الغضب الرحماني والشيطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
رفع موانع السير إلى الله عز وجل
كان حديثنا ولا زال عن موانع الطريق إلى الله عز وجل وما ينبغي أن نعرفه عند سيرنا في هذه الطريق. إن أول أثر لهذه الخطب وأول مكان يظهر فيه التغير هو باطن الإنسان ورحه. إن هذه الصلاة بين يدي الله عز وجل هي المقياس لمعرفة الباطن. إنك مهما عملت من الأعمال وذهبت إلى ما ذهبت من الأماكن؛ فما دمت ترى إدبارا في صلاتك فاعلم أن لديك خلل. ولهذا إن زرت أو حججت أو اعتمرت أو قمت بأي فعل تعجب به فانظر إلى هذه الصلاة التي أقمتها بين يدي المعصوم كيف أديتها؟
إيجاد المقتضي
إن هناك مصطلح في كتب المنطق وهو ما يسمى بالمقتضي والمانع والشرائط. وكمثال على هذه المصطلحات في مجال الاحتراق؛ هو أن النار المحرقة هي المقتضي والمانع هي الرطوبة في الخشبة وهناك شرط هو المجاورة. فإنك إذا أدخلت خشبة مرطوبة في النار فإنها لا تحترق لوجود المانع وهو الرطوبة. فإن تبخر الماء الذي فيها احترقت. وأما الشرط هو المجاورة؛ أي أي الخشبة لا بد أن تجاور النار حتى تحترق. وكذلك في كل عملية تفاعلية في الكيمياء أو في الفيزياء أو في أي شيء لابد من وجود المقتضي وعدم المانع.
وجود مقتضيات السير إلى الله عز وجل عند أتباع أهل البيت (عليهم السلام)
إن مشكلتنا نحن السائرون إلى الله عز وجل – إن كنا سائرين حقا – هي وجود الموانع. إن المقتضيات موجودة بحمدالله، فنحن أتباع أهل البيت (ع) وأوضاعنا من هذه الناحية جيدة إجمالا. فإننا بين مشهد وآخر، وبين زيارة وأخرى وبين مجلس وآخر. فلا تأنس ولا تغتر بالمقتضيات مع وجود الكثير من الموانع. وكمثال على ذلك؛ أنك إن ضغطت على دواسة البنزين، ودواسة الفرامل وفي الوقت نفسه؛ فإن السيارة لا تتحرك مع وجود المقتضي لوجود المانع.
لقد اشتكى إلي رجل في الأربعين من عمره وآخر قد ذرف على الستين، فقال: إنني لا أرى في باطني تغييرا، وصلاتي هي ذاتها وقلقي واضطرابي لا زال كما كان حيث أنني أنزعج من أقل المشوشات، وينقلب كياني، وأنا مع ذلك سريع الغضب إلى آخر ما ذكر من أشباه هذه الصفات. إن هذه مشاكل الشباب في أول العمر لا من جاوز الستين. وقد قالت لي إحداهن: أن الله سبحانه لم يرشحها لهذا الطريق وهذا اعتقاد خطير وكأنها تعتقد بالجبر؛ أي أنها تقول: أنا وأمثالي مهما حاولنا لا نصل إلى درجة، فدعنا نبقى في عالمنا. بالطبع إن ترسخت هذه الفكرة في أحدنا فإنها ستدعوه إلى اليأس القاتل. قلت لها: إن الله سبحانه لم يرشح أحداً، وإنما هو يأخذ بيد كل من جاهد فيه، وهو القائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[١].
إن هناك شرط وجزاء، وهما طرفي هذه المعادلة. إن ذرة من الهيدروجين وذرة من الأكسجين يكونان الماء قهرا، وكذلك الأمر في السير إلى الله عز وجل لا يوجد ترشيح لأحد. ولهذا اختلف المفسرون في قوله تعالى: (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)[٢] وهو هل أن فاعل من يشاء هو رب العالمين أو العبد؟ فذهب البعض منهم إلى أن الفاعل هو العبد. فأنت إذا شئت الهداية والنور فإن رب العالمين يدلك على الطريق.
سهولة الهجرة إلى الله عز وجل
كان أحد العلماء الكبار ممن تربى على يده كبار المراجع يقول: كان الأمر أيسر مما أظن. إنهم في النجف الأشرف كانوا يمضون عشرات السنوات من المجاهدة وتحمل الجوع والصعاب والصوم في الصيف والشتاء ثم يقول: إن الأمر كان أيسر مما أظن. نعم إن الطريق إلى الله عز وجل ميسور، وهو القائل: (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)[٣]. فقم بالواجبات وصم شهرا في السنة وهو أمر ميسور حتى للأطفال دون سن البلوغ. وحج البيت إن كنت مستطيعا وهو مرة في العمر، وادفع خمس أموالك، وصل في اليوم المفروضات؛ فبذلك قد قمت بكل الواجبات، واترك المحرمات المعروفة وانتهى الأمر.
كن عبداً ولكن بقيد أو كما يقال: أضف المزينات وهي المراقبة والمحاسبة والمعاتبة والمعاقبة. إن الذي يبني لنفسه منزلا لا يسكن فيه من غير تهيئة الأثاث وتزيين المنزل. كن دقيقا في تصرفاتك بعد قيامك بالواجبات وتركك المحرمات.
مانع الحالة السبعية أو الغصبية
من الموانع التي نحن مبتلون بها هي الحالة السبعية كما يصفها العلماء في كتب الأخلاق أو الحالة الغضبية. من الملاحظات الدقيقة أن نعرف أن الولد قد يولد بهذه الحالة وتكون مغروسة فيه. إنك ترى الطفل يرتضع ثدي أمه فإذا اقترب منه طفل آخر يصربه بيده الصغيرة وينحيه عنه. أو ترى الطفل في الخامسة والسادسة لا يطاق حتى من قبل والديه. يقول والده: كأن ابني هذا قد دخله جني. وبعض الأمهات تعيش الأمرين من طفلها في هذا العمر. ولا نعلم إن كان ذلك في كروموسماته الوراثية أو في جيناته أو أن رب العالمين أراد أن يختبرك بهذه الصفة وأنت طفل قد رفع عنك القلم فإذا بلغت جاهدت نفسك للتخلص من هذه الصفة، كما قال سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)[٤].
التخلص من الصفات الوراثية
فلا تستسلم وقل: يارب إن هذا هو إرث الآباء والأمهات فخلصني منه بقوتك وفضلك. إننا لا ندري فلعل الصفات الخلقية يرثها الإنسان كما يرث الصفات البدنية. إننا قد نرى عشيرة بأكملها يغلب عليهم الغضب حتى على المرأة منهم، وترى جيلا أو ذرية رجل وأحفاده يغلب عليهم الهدوء جميعهم أو الكرم أو الشجاعة أو البخل وما شابه ذلك من صفات.
ولهذا عندما أراد أمير المؤمنين (ع) أن يتزوج طلب من أخيه أن يجد له امرأة تلد له فتى شجاعا. ويدل ذلك على أن الصفات المعنوية تنتقل من الآباء والأمهات. ومن الشواهد على ما ذكرنا ما روي عن النبي (ص) حول نهيه عن الزواج بخضراء الدمن وهي المرأة الحسناء التي ترعرعت في منبت سوء.
كيف نعالج الغضب؟
أولا: ليس المطلوب منك ألا تغضب، وإنما المطلوب منك ألا تظهر الغضب. من قال أن الغضب كله باطل؟ إن الغضب لله عز وجل هو من أسمى الدرجات وعلى رأس الذين غضبوا لله عز وجل هو سيدالشهداء (ع). فما الذي جاء به إلى كربلاء؟ أليس غضبه على الوضع القائم؟ وما الذي أخرج أمير المؤمنين (ع) إلى الحروب؟ أليس غضبه لله عز وجل على القاسطين والناكثين والمارقين؟
فاجعل غضبك لله عز وجل أولا، وثانيا: إن رأيت نفسك تغضب لأدنى مثير وأن الأمر ليس بيدك؛ فإن العلاج هو في إخفاء هذا الغضب الباطني. إن نفسك تشبه الحوض المائي غير النقي الذي فيه ترسبات كثيرة، ولكن شاء الله عز وجل أن تنزل هذه الترسبات إلى قاع الحوض؛ فإذا قمت إلى الصلاة أتاك الشيطان وبيده عصا يحرك بها حوضك ليعيد هذه الترسبات إلى السطح. ولذلك ترى الشيء أو مشكلة التي قد حدثت قبل أشهر وقد نسيتها تأتيك في وقت الصلاة.
لقد روي في كتب العامة رواية أخلاقية وهي: (أَنَّ اَلْعَبْدَ إِذَا اِشْتَغَلَ بِالصَّلاَةِ جَاءَهُ اَلشَّيْطَانُ وَقَالَ لَهُ اُذْكُرْ كَذَا اُذْكُرْ كَذَا حَتَّى يُضِلَّ اَلرَّجُلَ أَنْ يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى)[٥]. يتفق أن يشك الرجل لا بين الاثنين والثلاث ولا بين الثلاث والأربع وإنما يشك بين الواحدة والرابعة. فالسيطرة على الباطن أمر في غاية الأهمية.
هناك أمور إن اتبعتها عند الغضب سلمت. أولا أن تلزم الصمت ولا تتكلم عند الغضب. ثانيا: لا تعاقب أحدا وأنت غضبان. إن الشيطان قد ركب عليك وكل ما ستفعله في هذه الحالة هو فعل شيطاني. اذهب إلى السجون وتحدث مع القتلة والمجرمين وسترى أن الندامة تعلو وجوههم وسيقولون لك: ما فعلنا الذي فعلناه إلا في ساعة غضب لم نمتلك أنفسنا فيها. ألم يكن الغضب هو الذي جر قابيل إلى قتل هابيل وأصبح عبرة للجميع بعد آلاف من السنين؟ إنه غضب من أخيه لأن الله لم يتقبل منه القربان وقبله من أخيه، وقد فضحه الله في القرآن الكريم وبين قصة قتله لأخيه وكيف احتار في دفنه حتى بعث الله غرابا يعلمه كيف يواري جثة أخيه، إلى آخر هذه القصة.
ولعل قابيل كان يصبح نبيا من الأنبياء لو لم يقتل هابيل أو رزقه الله من ذريته أنبياء. إنه لم يكن على وجه الأرض إلا أربعة أشخاص: آدم وحواء وولديهما، ومع ذلك أصبح هذا الشقي وهو يومئذ ربع البشرية القتلة. إنني أقول: لو أن الكرة الأرضية وزعت عليهما كإرث لكان حصة كل واحد منها القارة والقارتين؛ كأن تكن الأمريكيتين لهابيل وأوروبا وأفريقيا لقابيل، ولكن الشقي قد ضاقت به الدنيا على سعتها ولم يتحمل أخاه.
وكذلك لا تتخذ قرارا في حال الغضب. إن البعض قد لا يتكلم، وقد لا يعاقب ولكن يأخذ قرارا يكلفه فيما بعد كثيرا. ابتلع هذا الغضب واكظمه. لا تدعه يتفاعل معك. ومن آيات الله عز وجل العجيبة أن المؤمن يشعر في قلبه بإشراقة ويذوق من جراء كظمه الغيظ حلاوة الإيمان. قد لا تشعر بذلك من فورك ولكنك بعد مرور ساعة أو ساعتين تقول: الحمدلله الذي كظمت غيظي. بل الأمر أعظم من ذلك، حيث يقول سبحانه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[٦].
تجاسر على هذا العالم فلم يمهله الله سبحانه فبتر عمره
ينقل عن أحد كبار الصالحين والأولياء من المراجع والعلماء في الأزمنة القديمة حيث كانوا يذهبون للحمام العام. وهناك مغطس لماء الحار يجتمعون فيه جميعهم ويغتسلون ومن الطبعي ألا يتميز العالم عن جاهل؛ فالكل على هيئة واحدة. وكان أحد هؤلاء الذين كانوا في الحمام من المتكبرين والمتسلطين وكان صاحب رتبة عسكرية. عندما رأى هذا العالم الكبير استهزئ به – مثلا – وقال له: اخرج من الحمام فقد أطلت أوكلمة من هذا القبيل. إن هذا العالم سكت وكظم غيظه ولم يقل شيئا، وعندما خرج من الحمام وإذا بأصوات البكاء ترتفع. وإذا به هذا الإنسان قد بتر عمره دفعة وسقط ميتاً. فتأسف هذا العالم الكبير، وقال: ليتني غضبت عليه لأن سكوتي عنه قتله. لقد فوضت أمره إلى الله عز وجل ولو انتصرت لنفسي لم يبتر الله عمره. فإياك ثم إياك أن تظلم أحداً يوكل أمرك إلى الله عز وجل. ولهذا إن تجد بعض المؤمنين عندما يظلم أحدا يقول للمظلوم: ارفع أمري إلى المحاكم، لأنه يخشى أن يدعو عليه في جوف الليل فيحترق، والمحكمة بالتأكيد أهون عليه.
آثار كظم الغيظ في هذه الحياة الدنيا
ولكظم الغيظ أثران. أولا: أن تجد حلاوة الإيمان في قلبك، وثانيا: أن يدافع عنك رب العالمين وهو قوله: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)[٧]. وقد روي في الأحاديث القدسية بما مضمونه: أن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك فلماذا تذهب يميناً وشمالا.
ملاحظة جميلة
وهنا لا بأس أن أعلمك شيئا من دون منة عليك. إن كنت من أصحاب كظم الغيظ – إن البعض في الحقيقة آية في كظم الغيظ والصبر – فزرت الإمام موسى بن جعفر كاظم الغيظ (ع) قل: يا مولاي بيني وبينك صفة مشتركة فمن علي بنظرتك. وإن كنت صاحب جود تحول إلى قبر إمامك محمد بن علي الجواد (ع) وقل: يا مولاي انا أتشبه بك وبجودك. ولذلك إن كنت كاظماً وجواداً خذ ما تشاء من الجوادين بكظمك وصبرك.
أن الأمر هين وباستمرارك على كظم الغيظ ستصل إلى درجة تصبح هذه الصفة ملكة عندك. إن بعض المؤمنين قد أوذي كثيرا بغير حق، وعندما يقال له: أما تدافع عن نفسك والحق معك؟ إن اشتكيت أمرك إلى الآخرين فقد ينتصروا لك فيقول: لا مزاج لي في أن أتكلم بمشكلتي فهذا أمر يأخذ من فكري وجهدي. أي إنه وصل إلى درجة لا يكظم الغيظ فحسب؛ بل لا يذكر مشكلته لأحد وأعظم بها من رتبة عالية يصل إليها الإنسان.
حلم إمامنا الباقر (عليه السلام)
إن هناك رواية أستحي من نقلها، ولولا أنها رواية ولولا أنني أعلم أن المعصوم يرضى بنقلها لأنه كان في مقام العبرة لأعرضت عن ذكرها. لقد واجه إمامنا الباقر (ع) نصرانيا متجاسرا قال له: (أَنْتَ بَقَرٌ قَالَ لاَ أَنَا بَاقِرٌ قَالَ أَنْتَ اِبْنُ اَلطَّبَّاخَةِ قَالَ ذَاكَ حِرْفَتُهَا قَالَ أَنْتَ اِبْنُ اَلسَّوْدَاءِ اَلزِّنْجِيَّةِ اَلْبَذِيَّةِ قَالَ إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ غَفَرَ اَللَّهُ لَهَا وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ غَفَرَ اَللَّهُ لَكَ)[٨]؛ ولا أدري لو كنت الإمام (ع) وبيدي الاسم الأعظم ما كنت صانعا؟ لعلني كنت أقول: اللهم امسخه خنزيرا وانتهى الأمر. ولكن أي حلم هذا الذي يحمله الإمام (ع).
إن زوجتك تتجاسر عليك بكلمة وبمجرد أن يصبح الصباح تذهب للمحكمة لتطلقها وتشرد من في المنزل، وتطردها من المنزل ومهما اعتذرت إليك لا تقبل منها. تقول: لقد أخذت قراري، إنها أهانتني بشطر كلمة. أين؟ في غرفة النوم المغلقة. من الذي سمع ما جرى بينكما؟ وأين الصبر وكظم الغيظ؟ أهكذا يكون اتباعنا لمنهج أئمتنا (ع). وإذا وجدت نفسك في جو غاضب؛ اخرج من المكان أو ذهب إلى الحمام واستحم أو اذهب إلى حديقة المنزل، وإياك أن تكون في مكان ترى فيه الذي أغضبك.
كيف تعامل مالك الأشتر مع الذي تجاسر عليه؟
وليتك عند الغضب تفعل ما فعله مالك قائد الجند ورئيس الجيش صاحب أمير المؤمنين (ع). إنه كان يمشي في الطريق فتجاسر عليه أحدهم، ولم يكن يحمل قائد الجيش النياشين العسكرية كهذه الأيام. فقيل له: أتدري من أهنت؟ إنه قائد الجيش ورئيس عسكر أمير المؤمنين (ع)، فجن جنونه وامتلأ رعبا مما سيصنعه به مالك. فتبع مالكا وإذا به في مسجد يصلي ويستغفر لهذا المتجاسر. إن هذه هي تربية أمير المؤمنين (ع). فإن استبد بك الغضب؛ خذ زاوية وصل لله ركعتين وقل: يا رب اغفر لي وللمؤمنين.
خلاصة المحاضرة
- إن هذه الصلاة بين يدي الله عز وجل هي المقياس لمعرفة الباطن. إنك مهما عملت من الأعمال وذهبت إلى ما ذهبت من الأماكن؛ فما دمت ترى إدبارا في صلاتك فاعلم أن لديك خلل. ولهذا إن زرت أو حججت أو اعتمرت أو قمت بأي فعل تعجب به فانظر إلى هذه الصلاة التي أقمتها بين يدي المعصوم كيف أديتها؟
- نعم إن الطريق إلى الله عز وجل ميسور. قم بالواجبات واترك المحرمات. صم شهرا في السنة وهو أمر ميسور حتى للأطفال دون سن البلوغ. وحج البيت إن كنت مستطيعا وهو مرة في العمر، وادفع خمس أموالك، وصل في اليوم المفروضات؛ فبذلك قد قمت بكل الواجبات، واترك المحرمات المعروفة وانتهى الأمر.
- ليتك عند الغضب تفعل ما فعله مالك صاحب أمير المؤمنين (ع). إنه كان يمشي في الطريق فتجاسر عليه أحد. فقيل له: أتدري من أهنت؟ إنه قائد جيش أمير المؤمنين (ع)، فجن جنونه وامتلأ رعبا مما سيصنعه به مالك. فتبع مالكا وإذا به في مسجد يصلي ويستغفر له.
- إن زوجتك تتجاسر عليك بكلمة وبمجرد أن يصبح الصباح تذهب للمحكمة لتطلقها وتطردها فتشرد من في المنزل. ومهما اعتذرت إليك لا تقبل منها. تقول: لقد أخذت قراري، إنها أهانتني بشطر كلمة. أين؟ في غرفة النوم المغلقة. من سمع ما جرى بينكما؟ وأين كظم الغيظ؟ أهكذا يكون اتباعنا لمنهج أئمتنا؟
- ولكظم الغيظ أثران. أولا: أن تجد حلاوة الإيمان في قلبك، وثانيا: أن يدافع عنك رب العالمين وهو قوله: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا). وقد روي في الأحاديث القدسية بما مضمونه: أن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك فلماذا تذهب يميناً وشمالا.