دروس من سيرة الزهراء (سلام الله عليها)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا صالح المهدي، هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك وقتل الكافرين بسيفك، وأنا فيه يا مولاي ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فإنك تحب الضيافة والإجارة.
السلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون جميعا ورحمة الله وبركاته.
نعزی صاحب الأمر صلوات الله وسلامه علیه بمناسبة استشهاد جدته وأمه فاطمة الزهراء علیها السلام ونعزیکم أیضاً بذلک، نسأل الله عزوجل أن یرزقنا زیارتها في الدنیا وشفاعتها في العقبی وأن یجعلنا من الطالبين بثأر أهل البيت عليهم السلام.
حديثنا هذا اليوم سيكون حول السيدة الزهراء (س) بمناسبة استشهادها أو سيكون المحور الأول من حديثنا حولها (س).
النظرة الصحيحة إلى المعصومين (عليهم السلام)
النقطة الأولى في حديثنا، ستكون حول نظرتنا إلى المعصومين (ع) وعلى رأسهم النبي الأكرم (ص)، والتي منهم السيدة الزهراء (س)، وفي رواية عن الإمام العسكري: (نحن حجج اللّه على خلقه، و جدّتنا فاطمة حجة اللّه علينا)[١]، وقد شرحنا مضمون هذا الحديث في إحدى المناسبات وهو مضمون ملفت ويحتاج إلى توجيه وشرح إذ كيف تكون الزهراء (س) حجة على الأئمة (ع) رغم أنهم أمناء الله في خلقه.
المهم يمكن أن ننظر إلى حياة هؤلاء القادة بنظرتين مختلفتين؛ النظرة الأولى هي أن ننظر إليهم كما ينظر إنسان إلى جبل يستحيل الوصول إليه، كإنسان أعرج أو عاجز عن المشي ينظر إلى جبل كالهيمالايا ويستمع برؤية تلك المناظر التي يراها من بعيد ويخشع لعظمة الجبل، ولكن الأمر لا يتجاوز ذلك، ونحن للأسف الشديد نظرتنا إلى حياة الأئمة (ع) هي هذه النظرة، ومن المطلوب أن ننظر إليهم بإكبار وإعظام وخشوع ولكن ليس معنى ذلك أن نحرم من العطاء الآخر.
وأقول إن النظرة الصحيحة إلى الأئمة يجب أن تكون كمن ورد ماء عذبا فأخذ يستفيد من نميره، ونحن نقرأ في دعاء الندبة: (مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى)[٢]، وأنت ليس بإمكانك أن تغترف من البحر إلا القليل، صاحب الكأس الصغير يغترف بحسبه وصاحب الحوض الكبير يوصله إلى البحر ويغترف كذلك بحسبه ولكن كل ذلك في جنب البحر قليل ولا يعتد به، ولكن على كل حال يجب أن نصل إلى الشاطئ ونستفيد من ذلك الماء، فعلينا إذا أن ننظر إليهم تارة نظرة الرائي إلى الجبل وتارة نظرة الإنسان الذي ورد ماء عذبا.
الإمام يأمن على دعاء هذا العالم الجليل..!
ولقد سمعنا كرامات العلماء الصالحين في زيارتهم للمعصومين وقد نقل لي نجل أحد العلماء الذي زار المعصوم بزيارة أمين الله – هذه الزيارة المعروفة وهي من أفضل الزيارات – وكان يدعوا الله بالقسم الثاني من هذه الزيارة: (اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيةً بِقَضائِكَ)[٣]، إلى أخر الدعاء الشريف وإذا به يسمع الإمام يأمن على دعائه، يقول آمين، آمين.
لقد ورد منهل الإمام وورد البحر العذب وأخذ يستفيد منه، والدليل على ذلك، التغيير الذي نشاهده في مشاهد الأئمة (ع)، فتارة يتصرفون في الأمراض ويسهلون ديون المؤمنين وفي حالات كثيرة نرى الزائر ييعود من عندهم بنفسية أخرى وكأن المعصوم أعاد تركيب هذا الإنسان من جديد، كان متكبرا فعاد متواضعا، كان لا سستحمل شطر كلمة وإذا به يرجع كالجبل الأصم، كان يستثار بأقل عارض شهوة وإذا به يرجع في غاية النزاهة والعفة، إذاً المعصوم له هذه القدرات والقابليات.
كيف نحضر المشاهد المشرفة ومجالس المعصومين؟
وعلينا أن نستفيد في مناسبات الأئمة (ع)، ونحن نعلم حقيقة الزيارة وهي المثول بين يدي المزور، وقد قلنا مرار أن المغمى عليه أو المخدر عندما يدخلونه الحرم لا يقال عنه أنه زار المعصوم؛ لأنه كان في حالة غفلة وغشوة، والمهم أن يكون الحضور بالوجدان الواعي، وأنت عندما تحضر مجلسا من مجالس أهل البيت (ع) وترى نفسك بين يدي ذلك المعصوم؛ فقد وردت ذلك المنهل العذب.
وفي الواقع رأينا بعض حالات الخشوع والتوجه في مجالس أهل البيت (ع) أكثر من مشاهدهم، وقد رأينا بعض الإخوة ممن يزورون البقيع وينظرون إلى هذه القبور التي تثير الحزن والأسف لا يتفاعلون كتفاعلهم في بيت أو مجلس يزار فيه أهل البيت (ع)، ويذكر فيه أئمة البقيع أنفسهم، بل يتفاعل تفاعلا بليغا، وقد رأينا بعض الناس حول البيت وفي الطواف وخلف مقام إبراهيم وأمام الركن اليماني يزور كما يزور أي إنسان عادي، ولكنه في ليلة الجمعة أو في ليلة القدر أو غيرها من المناسبات تراه يناجي رب العالمين أفضل مما يناجي به الحاج والمعتمر، فمن الضروري أن يرى الإنسان نفسه بين يدي المعصوم في هذه المناسبات.
الدليل القرآني على ضرورة التأسي بأهل البيت (عليهم السلام)
والدليل القرآني على ما ذكرنا، هي أسماء السور القرآنية – وهناك بحث حول أسماء السور هل هي من عمل المعصوم أو من الذين جاءوا بعد ذلك – ونلاحظ أن السور القرآنية منها ما تحمل أسماء الأنبياء كـ هود ويوسف وإبراهيم ومنها ما تحمل المضامين حول سيرتهم ويتبين لنا أن الله سبحانه أراد أن يضرب لنا مثلا بهم وأراد منا التأسي بسيرتهم، وكلمة الفصل في هذا المجال قوله سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[٤].
كم وصل إلينا من علوم أهل البيت (عليهم السلام؟
والآن حديثي عن صاحبة الذكرى السيدة الزهراء (س) وكيفية التأسي بها والاستفادة من منهلها العذب، ولقد سمعنا فضائلها إلا أننا لم نسمع الكثير، وإخواني على أحدنا أن لا يستنكر فضائل أهل البيت (ع) عندما يسمع منها شيئا، يقول الإمام الصادق (ع) بما هو مضمونه: أنه لم يصلكم من علومنا إلا الأف غير المعطوفة وقد فسر البعض ذلك بالرقم واحد؛ أي واحد ليس بعده شيء ويعني الإمام أنه ما ثنى ولا ثلث العلوم، وفي الحقيقة لا يعكس حياة أهل البيت (ع) لمئتين وستين سنة من العطاء إلى زمان غيبة الإمام الحجة (عج) ما ورد في بحاور الأنوار في مئة وأربعة عشر مجلد وكل هذه الكتب لا تعكس إلا شيئا يسيرا جدا مما ورد عنهم خلال قرنين ونصف من الزمان، وقد كنت أطالع سيرة الزهراء (س) في البحار فرأيت أنها لا تتجاوز ثلاثة أرباع الجزء الواحد وهل نستطيع أن نعتبر ذلك كل سيرتها؟ هل يعكس ذلك جميع فضائلها؟
ما هي الدروس العملية من حياة الزهراء(سلام الله عليها)؟
إن الدرس الأول الذي نستفيده ولعله تعرفونه ولكن لا بأس بالتذكير به من باب: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)[٥]، والذي لخصته في هذه الكلمة: أن الملكات الذاتية لا تغني عن الممارسة الفعلية؛ أي أن الإنسان الذي يرى في نفسه حالة من حالات الرقة والتواضع ويمتلك ملكات حميدة وجيدة عليه أن لا يتقاعس عن العبادة وبذل الجهد في مجال التقرب إلى الله عز وجل، وهناك من الناس من يحذر الذنوب كما يقول القرآن الكريم: (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)[٦]، وطوبى وهنيئا لشاب يرى منظراً مثيرا لعامة الناس ولكنه يتقزز منه، وأنا أعرف بعض الناس يصرف نظره ويتقزز من مشاهدة امرأة سافرة أو شبه عارية كما يتقزز أحدكم من مشاهدة حيوان موحش أو قذر، فهو يرى أن هذه المرأة قد خرجت من طاعة الله عز وجل، وكما يقول أحد العلماء: لو كان السفور حضارة؛ لكانت الحيوانات العارية من أرقى المتحضرين.
وقد يصل الإنسان إلى حالة يرى المنكر على حقيقته، أتعلمون ما هو المنكر؟ المنكر هو ما ينكره الإنسان وما ينكره القلب السليم.
سيرة الزهراء (سلام الله عليها) في العبادة
ولهذا نرى بعض الأمهات الحنائن على أولادهن واللاتي يرين أقل حسنة في أولادهن حسنة كبيرة؛ باعتبار ما يحملن من المحبة لهم، وكما يقول الشاعر: (وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ)[٧]، فتقول: أن ولدي ممتاز فهو يصلي في اليوم بحمدلله ويصوم شهر رمضان وانتهى الأمر! وكأن هذا الإنسان إذا أقام الفرائض انتهى الأمر، ولكن الأمر يختلف عند الزهراء (س) والغرض من كلامنا الاستفادة من سيرتها، والزهراء كما هو الواضح من اسمها أنها تزهر لأهل السماوات كما يزهر الكوكب الدري لأهل الأرضيين، وهي الحوراء الإنسية وهي في الواقع برزخ بين البشر وبين اللابشر، ومع ذلك انظروا إلى الرواية التي تتحدث عن عبادتها وهي تقف في محرابها حتى تتورم قدماها وحتى أشفق النبي (ص) عليها لما رأى ما بها من الذبول والضعف، وسورة هل أتى أكبر شاهد على ذلك، لم تعتمد على ملكلاتها الذاتية وعلى أنها في قربها من الله سبحانه معفية عن العبادة، وليس هناك داع إلى بذل الجهد.
لا تعش فقيراً وأنت تملك هذه المعادن الثمينة..!
إن ملكات الإنسان بمثابة المعادن ونحن نعرف بعض الدول الفقيرة في أفريقيا وغيرها أنها تمتلك معادن كبيرة من الألماس ومن البترول ومن النحاس ولكنها غير مستخرجة فما فائدة هذه المعادن؟ وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان فهو على سبيل المثال من أسرة عريقة ومن أبوين متدين، ربته أمه في حجرها وهي تبكي على مصائب الأئمة (ع) في مجالس أهل البيت، أبوه إنسان صالح لم يطعمه إلا حلالا وبيئته بيئة صالح فهو ابن المسجد وقد نشأ في طاعة الله سبحانه وهذه معادن يجب الاستفادة منها.
عابر سبيل يوقف طفلاً في الهواء..!
يقول أحد المؤمنين أنه لم يتذكر أنه ارتكب كبيرة في حياته ويقول أحدهم أنه لم يرتكب معصية عامدا منذ علم يمينه من شماله، نعم قد يكون تناول شيئا من الطعام ثم تبين له فيما بعد حرمة ذلك الطعام أما إنه لم يرتكب المعصية عامدا أبدا، ولذلك استطاع عابر السبيل ذلك أن يوقف الطفل في الهواء بعد أن كاد يسقط على الأرض بإشارة من يده ولما اجتمع الناس حوله وقالوا له أنت صاحب كرامة وأنت رجل عظيم لم يزد على أن قال: إنني استجب لله عز وجل كل ما طلب مني وأنا طلبت منه طلبا واحدا فاستجاب لي وليس ذلك بالأمر الغريب.
علينا أن نمتلك هذه الملكات الباطنية، فهناك في المسجد من هو ملتزم في حضوره صبح مساء، يعتمر ويحج ويخمس ويصوم ويعمل الصالحات ويكد على عياله وفيه جميع موجبات الترقي إلا أنه لا يحول ذلك إلى حالة من القرب من خلال المجاهدة والمراقبة، فما المانع من أن يضيف إلى قائمة حياته المراقبة والمحاسبة مادام أنه موفق للخير؟ يقول الإمام الكاظم (ع): (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ)[٨]، وجلس يوماً رجل على الكرسي بمحضر أمير المؤمنين (ع) ثم سقط حتى شج رأسه وسال دمه على وجه ويقال أنه بدا عظم رأسه، فقال له الإمام ادن مني، قم مسح على رأسه فاندمل الجرح، فقال للإمام: ماذا فعلت يا مولاي حتى سقطت؟ قال له: لأنك لم تقل بسم الله الرحمن الرحيم فوقع بك ما وقع، ثم عقب الإمام أن الله عز وجل يحب الشيعة فلذلك لا يؤخر محاسبتهم؛ بل يصفي حسابهم أول بأول، وقد قال الإمام (ع) أن دابتي لم تعثر أبدا وهي دابة جيدة وبتعبيرنا اليوم سيارتي لم تصطدم بشيء قط، لأنها لم تمر في أرض الآخرين وكأن على صاحب الدابة أن يراقب حتى موضع أقدام دابته حتى لا تطأ أرض الغير وتحصل له هذه المزية.
المحاسبة الدقيقة للأعمال
كان لي أخ مؤمن في قديم الأيام، بلغ به الأمر إلى حد الوسوسة، فكانت تقع به النازلة أو أي أمر بسيط كخدش أو جرح أو مرض أو زكام أو ضياع مال وما شابه، فيسرع إلى محاسبة نفسه، ويقول: من أين أتتني هذه الحادثة؟ هل أهنت أحداً؟ هل أدخلت غيضاً على أحد؟ هل قصرت في واجب من واجباتي؟ لعلني نمت بين الطلوعين فحرمت الرزق وما شابه ذلك، وفي الرواية: (إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَكْذِبُ اَلْكَذِبَةَ فَيُحْرَمُ بِهَا رِزْقَهُ قُلْتُ وَ كَيْفَ يُحْرَمُ رِزْقَهُ فَقَالَ يُحْرَمُ بِهَا صَلاَةَ اَللَّيْلِ فَإِذَا حُرِمَ صَلاَةَ اَللَّيْلِ حُرِمَ اَلرِّزْقَ)[٩]، فبعض المؤمنين يوقت الساعة ويستخدم المنبه ويوصي زوجته ويوصي أحد المؤمنين بالاتصال به ومع ل ذلك لا يستيقظ للصلاة، فيبدأ بمحاسبة نفسه ويسأل لماذا هذا الحرمان؟ وقد يعد العدة للحج وإذا به يبتلى بأحد الموانع فيرحم السفر وتقول لي أنه قضاء وقدر، أقول لك: نعم، ولكن على الإنسان أن يحاسب نفسه.
إن المؤمن مراقب ومحاسب، وطوبى لمن منع هذه المفاسد قبل وقوعها، ومن موانع وقوعها الصدقة، نحن نعلم أن الصدقة تدفع البلاء، التفوا إلى هذا التعبير: (الصدقة تدفع البلاء، وهي أنجح دواء، وتدفع القضاء وقد أبرم إبراما)[١٠]؛ أي أن هناك الكثير من الملفات في الواقع وصلت إلى مرحلة الختم النهائي ولا بد لها أن تقع ولكن المؤمن يدفعها بالصدقة، والمؤمن يحاول استثمار هذه النقاط.
لا يكن ما بعد الحج والزيارة كما قبله..!
ولطالما قلت للحجاج والمعتمرين والزوار، أنت عندما ترجع من الحج أو الزيارة، عليك أن تستثمر ذلك وأن لا يكون سلوكك ما بعد الحج كما قبله، فإذاً أين أثر الحج والزيارة؟ وإذا اعتمرت وزرت وصمت شهر رمضان وأدركت ليلة القدر وأحييت محرما وصفراً وسلوكك هو نفسه والنفسية هي ذاتها والعبادة هي العبادة ذاتها والإدبار على حاله، فأين الحج وأين العمرة وأين شهر رمضان وأين مواسم ذكر أهل البيت (ع)؟
لا تغتر بالحالات الروحية في أيام الحج..!
الدرس الثاني هو عدم الاتكال على حالة روحية جيدة واحدة، فأنتم تعلمون أنَّ السيارات هذه الأيام تمشي على نظام القطرات، فكل قطرة من قطرات البنزين لها دور في تحريك المحرك، والإنسان المؤمن قد يمر في حالات جيدة في ليالي الجمعة أو في الأسحار أو في الصلاة أو في الزيارة وغيرها، وعليه أن لا يركن إلى هذه الحالات وطالما قلنا للحجاج والمعتمرين والزوار: لا تغرنكم الحالات الروحية في الحج والعمرة، فهذا مقتضى الضيافة الإلهية، وحتى الإنسان الذي يعيش الإدبار القلبي طوال أيامه؛ يخشع في الطواف ويبكي وهذه من بركات الطواف وزيارة بيت الله ومن بركات الكعبة المشرفة، فلا تجعل هذه الحالة من امتيازاتك الخاصة، بل أنت بطل إذا رجعت إلى بلدك وعدت إلى سوقك وعملك ثم بقيت على عشر ما كنت عليه في أيام الحج!
إذاً، الروح بحاجة إلى شحن متواصلولذلك الذي يواضب على صلاة الجماعة لا شعورياً يحسن بالشحونات المناسبة، والإنسان عليه أن يعيش حالة الشحن الدائم، والزهراء (س) لم تترك فرصة لأجل أن تحشن وجودها بقوة العطاء وقوة القرب من الله سبحانه إلا وانتهزتها.
العفة من أهم دروس سيرة الزهراء (س)
ومن الدروس المهمة في حياة الزهراء (س) العمل بالتكليف أينما كان وكيفما كان، ونحن نعلم أن أمير المؤمنين (ع) كان يأخذ الحسنين (ع) والسيدة زينب (س) بعد استشهاد الزهراء إلى قبرها لزيارة أمهم (س)- وأرباب المقاتل يذكرون هذه القضية ولعل لها منشأ روائي – فكان يأمر بإطفاء السراج أو بتخفيفه لئلا يرى خيال ظينب (س)، وأهل البيت (ع) كانوا يربون نسائهم على العفاف الكامل، حيث لم يرضى أمير المؤمنين (ع) بأن يرى خيال ابنته زينب (س).
وعليٌ (ع) الذي لم يقبل بأن ترى حجم بدن ابنته، عندما جاء التكليف ووقعت الواقعة وجاء دور الدفاع عن الإمام والولاية؛ ذهبت هذه الأمور جانباً، حتى ذهبت السيدة فاطمة (س) بنفسها تطرق أبواب المهاجرين والأنصار، السيدة التي تقصد كالكعبة تزار ولا تزور، عنجما دعاها التكليف ذهبت بنفسها لتطرق أبوابهم وليس ذلك فقط بل وتتحدث معهم في نقاش حول الغدير وما شابه ذلك، وقد ذهبت في ذلك اليوم الموعود إلى مسجد أبيها ووضعت ستراً وتكلمت بكلام بليغ حتى سمع القوم كلامها ونحيبها ونشيجها، وكلكم يعرف قصة الأراكة التي كانت في المدينة، وكانت تبكي ليل نهار حتى ضج أهل المدينة واشتكوا من بكائها (ع)، فقد كانت ترى التكليف في ذلك.
اعمل بالتكليف ودع الأمر إلى الله سبحانه..!
وكذلك الإنسان في محل عمله وبين أهله وأرحامه، إذا رأى التكليف في النهي عن المنكر يفعله وإن حرم رزقه فالله خير الرازقين وإن رأى تكليفه القطيعة فالله خير الآنسين، ولذلك يقول يوم القيامة المستضعفون أنهم كانوا يستضعفون فيأتيهم الخطاب: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا)[١١]، لماذا كنت جالسا وأنت ترى الظلم في بلادك وكنت ترى الأذى فيها فلم لم تهاجر؟ فالمؤمن يعمل بما يريده الله سبحانه وهو نعم الكفيل.
السر في خلود اسم الزهراء (سلام الله عليها)
إن فاطمة (س) بحسب الظاهر، صرخت وبكت وأنت وخطبت وتكلمت وعاتبت وأعرضت وغضبت فظن أهل زمانها أنها انتهت وظنوا أنه ليس في البين من يسجل هذه الأحداث وليس هناك من يحفظ فاطمة وتراث فاطمة، ولكن الله عز وجلأعطاها الكوثر إلى يومنا هذا، الكوثر من الذرية وأعطاها الذكر الخالد ونحن نحيي المحطة الثانية لاستشهادها، ويبقى ذكراها يتفاعل في النفوس والقلوب إلى أن يظهر مولانا صاحب الزمان (عج)؛ فمن أولوياته أن يحدد قبر الزهراء (س) ويقيم عليها قبرها ما ينبغي لها من الإكرام والإجلال.
دع الله سبحانه هو الذي يدافع عنك..!
إن الإنسان إذا عمل بوظيفته، فإن الله سبحانه نعم المدافع عن هذا العبد ألم يقل: (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)[١٢]، (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)[١٣]و(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)[١٤]، وقد أرى بعض الشباب لديهم مشاكل إدارية وقانونية أو خلاف مع بعض الناس؛ يتشبث بكل شيء من أجل أن يغلب خصمه، تذكر في هذه الحالات قوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)[١٥]، فهل اتخذت رب العالمين محام؟ هل شكوت إلى الله عز وجل أمرك يوما من الأيام؟ إن أئمتنا (ع) عندما كانت تشتمل عليهم البلايا كانوا يتلفظون بكلمة واحدة: لأرمينه بسهام الليل، قم في جوف الليل واشكو أمرك إلى الله، وأنا طبعا لا أحب أن يدعوا المؤمن على أخيه ولكن يوكل أمره إلى الله سبحانه: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ… فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا)[١٦].
اعبد الله من حيث يريد لا من حيث تريد..!
إذاً، على الإنسان أن يكون تابعا لوظيفته، ولهذا إبليس عليه اللعنة وأول الخليقة استعفى الله من السجود للآدم وقال: ساعبدك عبادة لم يعبدها أحد، فقال الله عز وجل في الحديث القدسي هذه المقالة المعروفة وهي في الواقع نظرية وقاعدة في السلوك: (إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لاَ مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ)[١٧]، وهناك من هو مطلوب بالكد على عياله ولكنه يفضل جو المسجد ويصبح حمامة المسجد ويختار ذلك الجو المريح وصحبة المؤمنين هناك على زيارة لأخ مؤمن أو ما شابه لأجل وجود بعض المشاكل في تلك الزيارة، والحال أنَّ على المؤمن أن يقدم الوظيفة الشرعية على غيرها، والمهم أن ننظر دائما إلى هذه القاعدة والقانون الإلهي: (إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لاَ مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ)[١٨].
ابتلاءات النبي وأهل بيته (عليهم السلام)
إن السيدة الزهراء والنبي والأئمة (ع) كلهم أوذوا كثيرا، وقد قال النبي (ص): (مَا أُوذِيَ نَبِيٌّ مِثْلَ مَا أُوذِيتُ)[١٩]، والبعض يتوقع أن تكون الدنيا جنة له، فيتوقع أفضل الزوجات وأفضل الرزق وأوسع المساكن والاحترام من جميع الناس وكأنه ملك يمشي على الأرض، والحال أنه لا ينال ذلك إلا في الآخرة كما في الحديث: (إِنِّي وَضَعْتُ اَلرَّاحَةَ فِي اَلْآخِرَةِ وَ هُمْ يَطْلُبُونَ فِي اَلدُّنْيَا)[٢٠]، وعلى المؤمن أن يتحمل بعض التبعات وقد رأينا أن المؤمن لا يخلوا من مكمش – إذا صح التعبير – في رزقه أو في عياله أو في ذريته ورأينا بعض العلماء لم يقصروا في تربية أبناءهم ولكنهم مع ذلك انحرفوا انحرافا بليغا وقد وصل بعضهم إلى مرحل الكفر باللع العلي العظيم، والنبي لوط والنبي نوح (ع) ابتليا في زوجاتهم وإلى آخر ذلك، ولذا لسان حال المؤمن ولسان مقاله: (اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا) فلهذا عندما ذكر النبي (ص) أن عاقبته الشهادة، قال: أفي سلامة من ديني، فقال له نعم فقال أنه لا يبالي إذا كان البلاء في سلامة من دينه.
وقد قرأت قبل أيام عندما ذهب النبي (ص) إلى المعراج – وهو حديث مسلم والقرآن الكريم يصرح بذلك: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا)[٢١]– قال بعض المنافقين حول النبي: لقد رأيناه البارحة نائما؛ أي النبي (ص) والعياذ بالله يكذب فأين الإسراء؟ وهكذا كانوا يؤذونه بألسنتهم إيذاءً نفسيا وكانوا يتهمونه بالسحر إلى آخر ذلك، والسيدة الزهراء (س) هي أم المصائب وأمير المؤمنين (ع) يصل به الأمر أن يتمنى الموت: (وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا)[٢٢]، وهو القائل: (فَصَبَرْتُ وَ فِي اَلْعَيْنِ قَذًى وَ فِي اَلْحَلْقِ شَجًى)[٢٣]، والإمام الحسن (ع) يسلم عليه بـ يا مذل المؤمنين، والإمام الحسين وما أدراك ما الإمام الحسين (ع) وأهله والإمام السجاد والصادق والكاظم في السجون والتعذيب النفسي الذي عاشه الإمام الرضا (ع) في طوس والذي كان أشد من تعذيب الإمام الكاظم (ع) في سجن هارون الرشيد، والإمام الهادي والعسكري (ع) تحت الإقامة الجبرية والإمام الحجة وغيبته لهذه السنين الطويلة وهو ينتظر الفرج، وهؤلاء أحب الخلق إلى الله عز وجل وهذه ابتلاءاتهم، فكيف يتوقع المؤمن أن يكون مستثنى من ذلك وأن يعطى كل ما يريد الأمر ليس كذلك.
المؤمن لا ينفك من البلاء..!
إن سليمان النبي حكم الأرض والريح والجن والشياطين يعملون له ما يشاء ويغوصون له إلى آخر ما متع به، ولذلك يقال إنه آخر من يدخل الجنة من الأنبياء لأنه أعطي شيئا في هذه الدنيا من الملك الواسع، ولهذا المؤمن كلما رفع عنه بلاء وقع في آخر وكأن البلاء لازم له إلا أن صور البلاء تختلف.
والدرس الأخير هو أنه علينا أن نتأسى بالسيدة الزهراء في تحملها للبلاء والمحن؛ فعسى الله سبحانه أن يرفع من درجاتنا بذلك، وقد عوض الله عز وجل السيدة الزهراء (س) في الدنيا بالكوثر وبغيرها إلى أن التعويض الأساسي لها سيكون في تلك النشأة.
رواية في فضائل الزهراء (سلام الله عليها) وكيفية حشرها
أختم حديثي بهذه الرواية التي تبين فضل السيدة فاطمة (س)، تقول الرواية: (دَخَلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَهِيَ حَزِينَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا حَزَنَكِ يَا بُنَيَّةِ قَالَتْ يَا أَبَتِ ذَكَرْتَ اَلْمَحْشَرَ وَوُقُوفَ اَلنَّاسِ عُرَاةً يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ)[٢٤]، انظروا إلى فاطمة وهي أم الأئمة النجباء (ع) وهي أم أبيها ومع ذلك تبكي لأحاث المحشر، ولا أدري إن كان أحد من الحاضرين قد بكى يوما لتلك الأحداث وهنيئا لمن بكى لذلك: (قَالَ يَا بُنَيَّةِ إِنَّهُ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ اَلْأَرْضُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَنَا ثُمَّ أَبِي إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ بَعْلُكِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ يَبْعَثُ اَللَّهُ إِلَيْكِ جَبْرَئِيلَ فِي سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ فَيَضْرِبُ عَلَى قَبْرِكِ سَبْعَ قِبَابٍ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يَأْتِيكِ إِسْرَافِيلُ بِثَلاَثِ حُلَلِ مِنْ نُورٍ فَيَقِفُ عِنْدَ رَأْسِكِ فَيُنَادِينَكِ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُومِي إِلَى مَحْشَرِكِ فَتَقُومِينَ آمِنَةً رَوْعَتَكِ… ثُمَّ تَسْتَقْبِلُكِ أُمُّكِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِأَيْدِيهِمْ أَلْوِيَةُ اَلتَّكْبِيرِ.. فَإِذَا تَوَسَّطْتِ اَلْجَمْعَ وَ ذَلِكِ أَنَّ اَللَّهَ يَجْمَعُ اَلْخَلاَئِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيَسْتَوِي بِهِمُ اَلْأَقْدَامُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ اَلْعَرْشِ يُسْمِعُ اَلْخَلاَئِقَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ اَلصِّدِّيقَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ مَعَهَا.. ثُمَّ يُنْصَبُ لَكِ مِنْبَرٌ مِنَ اَلنُّورِ.. فَإِذَا صِرْتِ فِي أَعْلَى اَلْمِنْبَرِ أَتَاكِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُ لَكِ يَا فَاطِمَةُ سَلِي حَاجَتَكِ فَتَقُولِينَ يَا رَبِّ أَرِنِي اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ)[٢٥]وأول طلب للسيدة في ذلك اليوم هو أن ترى الحسن والحسين، (فَيَأْتِيَانِكِ وَأَوْدَاجُ اَلْحُسَيْنِ تَشْخُبُ دَماً)[٢٦]وفي رواية أخرى – وكأن المسألة هي مسألة إثارة عواطف الناس وحتى الأنبياء والمرسلين – : (تُحْشَرُ اِبْنَتِي فَاطِمَةُ وَ مَعَهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بِدَمٍ فَتَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ اَلْعَرْشِ فَتَقُولُ يَا عَدْلُ اُحْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ قَاتِلِ وُلْدِي فَيَحْكُمُ لاِبْنَتِي وَ رَبِّ اَلْكَعْبَةِ)[٢٧]، وهنا الحسين (ع) يطلب من الله عز وجل أن يأخذ الثأر له ولأمه فاطمة: (فَيَغْضَبُ عِنْدَ ذَلِكِ اَلْجَلِيلُ وَ يَغْضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنَّمُ وَ اَلْمَلاَئِكَةُ أَجْمَعُونَ)[٢٨]، (ثُمَّ يَقُولُ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا فَاطِمَةُ سَلِي حَاجَتَكِ)[٢٩]، وهنا بعد أن تطلب الانتقام من قتلة الحسين (ع) تقول الرواية: (فَتَقُولِينَ يَا رَبِّ شِيعَتِي)[٣٠]، وهنا طلبها بعد الانتقام الشفاعة لشيعتها ومحبيها، فيقول سبحانه أنه قد غفر لهم وماذا بعد: (فَتَقُولِينَ يَا رَبِّ شِيعَةُ وُلْدِي فَيَقُولُ اَللَّهُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَتَقُولِينَ يَا رَبِّ شِيعَةُ شِيعَتِي فَيَقُولُ اَللَّهُ اِنْطَلِقِي فَمَنِ اِعْتَصَمَ بِكِ فَهُوَ مَعَكِ فِي اَلْجَنَّةِ فَعِنْدَ ذَلِكِ يَوَدُّ اَلْخَلاَئِقُ أَنَّهُمْ كَانُوا فَاطِمِيِّينَ)[٣١].
أنت في الواقع فاطميون وكم تأثرتم لمصابها وجرت دموعكم عند ذكرها: (فَتَسِيرِينَ وَ مَعَكِ شِيعَتُكِ وَ شِيعَةُ وُلْدِكِ وَ شِيعَةُ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ آمِنَةً رَوْعَاتِهِمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُمُ اَلشَّدَائِدُ وَ سَهُلَتْ لَهُمُ اَلْمَوَارِدُ يَخَافُ اَلنَّاسُ وَهُمْ لاَ يَخَافُونَ وَ يَظْمَأُ اَلنَّاسُ وَهُمْ لاَ يَظْمَئُونَ)[٣٢].
[٢] مفاتيح الجنان.
[٣] مفاتيح الجنان.
[٤] سورة الأحزاب: ٢١.
[٥] سورة الذاريات: ٥٥.
[٦] سورة الحجرات: ٧.
[٧] (وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا) والقصيدة للشافعي، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وصاحب المذهب الشافعي.
[٨] محاسبة النفس ج١ ص١٣.
[٩] ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ج١ ص٤٢.
[١٠] ميزان الحكمة ج ٢ ص ١٥٩٥.
[١١] سورة النساء: ٩٧.
[١٢] سورة المزمل: ٩.
[١٣] سورة النساء: ٨٧.
[١٤] سورة الحج: ٣٨.
[١٥] سورة الحج: ٣٨.
[١٦] سورة غافر: ٤٤ – ٤٥.
[١٧] تفسير نور الثقلين ج٢ ص٩.
[١٨] تفسير نور الثقلين ج٢ ص٩.
[١٩] كشف الغمة ج٢ ص٥٣٧.
[٢٠] مشکاة الأنوار ج١ ص٣٢٨.
[٢١] سورة الإسراء: ١.
[٢٢] نهج البلاغة الخطبة ٢٧.
[٢٣] علل الشرایع ج١ ص١٥٠.
[٢٤] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٢٥] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٢٦] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٢٧] بحار الأنوار ج٣٧ ص٩٥.
[٢٨] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٢٩] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٣٠] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٣١] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
[٣٢] بحار الأنوار ج٤٣ ص٢٢٥.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- هناك نظرتان للمعصوم (عليه السلام) نظرة الرائي من أسفل الجبل إلى القمة وهي نظرة خشوع وإجلال وإكبار وهي لا بأس بها، ونظرة العطشان للمنهل العذب؛ وذلك هو المطلوب في أن نستفيد منهم وأن نتأسى بهم كما ننظر إليهم باحترام وقدسية.
- على زائر العتبات المقدسة والحاضر مجالس أهل البيت (عليهم السلام) أن يستيقن أنه ماثل بين يدي المعصوم، يراه ويسمعه ويجيبه من حيث لا يسمع هو.
- إن الذي وصل إلينا من علوم المعصومين لا يمثل إلا القليل القليل من علمهم، وعلى المؤمن أن ينهل بمقدار سعته ويتزود بمقدار قابليته.
- إن أهم درس يمكننا أن نستفيده من سيرة السيدة الزهراء (سلام الله عليها) خوفها وخشيتها من الله واليوم الآخر رغم مقاماته العالية ورغم أنها أم الأئمة النجباء (عليهم السلام) حتى ليرى النبي (ص) الحزن في وجهها خوفا من المحشر وأحداثه.
- على المؤمن أن لا يغتر بالحالات الروحية التي تحصل له بين الحينة والأخرى في مشاهد المعصومين أو في بيت الله الحرام فذلك مقتضى الضيافة، بل عليه أن يستبقي هذه الحالة بعد رجوعه إلى وطنه وممارسته لعمله.
- إن إبليس طلب من الله أن يستبدل له السجود لآدم بأي عبادة أخرى، ولكن جاءه الرد بما أصبح قاعدة مطردة في السير والسلوك إلى الله عز وجل: ((إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُعْبَدَ مِنْ حَيْثُ أُرِيدُ لاَ مِنْ حَيْثُ تُرِيدُ).