Search
Close this search box.
  • العمل على كسب الفضائل
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

 

من أهم الأبحاث في عالم السير الى الله عزوجل وفي مجال تهذيب النفس العمل على كسب الفضائل بعض العباد الزهاد المدمنين على العبادات البعض همهم على إكثار ما يسمى بالطقوس تراه مصلياً صائما ملتزماً بالأذكار والأوراد ولكن لم يشتغل على قلبه بمعنى أن قلبه خالٍ من الفضائل فضيلة الكرم فضيلة التواضع فضيلة الحلم العفو عمن ظلمه اذا كان أحداً يطالبه مثلا يحاول أن يصل الى ماله كيف ما أتفق لا يأخذ بقوله تعالى وإن كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة الرحم اذا قاطعه يقاطعه اذا أساء اليه أحد اساء اليه وهكذا قلبه غير متصف بالملكات العالية بحث الملكات بحث سوى بحث العبادات والشيطان ينقع بالأنسان أن يكون عابداً ولكن على حساب الفضائل بعض الروايات تشير على عباد بني اسرائيل أحدهم كان عابداً ولكن لا عقل له ولهذا في روايات اهل البيت عليهم السلام الأشارة الى هذا المبحث على رأس هذه الروايات رأيت هذه الرواية الجامعة من امامنا الجواد عليه السلام ليقل علماء الأخلاق ما يقولوا ولكن شرقا أو غربا كلمة الفصل عند النبي وآله الرواية جامعة لأمامنا الجواد عليه السلام حيث يقول الفضائل أربعة اجناس الامام يشير الى الفضائل لا الى حركة الجوارح أحدها الحكمة وقوامها في الفكرة المؤمن الانسان الكامل على ما يعبر عنه اولاً حكيم الفكرة عنده منضبطه ليس مستسلماً للوهم والخيال سيء الظن الانسان الوسواسي الانسان صاحب الخيالات المتوهم هذا لا حكمة له فكرته غير صافية رأيتم المرآت المكدرة لا تريك الواقع المرآت النظيفة هذه المرآت تبين لك الحقائق والثاني العفة وقوامها في الشهوة هذا التقسيم المعروف في كتب الأخلاق الغضب والشهوة والخيال اتفاقا امامنا الجواد عليه السلام يشير الى هذه الأبواب اذاً شهوة المؤمن شهوة الانسان الذي هو في طريق الكمال محكوم بعفته والذين هم لفروجهم حافظون الشهوة كالغضب كظم الغيظ هو المطلوب لا نفي الغضب الذي لا يغضب هذا غير متأسي بالنبي النبي كان يغضب ولكن يكظم غيظه حيث يحسن الكظم يوسف الصديق عندما واجه زليخاء ثارت شهوته والا لو كان يوسف مريضاً في هذا المجال لما صار صديقاً شاب في عنفهوان شبابه زليخاء غلقت الأبواب وقالت هيت لك يوسف عليه السلام في أشتداد شهوته رأى برهان ربه اذاً امامنا يقول العفة بعد الحكمة العفة وقوامها في الشهوة يعني العفة هي التي تعدل الشهوه.

ثالثاً القوة وقوامها في الغضب المؤمن قوي ولكن قوته منضبطه اذا اراد أن يغضب غضبه تحت سيطرته الى هنا تقريبا كلام امامنا الجواد عليه السلام نقلها القوم في كتب الأخلاق ولكن الامام يضيف شقاً رابعا ألم يقل في صدر الحديث الفضائل أربعة أجناس والرابع العدل وقوامه في إعتدال قوى النفس الآن نحوم حول كلام امامنا ما المراد بالرابع؟ الحكمة علمناها العفة علمناها السيطرة على الغضب علمناها الرابعة العدل والله العالم لعل الامام يريد أن يشير الى تعامل الانسان مع الغير، العدل في التعامل مع الزوجة العدل مع التعامل في المجتمع العدل في التصرف قد يكون الانسان في فكرته حكيماً غضبه تحت سيطرته شهوته بيده ولكن لا يعدل في العباد هذا الانسان ركنه الرابع فيه نقص، اميرالمؤمنين عليه السلام يبين حقيقة ايضاً الامام يبين أن فضائل الانسان تتبين عند الشدائد ترى انساناً ظاهره حليم تقول فلان ما أحلمه لا تحكم عليه أثر غضبه فإن كان حليماً أعطه وسام الحلم فلان متدين يذهب الى بلاد الغرب هذا الشاب ليذهب البلاد الغرب اذا أختلى مع أجنبية صفه بالورع، تعامل معه اتفاقا بعض الناس شهوته منضبطة غضبه منضبط ولكن يغشك في المعاملة ما قيمته اذاً الفضائل في الحالات الأعتيادية لا تتبين يقول امامنا عند تعاقب الشدائد تظهر فضائل الانسان ولهذا في بعض الروايات تشير الى هذه الحقيقة اذا أردت أن تتخذ صديقا أثر غضبه إن رأيته حليماً أتخذه صديقاً والا لا خير فيه في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال اذاً ايضا هذا مضمون من المضامين.

اميرالمؤمنين ايضا يبين لنا حقيقة أن الذي يريد أن يصل الى الفضائل لابد أن يجاهد نفسه المسترخي الذي يحب الكسل الذي لا يجاهد نفسه لا يحقق الكمال في جلب الفضائل وفي المقابل تريد أن تكون انساناً شهوياً الأمر سهل العالم هذه الايام كله تقريباً في طريق رذيلة الشهوة لا يحتاج الى مئونة أن تغضب على انسان لا يحتاج الى جهد الغضب والشهوة مطابقاً للمزاج اذاً التعالي بحاجة الى مخالفة الجاذبية أن تسقط التفاحة من الشجرة الى الأرض هذا أمر طبيعي أن تجعل صاروخاً ينطلق الى الفضاء هذا بحاجة الى معامله، الأرتقاء الى الفضائل صعب ولكنه منجي الأنحطاط الى الرذائل سهل ولكنه مردٍ هذا كلام امامكم الأرتقاء الى الفضائل صعب منجيٍ والأنحطاط الى الرذائل سهل مردي.

ايضا في باب الفضائل؛ الآن الكلام الفضائل عند المؤمن تارة نبحث عن الفضائل عند الانسان، المسيحي اذا كان حليماً هذا ممدوح في حلمه لو وجدت يهودياً كريماً هذا ممدوح في كرمه كلامنا في المؤمن المسلم المؤمن متى تكتلم فضيلته؟ يقول اميرالمؤمنين عليه السلام اذا أتقيت المحرمات وتورعت عن الشبهات ليس بحرام ولكن تتورع عنه من باب التمرين من رأى أمامه أكلاً حلالاً ظاهرياً ولكنه شبهة نفسه عافت غداً اذا وجد حراماً بطريق أولى وأديت المفروضات وتنفلت بالنوافل فقد أكملت في الدين الفضائل تلك فضائل انسانية وهذه فضائل شرعية الحلم التواضع الكرم هذه صفات إنسانية هذه الأربع صفات شرعية.

نضم حديث امامنا الجواد عليه السلام الى حديث جده اميرالمؤمنين من كانت فيه ثمان خصال بلغ الفضائل انسانية وشرعية عددوها معي؛ الحكمة العفة السيطرة على الغضب العدل رواية جوادية، رواية علوية نضيف إتقاء المحرمات التورع عن الشبهات اداء المفروضات التنفل بالنوافل من جمع الثمان وصل الى ذروة الكمال في عالم الشريعة والأنسانيه.

رواية أخيرة امامنا زين العابدين يقول اذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الاولين والآخرين في صعيد واحد قد تقول القارات لا توسع رب العالمين يوسع من الارض وإنا لموسعون ثم ينادي منادي أين اهل الفضل قال فيقول عنق من الناس جماعة من الناس لا كل البشر فتلقاهم الملائكة فيقولون ما كان فصلكم؟ فيقولون كنا نصل من قطعنا هنا الفخر أن تتودد الى أخيك المحسن هذا ليس بفضل أن تصل من قطعك نعطي من حرمنا أن ترد الهدية بالهدية ليس هذا كمال أن تعطي من لا نعطيك.

وثالثاً ونعفو عمن ظلمنا فيقال لهم صدقتم أدخلوا الجنة هؤلاء لو دخلوا الجنة بلا حساب لما كان الأمر غريباً من وصل الى هذا المقام يصل من قطعه يحسن الى من اساء اليه يعفو عمن ظلمه يحق له أن يكون في درجة النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.

 

اللهم أجعلنا من اهل الفضائل لا تخرجنا من هذه الدنيا حتى ترضى عنا ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.