Search
Close this search box.
  • الغنى المحمود والمذموم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول النظرة المتوازنة الى الغنی والفقر کیف نصف الغنی؟ هل المؤمن یطلب من الله الغنی أو یطلب منه الفقر؟ الجواب أن الغنى طبعا مبدأياً المتیقن هو الکفاف اذا نقص الرزق عن الکفاف الفقر مشغل کاد الفقر أن یکون کفرا لو کان الفقر رجلاً لقتلته المهم الحاجة والفقر ایضا من موجبات إنشغال البال من موجبات المسکنة من موجبات مراجعة الغیر المؤمن یطلب من الله أن يغنيه من الفقر اذاً الکفاف هي الحالة المتوسطة طبیعیاً ولکن الغنی الثروة الزائدة بمعنی ما زاد عن المعونة انسان یکفیه منزل له منزلان منزل یسکنه ومنزل یؤجره له دابتان راتبه ضعف حاجته هذا الانسان مستغني والغنی درجات لا نعني أمثال قارون وغیره الذي له ما یزید عن المئونة هذه درجة من درجات الغنی.
الآن ما هو موقع الغنی في حیاة الانسان؟ الذي یمکن أن نقوله هو أن الغنى بطبیعته هذا أمر مشغل الا لمن کان ملتفتاً تصور طفلاً یدرس کتابه في غرفة ضیقة لیس في هذه الغرفة لا یلهیه هذا الولد یدرس ولکن إجعل أمامه التلفاز إجعل علی یمینه دمیة من کانت بنتاً أو لعبة هل هذا یمکنه الترکیز؟ طبیعي الذهن یتشوش الانسان الذي له مواد الغنی له منزل فاره له أثاث کذائي طبیعي هذا الانسان هذه الدنیا تحلوا في عینه تشغل قلبه هذا المنزل اذا سُرق منه شيء هذا القلب ینقلب أعلاه أسفله هذا المنزل اذا أحترق منه جزء یحترق قلبه صاحب الکوخ لو أحترق الکوخ کله قد لا یبالي ولکن هذا منزل فاره ولهذا القرآن الکریم یقول کلا إن الانسان لیطغی أن رآه أستغنى الغنی أرضية الطغیان ألهکم التکاثر الذي لا ذریة له طبیعي لیس في خطر أن يغتر بأولاده سالبة بأنتفاء الموضوع کما یقال ولهذا في روایات اهل البیت علیهم السلام هناك ذم کذم القرآن الکریم للغنی المشغل هذه العبارة عبارة حقیقتاً لو أستوعبها الانسان تعوذ من الغنی المشغل یقول النبي کما روي عنه الغنی عقوبة طبعا لا للبعض، للبعض العقوبة إنما نملي لهم لیزداودا إثماً امیرالمؤمنین یقول الغنی یطغي طبعا هذه الجملة مأخوذة من القرآن الکریم نُسب الی النبي هذه الروایة إن الشیطان قال لم ینجوا مني الغني مت أحدی ثلاث إما أن أزينه في عینه فأمنعه من حقه الذي یمنع الانسان من دفع الخمس ولعه بالمال والغریب الجملة الثانية وإن ما أن أسهل علیه سبیله فینفقه في غیر حقه رأينا بعض الأغنياء تطلب منه بناء مسجد لا یستجیب أما دار للهو والبطالة یستجیب ینفق ماله في ما لا طائل تحته وقد ینفق ماله في ما یوجب فساد المجتمع لماذا في المسجد لا یدفع في الفساد یدفع؟ أُسهل علیه سبیله وإما أن أحببه الیه فیکسبه بغیر حقه کم من التجار یستقرضون الأموال الربوبیة لزیادة المال عندهم غناهم مرتبط بالحرام والربا تعرفون ماذا جزائه فأذنوا بحرب من الله ورسوله اذاً المؤمن عندما ینظر الی الغنی ینظر بعین الخوف الریبة ولکن المؤمن المراقب نبي الله سلیمان لا یقال من أغنى الأغنياء نبي الله سلیمان لا یصل الیه غني أي غني الریاح مسخرة له؟ أي غني الشیاطین یغوصون له؟ ملك سلیمان لا ینبغي لأحد ولکن هذا النبي کنبي الله أیوب ما الفرق بینهما؟ سلیمان کنبي الله أیوب في المراقبة والأستشعار بمعاني العبودية وإن قیل أنه آخر الأنبیاء حساباً یوم القیامه.
النبي یقول نعم العون علی تقوی الله الغنی قبل قلیل قلنا الغنی عقوبة ولکن الآن نقول نعم العون علی تقوی الغنی، امامنا الصادق علیه السلام بنفس العبارات یبین نعم العون الدنیا علی الآخرة کذلك سلوا الله العنی في الدنیا والعافیة وفي الآخرة المغفرة والجنة وفي روایة خمس من لم تکن فیه لم یتهنئ بالعیش یعني دنیاه دنیا ناقصة دنیا فیها ما فیها الصحة المریض وإن کان أثری الأثرياء لا یتهنئ في هذه الدنیا الخدم والحشم یأکلون من الحلوی وهو ینظر الیه بعین الحسرة وهو المالك الأمن انسان مطارد لأمر ما حقاً کان أو باطلاً هذا لا یتهنئ والغنی الفقیر وإن کان صحیح الجسم ایضا لا یتهنئ وهو فقیر والقناعة هو في عافیة هو ثري ولکن قلبه فقیر یسکن في القصر یزور مؤمناً متعارفاً له بیت متعارف عینه علی مال الغیر هذا الانسان لا یتهنئ وأخیرا الأنيس الموافق طبعا المصداق الأتم للأنيس الموافق الزوجة الصالحة ثري آمن سلیم قنوع ولکن له زوجة کزوجة لوط ونوح هذا الانسان کیف یتهنئ في الدنیا؟ طبعا هذه الخمس قد لا تجتمع في وقت واحد ولکن سلوا الله عزوجل هذه المسألة اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا.

اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا واجعلهم الوارثین منا اللهم صلي علی محمد وآل محمد وابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.