الفرق بين التغافل والغفلة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

طالما وقع الحدیث في أن المؤمن کاظم لغیظه وأن الذي لا یکظم غیظه هذا حدته یسوقه الی ضرب من الجنون ولکن ما هو الطریق الی کظم الغیظ؟ اولا الحلم بمعمی الملکة هذا الأمر یحتاج الی معاناة ومجاهدة أن یصل العبد الی درجة یصبح الحلم سجیة له وما هي علامة السجیه؟ علامة السجیة أن صاحبها غیر متکلف یصل العبد الی درجة من الکمال اذا اراد أن یغضب علی أحد یری أن فیه جهداً کظمه للغیظ أریح الی قلبه أو أحب الی قلبه اذا اراد أن یغضب هذا یحتاج الی إلتفاتة الی معاملة الی رفق صوت الی حدة العاقل یعفي نفسه من ذلك دلهذا عندما یغضب علی أحد لمنکر في الواقع یمن علیه في قلبه یقول اعطیتك من وقتي ومن عمري ومن جهدي لولا قیمتك أنت أقل من أن أغضب علیك ولهذا المؤمن یخرج من عالمه من طوره من باب الخدمة لمن یغضب علیه بخلاف الغضوب الذي لا حساب لغضبه.
بعد کل هذه المقدمة من موجبات کظم الغیظ التغافل بعض الناس یمدح نفسه قائلاً وهذا لیس بمدیح یقول انا ذلك الانسان الذي لا أکتم شیئا في قلبي ما في قلبي علی لساني هذا ممدوح؟ لا یعني یقول کل إنفعالات اظهرها من قال أن هذا انسان کامل؟ في روایات اهل البیت روایات عدیدة الأشارة الی مبدأ التغافل رأيت وما رأيت رأيت شیئا تتظاهر بأنك ما رأيت إن لقنت نفسك أنك رأيت وعلم الطرف المقابل أنك رأيت وسکت قد یکون سکوتك وهن الافضل کأنك لم تری شیئا هذا یسمی التغافل وکم هو ممدوح في روایات اهل البیت نبدأها بروایة امیرالمؤمنین علیه السلام؛ أشرف أخلاق الکریم تغافله عما یعلم سمعت انساناً یتکلم علیك ثم رأيته بعد فترة تعامله کأنه ما تکلم علیك! تتغافل عنه لا تحسب له حساباً هذه صفة عظیمة صاحبنا الذي ینفعل أمام كل شيء هذا ما هي عاقبته؟ یقول امیرالمؤمنین من لم یتغافل ولا یغض عن کثیر من الأمور تنقصت عیشته إجعل لك أولویات لا تهتم بکل صغیرة وکبيرة في المنازل یتفق واقعا هذه ظاهرة مغضبة للرحمن طفل یکسر إناءً بغیر عمد واذا بالضرب ینهان علیه من أب أو من أم هذا الانسان ماذا وزنه في العرش؟ الطفل کسر زجاجاً وهو کسر قلباً بریئا کم الفارق بین الفعلین هذا طفل محسوب في زمرة من لم یختط علیه القلم وأنت المکلف هکذا تعمل هذا الانسان تتنقص عیشته یتدخل في کل صغیرة وکبیرة ویعلق علی کل صغیرة وکبیرة قد تقول اذاً أين فطنة المؤمن؟ المؤمن فطن ملتفت الی خبایا الأمور الی خلفیاتها المؤمن فطن امامنا الباقر علیه السلام یطلب منا أن نمزج الفطنة بالتغافل تعلم وتتغافل صلاح شأن الناس التعایش والتعاشر ملئ مکیال ثلثاه فطن وثلث تغافل هنا لابد أن ننوه روایات اهل البیت فیها عمق فرق بین المتغافل والمهمل رأيت الیوم زوجتك إرتکبت خطأً ولکن هذا الوقت لیس وقت أن تتکلم لیس هذا وقت النصیحة تتغافل تنتظر فترة من الزمن في ظرف جو عاطفي تبین لها تحفظ الأخطاء وتبینها في الوقت المناسب الفطن لا یلتفت سریع الغضب کلما ألتفت صب غضبه الحل الوسط المؤمن فطن ومتغافل یتکلم في موقعه هذا باب التغافل.
نختم الحدیث بباب الغفلة یقول امیرالمؤمنین علیه السلام کفی بالرجل غفلة أن یضیع عمره في ما لا ینجیه الغفلة هذا أثرها الغافل یضیع عمره في ما لا ینجیه وفي زماننا هذا حقیقتا أصبح التلفاز والمذیاع والصحیفة مواقع التواصل الشبکة العنکبوتیة بمثابة الأصنان التي تعبد طبعا في بعض الحالات کثیرون من الناس عندما یرجعون الی المنزل هکذا یحترق وقته بین محادثة باطلة ونظرة لاهیة واستماع لما لا طائل تحته وما العمر الا اللیالي والایام کل لیلة هکذا هذا متی یستفیق من واقعه! کفی بالمرأة غفلةً أن یصرف همته في ما لا یعنیه صلوات الله علی امیرالمؤمنین حیث یصف المتقین وقفوا أسماعهم علی العلم النافع لهم لا تقل هذا علم نافع! رأيت انساناً عاقلاً رجلاً یتعلم فنون الطبخ وهو لا یدخل المطبخ هذا العلم ماذا یفیده؟ اذاً لا تنظر ولا تستمع الی کل شيء.
کلمة أخيرة وإن للذکر عن امیرالمؤمنین علیه السلام لأهلاً أخذوه من الدنیا بدلاً فلم تشغلهم تجارة ولا بیع عنه رجال لا تلهیهم لا تجارة ولا بیع! لیست المشکلة في التجارة والبیع المشکلة في الألهاء الدنیا لا عیب فیها مزرعة الآخرة عندما تلتهي بها التهائك بالدنیا هذه هي المصیبة والا کنت أری قبل ایام في تحقیق بعض العلماء أن امیرالمؤمنین کان یدفع زکاة أمواله کم؟ الدرهم والدرهمین؟ لا أربعون ألف دینار في سنة واحدة یدفع زکاة بمقدار أربعین ألف بعض المحققین حسب العبد کان یباع في تلك الایام بسبعمائة درهم حسبتها زکاة امیرالمؤمنین تکفي لتعق قرابة خمسمائة نسمة هذا زکاة ماله هذا لم یأتي من الفراق کان یأتي من عمله من کده من کسبه اذاً المؤمن کاسب ولکن قلبه مشغول بالله عزوجل.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أجعلنا من اهل الجنة التي حشوها البرکة وعمارها الملائکة أجعلنا في زمرة محمد وآل محمد ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.