حقيقة الإستغفار

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

کثیرا ما نلهج بالأستغفار ونسمع بالأستغفار من المناسب في هذا الحدیث أن نعلم حقیقة الأستغفار طبعا الناس عندما یقال لهم استغفروا الله هکذا المتبادر أن یتلفظ بسلانه قائلاً أستغفرالله ربي وأتوب الیه مثلا ولکن الاستغفار له معنیً أعمق وأشمل وأوسع هنالك أربعة مراحل في الأستغفار من أجتازها کان من المستغفرین والا لقلقة اللسان لا تجدي شیئاً اول خطوة في هذا المحال الندم بالقلب متی یندم؟ عندما یری الانسان قبح الشيء الذي لازالت حلاوة المعصیة في باطنه هذا کیف یندم؟ انسان أكل طعاماً شهیاً اذا قیل له إندم علی هذه الأکلة یقول کیف أندم أكلة طیبة ولکن مثلا لو أکل لحماً قیل له أنت أكلت لحم ثعبان لحم عقرب مثلا وهو لا یدري کم یشمئز عندما یؤتی له بذلك الطبق یتقيء لم؟ لأنه یری في باطنه ماذا؟ یری في باطنه حزازة إستقذاراً لهذا المأکول! اذاً من یرتکب الحرام من الممکن عند الارتکاب لا یری شیئا من إستقذار المنکر کما یقال غلبتني شقوتي غرني سترك المرخي علي ولکن بعد الفراق إن رأى قذارة الحرام وأستشعرها طبیعي هذا یندم ولا یعاود الذنب والقصد علی أن لا یعود طبعا القصد علی عدم العود مترتب علی الندم والندم مترتب علی إستغذار الحرام نرجع للمثال الأکلة التي أکلها الانسان وتبین أن هذا طعام غذر نتن لا یعود لهذا الأکلة لم لأنه نادم! لم صار نادماً؟ لأنه حس وأستشعر بقبح ما فعل.
وأخیرا الاستغفار باللسان ولکن هناك ایضا مرحلة رابعة هنالك معصیة بينك وبین الله عزوجل مثاله شرب الخمر مثاله النظرة المحرمة مثاله الکذب الی آخره معصیةٌ بینك وبین الله عزوجل ولکن بعض المعاصي لها علاقة بالمخلوقین کهتك حرمة مؤمن كأكل مال مؤمن کأذی مؤمن قتلاً أو جرحاً أو غير ذلك في هذه الحالة لابد أن نرجع الحق الی أهله أحدهم کان والیاً منذ زمن الحجاج هذا الذي کان والی الآن یضرب به المثل في القسوة والشقاوة هذا الوالي سأل الامام الباقر علیه السلام هل لي من توبه؟ حرکة جمیلة يعني والي للحجاج الا أنه الآن تاب توبة یرید أن یستغفر هل لي من توبه؟ هذه الجملة تذکرنا بکلمة الحر بن یزید عندما جاء للامام الحسین علیه السلام، الامام صلوات الله علیه سكت ولم یقل لك توبة یقول أعدت علیه یا مولاي هل لي من توبه؟ کأن الامام یرید هکذا أن یفهمه أن الجواب لیس هیناً لو کانت المعصیة بینه وبین الله عزوجل قال له تب یتوب الله علیك ولکن الامام قال لا لیست لك توبة ما الذي جری؟ رب العالمین یغفر الذنوب جمیعا الا أن یشرك به هذا ما أشرك کان والیاً لظالم فقال لا حتی تؤدي الی کل ذي حق حقه القضیة لیست مالیة فقط الامام ما قال حتی ترجع الاموال الی أصحابها، قال تؤدي الی کل ذي حق حقه القضیة أعظم من مسألة المال.
ایضا أحدهم دخل علی الامام الصادق علیه السلام ایضا کان والیاً کان من کتاب بني امية الامام قال له عندما سمعه هل لي مخرج منه؟ یعني لي توبه؟ امامنا قال إن قلت لك تفعل؟ یعني الجواب ثقیل التکلیف عظیم قال أفعل قال فأخرج من جمیع ما أکتسبت من دیوانهم ثم الامام یفصل فمن عرفت منهم رددت علیه ماله ومن لم تعرف تصدقت به وانا أضمن لك علی الله عزوجل الجنه، طبعا هذا الباب مفتوح لنا نحن ایضا من اول البلوغ الی الآن أحدنا أتلف أموال الغیر لا بمعنی السرقة ما أعطی الأجیر أجرته کاملاً أکل حقه مثلا عاقب انساناً بغیر شرع بغیر الشریعة یتفق في المنازل بعض أصحاب البیوت یُتلف مال الخادم یصادر أمواله مثلا ایضا بغیر حق إن علمته تعطیه الحق والا تتصدق علیه باب التوبة مفتوح الی درجة انا عندما قرأت هذه الروایة حقیقتا أصابني ذهول انظروا الی سعة دائرة التوبه؛ الزاني يزني یتوب الله علیه بعد التوبة شارب الخمر الی آخره صاحب القمار الی آخره هذا معقول ولکن انظروا الی الروایة امامنا الرضا صلوات الله علیه سمع بعض أصحابه یقول لعن الله من حارب علیاً أتشك في هذا اللعن؟ سمع البعض یقول لعن الله من حارب علیاً واذا بإمامنا الرضا علیه السلام یضع قیداً لا تقل لعن الله من حارب علیاً هکذا، قل الا من تاب وأصلح لعل منهم قاتل علیاً عن جهالة عن شبهة ثم تاب وأصلح یعني في زمان علي نصر علیاً یعوض ما کان علیه ثم قال علیه السلام ذنب من تخلف عنه ولم یتب أعظم من ذنب من قاتله ثم تاب من کان في بیته ولم ینصر علیاً ولم یتب لم یستشعر المعصیة اصلاً هذا ذنبه أعظم ممن قاتل علیاً ثم رجع من قتاله وتاب وأصلح انظروا الی سعة الدائره! لا یأتینا شاب یقول انا شربت زنیت قامرت عملت کذا وکذا هل یعقل التوبه؟ نقول ذنبك أعظم اما قاتل امیرالمؤمنین علیه السلام.
امیرالمؤمنین یبشرنا ببشارة انسان یتوب الی الله عزوجل رأینا بعض التائبین یقول انا أستحي من نفسي أستحي من الملائکة أستحي من الارض التي أرتکبت علیها الحرام الی آخره کابوس الحرام لا یفارقه بعد أن تاب وأصلح نقول هذا خطأ اذا کنت تائباً حقاً یقول امیرالمؤمنین من تاب تاب الله علیه هذا معلوم أثره ماذا؟ واُمرت جوارحه أن تستر علیه وبقاع الارض أن تکتم علیه واُنسیة الحفظة ما کانت تکتب علیه، یوم القیامة الجلد یشهد الجلد یقول انا صافحت الأجنبیة قالوا لم شهدوا علینا؟ ولکن التائب الجلد ینسی أنه أرتکب الزنی العورة تنسی أنها أرتکبت الزنی یوم القیامة عندما نقول الجلد یشهد العورة تشهد ایضا بأنها أرتکبت المخالفة الأعضاء تنسی اجمالاً الارض تنسی تکتم والحفظة ایضا مع انها ملائکة غلاظ شداد ایضا تنسی.
روایة ما قبل الأخیرة من موجبات التوبة وتبدل الأعمال السیئة الی حسنات أن یجلس قوم علی ذکر الله عزوجل ونأمل أن یکون حدیثنا اللیلة وفي کل لیلة من هذا الباب نجتمع بعد الفریضة في المسجد لم؟ لننقل روایات اهل البیت والآیات والأحادیث القدسیة هذا ذکر الله ذکرنا ذکر الله، ما جلس قوم الروایة نبویة یذکرون الله الا نادی بهم منادیً من السماء قوموا فقد بدل الله سیئاتکم حسنات وغفرلکم جمیعاً هنیئا لنا إن کنا من مصادیق هذه الروایه.
کلمة أخیرة بعض الناس یقسم الجنة والنار فلان من اهل النار وفلان من اهل الجنة هذه الکلمة خطیرة لا تقسم الجنة ولا النار! طبعا في مورد نقطع به کقتلة الحسین علیه السلام لا کلام! کلامنا في العاصین لا تقل فلان العاصي من اهل النار رجل قال امام النبي والله لا یغفرالله لفلان هکذا جزم وکأنه وکیل الله في الحساب فقال الله عزوجل من ذا الذي تألی علي أن لا أغفر لفلان؟ یعني لماذا جزمت بهذا الجزم فإني قد غفرت لفلان رغم أنف القائل غفرت له وأحبطت عمل الثاني بقوله لا یغفر الله لفلان القائل حبط عمله والمقول عنه رب العالمین غفرله اذا رأيت عاصیاً قل غفرالله له.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك اغفرلنا ذنوبنا وأستر عیوبنا أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأرد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.