الآخرة.
اما في دار الدنیا: نتخذها ذریعة لبیان مستحب نلتزم بها ولکن نطور هذا الأمر بتوجه؛ الامام الباقر علیه السلام کما في روایة الکافي ما عُبد الله بشيء من التمجید أفضل من تسبیح فاطمة ولو کان شيء أفضل منه لنحله رسول الله فاطمه، في ختام الحدیث تسبیحات فاطمة فیها اسرار نحن لا نحیط بها أفضل جائزة یقدمها رسول الله لحبیبته فاطمة هذه التسبیحات التي هي في حیاتنا بحمدالله، اولاً من باب الذکر المطلق ما المانع أن تسبح بتسبیحات الزهراء قبل النوم بعد الصلاة وفي کل وقت الامام الباقر یقول هذا أفضل التمجید، في دقائق محدودة نأخذ جولة في التکبیر والتحمید والتسبیح هذه خلطة مبارکة: اولا کبر نزه الله عزوجل من أن یوصف، الله اکبر من أي شيء لا معنی لهذا المعنی أي شيء یقاس به؟ من المجرات من الافلاك من البشر الأکبریة هنا لا طرف لها، أکبر من أن یوصف فیك حارة الأوهام، اذاً هذا اولا یارب هذا منتهی الثناء. ثم الحمدلله جنس الحمد له الذي یسبح تسبیحات فاطمة صلوات الله علیها علی الأقل یشکر النعم الألهیة من الزوال إلی المغرب تسبیحات العشائین، تسبیحات الفجر نعم الله من المغرب إلی الصباح بل في کل آناتنا المهم الذي یسبح بستبیحات فاطمة هذا انسان شاکر لو جائتك نعمة قبل المغرب صلیت العشائین وقلت الحمدلله في تسبیحات فاطمة شکرت الله علی هذه النعمة الغریبة ایضاً، الحمدلله، ثم سبحان الله یذکرنا بنبي الله یونس إني کنت من الظالمین التکبیر متعلق بذات الله التحمید متعلق بفعل الله والتسبیح علاقة بینك وبین الله عزوجل بالإضافة إلی تنزیه ذاته طبعا یعني یارب أنت غیر مقصر، أنت المنزه ما انا فیه یونس یقول انا في بطن الحوت بسببي أنت منزه سبحانك إني کنت من الظالمین اذاً في تسبیحات الزهراء عش الحالة الیونسیة سبحان الله یعني یارب ما انا فیه من البلاء والمحن انما هو بسببي وبعبارة أخری اثناء تسبیحات الزهراء یمکن أن تعیش حالة المناجات مع الله عزوجل ولکن مع الأسف من تکرار التسبیح أحدنا یسبح بسرعة رهیبة لا یعلم ماذا یقول، سبحان الله ثلاثة وثلاثین مرة بإمکانك أن تعیش فیها حالة یونسیة، الحمدلله بإمکانك أن تعیش فیها حالة الخجل من النعم والله اکبر تعیش فیها عظمة الربوبیة وحقارة العبودیة کم من المعاني في تسبیحاتها صلوات الله علیها.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.