Search
Close this search box.
  • الغرائز والشهوات الإنسانية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

حديثنا في هذا اليوم المبارك يتعلق بأمر هام وكما يعبر عنه هذه الايام الحديث الاستراتيجي طبعا هذا الحديث مورد الابتلاء لنا جميعا وقبل أن ادخل في صلب الموضوع اذكر هذه القضية الأخلاقية في كتب الاخلاق الكتب الرئيسية هنالك كتب وعظية عامة وهنالك كتب تخصصية في هذا المجال يجعلون المنافذ التي يستولي من خلالها الشيطان على مملكة البدن منذ الغضب والشهوة والوهم هذه المنافذ الثلاث المعروفة لسنا اليوم في مقام التفصيل ولكن اجمالا من يريد مملكة الهية سليمة لابد أن يجعل حرساً على هذه الحدود هذه الايام في الدول هناك حدود بحرية وجوية وبرية هذه الحدود الثلاث اذا لم يسيطر عليها تدخل الأعداء والمتسللون، مملكة البدن لها ثلاثة موانئ، ليس الحديث اليوم لا في الغضب ولا في الوهم وأنما الحديث في عالم الشهوات هذه الايام البشرية انا هذا المعنى قلته مكرراً ما مرت على البشرية منذ أن خلق الله آدم الى يومنا هذا اعني في هذه الساعة لم تمر على البشرية فترة كهذه الفترة من هجوم الشهوات من تيسر الشهوات في ما مضى لو اراد احدهم أن يرتكب جريمة الفحشاء الأمر يحتاج الى مدة طويلة يبحث عن غريمته اما هذه الايام مع هذه الشبكات العنكبوتية وحقيقتا شبكة عنكبوتية لئن هذه الشبكات تثطاد الفرائس وهذه الاتصالات العصرية الانسان باتصال هاتفي من الممكن أن يصل الى بغيته تيسر الفساد في هذا العصر لا نظير له وانا بعض الاوقات حقيقتا افكر اقول فسادنا اليوم اعني فسادنا العالمي قياساً الى خمسين سنة مئة سنة النسبة لا تقاس فكيف بعد خمسين سنه؟ ساعد الله الجيل القادم شبابنا مستقبلاً ماذا تخبئ لهم هذه الأجهزه؟ وطبعا القضية ليست بريئة يعني الشهوات تسير الشهوات مظاهر الشهوة من الفضائيات من المواقع من الصحافة من المطبوعات هذه ورائها أيدي أستكبارية عليا القضية تدار في أماكن مغلقة ومظلمة هؤلاء يريدون الأفساد لبني آدم الانسان اذا اشتغل بشهوته ببطنه وفرجه ما له وأمور المسلمين ما له وأمور الامة لا يضره الآن العدو ماذا يعمل المهم بطنه وفرجه هذه سياسة الأعداء ولهذا نرى أن الشاب كلما زاد أنحرافاً وفساداً كلما اهتمامه بأمور العانة وهذا الذي يراد من خلال هذا المخطط وكلما رأينا مظهراً من مظاهر الفساد وبحثنا عن الخلفيات الأصابع تشير الى جهات معروفة وعلى رأس هؤلاء بعض الذين كما نعرف هويتهم معلومه، ارجع واقول بأنه السيطرة على الغضب تحتاج الى ارادة السيطرة على الوهم تحتاج الى قوة كبرى حقيقتا يقال آخر مراحل التكامل السيطرة على الوهم انسان من الممكن أن لا يغضب هذا ممكن ولكن أن لا يفكر في الأمر السيء هذا من اصعب الأمور اذاً السيطرة على الخيال آخر مراحل الكمال السيطرة على الغضب في مرحلة وسطية واما السيطرة على الشهوة نحن نعتقد والله العالم أن السيطرة على الشهوات اسهل من السيطرة على الغضب والوهم أسهل لماذا؟ حديثنا في هذا اليوم حول هذا الأمر، طبعا قضية الشهوة والأشتهاء حقيقتا من أعجب ما خلقه الله عزوجل شيء غريب، انسان شاب ينظر الى منظر فاتن الى منظر شهوي الصورة تنطبع في الشبكية وانتم تعرفون ما هو حجم شبكية العين العين بمقدار البيضة مثلا والشبكية فيها مساحة صغيرة تنتقل ذبذبات عصبية خلال العصب الى المخ المخ يحلل يقول هذه صورة شهوية واذا بالغدد داخل الدماغ تفرز في الدم الهرمونات الجنسية المثيرة هذه الهرمونات تنتشر في البدن في الهرمونات في الأماكن المخصصة يصبح الانسان كما يقال كالفرس الهائج بعض الشباب يقول عندما ننظر للأفلام المثيرة احدنا يفقد السيطرة على نفسه كما قلنا قبل قليل كالحيوان الهائج انظروا الى السلسلة هذه الى الدائرة نظرة شبكية عصب مخ غدد يجري في الدم كما أن الشيطان يجري في الدم مجرى الدم في العروق من ادوات الشيطان في الدم ههذ الهرمونات التي تفرز واتفاقا تصادفنا بعش الحالات انسان يشتكي من شهوة غير عادية نحن ننصحه عادة نقول اذهب واعمل فحصاً مختبرياً لعل المشكلة في غددك ايها المبتلى يقول غددي تفرز بشكل غير عادي كل شيء في العالم أحوله الى شهوه، طبعا بني آدم هو المقصر هذه الغدد رب العالمين خلقها لتفرز أفرازاً طبيعياً المدمن على النظر الحرام الآن في التلفاز وغيره هذه الغدد تختل وظيفتها كما قلنا قبل قليل احد الشباي أعترف أمامي وقال وصلت الى درجة من الشهوة اذا نظرت الى اللون الأحمر ولو كان لوناً لسيارة واذا بهذه الشهوة تثار انظروا الى سقف التأثر الشهوي في هذا العالم طبعا لولا هذه الشهوة لما أنعقدت الأسرة أي انسان يرغب في الزواج إن لم تكن له هذه الشهوة ستون سنة ارتباط مصرف مواجهة للمشاكل هذه الشهوة من روابط الأسرة رب العالمين يعلم كيف يخلق الانسان اذاً هذه قصة الشهوات في دائرة الوجود، قد تقول هذا الكلام يناقض ما قلته قبل قليل قلت أن السيطرة على عالم الشهوات أسهل من السيطرة على عالم الغضب والوهم نعم لازلت على دعواي لئن الشهوات كما قلنا منفذها بعبارة واضحة وجلية العين رب العالمين جعل في العين من أقوى الأدوات تحكماً أن لا تسمع للشيء لا يمكنك الطبلة تهتز اردت أن ترد وفتحة الأذن هذه مفتوحة من الصباح الى الليل  الا أن تغلقها بأصبعك ولكن العين رب العالمين جعل لك جفنين قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم اذاً الذي يريد الراحة في هذا المجال قلباً نقياً صافياً حديثنا في هذا اليوم النظر ولوازم النظر وجزاء من يتحكم في نظره صلوات على اميرالمؤمنين امامنا حقيقتا في كل مجال له كلمة الفصل يقول العين بريد القلب العيون طلائع القلوب العين رائد الفتن العين جاسوس القلب تعابير مختلفة مفادها أمر واحد وهو أن القلب يتأثر بما تراه العين تريد قلباً نقياً صافياً تحكم في البصر ورب العالمين كما قلنا قبل قليل جعل لك هذه السيطرة في جفنيك حتى رب العالمين جعل في البصر خاصية أن ترى ولا ترى بأمكان احدنا إن كان مضطراً لمواجهة انثى وقد تكون مغرية ولكن من باب الضرورة انسان يريد أن يتعالج عن انثى طبعا نحن نفضل بل اللازم أن يتعالج عند المماثل المرأة عند المرأة والرجل عند الرجل ولكن اذا دعتك الضرورة الى مواجهة امثى في أنجاز معاملة لا تحدق في وجهها اولا وخاصة مع خوف الفتنة وثانيا إن اردت أن تنظر اليها طبعا هذا التعبير قد يكون تعبير فيه ما فيه ولكن انظر نظرة بلهاء ما معنى نظرة البلهاء؟ أن تنظر وأنت لا تلتفت الى من تنظر اشغل نفسك بذكر الله عزوجل لا تحدق في الوجه حدث ما في حول البدن في الحائط مثلا رب العالمين أدرى بالنوايا ولهذا يتفق هذا المعنى كان معنى احد المؤمنين ذهبنا الى بلاد فيها شيء من التهتك والتفسخ هذا الأخ المؤمن يخرج لأول مرة الى هذه البلاد قلت له يا فلان طبعا نحن أعتدنا هذه المناظر قلت له يا فلان ماذا ترى هل هناك ابتلاء في هذا المجال ترى أمراً عجيبا؟ حقيقتا بعض المؤمنين لم يرى امراة سافرة في عمره ولا مرة واحدة في بعض البلدان هناك التزام بالحجاب من لا يذهب الى بلاد الغرب مثلا لا يرى امرأة سافرة الا من خلال الصور قلت له يا فلان كيف حالك ما اوضاعك الباطنيه؟ تفاجئت هذا العبد يقول انا ما رأيت شيئا ملفتاً يعني انا أرى شيئا كأنه يلفت نظري القضية فوق مستوى التأثر والتفاعل هنيئا لمن كان بهذه المثابة من العلو الباطني اذاً النقطة الاولى في حديثنا وهذه نقطة مهمة السيطرة على البصر الى درجة اخواني هذا الحديث ايضا أود أن تكون كل جملة من حديثي مدعومة برواية من روايات اهل البيت، أو تعلم أن البعض منا يوم القيامة له امنيات منية البعض أن يكون تراباً يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا طبعا هذه امنية الكافر لأنه لو كان تراباً لما حوسب هذا الحساب العسير ولكن امنية كثير من المسلمين بل المؤمنين امنية الكثير منهم أن لو كان أعمى في هذه الدنيا يقول يا رب ليتك خلقتني أعمى الرواية تقول عمى البصر خير من كثير من النظر والغريب طبعا ليس هذا بالغريب اقول الملفت انا رأيت كثيرا من العميان ممن حرمهم الله نعمة البصر أرى صحتهم النفسية وراحتهم الباطنية تفوق كثيرا من راحة الذين يبصرون لماذا؟ لئن هؤلاء على الأقل غير مبتلون بهذا الحرام النظر.

الآن ماذا نعمل لنصل الى هذه المرحلة من غض البصر؟ اولا اخواني كونوا معي في مقام العلاج هذه الفقرة من الحديث فقرة علاجية اولا رفع مستوى الهمة الانسان الذي له ما يشغله له ما يملئ فكره ووجوده هذا الانسان غير فارغ لئن ينظر الى ما لا يجوز النظر اليه اتفاقا معروف في عالم السياسين الساسة كبار القادة المشغولون بأمور كبرى رئوساء الأحزاب مثلا هؤلاء يبدوا بالنسبة لهم فتنة النساء محلولة لا من باب القرب الى الله عزوجل هو مشغول بعالمه بعالم السياسة له هم أن يصبح رئيساً لجمهورية مثلا هذا الانسان عندما ينظر الى منظر من هذا القبيل هو كما يقال في افق فكري أعلى الشباب البطالون الذين لا عمل لهم ولهذا ايام الامتحانات منسوب المعاصي ينزل لماذا؟ هذا الشاب ورائه امتحان مصيري غداً هذا فارغ يقلب القنوات الأباحيه؟ نعم اذا فرغ من الامتحان أخذ الشهادة جاء الصيف والفراغ من الممكن يقوم بذلك اذاً الأنشغال الباطني اذا كان الأنشغال السياسي يشغلك عن الحرام فكيف بالأنشغال الألهي عظم الخالق في أعينهم فصغر ما دونه في أعينهم المؤمن له ما يشغله يوسف الصديق يقول السجن أحب الي سجن فرعون أحب اليه من قصر زليخا لئن في السجن خلوته مع رب العالمين العلاج الاول اذاً اخواني اخواتي أن يشغل الانسان نفسه بعوالي الأمور اتفاقا الآن وقع بصري البصر واقعا نعمة لولا البصر لما قرأنا هذه الروايات، الامام الصادق عليه السلام سئل عن هذه الآية يعلم خائنة الأعين قال صلوات الله عليه ألم ترى الى الرجل ينظر الى شيء وكأنه لا ينظر اليه طبعا هذا عكس ما قلناه قبل قليل، يمشي مع زوجته يخاف من عتابها من محاسبتها وتمر أمامه امرأة فاتنة ظاهر الأمر لا ينظر ولكنه ينظر يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هذا اولا اذاً التعالي الباطني.

وثانيا اذا رأيت أمامك منظراً مغرياً وللعلم اخواني احد العلماء الكبار أتذكر هكذا يقول اسأل الله عزوجل أن لا يبتليني بفتنة النساء بخلوة مع اجنبية انا اعتقادي والله العالم أن بعض النساء هناك جمال حقيقتاً جمال طبيعي لا يغري كثيرا ولكن هذا سحر القلوب لا أدري بعض انواع الجمال والوجوه حقيقتا تسحر الانسان وقد تره وجهاً متعارفاً ولكن بأبتسامة تجعل الانسان يعيش شهراً وهذه الأبتسامة لا تفارقه نعم هناك سحر في هذا المجال في هذا العالم الآن اذا ابتليت بهذا السحر كما يقال تذكر ما نقوله في هذا اليوم المبارك اذا ابتليت قل يا رب اريد أن اعقد صفقة معك وأنت خير من وفى بوعده هذه خلوة مع اجنبية ولو شئت لفعلت ولكن يا رب اريد أن أجاهد نفسي في هذا المقام عسى أن تذيقني حلاوة حبك ومغفرتك قل يا رب علي الغض وأنت أكرم الأكرمين من علي بمحبة في باطني لا يزول أثرها ابداً النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما من مسلم ينظر امرأة اول رمقة ثم يغض بصره الا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها في قلبه الذي يغش بصره يجد حلاوة الأيمان في قلبه طبعا هذه الحلاوة لا تزول فكيف اذا أستذوق في كل يوم حلاوه، بعض المؤمنين يقول انا أشكر الله على وظيفتي على عملي لم؟ يقول انا مبتلى بعمل مختلط وقد يكون رئيساً لمجموعة من النساء يقول انا في كل يوم أقوم بهذه الرواية أغض بصري من الصباح الى الليل أرى حلاوة الأيمان في قلبي فرق بين انسان يعمل فؤ وظيفة ثلاثين سنة في مجال مختلط هذه الايام قل ما ترى مجال عمل وظيفي لا امرأة فيها اما عملاً واما مراجعة كما يقال المراجعات، انسان يعمل في حقل ثلاثين سنة في حقل وظيفي ثم يتقاعد في سن الستين مثلا وعليه أوزار النظر ثلاثين سنة هذه النساء فارقهن ذهبن ولا يعرف أين هن ولكن الوزر على ظهره وبين انسان تقاعد ايضاً في الستين وفي الخمسين ولكن في كل يوم أستذوق حلاوة الأيمان في قلبه شتان بين عملين عمل تذهب لذته ويبقى وزه وبين عمل تذهب مئونته ويبقى أجره، من حث المؤمنين في ختام الحديث احد المؤمنين صرح لي قال ذهبنا الى بلاد الغرب بعد أكمال الثانوية العامة يعني في سن الثامنة عشر قمة الشهوة القضية يبدوا قبل عشرين سنة في تلك الايام كان الذهاب الى هذه البلاد غنيمة في بعثة دراسية يقول ذهبنا في الاشهر الاولى لتعلم اللغة أبتلينا بفتنة النساء احداهن نصبت لي فخاً تعال الى المنزل نتذاكر نتعلم كذا يقول ذهبنا الى المنزل واذا بها تعمل ما عملته زليخاء غلقت الأبواب وقالت هيت لك يقول انا في لحظة من اللحظات كأنه رأى نفسه بين الجنة والنار يقول المهم قمت من مكاني مسرعاً وهربت من ذلك المنزل يقول هذا أعتراف لي احدهم قال لي شخصية يقول خرجت من الباب واذا أرى الأنوار تهبط على قلبي يقول الى اليوم وهو الآن لعل في الخمسين من عمره الى اليوم أثر ذلك الموقف بقي في وجوده يقول نور أعطاني الله عزوجل هذا النور عاش على بركاته كما يقال عمراً طويلاً، اخواني هي قضية لحظات ساعات ورب العالمين قد يختبرك في العمر مرة أو مرتين كن حذراً لئلا تسقط من عين الله عزوجل في لحظة من لحظات الأختبار.

 

الهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحية كثيرة وسلاما واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.