• ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

تعلم من دعاء كميل كيف تكون مؤثرا في أسرتك؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

مقومات الوالد المؤثر

ما هي المقومات التي يحتاج الوالد في منزله، لكي يكون مؤثرا على أفراد أسرته؟ أولا: أن يكون شفيقا رحيما. فلا يُمكن للأب القاسي التأثير على أسرته بحال من الأحوال.

ثانيا: أن يكون قويا مهابا، يستطيع تنفيذ ما يُصدره من قرارات. فإذا ما أمر بشيء أو هدد، فلابد أن تكون له القدرة على إمضاء تهديده ولا يكون مجرد كلام فارغ لا يعبأ أحد به.

ثالثا: أن يكون مقبولا مطاعه في أهله. فلو كان الوالد شفيقا بالأولاد رحيما بهم، وكان الأولاد عاقون متمردون لم تنفعه شفقته ولا رحمته.

رابعا: أن يكون متعلما، يعرف كيف يتصرف ومتى يتصرف. فلو كان شفيقا من جانب وكان أولاده بارين به، ولكن لا يحسن التصرف، يريد أن يُحسن إليهم فيسيء.

خامسا: مدة العلاقة والديمومة. فكلما كان بقاء الرجل في أهله مدة أطول، كانت هذه المدة سببا لوجود فسحة تساعده على تربية أولاده والصبر لحين استحصال النتيجة المطلوبة. كلما طال العهد والمدة، ازدادت احتمالات التأثير.

دعاء كميل وصفات التأثير

إن هذه العناصر الخمسة، كلها مذكورة في مفتتح دعاء كميل الذي نقرأه في كل ليلة جمعة، وكأن الإمام أمير المؤمنين (ع) يقول لنا: إن رب العالمين هو صاحب هذه الصفات الخمس.

أما الصفة الأولى فنجدها في قول أمير المؤمنين (ع) في مفتتح الدعاء: (اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ اَلَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)[١]. وهذه هي الرحمة الغامرة التي يطمع فيها كل إنسان. ولذا نرى من يناجي ربه قائلا: ورحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فارحمني. إنه لا يدعي أنه عبد مطيع ولكنه شيء ويطمع أن تشمله هذه الرحمة التي وسعت كل شيء.

أما الصفة الثانية وهي صفة القدرة فنجدها في قوله (ع): (وَ بِقُوَّتِكَ اَلَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ). فهو إذن صاحب قدرة يتخذ القرارات وله أدوات التنفيذ. فلو كان الرجل ملكا أو وزيرا معزولا، لا يعبأ أحد بقراراته ولن يُنفذ على الأرض من الناس أحد.

أما الصفة الثالثة، فهو قوله (ع): (وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ). لقد ذكرنا آنفا أن الوالد يحتاج إلى ولد ينقاد له ويُطيعه إذا أمره وهذا هو الخضوع والذل. والسماوات والأرض كلها مستجيبة لله عز وجل وهو قوله: (ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانࣱ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ)[٢]. وما وزني أنا المتمرد في هذا العالم المطيع؟!

أما الصفة الرابعة وهي صفة العلم والإحاطة والنور الذي يستطيع من خلاله تشخيص الصواب من الخطأ، فهو قوله (ع): (وَ بِعِلْمِكَ اَلَّذِي أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَ بِنُورِ وَجْهِكَ اَلَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ)، والنور أثر العلم.

الآن جاء دور الاستجداء…!

أما الصفة الخامسة فنجدها في قوله (ع): (وَ بِوَجْهِكَ اَلْبَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ)، وهي صفة الديمومة. ثم بعد هذا المديح والثناء، نبدأ بالتملق والاستجداء بين يدي الله عز وجل ونقول: (اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِيَ اَلذُّنُوبَ اَلَّتِي…).

[١] مفاتيج الجنان.
[٢] سورة فصلت: ١١.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لا يكون الوالد مؤثرا في أسرته ما لم تكن فيه خصال خمس: الرحمة، والقوة، والمقبولية، والعلم، وطول مدة المكوث بينهم، وهذه الخصال نجدها في مستهل دعاء كميل. فلو تأمل فيها المتأمل وجد أنها هي الخصال الاتي من خلالها يستطيع الرجل إدارة منزله والتأثير على أفراد أسرته.
Layer-5.png