Search
Close this search box.
  • القناعة الأنفسية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة وبرکاتة
رغم أن حیاتنا الدنیا هذه الایام حیاة میسرة المنازل فارهه وسائل النقل سریعة وسائل التسلیة الطعام والشراب منذ أن خلق الله عزوجل آدم، هذه الایام من أکثر الایام رفاهیة في العیش هذا المعنی لا یُنکر، ولکن الغریب في الامر أن الناس لا یعیشون عیشة هانئة عشیة طیبة! الابدان مرتاحة البیوت جمیلة ولکن الاصل وهي الارواح بین جنباتنا هذه الارواح غیر مستقرة، المرض الشائع هذه الایام امراض الاکتئاب والقلق والاضطراب وغیره، طبعا هذا المعنی الذي نقوله هذا وعد الله عزوجل، غیر المؤمن هذا الانسان لیست له حیاة طیبة، من أعرض عن ذکري، هکذا یستفاد من قوله تعالی فإن له معیشةً ضنکاء، الآن الآیة من عمل صالحاً من ذکر واُنثی وهو مؤمن هنا ایضا نقطة مهمه، بعض الناس یذهب الی بلاد الغرب أو الشرق یسمع بمؤسسة خیریة لإنسان خیر له خدمات انسانیة هذا لا ینفع وهو مؤمن، الایمان شرط القبول وإلا قابیل قدم قرباناً هابیل قدم قرباناً العمل الخارجي هو هو، تُقبل من أحدهما ولم یتقبل من الآخر! اذاً لا تنغر بأعمال الصالحة للبعض، بعض کبار الظلمة من السلاطین بنا مسجداً الی یومنا هذا، هذا المسجد عامر ما قیمة هذا البناء؟ مال سُرق انسان ظلم قتل من قتل ثم بنا مسجداً ومسجداً لها کذا من الابواب هذا المسجد أنتم تعرفون قصة مسجد ضرار وکیف أن النبي تعامل مع ذلک المسجد! المهم وهو مؤمن فلنحیینهُ حیاة طیبة، في الروایات ما معنی هذه الحیاة الطیبة؟ سُئل امیرالمؤمنین ومن أدری بعلی بعد رسول الله بکتاب الله عزوجل قال هي القناعة‌.
حدیثنا حول القناعة کل هذه مقدمات لحدیثي حول القناعة، القناعة أن یکون الانسان راضیاً بما هو فیه، أن یرضی بالیسیر من الرزق أن یرضی لا بمعنی لا یسعی! بعض الناس یقول انا من الصباح الی اللیل أکدح ولکن رزقي مضیق! لا بأس المهم أن تکون ساعیاً، اسعوا في مناکبها.
اذاً الانسان القنوع لا ینظر الی من هو فوقه هذا اولاً، ولا ینظر الی حیاة مثالیة، الشیطان یلعب في فکر الانسان یزین له، لهُ دابةٌ لا بأس بها تنقلهُ من مکان الی مکان یتخیل دابة أرقی منها فلا یقنع بدابتة، له منزل یأویه، منزل یقیه الحر والبرد یفکر في متاع الغیر یمد عینه الی ما متع الله به أزواجاً منهم، هذا الانسان طبیعي لا یقنع بعیشتة!.
ومن هنا اُمرنا ایضا بعدم معاشرة المترفین، نظرک الی قصور الغیر یزهدک في منزلک وإن کان منزلاً جیداً، صلوات الله علی امیرالمؤمنین کان معروفاً بالزهادة هذا البدن الذي قلع باب خیبر ما هو طعامة؟ أکل علی من تمر دغل (تمر الدغل في اللغة أردئ انواع التمر) تصور تمراً ردیئاً هذا اکله امیرالمؤمنین الروایة عن ولده الباقر علیه السلام! ثم شرب علیه الماء، نحن نشرب العصائر وغیر ذلک من المشروبات الذی…، الأکل هذا التمر المشروب هو هذا الماء المباح ثم ضرب علی بطنه وقال من أدخله بطنه النار فأبعده الله! البطن الذي یقنع بهذا التمر الردئ ویقنع بالماء مشروباً لماذا تبحث عن غیر ذلک؟.
روایة طریفة عن امیرالمؤمنین علیه السلام هو بطل القناعة، القانع غنيٌ، ما الفرق؟ تأملوا جیدا، انسان دخل محل المجوهرات واقعا لا أدري الآن بعض الناس یغتني جوهرة ثمینة یمکن أن یشتري بها منزلاً لفقیر یجعلها في یده قطعة من الدرة الکذائیة، المهم هذا الغني دخل المحل واشتری ذلک الشیء عندما اشتری وصار في یده ذهبت شهوتة، الشهوة قبل الشراء ما اشتهاه وصل الیه، صحیح یخرج وهو مرتاح! الفقیر القانع یعني المؤمن اذا دخل المحل ونظر الی هذه الدرة وزهد فیها بقلبة یخرج من المحل وهو مرتاح، الاول دخل وخرج ولکن بصرف الملایین والثاني دخل وخرج بالقناعة الباطنیة! ذاک زهد بعد الشراء والمؤمن القانع زهد قبل الشراء، ما الفرق؟ الآن الروایة: القانع غني وإن جاع وعری! اذاً محل القناعة في القلب من ملک الملایین لا یسمی قانعاً.
الروایة حدیثٌ قدسي أوحی الله عزوجل الی داوود النبي، وضعت الغنی في القناعة وهم یطلبونه في کثرة المال فلا یجدونه! المترفون لهم الیوم بعض المترفین لو صرف ما في المصرف کفاه الی آخر عمره بل لو صرفه أبنائهُ لکفاهم الی آخر العمر ومع ذلک تراه حریصاً، اذاً لا یجد الغنی في کثرة المال المؤمن یجدها في ذلک.
هذه الروایة ایضا روایة بلیغة عن الامام الصادق علیه السلام: من رضي من الله بالیسیر من المعاش! انسان له قوت یومه، تصور موظفاً راتبةُ یکفي للسکن والاکل والشرب، یأتینا بعض الناس یقول انا لا خمس علیَ لا من باب ارتکاب الحرام، یقول علی رأس السنة لیس عندي شیء ابداً فائض من ناحیة أقول هنیئا لهذا الانسان! من رضي من الله بالیسیر من المعاش رضي الله منه بالیسیر من العمل، هذا القانع لو ما صلی صلاة اللیل رب العالمین یرحمهُ، أنت ایها الغني التزم صلاة اللیل تسکن في مسکن یتمناه الکثیرون لک دابة کذائیة لک راتب کذائي وتنام اللیل الی الصباح؟ اُشکر هذه النعمة، إعملوا آل داوود شکراً وقلیل من عبادي الشکور.
روایة اخیره هذه الروایة مفتاحیة: أنعم الناس عیشاً روایة علویة، من منحهُ الله سبحانه القناعة یبدوا القناعة منحه، وأصلح له زوجه! القلق والاضطرار من أین؟ یدخل المنزل زوجة مشاکسة، أو العکس زوجهُ ینطبق علی المرأة ایضا تدخل المنزل تری زوجاً مشاکساً، یذهب للمتجر یقول هل من مزید ولا یحصل علی المزید! في العمل غیر قانع یفکر في الترقیة یتقرب عن الوطن یترک زوجتة وأولاده یا فلان لمَ؟ یقول لأحصل علی علاوة، علی أي حساب؟ علی أي اساس؟ اذاً خارج المنزل حریص، داخل المنزل مبتليً بزوجتة، أو العکس هذا الانسان کیف یعیش سعیداً؟ هنیئاً لمن أصلح الله زوجه ورزقه القناعة.

الهي بحق اولیائک والصالحین من عبادک أرحمنا برحمتک أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.