Search
Close this search box.
  • بركة المسكن
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

المؤمن موجود هادف في کل حرکاته وسکناته وخاصة في التصرفات المالیة عندما یشتري عندما یبني کل فعل یفعله یطبقه علی الموازین لأمرين؛ اولاً وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه کل تصرف بما لا یرجح شرعاً یعني أنت لست مأذوناً تصرفت في أموال الله عندك یوماً من الایام یحاسبك علیها، الآن قد تقول هذا الحساب یوم القیامة الی یوم القیامة نستغفر کثیرا ولکن المتصرف في مال الغیر بما لا یرضی هذا مبغوض هذا انسان عدواني ولهذا المؤمن عینه علی رضا الله عزوجل في الدنیا لا علی عقابه في الآخرة فحسب! من هذا المنطلق انسان یرید أن يبني بناءً منزلاً اولاً اخواني البرکة في المنزل في المسکن لیست بسعته لیست بزخرفته انما هناك أمر نحن لا نراه ولهذا المسیح عیسی بن مریم علیه السلام یقول عن نفسه وجعلني مبارکاً أینما کنت ولهذا أحدنا عندما یشتري منزلا یبني منزلاً ماذا یقول اول ما یدخل؟ ربي أنزلني منزلاً مبارکاً وأنت خیر المنزلین اذاً المسکن البیت أحدنا یمضي حیاته في بیته الآن في النهار وفي اللیل کم ساعة هو في المنزل؟ لعله قرابة نصف الوقت بین نوم وأکل وغیره! نصف أعمارنا في بیوتنا في منازلنا اجعلوا بیوتکم هذه مبارکه، کلامنا في برکة المسکن کل هذه المقدمات لنصل الی هذه القضیة کیف نبارك في بیوتنا.؟
طبعا اول قاعدة في هذا المجال أن لا يبني الانسان فوق حاجته! الآن في زماننا هذا متعارف الانسان یبني طابقاً لنفسه جید یحتاط البعض یفکر بي مستقبل أولاده ایضا یبني لهم یحتاط ایضا في مال یدر علیه بالأرباح في ایام کبره یبني قسماً للإستثمار مثلا الانسان اذا بنی لنفسه لأولاده لإستثماره ومع ذلك أخذ يبني ویبني زیادة عما ذُکر هذا قد یدخل في قول امامنا الصادق علیه السلام کل بناءٍ لیس بکفاف فهو وبال علی صاحبه یوم القیامة لأنه قلنا في اول الحدیث المال مال الله إن بنیت زیادة عما یلزمك في الواقع ماذا عملت؟ عملت ما یسخط رب العالمین روایة قویة في هذا المجال یعني فیها عتب شدید یقول یخرج الی الله تعالی لا مالاً حمل ولا بناءً نقل هو في الدنیا بنی بناءً هذا بناء المترفین بناء الفراعنة طبعا بحسبه بناءً زائداً عن حاجته یقول یخرج الی الله تعالی لا مالاً حمل ولا بناءً نقل، في کل زمان هنالك متعارف نحن لا نرید هذه اللیلة أن نضیق علی المؤمنین! في کل زمان هناك أمر متعارف لعل المنزل في هذا العام قبل سنوات کان یعد منزلاً مثلا متمیزاً منزل التباهي منزل المترفین الآن في متعارف اهل البلد هکذا بناء بناءٌ مقبول الأمر یعود الی حسابات الزمان وأهله، في زمان النبي ایضاً البعض بنی بناءً متمیزاً ملفتاً للنظر کأن هذا البناء لا یلیق بأصحاب النبي المهم رأى النبي قبة مشرفة والله العالم لعل ایضا في کلمة مشرفة إشعار أن هذا البناء لعله کان مسلطاً علی المسلمین علی الغیر ولعل هذه العبارة قلنا في إشعار بأن هناك شيء ایضاً ما وراء الترف علی کلٍ لا نعلم خصوصیات تلك القبة ذلك المنزل ایام رسول الله! الآن مشرفة من باب التفاخر أو مشرفة من باب الإطلاع علی بیوت الغیر؛ فسأل عنها فقیل لفلان أنصاري فجاء فسلم علیه فأعرض عنه رسول الله هنا طبعا هذا الصحابي رغم أنه بنی بناءً ممیزاً لازال في قلبه شيء من احترام رسول الله شکی ذلك الی أصحابه یعني قال للأصحاب لماذا رسول الله أعرض عني؟ یعني هذا الأمر يؤلمني! فقالوا خرج فرأى قبتك یعني رأى منزلك النبي رأى المنزل تأذى من هذا البناء النتيجة أنه هدمها حتی سواها بالأرض هکذا من یتأثر بقول النبي صلی الله علیه وآله وسلم، سید الشهداء ایضا مر في حالة مشابهة نری بعض المضامین مشترکة أعني بعض المواقف بین النبي وبین ذریته الطاهرة کلهم یقتبسون من جذوة واحدة الامام الحسین علیه السلام دعاه أحدهم الی منزله فدخلها ونظر الیها، نحن عندما نُدعی الی هذه البیوت الفارهة لا نقول شیئاً خوفاً من غضب صاحب المنزل نقول ما أجمل البناء هنیئاً لك هذه التعابیر العرفیة ولکن سید الشهداء لا یتعامل کتعاملنا قال له أخربت دارك وعمرت دار غیرك غرك من في الأرض ومغتك من في السماء یعني ماذا صعنت بهذا المنزل! غرك من في الارض عادة بعض الاوقات المرأة الاولاد یغرون الانسان اعمل کذا إعمل کذا زین المنزل الفلاني إبني المنزل الفلاني قد یکون هو ایضا غیر مقتنع بما یعمل یغره غیره، غرك من في الارض ومغتك من في السماء رب العالمین مغتك من في الارض غرك هکذا الحسابات.
کلمة أخيرة طبعا هذه الروایة شدیدة اللحن الآن البعض قد یقول هذا أمر غیر واجب کیف الامام الصادق یعاتب صاحبه! علی کلٍ من نظر بهذا المنظار الاولي قنا في اول الحدیث من نظر بمنظار الأخروي تتغیر موازینه، انسان مثلا له منزل له غرفة زائدة بتعبیر هذه الایام له مرحق في المنزل دار فارغة ومؤمن یحتاج الی هذه الدار هو وعائلته یقتنعون بهذا القلیل بهذه الغرفة الواحدة وهو لا یحتاج الی مبلغه وهذا المؤمن فقیر مثلا هکذا نفترض من کان له دار وأحتاج مؤمن الی سکناها فمنعه إیاها لا هو استفاد ولا جعل مؤمناً یسکنه قال الله عزوجل ملائکتي عبدي بخل علی عبدي بسکنی الدنیا طبعا هناك عقوبة مذکورة في الروایة البعض قد لا یتحملها المهم رب العالمین لا یرتضي هکذا عبد انسان بإمکانه أن يئوي مؤمناً ولا یئویه هذا معاتب عند الله وعند اولیائه.

إلهي بحق من تحب وترضی اجعل عواقب أمورنا خیرا اللهم صلي علی محمد وآل محمد وابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.