Search
Close this search box.
  • الكسل والضجر
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الاسلام کما تعرفون دین التوازن دین الاعتدال بین الدنیا والآخرة لیس منهم من ترك دنیاه لآخرته أو ترك آخرته لدنیاه وخیر معادلة في هذا المجال ما قاله امیرالمؤمنین علیه السلام إعمل لدنیاك كأنك تعیش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا اذا عملت عملاً للدنیا اذا أردت أن تبني بناء إبني بناء محکماً کأنك تعیش في هذا المنزل ابداً ولکن اذا صلیت صلاة العشاء هکذا اُمرنا صلوا صلاة مودع، بعد صلاة العشاء یأتي النوم من أين تعلم أنك ستستیقض؟ النائم کالمیت الله یتوفی الأنفس حین موتها والتي لم تمت في منامها النائم والمیت رب العالمین توفی أرواحهما الفارق أن النائم ترجع روحه ولا المیت لا ترجع اذاً التوازن.
من مصادیق التوازن أن یکون الانسان نشیطاً في أمر الدنیا والآخرة بعض الناس نشطاء في أمر الدنیا من الصباح الی اللیل کالآلة یعمل ولکن عندما یصلي صلاته إن صلاها نقر کنقر الغراب یعني للدوام ثمان ساعات ولکن لصلاة الظهرین عشر دقائق ویا لها من عشر دقائق هو في المكتب کل وجوده للعمل لا یسهوا ابداً ولکن حین یصلي ایضا یفکر في العمل هذا لیس من الإنصاف هو لو کان حین العمل یفکر في الصلاة ثم في الصلاة يفكر في العمل یعني عکس الأمر لکان الأمر هیناً الکلام هو في العمل للعمل في الصلاة للعمل هذا الانسان انسان کسول للآخرة نشیط في الدنیا وقد نری البعض عکس ذلك تراه في المسجد في العبادة في النوافل ایضا لا بأس به انسان نشیط ولکن تذهب الی منزله منزله مبعثر منزله قذر هیئته رثة زوجته تشتکي اولاده یشتکون هذا انسان کسول في الدنیا کلاهما مذمومان الآن بعد ذلك امامنا الباقر علیه السلام قلنا البارحة ائمتنا ما ترکوا شیئا الا وطرقوا بابه یقول اني لأبغض الرجل أو ابغض للرجل طبعا المعصوم عندما یبغض هذا یکشف عن غضب الله عزوجل تعالی أن یکون کسلاناً عن أمر دنیاه ومن کسل عن أمر دنیاه فهو عن أمر آخرته أکسل الذي لا یعمل للدنیا انسان غیر منظم مبعثر غیر نظامي هذا الانسان عن أمر آخرته أکسل لم؟ لئن الدنیا امامه لا یهتم بها کسول فکیف بالآخرة وهي تأتي في المستقبل اذاً اذا رأيتم الانسان کسولاً في أمر الدنيا هذا الانسان کسول في أمر الآخرة ایضا، رأيت عدة روایات عن النبي عن الامام الصادق عن الامام الکاظم عن الامام الباقر علیهم السلام بمؤدی واحد کلهم نور واحد هذه الروایات تؤكد على أمر ایاك وخصلتین الضجر والکسل! الانسان المتضجر الذي لا یتحمل بتعبیرنا الیوم اعصابه ضعیفة مرة ضعف الأعصاب حالة مرضیة الآن لمرض ما یکون متوتراً هناك مرض الرجفة رجفة في البدن ولکن منشأه أمر مادي هو لیس بمقصر! کلامنا في انسان لا یتحمل شيئا أقل کلمة یثیره هذا الانسان متضجر ایاك والضجر والکسل فإن ضجرت لم تصبر علی حق انسان یعطیك اقتراحاً ینتقدك انتقاداً بناءاً لماذا تضجر؟ لا تصبر علی حق وإن كسلت لم تؤدي حقاً الکسول لا یؤدي حق نفسه ولا غیره ولا حق الله عزوجل اذاً الکسل مذموم حتی في تعاملنا مع رب العالمین، الکسل یضر بالدین والدنیا هناك طبقة من الناس شعارهم النجاح في الحیاة یریدون النجاح طبعا هذا المعنی حتی یطلبه الکافر في بلاد الغرب کلمة النجاح کلمة یعشقونها ائمتنا علیهم السلام یقولون آفة النُجح الکسل، الکسول لا یفکر في النجاح ابداً هذه المعاني معاني انسانیة تفید الجمیع، اذا اردت أن تستخدم موظفاً انساناً یعینك في عملك شریکاً تجاریاً مثلا یقول لا تستعن بکسلان هذا الکسول اتفاقا انسان یأخذ موظفاً کسولاً یتعدی الکسل الیه هو کان في عمله نشیطاً یأتي الدوام من اول النهار لما یری صاحبه کسولاً هو ایضا یتأسى به لا تستعن بکسلان هکذا في روایة اهل البیت علیهم السلام.
کلمة أخيرة الآن کیف نخرم من الکسل؟ اولا هذه نصیحة لکم ولي إن شاءالله ننتفع بها الذي یرید یوماً مبارکاً یوماً منجحاً یکون ناجحاً فلیبدأ من اول النهار لماذا اُمرنا بالیقضة بین الطلوعین؟ الذي یبدأ نهاره مع طلوع الشمس بل مع طلوع الفجر لا بل مع السحر هذا یختلف عن انسان ینام کالجثة من متصف اللیل الی وقت الضحی هذا الانسان لا یوفق اذاً اول أسالیب النجاح أن نبدأ النهار من اوله وجعلنا النهار معاشا وثانیا علیك بالدعاء البعض یقول ماذا اصنع؟ استیقض بین الطلوعین اجلس ساعة السحر ولکن لا أری برکة في يومي أری تکاسل بعض الناس یأتون الینا یقولون نری في نفوسنا وهناً الآن ما الحل؟ الدعاء ایضا مع السعي، النبي صلی الله علیه وآله وسلم في دعائه یقول اُمنن علینا بالنشاط ترید النشاط اطلب من الله عزوجل موسی علیه السلام اُمر أن یطلب ملح عجین وعلف الشاة اطلب من الله النشاط اُمنن علینا بالنشاط واعذنا من الفشل والکسل والعجز والعلل والضرر والضجر والملل کلها امور نفسیة نحن هذه الایام مبتلون بها.
ختامه مسك؛ امامنا الرضا علیه السلام الامام جد جد امام زماننا هو جد الامام الهادي والامام الهادي جد الامام صاحب الأمر الامام الرضا علیه السلام یذکر ولده المهدي في الدعاء، یقول ولا تبتلنا في أمره بالسئمة والکسل والفترة والفشل الذي یرید أن ینصر الامام لابد أن يكون نشیطاً الکسول في زمان الغیبة ایضا لا ینصر امام زمانه طبیعي الکسول لا یمکنه أن یقدم شیئا للامام واجعلنا ممن تنتصر به لدینك ترید أن تنصر الدین لابد أن تکون نشیطاً اذاً بالدعاء ایضا ترتفع المشکلة قلنا هذا ختام ولکن في دعاء مکارم الاخلاق نجعله هذا الختام امامنا السجاد علیه السلام وبالمناسبة اخواني التزموا في السنة مرة مرتین اقرأوا دعاء مکارم الاخلاق في الطواف في حائر الحسین علیه السلام الذي استجیب في حقه مکارم الاخلاق وصل الأوج یقول ولا تبتلیني بالکسل عن عبادتك ولا العمی عن سبیلك ولا بالتعرض عن خلاف محبتك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر من خیار انصاره واعوانه والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.