Search
Close this search box.
  • بركات النية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الانسان يتقرب الى الله عزوجل تارة بالجوارح أعني بأعضائه الخارجية صوماً صلاة حجاً وتارة يتقرب الى الله عزوجل بالجوانح أي بقلبه هناك فرق بين القرب الجوانحي والقرب الجوارحي اولا في القرب الجوارحي هناك مجال للرياء انسان يأتي يصلي ولو في سويداء قلبه كما يقال الشرك الخفي يريد أن يكون حسن السمعة مثلا هذا شرك خفي وقد يكون هو الرياء المبطل ولكن في القرب الجوانحي لا مجال للرياء لأن هذا في الباطن أنت بإمكانك أن ترائي في صلاتك ولكن لا ترائي بنيتك نويت أو ما نويت من الذي يطلع عليك إن صليت صلاة بنية أو صلاة بغير نية ما الفرق؟ الناس لا يطلعون على بواطنك ولهذا قيل عن الصوم أن الصوم لي لأن الرياء في الصائم يخالف الرياء في الصلاة انسان يقول للناس إني صائم يقول قائلم وما يدرينا ماذا تعمل في الخلوات أنت الآن أمامي صائم قد تذهب للمنزل فتأكل ولهذا الرياء في الصيام لا يمشي بخلاف الصلاة والحج وغيره اذاً القرب الجوانحي لا شائبة فيه أضف الى أنه العمل يقع وينتهي أنت تصلي في المسجد تذهب الى المنزل لا صلاة في البيت أعني عندما تجلس مع الأهل والعيال أنت في حال إنشغال بغير الله عزوجل عندما تنام لا عمل ولكن النية لا تفارقك بإمكانك أن تتقرب الى الله عزوجل قرباً مستمراً يارب أتيت الى المسجد لأصلي ذهبت الى السوق لأشتري حوائج العيال العبادة مستمرة دخلت المنزل جلست مع الأهل والاولاد لأدخل عليهم سروراً هذه عبادة ايضا طعام العشاء أتقوى به على الطاعة عبادة ايضا انا لكي أقوم لصلاة الليل عبادة ايضا اذاً نيتك الباطنية مستمرة صلاة أكلاً شرباً نوماً حتى معاشرة للنساء وهو عمل كما يقال بهيمي ولكن بإمكانك أن تتقرب الى الله بهذا العمل اذاً النية كما قلنا فيها أمتيازان لا مجال للرياء فيها لأنه في القلب وثانيا النية مستمرة ولهذا تقول الرواية إنه ربما أنتهت بالأنسان حالة من مرض أو خوف فتفارقه الأعمال ومعه نيته الليلة صلى في المسجد جماعة هذه الليلة أو غداً أخذوه للمستشفى الليلة القادمة على فراش المرض يتحسر على صلاة الجماعة هذه الحسرة صلاة جماعة يُكتب مصلياً جماعة مادام محروماً منها يقول فذلك الوقت نية المؤمن خير من عمله، النبي الأكرم يعلمنا ما قلنا آنفاً ما نقوله في كلماتهم يقول يا أباذر طبعا النبي وصاياه الموجهة لبعض الصحابة كأبي ذر وسلمان أو يقول يا علي والذي يفهم من هذا الخطاب أن المخطاب أهل لأن يخص بالخطاب ولا نستبعد أن هذه الروايات يا أباذر يا علي يا سلمان كما يقال كان منحصراً به ما المانع أن النبي كان يختلي بأبي ذر مثلا ويكلمه يقول يا أباذر ويا أباذر أنتقل الينا يا أباذر ليكن لك في كل شيء نية صالحة حتى في النوم والأكل هذا الذي قلناه وصية النبي الأكرم مذكورة في كتاب مكارم الأخلاق اذاً المؤمن كيس فطن أنت تريد أن تأكل اولا وأخيرا تريد أن تنام اولا وأخيرا بحركة قلبية لا تأخذ حتى وقتاً نية القلب قد تكون أقل من ثانية أقل من لمح البصر النية كالشعاع كالبرق الخاطف هذا البرق الخاطف يجعل نومك وأكلك يجعله عباده.
قد يقول قائل انا لا أريد الأجر طبعا الذي يقول هذا الكلام لا عقل له نقول هب أنك لا تريد الأجر والحور والقصور لماذا تنام نوم الغافلين المشكلة أنه مع عدم النية فقدان ربحاً ايضا فيها خسارة ايضا فقدان الربح المقامات الخسارة هذه الليلة الملائكة تقول ما أغفلك يا فلان! لماذا نمت من دون طهور ونيه؟ الملائكة لا أقول تستهزئ ولا تضحك عليك ولكنها تتحسر ولهذا امامنا الصادق عليه السلام يقول لابد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون جدهم المصطفى ذكر النوم والأكل حفيده الصادق الصادق الذي ولد في تاريخ ولادة جده الامام الصادق محيي آثار النبي كأن الأسلام ولد من جديد بولادة امامنا الصادق يقول في كل حركة وسكون الحركة مثاله الأكل ما قاله النبي السكون مثاله النوم كما قاله النبي الآن أين الشاهد؟ قلنا فيها خسارة ايضا ليس فقدان ربح يقول لأنه اذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلاً اذاً ليس الكلام في الأجور الكلام في الخروج من صفة الغافلين والغافل بعيد عن ربه كما نعلم.
رواية أخيرة بعض الناس يقول أكلي وشربي بحمدالله بنية انا منذ زمن أعمل بهذه الرواية جيد يقول نيتي ايضا أنوي بها ما قلت ولكن تأتيك خواطر أبليسية خاصة الشباب مقتضى شبابيته مقتضى غريزته تأتيه همسات شهوية كبار السن تأتيه همسات غضبية كبير السن أحدهم سلم عليه بفتور كبار السن سريعوا التبرم في قلبه يتكلم عليه هو ما قال شيئا ولكن في قلبه غليان هذا ايضا خلاف الوظيفة جوارحة سليمة ما قال شيئا ما أغتاب ما أهان ولكن امامنا زين العابدين ايضا يعلمنا هذا المعنى الدقيق اللهم فصلي على محمد وآله وعنوان الدعاء في الأشتياق الى طلب المغفرة المهم يقول وأجعل في أدعية امامنا زين العابدين كمكارم الأخلاق الصلوات متخللة كثيرا وأجعل همسات قلوبنا وحركات أعضائنا ولمحات أعيننا ولهجات ألسنتنا يعني كل ذلك في موجبات ثوابك اذاً المؤمن يتجاوز الجوارح يتجاوز النية الى درجة يراقب خواطره الباطنيه.
كلمة أخيرة الآن من صار هكذا ما امتيازه خرج من الغافرين صار من الذاكرين في البرزخ والقيامة له مقامات عليا ايضا يزاد في رزقه اذا ذهبت الى السوق بنية الأستغناء عن شرار الخلق ذلك اليوم تفتح لك الأبواب بخلاف يوم تذهب بلا نية امامنا الصادق عليه السلام يقول من حسنت نيته زاد الله في رزقه من مصاديق حسن النية الآن تذكرت بعض المؤمنين الصالحين يفتح شركة مؤسسة دكان صغير من أول يوم يقول يارب اشهد علي أني جعلت شطراً من ربح هذا المحل لإقامة عزاء سيدالشهداء الآن هو يدفع الخمس الواجب ولكن نيته أن يجعل شطراً من هذا المال للأيتام لما فيه رضى لله عزوجل طبعا البعض يقول هذا الكلام حباً وعشقاً لأمامه الحسين عليه السلام ولكن البعض ينوي زيادة الرزق يقول أقول هذا من باب أن الله عزوجل يوزع في رزقي أعرف أحدهم نوى هذه النية صبت عليه الأموال من فوق رأسه ومن تحت قدمه هذه النية ايضا لها دور في توسعة الأرزاق.

اللهم بارك لنا في ما رزقتنا اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم اجعل أوسع أرزاقنا عند كبر سننا وابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.