الصمت الإيجابي والسلبي

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

طبيعة الانسان كما تعلمون أنه مدني يتحاور مع الغير ويأنس مع الغير من لوازم مدينة الانسان أنه يتكلم مع الآخرين الكلام الذي يصدر منك هذا الكلام اولا قطعة من عمرك هذا الكلام طاقة مقتبسة منك الكلام بحاجة الى طاقة ذهنية وجسدية عندما تتكلم تفكر اذاً هناك طاقة في الذهن تصرف فكك يتحرك لسانك يتحرك اذاً ايضا هنالك طاقة بدنية مستهلكة ما دمنا نعتقد بهذه المقولة طبعا هناك ايضا نقطة أخرى الذي يتكلم شاء أم أبى ينشغل عن ذكر الله عزوجل اعني الذكر التفصيلي اثناء تسبيحات الزهراء عليها السلام مثلا اثناء التعقيب أحدهم يسألك سئوالا وقد يكون سئوالا لا وجه له هذه اللحظات من الأستماع والجواب إنشغلت عن الذكر شئت أم أبيت الآن وجودك ذاكر أنت في هيئة المصلي هذا أمر ولكن هذا الأقبال سلب منك وبين قوسين أحدنا يتفق في الطواف يرى أخاه في الله عند الأضرحة يرى مؤمنا في حال زيارة وضع خده على الضريح الشريف يأتي أحدهم يسلم عليه كيف حالك أين نزلت من معك الانسان كم يتألم يقول فعل بك وبك يعني سلبتني ما انا فيه اذاً كلامك مع الغير كلام الغير معك هذا لا تعده أمراً هيناً والمثال المعروف هذا المثال اعني في مكانه معروف أحدهم لو رأى عندك ساعة قيمة ساعة بأغلى الأثمان فيها قطع الماس مثلا قال له با فلان أعطني هذه الساعة كم تستنكف الذين معه يقولون بأي مناسبه؟ هذه الساعة غالية جداً يعطيها لمناسبة لا هكذا للسائل في الطريق ولكن لو أن أحدهم قال لك فلان اعطني من عمرك ساعة مر علينا في المنزل في الديوان تذهب لزيارته واذا بالأباطيل تلو الأباطيل ترجع وكأنك ما خسرت شيئا في الساعة الفانية كنت هكذا تبخل بها هذه الساعة الباقية كيف صرفتها اذاً كن عاقلاً حديثك مع الغير هذه منة عليه أعطيته من عمرك بذلت له من طاعتك بعض المؤمنين يدعى لسهرة باطلة زيارة لاهية يقول هذه السهرة تفوت علي صلاة الليل أين صلاة الليل وأين هذه السهرة الباطله! ولهذا كن عاقلاً في هذا المجال نرجع الى روايات اهل البيت الصمت من صفات المؤمن الثابتة أبوذر يقول أربع لا يصيبهن الا مؤمن الصمت وهو اول العبادة من لم يتمرن على الصمت يصبح مهذاراً المهذار هذا الانسان لا بتوفق للعبادة ولا يركز فيها بعض الناس عندما يسكت تأتيه الهواجس البعض يقول اذا صرت في المنزل وحدي يكاد عقلي يخرج يستوحش من الوحشة والوحدة هذا الانسان لو كان في طريق الكمال كان يبحث عن الخلوة لا يخاف منها اميرالمؤمنين عليه السلام يصف المتقي إن صمت لم يغمه صمته صمت الجاهل يوجب الهم والغم بتململ ولهذا يلجأ الى التلفاز في كل رطب ويابس إن لم يكن حرام، المتقي إن سكت هذا الصمت لا يوجب له الغم بل يوجب له الأنس والسرور هكذا أمرنا أن يذكر الانسان ربه في نفسه تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول أذكر ربك في حال تضرع وخيفة وخفية هكذا سرور المؤمن وإن ضحك لم يعلوا صوته إن سكت ما أصابه الغم وإن ضحك ما أرتفع صوته هذه علامة من علامات المتقين البعض يقول لو ألتزمت بالصمت مثلا الذي معي لا يتحملني الغافلون من اهل الدنيا يحبون الذي يضحكهم يحب الذي يثرثر يقول انا إن لم أتكلم يستثقلني القوم زوجتي واولادي الرواية بالعكس؛ الامام الرضا عليه السلام اولا يقول إن الصمت باب من أبواب الحكمة المهذار أنائه مملوء بالأباطيل رب العالمين أين يضع الحكمة تأتي بكأس فيه تراب لإنسان كريم تقول ضع فيه اللبن أو العسل يقول أفرقه من التراب اولا القلب المشغول لا يعطى الحكمة وثانيا إن الصمت يكسب المحبة لم؟ اولا الذي لا يتكلم كثيرا لا يخطأ كثيرا طالما قلت وأعتذرت قلت كلمة للزوجة بمزاخ مثلا هددتها بالزيجة الثانية وأنت لست ناوي هكذا ثرثرة باطلة هذه المرأة غضبت وعاشت الليالي والايام وهي في نكد ثم تأتي وتقول انا أعتذر كنت أمزح لماذا تمزح؟ اذاً الذي يكثر القول هذا يلجئ للأعتذار اتفاقا الرواية تقول تكفيك مئونة الاعتذار اذاً الانسان الذي لا يتكلم كثيرا يوفر الأخطاء.

وثانيا ليس الأنس بالكلام دائما وجود المؤمن مؤنس ولهذا تذهب لزيارة المرج لزيارة عالم رباني ترى الهيبة في مجلسه ترتاح للجلوس معه وإن لم تتكلم المؤمن يصل لهذه الدرجة عندما الى مجلس يجلب معه الخير والبركة والراحة.

ليس كل صمت صمتاً مطلوباً الذي يسكت عن الحق ايضا هذا مذموم القول بالحق خير من العيب والصمت ولا تكن صامتاً عندما يقال كلمة باطلة يهتك مؤمن لا تكن ساكتاً ولهذا في مناجات امامنا زين العابدين عليه السلام يعد من أسباب قسوة القلب أو مؤمن ظلم بحضرتي فلم أنصره إن سكت عن ظلم مؤمن عن غيته لا تقل هذا صمت راجح! هذا صمت مرجوح كن حكيماً في قولك وفي صمتك.

إلهي بحق اوليائك وبالصالحين من عبادك اجعلنا ممن أرتضيتهم لنفسنك وعبادك جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والفاتحة مع الصلوات.