Search
Close this search box.
  • المال أمانة إلهية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من المفاهیم الخاطئة في هذه الایام خصوصا شعار الحریة أو ما یعبر عنه بالدیموقراطیة یرونه الانسان حراً الی أن یصطدم بحریة الآخرین هکذا یمنون علینا بالتعریف یقولون أنت حر الا أن تؤذي احداً ما دمت لا تؤذي احداً فأنت حر في مالك في نفسك في جسدك وهکذا جر الناس الی انواع الفساد کما نراه في بلاد الغرب والشرق ولکن في منطق الاسلام الأمر یختلف تماما اتفاقاً المنطق الاسلامي یقوم علی عکس هذا المفهوم تماماً وما خلقت الجن والإنس الا لیعبدون لا حریة للإنسان بهذا المعنی! نعم هو حر في ما جعل الله له الحریة رب العالمین أيد الانسان بالواجب وبالحرام وطلب منه ترجیحاً أن يترك المکروه ویفعل المستحب وغیر هذه الاحکام الأربعة المباح لك أن تفعل ما ترید ولهذا المؤمن کل هذه مقدمة لمعنی؛ المؤمن یری المال الذي في جیبه یری هذا المال حقیقتاً مال الغیر نری بعض اهل الدنیا عندما ینفق زیادة عن اللازم یُسرف یبذر اول جواب عند الإعتراض یقول انا هذا المال مالي وانا حر في مالي هذا جوابه قوله تعالی وأتوهم من مال الله الذي أتاکم أنت ایها المنفق لو أنفقت نصف مالك في سبیل الله لست بإنسان کما یقال متمیز جداً هذا مال الله عندك جعلته في جیب الفقیر اذاً ما هو الملفت في البین؟ نعم أنت انسان جید ولکن ما قمت بعمل خارق هذا الکلام، قال اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء طبعا المُلك غیر المِلك قد یکون انسان ملکاً علی قوم ولا یکون مالکاً لهم ولکن الملکیة غایة ما یطمح الیه اهل الدنیا القرآن الکریم یقول ایها الملك هذا المُلك اعطیت وسیُسلب منك اذاً هذا المعنی اخواني اذا استوعبناه جیداً هذا یکفي للمنع من الإسراف والتبذیر وانتم تعرفون الفرق بینهما الإسراف أن ینفق الانسان مالاً في موضعه ولکن یزید في الحد والتبذیر أن تجعل المال في غیر موضعه اصلا انسان یولم ولیمة في محلها ولکنها یبالغ في الطعام والشراب هذا مسرف وانسان یجعل ماله في القمار مثلا هذا مبذر الروایة فيها عتاب جمیل اخترت لکم روایة عتابیة لأن الروایات في هذا المجال کثیره؛ یقول إبن آدم مُلکي مُلکي ومالي مالي هکذا یقول عامة الناس یا مسکین أين كنت حیث کان المُلك ولم تکن؟ قبل زواج ابیك من امك ما کنت شیئا بعد الزواج صرت نطفة في صلب ابیك ثم نطفة ملقحة في رحم امك أين مِلكك أين قدرتك؟ وهل لك الا ما الکت فأفنیت الذي تأکله أنت مجاز أو لبست فأبلیت أو تصدقت فأبقیت اما مرحوم به واما معاقب علیه فإعقل أن لا یکون مال غیرك احب اليك من مالك اذاً هذا المال زیادة عن هذه المصروفات ینتقل الی الورثة أنت لست مالکاً لها، الذین یعتقدون بأئمة اهل البیت علیهم السلام نتمنی منهم أن يتأملوا في هذه الروایة ایضا روایة مخیفة لنا جمیعاً؛ یقول امامنا صلوات الله وسلامه علیه أتری الله ائتمن رجلاً علی مال؟ کل اموالك امانة له أن يشتري فرساً بعشرة آلاف درهم ویجزیه فرس بعشرین درهماً لك الحق المال مال الله جعل بیدك امانة فرس بعشرین درهم یکفي یجزي بالغرض لماذا تشتري بعشرة آلاف درهم؟ طبعا الکلام في الفرس هذه الایام في السیارات الحدیثة أنت انسان موظف توظفت لوتك أنت طالب تخرجت من الجامعة لماذا تشتري دابة بما لا یلیق بشأنك؟ ویشتري جاریة بألف دینار ویجزیه بعشرین دینار وقال لا تسرفوا اذاً اخواني البعض یظن أنه علی خیر لو فُتحت له هذه الملفات یوم القیامة لطال وقوفه بین یدي الله عزوجل في کل هذه الزیادات ولو أن أحدنا رجع الی ملفاته المالیة لرجعت تجاوزات کثیرة في هذا المجال! نحن نتأسى بأمیرالمؤمنین عندما کان یوزع بیت المال وما بیدنا في حکم بیت المال ولو کنا من المالکین! اقول في حکم بیت المال کان یوزع ویکنس ذلك المکان ثم یصلي یشکر الله علی هذه النعمة أنه وزع العطاء علی المسلمین وکان یقول في دعائه اللهم اني أعوذ بك من ذنب یحبط العمل واعوذ بك من ذنب یعجل النغم واعوذ بك من ذنب الدعاء واعوذ بك من ذنب یهتك العصمة واعوذ بك من ذنب یورث الندم واعوذ بك من ذنب یحبس القِسم، المسرف المبذر بهذه المعصیة یمنع رزقه المستقبلي هناك رزق حلال اما مادیاً أو معنویاً یُمنع بتجاوزه هنیئاً لمن اتبع امیرالمؤمنین صلوات الله علیه في کل فعاله واقواله.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم حاسبنا یوم نقلاك حساباً یسیرا بصرنا سبیلنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.