Search
Close this search box.
  • النظرة الإلهية للمال وإنفاقه
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا حول النظرة الألهیة للمال والإنفاق الانسان منذ أن یبلغ وحتی قبل البلوغ الی ساعة الموت وهو یتصرف في ماله هذا التصرف له تبعة المال مال الله مودع عندنا المال لأنه مودع لأنه أمانه لأنك خلیفة یحق للمستخلف أن يسائلك حول هذا المال کیف أکتسبته وفیما أنفقته؟ الأمران متلازمان في ما أکتسبته أو قل کیف أکتسبته وفي ما أنفقته؟ البعض یتقن الثاني ولا یتقن الاول انسان یکتسب مالاً محرماً هذه الایام الربا داخل في حیاتنا من حیث لا نشعر في تعبیر الروایة أرتطم بالرباء رأيتم السفینة في بعض البلاد الجبلیة تفاجئ بجبل السفینة ترتطم بالجبل في الجبال الجلیدیة في القطب الشمالي مثلا ترتطم یعني غفلة من دون إحتساب اذاً المؤمن الذي یرید النجاة في هذا المجال اولاً ینقي کسبه وثانیا ینقي طریقة صرفه أنت لست مالکاً حقیقیاً مالك اعتباري رأيت روایة ملفتة في هذا المجال هذه الروایة ما تُذکر یقول الامام علیه السلام الروایة في البحار یقول أتری الله أئتمن رجلاً علی مال له أن يشتري فرساً بعشرة آلاف درهم ویجزیه فرس بعشرین درهم؟ انسان قال لك أشتري من مالي فرساً لك ولکنه ماذا قال؟ یعني أشتري فرساً لازماً لحالك بتعبير الیوم أعطاك صکاً مفتوحاً لو أشتریت فرساً بعشرة آلاف درهم ویجزیك بعشرین لیس له الحق أن یقول یا فلان خنت الأمانة انا ما قلت لك أشتري فرساً علی هواك! أشتري فرساً بما یلیق بك هذه الایام الفرس هي الدابة سیاراتنا هذا هو فرس هذا الزمان اذا کانت الدابة تفي بالغرض بهکذا مبلغ لو أشتريت أضعافاً أنت مسائل یوم القیامة ویشتري جاریة بألف دینار ویجزیه بعشرین دیناراً اذاً دار الدنیا لا یسألك أحد بل الزوجة قد تصفق وتهلل لك أشتريت لنا دابة فارهة هذه الزوجة یوم القیامة لا تشفع لك تتبرأ منك من کنت تعطیه من کسبك یوم یفر المرء کذا نقول في الدعاء ومن کان له کدي وسعيي من کنت أسعی له في الدنیا ولدي وزوجتي یوم القیامة یفر مني اذاً من تیقین بهذا المبدأ کم یدقق في مصرفه.
من افضل الروایات حقیقتا هذه الروایة علی قصرها روایة عن امیرالمؤمنین من غرر کلماته امیرالمؤمنین یقول المال لا ینفعك کیف؟ حتی یفارقك المال في جیبك ما قیمته؟ لا المال في جیبك تصرفها في طعامك وشرابك هذا لیس بنفع یعتد به اذا خرج المال من جیبك الی جیب أخيك الفقیر هذا الذي ینفعك اذاً المال إن کان متصلا بك لا فائدة فیه اذا أنفصل فیه فائدة کالطفل في بطن أمه الجنین اذا بقي في بطن أمه یتلف اذا خرج الی الدنیا یصبح شاباً بالغاً اذاً المؤمن له هکذا نظریة في هذه الدنیا عبارة أخرى في هذا المجال المؤمن یری الزائد عن المئونة هذا من فضول العیش مال زائد دخل علیك تخلص من هذا الفضول یقول انما أعطاکم الله هذه الفضول من الأوال لتوجوهها حیث وجهها الله عزوجل ولم یعطکموها لتکنوزها اذاً ما زاد عن الحاجة هذا من فضول العیش حول الفضول الی درجات في الجنه.
البعض یعیش حالة الفقر في الدنیا وهو مؤمن نحن نقول الصلاة في المسجد الیقظة بین الطلوعین من موجبات توسعة الرزق أحد المؤمنین کان یصلي خلفنا فترة من الزمن صلاة الفجر یستیقظ بین الطلوعین کان یشتکي من رزقه الجواب أين؟ لیس الرزق منحصراً بهذه الاوراق النقدیة امیرالمؤمنین یقول لا مال أعود من العقل رأينا بعض کبار التجار لا عقل له لا یتکلم جملتین لها معنی لا حکمة له لا ذریة طیبة له کل قلق واضطراب ما قیمة هذا المال لهذا المسکین؟ هذا فقیر الفقراء هذا مسکین المساکین هذا یرق له.
روایة أخیرة انسان أکتسب المال من غیر حله له جزاءان جزاء في الدنیا وجزاء في الآخرة الآن جزاء الآخرة معلوم ولکن بعض الناس في دار الدنیا یُنتقم منه من کسب مالاً من غیر حله سُلط علیه البناء والطین والماء بعض الناس هکذا من الصباح الی اللیل باله مشغول بمنزله ببیته یدخل في مشاکل مع هذا وهذا لیبني له بناء والطامة الکبری أنه بعدما بنی بناء لنفسه یبني بناء لأولاده انتهی من أولاده یبني بناء کما یقال إستثماریاً الی أن یموت وهو کدودة القز هکذا ینسج حول نفسه ما فیه هلاکه.
رواية أخری طبعا المؤمن اذا نوی بهذا البناء راحة عائلته لا ضیر کلامنا في المشغل والزائد إن لله تبارك وتعالی بقاعاً تمسی المنتقمة فإذا أعطی عبداً مالاً ثم لم یخرح حق الله عزوجل منه سلط الله علیه بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فیها رأينا بعض المزارعین هکذا یزرع مزرعة یبذر بذراً یشتري أرضاً یصاب بالجفاف وقلة الماء ماله یُتلف هذه البقعة منتقمة شاءالله عزوجل أن ینتقم منه بهذا الطریق.
اذاً تلخص مما ذکرناه المؤمن کلما أنفق في دار الدنیا نفقة هذه النفقة یجعل لها جواباً یوم القیامة إن کان مبذراً أو مسرفاً الآن إن ما أن یعاقب أو یعاتب وللولي من اولیاء الله عتاب رب العالمین علی رؤوس الأشهاد أشد انواع العقاب أجارنا الله وایاکم من عقابه وعتابه.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.