المخالفة بعد الإقبال

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الآيات الملفتة في حياة الأنبياء ما كان بين الحواريين وبين نبي الله عيسى كلمة الله المسيح إبن مريم وكل قصة قرآنية يذكرها القرآن الكريم سواء في حياة الأنبياء أولي العزم أو غيرهم في ذلك عبرة لنا جميعا، هذه الحوارية التي دارت بين الحواريين وبين المسيح عليه السلام فيها عبرة بالغة كما في قصص القرآن جميعاً الحواريون وهم اللصيقون بعيسى عليه السلام في حكم التلامذة في حكم المستفيدين وهنا نعلم قدر خواص هذه الامة اللصيقين بالنبي الأكرم واميرالمؤمنين كسلمان وأبي ذر وغيرهم هؤلاء متناسبون مع عظمة النبي الأكرم ولكن الحواريين هكذا قالوا لنبيهم وهو نبيهم من أولي العزم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ اصلا خلقة المسيح معجزة لأنه ولد من غير أبوين يكفيه هذا يكفيه ابرائ الأكمه والأبرص يكفيه أحياء الموتى هذه الآيات لم تكن كافية حتى قالوا الحواريون أنزل علينا مائدة من السماء هذا الطلب اولا العبارة هل يستطيع ربك ظاهره في القدرة هل يقدر ربك وإن كان البعض وجه ذلك أي هل يستطيع بمعنى هل ينفذ من باب أن الله عزوجل هل يرى المصلحة في ذلك على كلٍ النبي عيسى بن مريم أبدى عدم أرتياحه من قوله أتقوا الله أن كنتم مؤمنين يبدوا هذا الكلام لم يستسغه هذا النبي العظيم الحواريون في مقام التوجيه يبدوا أرادوا تلطيف هذا الجو لما رأى المسيح متأذياً من هذه الجملة قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا هؤلاء كان من المفروض هؤلاء تلامذة المسيح أن يقولوا هكذا نريد أن تطمئن قلوبنا هذا هو المتوقع نرى آية بعد آية هذا يوجب الاطمئنان ولكنهم قدموا الطعام المادي نريد أن نأكل منها اذاً هم في مقام التوجيه وقعوا في مخالفة أخرى اصل الطلب لم يكن في محله التوجيه ايضا لم يكن في محله نريد أن نأكل منها قدموا الفائدة المائدية على اطمئنان القلب ولكن مع ذلك المسيح إبن مريم إستجاب لهم طلبتهم كم الأنبياء حقيقتاً يتحملون تعبات الخلق مع ذلك دعا ربه قائلا اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لينا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وأرزقنا اذاً المسيح اولا قدم الآية على الأكل آية وأرزقنا وأنت خير الرازقين بخلاف الحواريين الذين قدموا الطعام على الآيتيه، والمسيح هكذا طلب من الله عزوجل أن تكون هذه المناسبة عيداً لهم أي عيد هذا؟ عيد الآية أن الله عزوجل في ذلك اليوم أنزل عليهم مائدة من السماء المسيح يفتخر ايضا بأن هذا اليوم يوم إظهار آية من آيات الله ونحن نقول بين قوسين وأية آية اعظم من ذلك اليوم الذي جعل النبي الوصي والوصاية في الائمة من بعده الا وهو عيد الغدير الأعظم ذلك العيد الذي يرتبط بأصل من اصول الدين الفطر والأضحى مرتبطان بالصيام والحج ولكن العيد الأكبر عيد الولاية مرتبط بركن من أركان الأسلام وبأصل من اصول الاسلام اذاً المسيح إبن مربم أستجاب لهم هذا الطلب ولكن انظروا الى التعليق الألهي؛ اذاً كلام من الحواريين كلام من المسيح الآن كلمة الفصل عند رب العزة والجلال ماذا يقول الله سبحانه؟ قال الله إني منزلها عليكم هذه المسألة بين يدي قدرة الله عزوجل كن فيكون ولكن نختم حديثنا بالآثار والعبر إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ما هو الدرس؟ رب العالمين يقول إني منزل لهذه المائدة يعني آية بعد آية الحجة تمت الكفر بعد نزول الآيات من موجبات العذاب المتفرد الذي لا نظير له اذاً اخواني اخواتي الدرس العملي من هذه الآية هكذا نحن نستفيد هذه قصة الحواريين والمسيح إبن مريم انتهت هذه القصة قبل الأسلام ولكن نحن المسلمين ماذا نستفيد؟ الفائدة العملية الانسان كلما تعرض للنفحات الألهية أكثر رب العالمين زاده توفيقاً منحه منحةً المخالفة بعد هذه المنحة من موجبات العقاب الأليم قياساً على هذا المعنى نأخذ روح هذه الآية من أستمتع بشهر رمضان المبارك مثلاً في موسم الحج مثلا في زيارة للعمرة والمشاهد مثلا أحس بنفحة إلهية بتوفيق إلهي ولكن بعد هذه النفحة وقع في مخالفة يعني أوقع نفسه في مخالفة هذه المخالفة قد تقصم الظهر ولهذا نحذر المؤمنين دائما من عدم الوقوع في المخالفات بعد مواسم الأقبال رب العالمين بالمرصاد لمن لم يقدم هذه النعمة كفر النعمة على أنواع الحواريون اذا كفروا بنعمة المائدة هكذا عذابهم وهي مائدة تُؤكل فكيف بالموائد المعنويه؟ من أنزل الله عليه مائدة معنوية ولم يعطها حقها في مضان الكفران بالنعم ومن كان في مضان الكفر بالنعمة رب العالمين يعذبه عذاباً لا نظير له.

إلهي بحق اوليائك وبالصالحين من عبادك أرحمنا برحمتك اللهم صلي على محمد وآل محمد وابلغ سلامنا في هذا اليوم الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.