العيشة الهنيئة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

هنالك بعض الأصطلاحات یعشقها عامة الناس کمصطلح السعادة کمصطلح الهنائة کمصطلح العافیة وما شابه من التعابیر، حتی اهل الانحراف المنحرفون في الدنیا یبحثون وراء السعادة الا أنهم یخطئون في السبیل یرون أن السعادة إرتكاب الحرام أكلاً وشرباً وغير ذلك ولکن لو علم الطریقة الی السعادة من خلال ما أمر الله به لتغیرت أحوالهم! خالق الروح أدری بسعادة الأوراح من غیره، حدیثنا اللیلة حول مصطلح الهنائة یقولون فلان عیشته هنیئة يعني انسان سعید العیشة الهنیئة السعادة الرفاهیة الاطمئنان الفرح کل هذه تقریباً في اللب یعد معنیً واحداً ما هي الهنائة في العیش؟ اولاً نقول دائماً في ما یتعلق باللذائذ الباطنیة السعادة والهنائ أمور في الباطن حتی الذي یشرب الخمر یرتکب المنکر یقوم بالفجور یرید الحالة الباطنیة عندما یرتکب الحرام أجلكم الله الزاني یرید اللذة عند الزنی وهذه اللذة في الباطن الأبدان وسیله! اذاً الکل یبحث عن لذة الباطن مادام اللذة باطنیاً فلنبحث عن الموجبات الباطنية ایضاً کما تأتي اللذة مثلا من الأکل الطیب المؤمن في شهر رمضان تأتیه اللذة طوال النهار من ترك الأكل والشرب ترکه للأكل والشرب مقاومته لشهوة البطن هذا فیه لذة ایضا ولهذا الصائم رغم تحمله للجوع والعطش یعیش راحة باطنیة والدلیل علی ذلك يؤذن المؤذن لصلاة المغرب البعض طبعا لا یشتهي طعاماً وشراباً الا أن يصلي يعني صلاته أشهى من الطعام والشراب! البعض یفطر في شهر رمضان ساعة ساعتین بعد الأذان لإنشغاله بالصلاة والتعقیب اذاً اللذة الباطنیة خیر رافد للإذة الباطنیة التفاعلات الباطنیه، في حدیث المعراج هذا الحدیث المذکور في الکتب ومنها إرشاد القلوب للدیلمي هذا الکتاب کتاب قیم المؤمن یأنس به في هذا الکتاب الشریف یذکر حدیث المعراج رب العالمین کما أنزل کتابه القرآن علی قلب حبیبه المصطفی محمد صلی الله علیه وآله وسلم کذلك أنزل بعض المعاني في عالم المعراج علی قلب حبیبه بفارق أن في السماء رب العالمین ینادي عبده بیا أحمد هل تدري أي عیش أهنئ وأي حیاة أبقى قال اللهم لا؛ قال اما العیش الهنيء فهو الذي لا یفتر صاحبه عن ذکري ولا ینسی نعمتي ولا یجهل حقي یطلب رضاي لیله ونهاره؛ العبارة الأخيرة عبارة مهمه! کأنه له هاجس السخط الالهي یخشی من غضب الله عزوجل أو قل یطلب رضی ربه عینه علی رضا المولی رضا المولی أين، هذه اللیلة مدعو لمائدة شهیة وفي نفس الوقت هناك مؤمن ملهوف إن زار المؤمن هذا أرضی یقول رضا ربي في الذهاب الی ذلك الملهوف لا الی المائدة الشهیه! في الصیف یرید أن یسافر الناس یخططون للذهاب الی أعلی الجبال والودیان هو یقول صیفي هذا کیف مثلا أجمع بین السفر والتقرب؟ یذهب لسفرة الی بیت الله الحرام لزیارة المشاهد وقت مضی علی أصحاب الجبال ومضی علی اصحاب المشاهد ذاك رجع الی الوطن بصور في جهازه وهذا رجع للوطن برصید في میزانه فرق بین هذا وبین هذا یطلب رضا ربه أين الرضا؟ لا ما لا یوافق مزاجه!.
من موجبات العیش الهنيء عدم الدخول في المنازعات مع الغیر مرة تنازع زوجتك ترید أن تدلها علی الطریق امرأة لا تعتني بحجابها تدخل معها في جدال دائما لتعیدها الی رشدها ولکن ما لك والغیر؟ الغیر المنحرف تقول له المرة والمرتین دعه في غیه تغافل عن کثیر من الأمور الامام صلوات الله علیه الروایة في غرر الحکم هذا الکتاب القیم في هذا المجال یقول من لم یتغافل ولا یغض عن کثیر من الأمور تنقصت عیشته؛ انسان بذيء اللسان انسان حسود زمیل في العمل دائما یتطاول علیك دعه لا تشغل نفسك به هذا من منقصات العیش.
کذلك المداراة طبعا هذا المعنی قریب للمداراة الانسان الذي یدفع شر الغیر بتغافله عنه، الامام الرضا علیه السلام سئل علي بن شعیب یا علي من أحسن الناس معاشاً؟ الامام یسئل أحدهم طبعا المسئول یقول أنت یا سیدي اعلم به مني الامام بهذه العبارة أراد أن یحفزه یشد انتباهه فقال علیه السلام یا علي من حسن معاش غیره في معاشه! بعض الناس بإمكانه أن یجعل غیره یعیش في معاشه له أموال مکدسه في المصارف ما المانع تفتح مشروعاً الغیر یعیش علی معاشك هنیئا لمؤمن مستغني تاجر یخمس أمواله ویعیش في کنفه عشرات الناس من حسن معاش غیره في معاشه.
کلمة أخيرة ائمتنا علیهم السلام هم ائمة الواقعیة صحیح الکلام في القلب في ذکر الله عزوجل وغیر ذلك ولكن مع ذلك هناك بعض الامور الخارجیة الدنیویة ایضا تریح الانسان الزوجة الصالحة الولد الصالح الخلیط الصالح الصدیق الصالح ومنها سعة المنزل انسان رزقه الله مالاً یعیش في بیت ضیق ضیق المنزل ایضا من موجبات الشقاء في المعیشة الامام الباقر صلوات الله علیه یقول من شقاء العیش ضیق المنزل اذا فتح الله علی عبد فتح علی اهله وعیاله طبعا بما لا ینافي الأقتصاد في المعیشه.

اللهم اجعل عیشتنا عیشة هنیئة مرضیة لديك اجعل عواقب أمورنا خیرا اللهم صلي علی محمد وآله وابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك والى أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.