العيش السعيد

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

بعض الناس اعني غیر المؤمنین یعیش عیشة البهائم البهیمة تأکل لتعیش وتعیش لتأکل هذه الدائرة المغلقة بعض الناس کما یقول القرآن الکریم إن هم الا کالأنعام بل رب العالمین یجل الأنعام هذه الأنعام مطیعة سخرها لنا بل هم أضل من الحیوان، الحیوان یحقق غرض الخلقة الفرس والحمار والبغال کلها خلقت لتحمل اثقالنا وتنقلنا من مکان الی مکان وهي وفیة والا هذا الفرس اعظم منك وأكثر منك قوة هذه المکائن هذه الایام تعد قوتها بقوة الحصان هذا قوة هذا الحیوان لو شاء لرفسك وأرداك قتیلا ولکن الله عزوجل طفل صغیر یقود هذا الحیوان الکبیر، المهم المؤمن یبحث عن أمر آخر وهو العیش الهنيء هذه مقدمة لتفسیر العیش الهنيء المؤمن ایضا یعمل یکدح یأکل ویشرب ولکن ضمن مخطط ضمن هدف لا هو یأکل لیعیش ولکن لا یعیش لیأكل! یعیش لیحقق الهدف من الوجود، في حدیث المعراج کل هذه المقدمات النطریة لتذوق روایات اهل البیت! فهمها واستذواقها في حدیث المعراج اولا في حرکته الی الأفلاك طبعاً هذه اعظم المعاجز في تاریخ الخلقة أن هذا البدن یخترق الأفلاك والمجرات لهذا البعض عندما یصل وعرجت بروحه الی سمائك يقرأها وعرجت به أي لا بروحه وانما ببدنه ایضاً، في المعراج رب العالمین أری نبیه الآیات الکبری رأى صوراً من النعیم ورأى صوراً من الجحیم بعض الروایات المعراجیة تفسر عذاب یوم القیامة النبي أراه من آیاته الکبری وقسم من آیات المعراج یتعلق بالکلمات التي دارت بین الله عزوجل وبین حبیبه المصطفی محمد صلی الله علیه وآله وسلم وهذا الحدیث علی قسمین حدیث خاص کما یقال في عرف هذا الایام سري جداً فأوحی الی عبده ما أوحی عبارة مبهمة ولکن قسم من هذه الأحادیث وصلت الینا بعنوان الأحادیث المعراجیة یا أحمد هل تدري أي عیش أهنئ وأي حیاة أبقى؟ قال اللهم لا، یا له من خطاب جمیل بین الله عزوجل وحبیبه المصطفی في السماوات العلی، قال اما العیش الهنيء فهو الذي لا یفتر صاحبه عن ذکري دائما في ذکري طبعا لا المراد الذکر اللفظي فقط! انا دائما اشبه الحب الالهي طبعا تشبیه من باب العینة بالحب البشري الشاب ایام العقد اول ایام التعرف علی زوجته دائما یعیش ذکرها لیس بالضرورة يمشي ویقول زوجتي کذا زوجتي کذا ابداً بالعکس یکتم حبه ویداوم یعمل ولکن قلبه منشغل بها اذا کانت المرأة هکذا تخطف قلب المحب فکیف بخالق السماوات والأرض؟ المشکلة في عدم المحبة والمعرفة اذا وجدت المحبة والمعرفة ذکر الله عزوجل ینسيك کل ذکر اذاً العیش الهنيء ما کان فیه ذکر الله عزوجل هذا اول اساس، ولکن روایات اهل البیت تذکر الدنیا والآخرة نتنزل من ذکر الله عزوجل الی بعض الأمور المیدانیة کما یقال یا علي من أحسن معاشاً طبعا الروایة للامام الرضا علیه السلام لعلي بن شعیب أحسن الناس معاشاً من؟ قال یا علي من حسن معاش غیره في معاشه ولهذا الذي هو له شرکة وله عمال وله موظفین مثلا هذا العمل عمل مبارك رأينا بعض المؤمنین یشتکي یقول أنشأنا شرکة أتعبنا انفسنا انفقنا الأموال الشرکة لا ربح فیها، آخر العام لا ربح ولا خسارة یتندم علی شرکته ولکن تقول یا فلان کم مسلم اشتغل معك کم رزق جری علی یدك؟ هو لا یحسب حساب هذا الأمر! أرزاق الناس تجري علی یديك هذا لیس هیناً اذاً لو أن انساناً انشأ مصلحة شرکةً لم تربح ابداً ولکن جماعة من المؤمنین عاشوا في کنفه هذا اعظم الأرباح، اذاً امامنا الرضا علیه السلام یعلمنا یقول من حسن معاش غیره في معاشه.
روایة أخيرة امامنا الصادق علیه السلام یقول خمس خصال من فقد واحدة منهن لم یزل ناقص العیش زائل العقل مشغول القلب اذا وجدت هذه الصفات في نفسك فأنت متنعم اولاً ائمتنا یذکرون الواقع بلا مجامله؛ صحة البدن المبتلی ببدنه علی کلٍ فکره مشغول قلبه مشغول والبلاء البدني اذا کان من الله عزوجل أنعم به وأکرم الانسان لا یقصر بعض الناس یکثر الحلوی والدهون قبل سن الشیخوخة یشیخ هذا هو السبب في مرضه اذاً صحة البدن ولهذا نقول یا ولي العافیة نسئلك العافیة عافیة الدین والدنیا عافیة الدنیا مطلوبة ایضا، والثانیة الأمن انسان مطلوب للعدالة بحق أو بغیر حق في بعض البلاد الجائرة في الأزمنة الغریبة بعض المؤمنین ونقل لي قال اختفیت في منزلي خمسة عشر عاماً خوفاً من ظلم السلاطین طبعا السلاطین الجور الأمن واقعا هذه نعمة من النعم الکبری انسان یذهب ویأتي ولا یخاف من مستجوب والثالثة السعة في الرزق السعة التي لا تشغلك ایضا ما قل وکفی خیر مما کثر وألهی والرابعة الأنيس الموافق لك أنيس وموافق لمزاجك قلت وما الأنيس الموافق؟ قال الزوجة الصالحة والولد الصالح والخلیط الصالح! من زوجة تفهمه له ولد بار وله صدیق آخاه في الله هذا له أنيس موافق والخامسة وهي تجمع هذه الخصال من کان فیه هذه الخصلة حتی لو کان مریضاً حتی لو ابتلي بزوجة مشاکسة حتی لو کان مطلوباً علی کل حال الخامسة تعوض ما هي؟ الدعة الاطمئنان المطمئن قلبه بالله عزوجل بذکر الله تطمئن القلوب لیکن بدنه في المستشفی هو قلبه مع الله عزوجل زوجته تصرخ في وجهِ وقلبه مع الله عزوجل في سجون الظالمین قلبه مع الله عزوجل غریب في البلاد لا أنيس له قلبه مع الله عزوجل اذاً بدأنا الحدیث بالحدیث المعراجي لا یفتر صاحبه عن ذکري وختمناه بالحدیث الصادقي وهي الدعة الذي کان في دعةٍ فعیشته هنیئه.

اللهم احینا محیا محمد وآل محمد وامتنا ممات محمد وآل محمد اللهم متعنا بأعمارنا اجعل عواقب امورنا خیرا والفاتحة مع الصلوات.