المحبة الصادقة للنبي وآله

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا في هذه اللیلة حول محبة اهل البیت علیهم السلام وما هي علامة المحبة الصادقه؟ أن یتخیل الانسان أنه محب هذا ممکن أن يدعي الانسان أنه یحب الغیر هذا ممکن ولکن الکلام في المحبة الصادقة المحبة المستتبعة للعمل اولاً لابد أن یکون الحب في القلب صادقاً بمعنی أن الانسان اذا نظر الی قلبه یری بأن حب المحبوب طاغیً علی کل وجوده ما جعل الله لرجل من قلبین في جوفه القرآن الکریم هذه القاعدة ضربها في کتابه الکریم وطبیعي هنا لا یقصد بالقلب القلب الظاهري القلب معنی الحب لا یجتمع حبان متنافران في قلب واحد یعني حب الدنیا والآخرة الدنیا والآخرة ذرتان لا ترضی أحداهما الا بسخط الاخری هذه قاعدة مسلمة فإذاً من کان یجد في قلبه حباً لله ولرسوله هذا القلب یطغی علی کل حب في وجوده ولهذا النبي الأکرم یقول لا یؤمن أحدکم حتی أکون أحب الیه من ولده ووالده والناس أجمعین یعني عندما ینظر الی قلبه یری في قلبه حب الزوجة والاولاد حب الوالدین ولکن عندما یدقق النظر یری أن حب رسول الله لا یقاس به حب غیره الناس سواء کانوا من الأقرباء أو من الأبعدین وطبعاً اذا کان حب رسول الله هو الغالب من هذا الحب یُعلم أن حب الله عزوجل هو ایضا الغالب اذاً في مقام القلب لابد أن تکون المحبة هي المستوعبة لجوانب القلب طبعا هنا قد یتسائل متسائل یقول کیف نجمع بین حب الله وحب وغیره حب الزوجة والاولاد نحن ایضا أمرنا بحب الأهل والعیال حببوا الي من دنیاکم ثلاث محبة النساء ایضا مطلوبة للمؤمن کلما زاد المرء ایماناً زاد حبه للنساء طبعا بالمعنی الصحیح! الجواب أن هذا حب ترشحي حب سریاني نحب الزوجة والاولاد بمقدار ما أمر الله عزوجل وفي ما أمر الله رحم الله دعبل الشاعر عندما مدح الرضا علیه السلام في تائيته ماذا یقول؟ یقول أحب قصي الرحم من أجل حبکم وأهجر فیکم زوجتي وبناتي الزوجة والاولاد ما داموا علی الطریق احبهم اذا حادو عن الطریق في لیلة واحدة من الممکن أن ینغلب تمام الحب الی تمام البغض هذا ایضا درس في المحبه.
وأخیراً المحب الصادق متبع لمن یحب المحب عادة یحب أن یتشبه بمن یحب بسیرته بعمله حتی بطریقة زیه وشکله طبعا هذا لا یهمنا، یهمنا الأتباع العملي من أين نعلم هذا؟ من روایات متعددة أنقل لکم اللیلة بعض الروایات هذه عبرة لمن لا یعمل یعول علی شفاعة اهل البیت یتخذها ذریعة للتکاسل والتقصیر في العمل، قال الامام الباقر علیه السلام الروایة في أمالي الشیخ الطوسي قال لجابر الجعفي یا جابر بلغ شیعتي عني السلام ونحن هذه اللیلة نقول وعليك السلام یا أباجعفر الامام أرسل لکم السلام قل عشرات القرون وأعلمهم أنه لا قرابة بیننا وبین الله عزوجل یعني کلنا في علاقتنا بالله سواسیة علاقتنا علاقة عبودیة رب العالمین أحبنا لعملنا لا لقرابة وأنت ایضا اذا أردت القرب علیك بالعمل ولا یتقرب الیه الا بالطاعة له هذا ایضا یؤید ما قلنا نحن تقربنا الی الله عزوجل لأننا أعطناه یا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولینا ومن عصی الله لم ینفعه حبنا اذا کان الذي نعول علیه في الشفاعة هکذا یقول اذاًدما بال الذین یعولون علی الشفاعة من دون وجه! امیرالمؤمنین علیه السلام یقول انا مع رسول الله ومعي عترتي وسبطيَ علی الحوض هذه الجماعة المبارکة اهل الکساء یجتمعون في عرصات القیامة وهم الوجهاء من یتقرب الیهم؟ فمن أرادنا فلیأخذ بقولنا ولیعمل عملنا اذاً امیرالمؤمنین وهو علی رأس هذا الهرم یقول من أرادنا فلیأخذ بقولنا ولیعمل بعملنا، الامام طبعا لا نرید أن نعمل عملهم تماماً لا تقدرون علی ذلك أعینوني بورع واجتهاد وعفة وسداد.
ایضا روایة باقریة والله ما معنا من الله برائة ولا بیننا وبین الله قرابة ولا لنا علی الله حجة ولا نتقرب الی الله الا بالطاعة السبیل هو السبیل لا یعقل اننا نصل الی الله عزوجل بغیر طریق المعصومین هذا الطریق المشترك فمن کان منکم مطیعاً لله تنفعه ولایتنا قد تقول الانسان الطائع الانسان المتقي اذاً یتقرب الی الله بعمله أین دور ائمة اهل البیت علیهم السلام الجواب أن الانسان مهما حاول أن یکون مستقیماً یوم القیامة یکتشف الثغرات والهفوات في وجوده! الانسان بنائه علی الاستقامة ثم یزل هذا في معرض الرحمة والشفاعة ومن کان منکم عاصیاً لله لم تنفعه ولایتنا ثم الامام یختم قوله بقوله جملتان عتابیتان وحیکم لا تغتروا ویحکم لا تغتروا اذاً القاعدة الجامعة اولا أن یکون الحب صادقاً طاغیاً علی حب کل احد والثاني أن یبرز الانسان حبه في مقام العمل مصداقاً لقوله تعالی قل إن کنتم تحبون الله فأتبعوني یحببکم الله.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك ثبت أقدامنا علی طریقك أنلنا شفاعة محمد وآل محمد انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.