Search
Close this search box.
  • حسن الخلق والبشاشة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الکثیر یتکلم عن الکرم وعن صفات الکریم، نحن مشکلتنا أنه عندما نذکر الکرم یتبادر الی الذهن اعطاء المال أکرم الغیر اعطاه مالاً أو غیر مال المهم الکریم الذي یکرم الغیر ولکن قد تتفاجئون في روایات اهل البیت الکرم له معنی أعم الکریم هو الذي یکرم نفسه وغیره! إکرام الغیر هذا هو الکرم المتعارف ولکن الجدید في المقام أن نعلم أن الذي یکرم نفسه وعلی رأس الکرماء، الآن کیف یکرم نفسه؟ یکرم نفسه أن یعطیها حقها یجلها عن سفاسف الأمور یجنبها ما لا یرضي رب العزة والجلال هذا ایضا یعتبر کریماً، في الآیة القرآنیة اتفاقاً هنالك شاهد والذین لا یشهدون الزور في وصف عباد الرحمن في آخر الفرقان والذین لا یشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا کراما تعالوا نتأمل هذه الآیه؛ صنف من الناس یستفزهُ کل مستفز الآن طفل صغیر رب العالمین علی عظمته رفع عنه القلم الصبي الی أن یبلغ غیر مکلف صبي في السابعة في التاسعة حتی في العاشرة يهينك اهانة تری الشخص یتغیر لونه یمد یده یدخل في صراع مع أبيه مع ذويه وقد یجر الأمر الی قطیعة عائلية ما الذي جری؟ یقول هذا الانسان هذا الطفل أهانني هذا الانسان لیس بکریم واذا مروا باللغو مروا کراما عمرك أجل وقتك أجل من أن تصرفه في نزاع مع طفل صغیر وفي حکم الطفل الکبار الذین لا یعقلون اتفاقاً في عرف هذا البلد التعبیر العرفي عن الطفل یقولون جاهل هکذا الطفل یقولون دعه فإنه جاهل هکذا یعبر عن الطفل، لو کان انسان صاحب شیبة وهو جاهل فهو جاهل بالمعنی الشعبي لکلمة الجاهل اذاً المؤمن لا یصرف عمره ولا یحرق قلبه دمه لمن لا وزن له واذا مروا باللغو مروا کراما، النبي الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم نسئل الله عزوجل أن یجعل کل کلماتنا في سبیل القرآن والسنة والعترة کلما نقول لو استند الی الکتاب والسنة له قیمه؛ یقول کرم الرجل دینه! الکریم الذي له دین في عرفنا الیوم انسان له مضافة له منزل یطعم الغیر ولا دین له هذا في عرف رسول الله وفي عرف السنة لا یسمی کریماً هذا أکرم بطن الغیر حتی لم یکرم عقول الناس العالم قد لا یقدم للناس مالاً ولکن یکرم عقولهم وأرواحهم هذا الانسان أکرم بطون الغیر ولم یُکرم نفسه هذا لا یعد کریماً ولهذا نحن لا نقبط حاتم الطائي مثلا علی نهایته نحن لا نعلم کیف مات هذا الکریم! کرمه في محله ولکن النبي یقول کرم الرجل دینه في روایة اخری عن الامام الصادق علیه السلام وهو سلیل النبوة امامنا الصادق یقول ثلاثة تدل علی کرم المرء في تعریف الامام الصادق للکرم لم یذکر الإطعام ولا الصدقة ولا الضیافه! قال حُسن الخُلق اتفاقا حسن الخلق یکرم ایضا حسن الخلق مضیاف حسن الخلق یساعد الغیر کل هذه المعاني داخلة في حسن الخلق، الذي یعطي الناس مالاً وهو متجهم انسان غضوب حتی لو أکرم الغیر هذا الانسان لا یعد کریماً لا خلق له اذاً حسن الخلق بالمعنی الجامع وکظم الغیظ الآن عند الناس لیس هناك ارتباط بین الکرم وکظم الغیظ کظم الغیظ اتفاقا من الکرم وهذا یدعم الآیة الکریمة اذا مروا باللغوا مروا کراما هذا صفة الانسان کاظم الغیظ کنت اقرأ الیوم سیرة الامام موسی بن جعفر بالمناسبة امامنا الامام الکاظم یقول الامام علی شدة ما ابتلي به من أذی الغیر لم یکن یکظم الغیظ فقط لم یکن یصبر فقط وانما کان یرد الإساءة بالإحسان هکذا صفة امامنا موسی بن جعفر انتهی الأمر؟ لا وقض الطرف انسان متلصص في نظراته ینظر الی أعراض الغیر هذا لئیم لیس کریم.
اذاً اخواني ملخص کل ما قلناه هذه اللیلة الکریم الانسان المتعالي یکرم الغیر وقبل ذلك یکرم نفسه من کرمت علیه نفسه هانت علیه شهوته متبع الشهوات لیس بکریم من کرمت نفسه صغرت الدنیا في عینیه هذا ایضا معنی الکریم.
واما في مقام العطاء حتی في العطاء المادي الکریم هو الذي یعطي من دون سئوال والا انسان مؤمن یریق لك ماء وجهه المرة والمرتین وأخیراً تمد یدك الی جیبك وتعطیه علی مضض أنت لست بکریم! الکریم یقول امامنا صلوات الله علیه اما الکرم فتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السئوال؛ إن أعطیت قبل السئوال وإن تبرعت بالمعروف دافع الخمس انسان حسن التکلیف ولکن هل یعد کریماً؟ هذا اعطی خمس ماله أخرم من ماله حق الله ورسوله اذاً هذا ایضا لیس بکریم! اذاً حتی في العطاء المادي الکرم التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السئوال رزقنا الله وایاکم لئن نکون من عباده الکرماء.

إلهي بحق فاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.