المراء والجدال

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الانسان حیوان ناطق لا بمعنی المتکلم والا البقاء قد یقلد الانسان في النطق بمعنی المفکر الدابة تعمل بلا تفکر ولو تفکرت لتمردت علی بني آدم ما الذي یجعل الحصان یستسلم للصبي؟ المهم الانسان حیوان مفکر حیوان یعني یعیش لیس بمعنی الوهن! حي یفکر من لوازم التفکیر الأخذ والعطاء الفکري الحیوان لا یأخذ ولا یعطي یعیش علی الفکرة النحلة لیس لها الا أن تعطي العسل والحمار لیس له الا أن یحمل الأثقال، بني آدم یفکر یطیع یتمرد یتمنی یخاف یرجوا الی آخره ولکن هذه القدرة في بني آدم کما یعبر عنه سلاح ذو حدین! القدرة علی التفکیر والتحلیل والأخذ والرد سبیل للمناقشة العلمیة في الحوزات العلمیة في الجامعات من خلال المناقشة تتبلور الفکرة أصحاب الشرکات أصحاب المشاریع لهم ما یسمی بغرف التفکیر الغرض تطویر المصلحة لیس الکلام في الغالب والمغلوب لا لکرس الرؤوس کما یقال ولکن هذه القدرة في بعض الحالات تُصرف في المجادلة لیس الهدف هو الوصول الی نتیجة الی طریق! المهم أفرض رأيي علیك والغريب أن البعض أثناء المجادلة یلتفت الی أن الحق لیس معه ولکنه تأخذه العزة بالأثم فیتمادی في غیه وعادة في الخلافات بین الزوجین بین الشرکاء الی آخره هذا الجانب من التقوی یضعف ولهذا في روایات اهل البیت یجعل فارقاً عن النبي الأکرم بین ترك المجادلة بحق وبغیر حق من ترك المراء وهو مبطل اثناء المناقشة والجدل علم أنه لیس علی حق یترك الجدل جزائه بنا الله له بیتاً في ربض الجنة قیل في تفسیر الربض حوله لا خارجاً عنه یعني في ضواحي الجنة إن صح التعبیر ومن ترکه وهو محق الحق معه ولکن یجل نفسه عن الجدال بني له في وسطها في وسط الجنه، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها.
اولا اخواني الانسان عندما یجادل یعطي قسماً من طاقته وعمره للغیر ساعة تجادل الغیر تنتفخ أوداجك یرتفع ضغطك یحترق دمك هذا لمن؟ لمن لا یستحق! لماذا ترهق نفسك في الجدل مع ما لا یرید أن یصل الی الحقیقة دعه في غیه، اذاً المراء عبارة أخری عن الجدل هذا منهي عنه، مرة المراء مع الأعداء منهي عنه حتی بین المؤمنین امیرالمؤمنین یقول فإنهما أي المراء والخصومة یُمرضان القلوب علی الاخوان وینبت علیهم النفاق عندما تجادل تشمئز من الطرف تضطر لمداراته لجهة ما في غیبته تتکلم عنه هذا هو النفاق بعینه ایاك والمراء فإنها یحبط عملك وایاك والجدال فإنه یوبقك! الانسان الذي یماري یذهب بهائه المؤمن کما یقال موجود وقور ثقیل بالمجادلة یخرج عن طوره! امامنا العسکري علیه السلام یقول لا تماري فیذهب بهائك ولا تمازح فیجترئ علیك! طبعا المزاح بمقدار الملح من الطعام مطلوب الکلام في المزاح الزائد ایضا تسقط هیبتك یُجترئ علیك بعض الناس یمزح مع الطرف مزاحاً الآخر یمازحه مزاحاً جارحاً هکذا یهین شخصیته هو السبب في ذلك البادي اظلم.
هنالك جماعة لا تماریهم لا تجادلهم علی رأسهم الفقهاء ما لك ومجادلة الفقیه؟ الفقیه قال لك یجوز یحرم یُستحب یُکره هو الفقیه المتخصص انتهی الأمر لا تجادله لا تقل له ایها الفقیه لماذا أفتیت بکذا وکذا؟ الآن أستفهاماً لا بأس إن أجابك والا الفقیه غیر ملزم بإقناعك اتفاقا هذا المعنی موجود في عیادات الأطباء لا نطبقها علی الفقهاء! الطبیب اذا جادلته قلت یا فلان لماذا کتبت الوصفة الفلانیة انا اشك فيه یطردك من عیادته اذاً الفقیه أو قل المتخصص لا تماریه طبعا الروایة خصت الفقیه! الرئوساء الآن انسان عسکري له رتبة الشرطي اذا جادله أخذ یماریه من الطبیعي أن یهان الرئیس لا تماریه! انسان فحاش لسانه غیر منضبط لا تماریه کلمة کلمتین واذا به یتکلم کلاماً بذیئاً مع المعذرة لطائفة النساء لیست الروایة في مقام لا سامح الله تنقیص النساء! ایضا لا تجادل المرأة! المرأة عاطفتها قویة جداً في بعض الحالات تغلب عقلها قد یکون الحق معك أنت کلامك مطابق للعقل ولکن اثناء البحث المرأة قد تجرك الی جدل عقیم فیه ما فیه، الصبي لا تجادله لیس من شأنك أن تماري صبي صغيراً بعض الناس یدخل في خصومة مع صبي کم الأمر مضحك اذاً بشکل عام الجدل والمراء منهي عنه وخاصة مع هذا الصنف.
روایة اخری المراء کما قلنا سلبیته أنك ترید أن تناقش احداً في مسئلة هناك صداقة قدیمة هناك اُلفة دائماً وازن المؤمن في باطنه میزان یراعي الأهم فالمهم هناك في الأصول قانون یسمی قانون التزاحم لو تزاحم الواجب مع ما هو أهم الشارع المقدس یقول ضحي بالواجب، قُبیل غروب الشمس بربع ساعة ما صلیت الظهرین طبعا الوقت ضیق یجب أن تصلي وهل هناك أهم من الصلاه؟ ولکن في الأثناء رأيت انسان ینزف دماً في الشارع علیك بإیصاله للمستشفی اُترك الصلاة انقاذ النفس أهم من الصلاة الواجبة هذا قانون التزاحم اذاً اذا أردت أن توصل فکرة الی أحدهم والأمر یحتاج الی جدل الجدل من موجبات القطیعة هذا الأمر لا یستحق الجدل المراء یفسد الصداقة القدیمة هذا کلام امامنا الهادي علیه السلام ویحلل العقدة الوثیقة وأقل ما فیه أن تکون فیه المغالبة في الجدل العقیم کل واحد یرید أن یفوز علی خصمه والمغالبة اُس اسباب القطیعة القطیة بین الزوجین بین الأخوین بین الشریکین کله اساسه المغالبة ترید أن تغلبه علی کلٍ هذا الکلام لا یعني أن تتنازل عن حقك هناك سُبل خذ حقك بأفضل السبل لا بالمجادلة والمغالبة لئن الشیطان یدخل بین المؤمنین اذا صار المقام مقام المجادلة والمراءات.

إلهي بحق فاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.