المحن والبلايا

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

إبن آدم منذ ولادته الی وفاته یمر في هذه الدنیا بکثیر من المحن حتی ملوك الدنیا سلاطین الدنیا لا یسلمون من هذا القانون بل الأنبياء والمرسلون أکثر الناس بلاءً البلاء للولاء کلما زاد ایمان المؤمن زاد بلائه اذاً اولا لا ینبقي أن نتوقع حیاة خالیة من البلاء هذا اولا.
وثانیا لو دعونا بهذا الدعاء لیس من المعلوم أن الدعاء یُستجاب ولهذا احدهم شکی عند الامام الباقر علیه السلام أنه اُصیب بولده مات له ولد وشکی الی الامام الباقر علیه السلام مصیبته، امامنا صلوات الله علیه قال له أما علمت أن الله یختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه بعض الناس له مجموعة من الاولاد فیهم الصالح وفیهم الأقل صلاحاً اتفاقا رب العالمین یقبض روح أعز اولاده أعز بناته مثلاً اذاً رب العالمین اذا اراد أن يعطيك الأجر يأخذ منك أنفس ما عندك لماذا؟ لیأجره علی ذلك طبعا أجراً بلیغاً، لو أخذ منه ولداً معوقاً مثلا قد لا یؤجر ذلك الأجر العظیم اما عندما یأخذ ولده الوحید لیصبر هذا صبر کما یقال یعتد به اذاً ماذا نصنع في الدعاء؟ الامام الصادق علیه السلام هکذا یعلمنا قل الحمدلله الذي لم یجعل مصیبتي في دیني سل الله عزوجل العافیة من البلاء في الدین هذا اولا.
وثانیا هذه عبارة ملفتة من الامام لنا جمیعا عند المصیبه؛ اذا وقعت علیك مصیبة هکذا قل والحمدلله الذي لو شاء أن یجعل مصیبتي أعظم مما کانت أنت الیوم أصابك حادث دابتك تلفت ولکن تلف الدابة دفع عنك بلاءً اعظم کان من القدر أن تموت في هذا الحادث ولکن البلاء دُفع بالمال وغني عن القول سُلم البلاء اجعلوه في بالكم أعظم البلاء في الدین بعده في البدن وبعده في المال المصیبة المالیة أهون المصائب اعظم منه المصیبة في البدن والأعظم المصیبة في العزیز ثم المصیبة في الدین.
روایة اخری ایضا من عیون الأخبار في هذا المجال؛ اذا وقعت مصیبة علی الانسان طبعاً مسئلة الأجر ذکرناه قبل قلیل! الامام صلوات الله علیه له تشقیق جمیل في هذا المجال یقول إن کان هذا المیت قد قربك موته من ربك أو باعدك عن ذنبك هذه لیست مصیبه! سیأتي الشق الثاني بعد قلیل؛ اذاً إن کانت المصیبة مقربة الی الله عزوجل فلا تقل عنها مصیبة ولکنها رحمة وعليك نعمة ظاهرها مصیبة ولکن الواقع رحمه! الذین اذا أصابتهم مصیبة قالوا انا لله وانا الیه راجعون اولئك علیهم صلوات من ربهم ورحمه، فقدت ولداً ولکن الرحمة نزلت علیك من ساعة موت الولد الی یوم القیامة أو قل الی الموت کم هذه رحمه، اذاً هذه المصیبة إن قربتك فهي نعمة وإن کان ما وعظك ولا باعدك عن ذنبك ولا قربك من ربك بما السلوه؟ یقول فمصیبتك بقساوة قلبك اعظم من مصیبتك بمیتك هذا المیت هذا العزیز ذهب وأنت لم تترك الحرام ولم تتقرب الی الله عزوجل مصیبتك في نفسك اعظم من مصیبتك في ولدك فقدت ولداً هذا الفقد منعك من الحرام بلیتك بنفسك اعظم من بلیتك بولدك طبعاً الامام یقول في آخر الکلام إن کنت عارفاً بربك والا هذا الشق الآخر لا یفید هذا الصنف.
روایة اخری في هذا المجال انسان یقع في مصيبة فیجزع یمر علیه مؤمن هذا یقول انا لله وانا الیه راجعون یعتبر بالمصیبة یقول فیکون اعظم أجراً من اهلها صاحب المصیبة في جزع أنت المؤمن في اعتبار تقربت الی الله عزوجل بمصیبة غیرك والمصاب وأنت المأجور یا لها من مفارقه! النبي الأکرم أذکر لکم متن الروایه؛ إن اهل المصیبة لتنزل بهم المصیبة فیجزعون فیمر بهم ماراً من الناس فیسترجع فیکون اعظم أجراً من اهلها.
روایة أخيرة أربع من کن فیه کان في نور الله الأعظم الذي لا نور له من الله عزوجل ما له من نور؛ اولاً شهادة أن لا اله الا الله وأني رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم اذاً القاعدة الایمانیة القاعدة العقائدیة هذه القاعدة الأساسیه! البعض یسألنا یقول الکافر الذي تمت علیه الحجة إن قام بنفع للبشر هل یؤجر أم لا؟ الجواب انما یتقبل الله من المتقین هذا اولا وثانیاً ومن اذا اصابته مصیبة قال انا لله وانا الیه راجعون هذا الرکن الثاني، ولکن اخواني ایضا نؤکد في ختام الحدیث قال هذا الکلام قولاً مؤثراً بلیغاً واعیاً والا اللقلقة انا لله وانا الیه راجعون مع قلب مضطرب لا ینفع ومن اذا أصاب خیراً قال الحمدلله رب العالمین ایضا قول مع حالة من حالات الشکر لله عزوجل ومن اذا أصاب خطیئة قال استغفرالله وأتوب الیه اذاً الشهادتان الاسترجاع عند المصیبة الشکر عند النعمة والاستغفار مع کل مصیبة من کان هذا دیدنه دخل في نور الله الأعظم.

اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا ابلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.