أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
وجه الانسان عنوان لقلبه ومهما تکن عند امرءٍ من خلیقةٍ وإن خالها تخفی علی الناس تُعلم، الوجه تقریبا عنوان الباطن ولهذا علی المؤمن أن يراعي اساریر وجهِ عند لقاء الغیر الآن بعض الوجوه قد لا تحمل انطباعاً لا سلباً ولا ایجاباً کما یقال وجهُ یوحي بلا مبالاة بعض الوجوه تظهر العداوة ووجه بني آدم وجه غریب احدنا بعینیه یمکن أن يُفهم المحبة وبالعینین یُفهم البغض الآن ما هي الصورة المثالیة للمؤمن؟ المؤمن البشاشة هذا شعاره یلقی المؤمنین بوجه بشوش طبعا فرق بین المهرج بعض الناس یلقی الجمیع بوجه بشوش الفاسق المنافق النساء الاجنبیات طبعا هذا بشر شیطاني لا رحماني الکلام في البشر الذي له معنی له دلالة انا عندما القی اخي المؤمن أستقبله بوجه بشوش اظهاراً للمحبة الایمانیة اذهاباً لما في قلبه من البغضاء یتفق بعض الاوقات الانسان حقیقتا کما یقال بريء یحمل تجاه أخیه کل الخیر قلبه صفحة بیضاء ولکن الشیطان یلقن للطرف المقابل أنك عدو له ولهذا الانسان بعض الاوقات یتفاجئ بعداوة انسان هو لا یعادیه بل یحمل له المحبة ما هو الحل؟ بعض الاوقات الانسان من الصعب أن یواجه الطرف یقول أنت ما لك معي انا احبك أو علی الاقل لا اعادیك لماذا أنت تأخذ موقفاً عدائیاً؟ هذا الکلام قد لا یسهل دائما الحل البشاشه، أنت عندما تهش في وجهِ تمتص هذا البغضاء هذا الحقد ولهذا النبي الأکرم کل هذه المقدمات لفهم روایات اهل البیت النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم حُسن البشر یذهب بالسخیمة یذهب بالبغضاء یذهب بما في قلب الطرف المقابل من شحناء وعداوة یذهب به اذاً الانسان لا یحتاج دائماً لئن یتکلم البشاشة هذه تُذهب السخیمة البشاشة حبالة المودة الآن انسان بینك وبینه لیست عداوة ولا محبة وبعض الاوقات الانسان یحتاج الی مودة بین الأرحام بین الزوجین بین الصدیقین بین زمیلین في العمل کیف تکسب مودة الغیر بالبشاشه؟ تعبیر جمیل حبالة المودة فخ المودة عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه کیف الانسان یصطاد الطیر من خلال الفخ اذا اردت أن تصطاد القلوب فخه المودة طبعاً قلنا المودة بالمعنی الایجابي والا کما قلنا في اول الحدیث هذه البشاشة قد تُدخلك النار اذا جعلت البشاشة امام الأجنبیة مثلاً ایضا تجلب مودتها اذا هي احبتك وأنت أحببتها بدایة الکارثة اذاً هذا کما یقال البِشر في روایات اهل البیت.
هناك روایة جمیلة بعض الاوقات الانسان یحب أن یقدم معروفاً الی أخیه یعطیه مالاً المال في بعض الحالات قد لا یکون متوفراً البِشر عطاء في مقابل المال لو زرت أخاك المؤمن قدمت له مبلغاً من المال قد یفرح اجمالاً ولکن بالبِشر في وجهِ قد تُذهب عنه الهم والغم اضعاف المال ولهذا امیرالمؤمنین علیه السلام یقول البِشر أحد العطائین العطاء المالي عطاءٌ والعطاء البشري عطاء آخر، ترید أن تعطي مساعدة لأحدهم اعطاء المساعدة عادة یلازم لا اقول الاذلال ولکن الاستحیاء من یأخذ منك المال الآن قرضاً کان أو صدقةً أو عطاءً فيه شيء من الخجل أزل هذا الخجل بالبشاشة انظروا الی روایات اهل البیت تتطرق الی أقل الجزئیات وهذا کلام ائمتنا فدتهم نفوسنا؛ امیرالمؤمنین یقول بالبِشر وبسط الوجه یحسن موقع البذل عندما تبذل مالاً اجعل هذا البذل مقترناً بالبشاشة فیحسن تعطي لإنسان مالاً وأنت مقطب کأنه یفهم انك اعطیته المال وأنت لست براضٍ عن هذا الانفاق هذا ثقیل علی قلب المؤمن، تمر علی الانسان فترة من فترات الحزن ما یوجب الحُزن الآن مرض مشکلة اجتماعیة مالیة بني آدم لم یُخلق من الحجر له احاسیس ایاك وایاك أن تجعل هذا الحزن کما یقال ینتقل الی غیرك بلا وجه أنت اليوم في قلبك حزن دخلت المنزل لماذا تنقل هذا الحزن الی قلب زوجتك أو أبویك؟ اذاً ما هو الحل؟ قلنا في کل شيء في کلماتهم صلوات الله علیهم؛ إن بشر المؤمن في وجهِ قوته في دینه وحُزنه في قلبه قلبك حزین ادعوا الله عزوجل لئن یفرج عنك ولکن لا تقطع البشاشة عن وجوه الغیر!
النبي الاکرم صلی الله علیه وآله وسلم یعطینا اقتراحاً انکم لن تسعوا الناس بأموالکم انسان اذا اعطی من الصباح الی اللیل لکل من یلقاه دیناراً في آخر الشهر یحتاج الی الآلاف لن تسعوا الناس بأموالکم بألقوهم بطلاقة الوجه وحُسن البشر هذا لا یحتاج الی رأس مال اذاً المؤمن کما قلنا یوزع بشره ابتسامته علی اخوانه الآن انسان عکس البشاشة ماذا جزائه؟ الآن علمنا أن البشر حبالة المودة فخ الموده؛ الانسان العبوس هذا ماذا جزائه؟ یکفي هذا الجزاء إن الله یبغض المعبس في وجه اخوانه الانسان العبوس الانسان الذي شکله یوحي بالغضب هذا الانسان کما یقال انسات مبغوض عند الله عزوجل ویا لها من عقوبه.
کلمة أخیرة انسان یرتکب خطأً معصیة تلقاه بوجه طلق بالبشاشة هذا المعنی سلبي تشجعه علی المنکر المؤمن یطیر بجناحین امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یدعونا الی التحذیر ایضا لا للبشاشة دائماً من حذرك کمن بشرك البِشر البشارة مطلوب ولکن التحذیر في حکم البشارة ایضا اذاً المؤمن ایضا یعلم متی یستعمل البشر ومتی یستعمل عدم البشر هذه، الروایة تتمة الکلام بها یقول لا بشاشة مع ابرام ترید أن تنقل کلاما قویا تحذر انسان عندما تستبشر في وجه وأنت تنصحه بما فیه نصیحة رادعة هذا الکلام یفقد اثره اذاً لیس المؤمن بشره هکذا بلا حساب! اذاً وقت الإبرام البشاشة لا تنفع وقت التحذیر البشاشة لا تنفع في وجه الأجنبية البشاشة غیر مطلوبة اذا خرجنا من هذه الدائرة الأصل في المؤمن أن یکون هشاً بشاً.
إلهي بحق اولیائك بصرنا سبیلنا ولا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا اللهم صلي علی محمد وآل محمد وابلغ سلامنا في هذه الساعة وفي کل ساعة الی ولي امرك وامام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.