أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا اللیلة عن حالة شائعة في كثير من مجتماعتنا وأفرادنا هذه الحالة تسمى حالة الغضب حالة التبرم الخروج من الطور، الغريب في الأمر أن الناس في هذه الايام يعيشون في أعلى درجات الرفاهية قياساً للأزمنة الماضية في الأزمنة الماضية المطعم والمشرب والمسكن كل ذلك لم يكن بالمستوى الذي نحن فيه الآن ومع ذلك نرى الكثيرين ممن يعيشون أعلى درجات الرفاهية يخرجون من طورهم لأدنى سبب هذه حالة من حالات المرض عند البعض يبدوا هذا المرض هو مرض القرن ترى الناس كثيرين من الناس في حالة تأهب للهجوم على الغير ولهذا الرواية في هذا المجال رواية صريحة وكما يقال هذه الرواية منددة الحدة ضرب من الجنون هناك جنون رسمي الذين هم في مستشفى المجانين هؤلاء مجانين ولكن بعض الناس تنتابه حالة في حال الغضب يصبح كالمجنون بل هو المجنون الذي يضرب ويكسر يرفع صوته هذه علامة المجانين المجنون يقوم بعمل سفهائي العاقل عندما يغضب تبدر منه هذه التصرفات الامام يقول لأن صاحبها يندم الجنون الأدواري الذي تأتيه نوبة جنون عندما ترتفع منه النوبة ماذا يبكي يندم المبتلى بالجنون المؤقت يقول فإن لم يندم فجنونه مستحكم هذا الذي لا يندم على الغضب هذا جنونه مستقر في باطنه مجنون حقيقتاً اذاً اول علاج لعلاج الغضب أن تعلم أن الغضب شعبة من شعب الجنون.
ثانياً كلامنا كيف نكظم الغيظ هذن الأعتقادات هذه النظرة الباطنية تساعد؛ كذلك من موجبات كظم الغيظ والتحكم في الغضب أن تعلم أنك في حال الغضب أنك مطية للشيطان الشيطان يركبك يسوقك حيث يشاء والغضب في الروايات هكذا يعبر عنه امامنا الباقر عليه السلام يقول أن هذا الغضب جمرة من الشيطان، الشيطان خُلق من النار كما نعلم الذي يغضب يصبح نارياً وأحدكم اذا غضب أحمرت عيناه كأنه قطعة من النار إنتفخت أوداجه ايضا حالة من حالات النارية ودخل الشيطان فيه ولهذا بعض من يغضب من المؤمنين المتوسطين عندما يهدأ يقول للغير سامحني يا فلان انا لم أكن في حالي الشيطان دخل في يعني هو يعترف بهذه الحقيقة أنه عند الغضب لم أكن انا المؤمن كنت انا الشيطان.
كذلك من موجبات مسك النفس والسيطرة عليها عند الغضب أن الانسان له رصيد من الأيمان جاء للمسجد صلى جماعة صلى بإقبال ذهب الى المنزل صب غضبه على زوجته وأولاده ينتكس أيمانه كان في أعلى عليين هبط الى أسفل سافلين هذه الرواية أجعلوها في بالكم عند الغضب قبل أن أذكر الرواية تخيل انسان جاء لك بأفخر أنواع العسل وصب عليه كأسا من الخل طعمان متفاوتان الخل لاذع العسل حلو هذا ليس بخل وليس بعسل الغضب يفسد الأيمان كما يفسد الخل العسل الرواية نبوية المؤمن اذا غضب كأنه صب الخل على عسل باطنه ولهذا يرى في نفسه كدورة واضحة في هذا المجال.
كذلك من الأمور التي تجعلنا لا نغضب الذي لا يعتذر قلنا لا يندم جنونه مستحكم ولكن الذي يغضب ثم يعتذر هذا الانسان يعيش حالة التذلل هو عند الغضب اراد أن يثبت عزته قدرته ولكن عند الأعتذار يظهر ذله الامام يقول ذل الأعتذار معنى الرواية اعظم من عز الغضب لا يقوم عز الغضب بذل الأعتذار أردت أن تكون هكذا تتفرعن كما يقال تثبت رجولتك عند الغضب ولكن عند الأعتذار تتذلل الى درجة هذه الرجولة كما يقال يذهب عزها.
كذلك من الأمور التي نقولها عند الغضب الانسان قد يكون حكيماً قد يكون عالماً ولكن عند الغضب يخرج من زي الحكمة ولهذا اذا رأيت عالماً جليلاً ولكن غضب بغير حق هذا عند الغضب ليس بعالم ولا بحكيم ولهذا لا تعتني بغضبه لا تقل فلان العالم غضب علي، عندما غضب ما كان عالماً ولا حكيماً شأنه شأن الجهال هذا الكلام يأتي في غير العالم انسان وجيه محترم لا تقل فلان المحترم غضب علي! عند الغضب ما عاد محترماً اتفاقا هذا المعنى يسهل لك التجاوز قل هذا عندما غضب علي خرج من وقاره من علمه من شخصيته لا قيمة لغضبه.
كلمة أخيرة نحن دائما نكرر هذه الحقيقة أن الانسان يؤكل من الغضب والشهوة الغضب والشهوة حيوانان ضاريان في كتب الأخلاق هكذا يقولون القوة السبعية كناية عن الغضب والبهيميه كناية عن الشهوة أتجعل فيها من يفسد فيها؟ قيل أن يفسد اشارة الى القوة الشهوية ويسفك الدماء اشارة الى القوة الغضبية الرواية عن اميرالمؤمنين في غرره هذا الكتاب القيم استأنسوا به روايات قصيرة حكمية تنعش النفس من كان يدعي الأنتساب الى اميرالمؤمنين فلينتعش بهذا الكتاب القيم يقول رأس الفضائل ملك الغضب وإماتة الشهوة لماذا قال ملك الغضب؟ الغضب لا يمكن قتله لا يمكن اماتة الانسان يرى ما لا يعجبه يسمع ما لت يعجبه الغضب حالة طبيعية كظم الغيظ هو الطلوب ولهذا الرواية ما قالت أماتة الغضب! ملك الغضب أن تسيطر على نفسك، وإماتة الشهوة طبعا المراد هنا ليست الشهوة التي بها التناسل الشهوة مع الزوجة، الشهوة المحرمة الانسان يصل الى درجة لا يشتهي الأكلة المحرمة قلنا كثيرا المؤمن عندما يرى طعاما غير مذكى طعاما حراما يتغزز منه وإن كانت أكلة شهية في أرقى المطاعم المرأة الفاتنة غير المحرم عندما تمر عليه لا يرى جمالا ولا ميلا يميت شهوته في الحرام من وصل الى مرحلة ملك الغضب وإماتة الشهوة كان علة جادة الكمال والرقي.
إلهي بحق اوليائك الهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.