Search
Close this search box.
  • رتبة العفو عن الآخرين
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الصفات الراسخة في المؤمن أنه یعفو عمن ظلمه ویصل من قطعه ویحسن الی من اساء الیه والا طبیعة الانسان حتی الانسان غیر المعذب أنه یقابل الحسنة بالحسنة من یکافئ الحسنة بالحسنة هذا انسان فطري ولکن الانسان الکامل الانسان المهذب المرضي عند الله عزوجل هو ذلك الذي یمتحن نفسه عند الانتقام طبعا هذا المعنی لا یعني أن المؤمن یقبل الذل انسان مثلا یؤکل المؤمن عزیز أبي ثقته بالله عزوجل ولکن في خصوص القضایا الشخصیة له حالة من حالات التسامح مرة انسان یهان لإيمانه في ملأ العام یقال أنت مؤمن فیهان هنا قد تکون المصلحة في أن تقف موقفاً حازماً انسان یتعرض لعقیدتك الانسان یدافع عن عقیدته الا في بعض الموارد التي یجاز فیها التقیة مثلاً ولکن إجمالاً الحالة العامة في المؤمن هذه الحالة من الرقي الباطني الی درجة نلتفت الی هذه الدرجة القرآن الکریم في عدة موارد یأذن للانسان أن یواجه السیئة بالسیئة فمن أعتدی علیکم فأعتدوا علیه بمثل ما اعتدی علیکم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقین هنا لم یرد أمر بالمسامحة مثلا ولکن الأمر بالتقوی یلازم مراعات الجهات الاخلاقیة إن واجهت العداوة بالعداوة الحرمات قصاص قبل هذه الآیة والحرمات قصاص ولکن مقتضی التقوی أن تتجاوز عن المعتدي في مورد یرجح فیه التجاوز الآیة الصریحة ایضا وجزاء سیئة سیئة مثلها ولکن الآیة تقول مباشرة فمت عفی وأصلح فأجره علی الله إنه لا یحب الظالمین ظلمك انسان رب العالمین لا یحبه قل یارب هذا مبغوض عندك وعندي أوکلت أمره اليك رب العالمین ینتقم منه اعظم من انتقامك بنفسك اتفاقا روایة عن الامام الصادق علیه السلام ینقل عن التورات غیر المحرفة ائمتنا عندعم الأنجیل عندهم التورات عندما یأتي امام زماننا یتکلم مع اهل الأنجیل بأنجیلهم مع اهل التورات بتوراتهم مع اهل الفرقان بفرقانهم له علم الکتب السماویة الصادق المصدق یقول إن في التورات مکتوباً یابن آدم اذا ظلمت بمظلمة فأرضی بإنتصاري لك الا ترید الانتقام من الظالم؟ اجعلني انا المنتقم من اسماء الله المنتقم فإن انتصاري لك خیر من انتصارك لنفسك أنت ماذا تصنع؟ تذهب للمخافر تشتکي علیه یوضع في السجن انتهی الأمر ولکن رب العالمین اذا حل غضبه علی أحد فقد هوی ومن یحلل علیه غضبي اذاً هکذا المؤمن یرضی بإنتصار الله عزوجل له.
کذلك رب العالمین یقول وجزاء سیئة سیئة مثلها في ختام الآیات یقول ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور وخاصة في الرحم أن تصبر علی أذی الرحم اذا أذی الزوجة بالخصوص من صبر علی أذی زوجته کان له مثله أیوب أو حشر مع أیوب هذا فخر عظیم المرأة الصابرة علی أذی زوجها له مثلا مثل أجر آسیة بنت مزاحم أو یلحق بها المهم الصبر امام أذی الاعداء فیه ما فیه من الأجر العظیم.
الروایة الاولی الامام الصادق علیه السلام له کلمة جمیلة کلهم کلامهم نور یقول اذا الآن هکذا نقول خارجاً ثم نطبقها علی الروایة انسان سفیه اعتدی علیك بسفهه وجاوبته بسفه مثله ما معنی ذلك؟ معناك أنك ترضی بالسفاهة هو قال کلاما لا یلیق قلت کلاما لا یلیق معنی ذلك أنك رضیت بأسلوبه الآن هذا المعنی نستفیده من کلام امامنا یقول من کافئ السفیه بالسفه فقد رضي بما اُتي الیه هو واجهك بالسفاهة وأنت واجهته بالسفاهة فصرت قرینه یقول الامام صلوات الله علیه حیث أحتذی مثاله جعلت السفیه مثالاً لك ولهذا قلت مقالته اذاً المؤمن یجل نفسه من ذلك.
روایة عن امیرالمؤمنین من غرر الروایات واقعا کلمات الامام امام الکلمات والروایة في الغرر یقول قوة الحلم عند الغضب افضل من القوة علی الانتقام، الانتقام لا یحتاج الی قوة کثیرا هذا مطابق للطبع ولکن عند الغضب عندما تکون حلیماً أنت أقوی من المنتقم لا تقل فلان من کبیر الضباط اساء اليه أحد رماه في السجن فهو قويٌ أنت العافي أقوی منه لأنك ملکت غضبك وعفوت عند المقدرة زوجتك بیدك طلاقها بیدك في زاویة مظلمة في غرفة مغلقة لك الحق أن تؤدبها زوجتك في ظلام اللیل في غرفة مغلقة لا یراها احد ولك الحق أن تعاقبها مثلا فتعفو عنها هذه هي القدره! کنت قادراً فعفوت أنت اقوی من المنتقم ولکن کان سلطانا.
ایضا عن امیرالمؤمنین علیه السلام من انتقم من الجاني أبطل فضله في الدنیا وفاته ثواب الآخرة في الدنیا لا یقال فلان مسامح لأنك أنتقمت أخذت حقك وفي الآخرة فاتك الثواب من یعفو عند المقدرة رب العالمین ایضا یعفو عنه، قبل ایام امرأة ثکلی بولدها قتل ولدها ظلماً یراد أن یقتص من القاتل أوکلوا أمر العفو الی هذه الام المفجوعة سألتنا تقول هل أعفوا عن القاتل أم لا؟ مفجوعة بولدها ولکن تفکر في العفو عن القاتل لئن له أم ایضا ستفجع به اذاً هذه الحالة من التعالي حالة مطلوبه.
نختمها بدعاء امامنا زین العابدین علیه السلام دعاء وختام لحدیثنا یقول امامنا في مکارم الأخلاق من روائع ادعیة امامنا زین العابدین علیه السلام دعاء ومنهج في الحیاة اللهم صلي علی محمد وآله وسددني لئن أعراض من غشني بالنصح واجزي من هجرني بالبر واُثیب من حرمني بالبذل واُکافئ من قطعني بالصلة واُخلاف من أغتابني الی حسن الذکر رحم یغتابك یقطعك یهجرك یغشك کل هذا موضوع دعاء امامنا زین العابدین علیه السلام بادل کل هذه الاساءات بهذه الحسنات لتکون علی نهج امامك زین العابدین.

إلهي بحق اولیائك الهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.