المكر الإلهي

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا هذه اللیلة في عنوان مکر الله عزوجل البعض یستغرب من صفتین من صفات الله عزوجل صفة التکبر وصفة المکر نحن عندنا هکذا المتکبر غیر محمود فکیف نصف الله عزوجل بأنه متکبر؟ طبعا الجواب العابر السریع أن التکبر حالة من التعالي فلان متکبر أي متعالي یری في نفسه عظمة هذا للمخلوق أمر سلبي واما رب العالمین حق له أن یتکبر ردائه العظمة والکبریاء رب العالمین الکبریاء ردائه من نازع الله عزوجل الکبریاء کأنه اراد أن یتشبه بربه من غیر حق اذاً تکبر الله عزوجل بمعنیً محمود وکذلك المكر نحن عندما نقول فلان ماکر یعني ماذا؟ أي یبیت خطة للإضرار بالغیر طبیعي المکر لا یکون الا في الضرر والا لو الانسان بیت خطة لنفع الغیر هذا لا یعد مکراً هذا یسمی تدبیراً حسناً مثلا انسان هکذا یبعث لك المشتري هکذا یتفق انسان یرید بضاعة ولدیه مال یسوقه سوقاً من دون أن تعلم أنت تقول له یا فلان اشتري من فلان هذا تدبیر خفي ولکن لا یسمی مکراً، المکر في الإيقاع في الضرر انسان یبیع بضاعة مغشوشة هذا ماکر انسان یقترض منك مالاً وهو یبني في قلبه أن لا یرجع لك المال هذا ماکر طبعا هذا العمل لو تکرر منه مرات ومرات یسمی مکاراً الماکر مرة مرتین مثلا الذي یدیم هذه الصفة انسان مکار اما بالنسبة الی رب العالمین! رب العالمین یصف نفسه بالمکر في أکثر من آیه؛ اتفاقا رب العالمین یقول والله خیر الماکرین معنی ذلك لیس معنی ذلك أن مکر الغیر حسن والله مکره خیر افضل؛ لا یعني مکر هؤلاء لیس بخیر رب العالمین مکره خیر لئن الآیة في سیاق ذم الکافرین وإذ یمکر بك الذين کفروا لیثبتوك أو یقتلوك أو یخرجوك ویمکرون ویمکر الله والله خیر الماکرین سيأتي بعد قلیل شرح المکر الالهي، ومکروا مکراً ومکرنا مکراً وهم لا یشعرون قلنا الکید الجلي لا یسمی مکراً الکید الخفي هو المکر وهم لا یشعرون الآن کیف نوجه المکر الالهي في التکبر علمنا التوجیه یعني رب العالمین له عقوبتان عقوبة جلیة وعقوبة خفیة العقوبات الجلیة کالأمراض کالإفلاس کالوهن کالقلق کالإضطراب هذه عقوبات واضحة وهناك عقوبة خفیة رب العالمین یستدرج البعض رب العالمین مثلا یعلم أن فلان اذا ذهب الی بلاد الغرب سیکون من اکبر الفاسقین کما یتفق للکثیرین رب العالمین بتعبیرنا الیوم یسهل له المهمة هذا المسکین یقول انا کم موفق أذهب للسفارة لأخذ التأشیرة اعطی في نفس الیوم ارید مالاً في نفس الیوم ارید تذکرة في نفس الیوم یری أنه علی رأس الموفقین ولا یعلم أن هذا طریقه الی البئر لیسقط في الأعماق! رب العالمین یرید أن یخذله یرید أن یوقعه طبعا رب العالمین لا یوقعه في المعصیة اختیاراً یعني لا یمنع منه طریق الشر المؤمن یوفق للخیر غیر المؤمن یوفق للشر وبعبارة اخری الخذلان هناك توفیق للمؤمن هناك خذلان للکافر وهذا نوع من مکر الله عزوجل اذاً علی المؤمن أن لا یأمن مکر الله اذا رأى النعم تتوالی علیه لا یأمن المکر، مثال آخر انسان موظف له راتب یأتينا بعض کبار الموظفین في السنة الخمسیة تتفاجئ خمس ماله مئة دینار یقول انا طوال السنة أصرف ما أخذه راتبي الآلاف لا یبقی منه شيء دفع خمس بمقدار مئة دینار أمر هین یفيض منه خمسمئة یدفع الخمس ولکن صاحبنا یدخل في معاملات مضاربات البعض یدخل في مضاربات النفط مثلا یشتري بواخر النفط ویبیعها الآن بالحیلة بالإختلاس بمخالفة القوانین بالرشاوی الی آخره یری عنده فائض مثلا خمسة ملایین یری أن دفع هذه الخمس لا یمکن فیستنکف عن ذلك هذا ایضاً من مصادیر المکر الالهي اذاً المؤمن لا یأمن المکر الالهي مثاله من کلام اهل البیت هذا المثال هذا العبد الفقیر جاء به، في روایات اهل البیت علیهم السلام امامنا الصادق علیه السلام یقول طبعا کما روي عنه في تحف العقول اذا رأيتم العبد یتفقد الذنوب من الناس بعض الناس کأنه الرقیب والعتید فلان کذا فلان یعمل کذا یقیم الصغیر والکبیر حتی مرجع التقلید رأينا البعض یضع رجلاً علی رجل یحتسي القهوة مثلا یقول المرجع الفلاني مثلا ارتکب الخطأ الفلاني بحالة من الإحتقار حتی المرجع لا یسلم من انتقاده یقول الامام الصادق علیه السلام ناسياً لذنبه هو من الرأس الى القدم عیوب ویبحث عن عیوب الغیر صلوات الله علیه یقول فأعلموا أنه مُکر به هذا انسان مُکر به رب العالمین اعطاه فطنة اتفاقاً اهل التحلیل والانتقاد لا یخلون عادة من ذکاء ولباقة هذا الذکاء وبال علیه النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم نختمه بدعاء النبي ایضا هذا الدعاء یبین المکر؛ کان یدعوا یقول رب أعني ولا تعن علي یعني ربي اجعل المعونة لي لا تعن علي لا توفق الغیر لئن ینتصر علي يعني انا عندي خصم! رب العالمین لا یحبني یحب خصمي خصمي یدخل معي في عداوة رب العالمین یعینه رب العالمین أعانه علیك وما أعانك وانصرني ولا تنصر علي وامکر لي ولا تمکر علي، لا تتعرض اخي المؤمن اختي المؤمنة ومن یسمع حدیثي هذا لا تتعرض لدعوة مؤمن وهو في حال انکسار لا ناصر له الا الله عزوجل رب العالمین ینصره علیك یمکر بك ویعین الخصم علیك حدیثي انتهی ولکن لا بأس الآن تذکرت قصة قصیرة سمعتها من صاحبها احدهم یقول کان والدي مؤمناً مصلیاً یذهب الی المسجد فجراً رآه انسان فاسق في الطریق قال الی أین تذهب للمسجد؟ وأخذ یستهزئ به کیف تذهب للمسجد مثلا قبل الأذان کأن هذا الانسان لا عقل له یقول والدي تأذی من هذا الکلام کثیرا الآن انسان ینتقدك في دنياك هذا هین ولکن یتعرض لصلاتك یقول خاطب ربه خطاباً بلیغاً رفع الشکوی قال یارب یبدوا هذا الانسان کان متفقهاً قال یارب قلت في کتابك المنزل وکان حقاً علینا نصر المؤمنین تعبیر قوي جداً وکان حقاً علینا نصر المؤمنین یاربي أرنا نصرك في هذا الرجل! دعا بهذا الدعاء صلی صلاة الفجر رجع للمنزل واذا یالبکاء یرتفع من بیت هذا الفاسق واذا به الآن بین الطلوعین بعد طلوع الشمس في نفس الیوم یمشي واذا بحائط یسقط علیه ویردیه قتیلاً رب العالمین هکذا دبر له میتة خفیة من منا یتوقع سقوط الجدار علیه؟ اذاً اخواني الاوقات الانسان لا یبالي بظلم الغیر الغیر قد لا یدعوا علیك قد یدعوا دعاء غیر مستجاب ولکن قد یدعوا علیك دعاء مستجاباً فأحذر ظلم من لا یجد له ناصراً الا الله عزوجل.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.