Search
Close this search box.
  • الشكوى
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

 

الانسان في دار الدنيا مهما أوتي من ملك ومال وخدم وحشم يواجه ما لا يرتضيه لو فتحت قلب كل انسان في هذه الدنيا ما رأيته الا شاكياً الآن أصحاب القوى الكبرى على وجه الارض يشتكون على أمثالهم رئيس دولة يشتكى على رئيس دولة وهكذا الى أفقر الفقراء الفقير ايضا يشتكي حاله من يملك القارات يشتكي ومن لا يملك رغيف يومه يشتكي اذاً ما هو الحل؟ القرآن الكريم والروايات تدعونا الى هذا المعنى اولا النظرة الكونية الشاملة النظرة العقائدية الصحيحة لله ملك السماوات والارض السماوات مسخرات بأمره الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره اذاً أنت مسلم أنت معتقد أنما في السماوات السبع وما في الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن بيد الله عزوجل اذاً قدم الشكوى قدم الطلب لمن هو القدير والكريم قدير مقتضى هذه الآيات كريم ايضا بينما تراجع اهل الدنيا إما هو عاجز أو بخيل أحدنا يذهب الى أمه وأبيه يشكوا حاله يقول لا أملك لك الا مثلا أن أبكي على حالك هذه الدمعة ماذا تفيدني؟ اذاً بني آدم عاجز ولو كان كريماً قضى لك حاجة حاجتين يقضي لك كل حوائجك؟ بعض الأوقات الانسام يصيبه مرض يذهب الى مستشفيات الدنيا يقولون لا علاج لك اذاً مادام الأمر كذلك لماذا تتمنى من الغير ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض يتفق الانسان يرى إبن الغير يراه مميزا ولداً باراً يراه ذا سيماء مميز مثلا هكذا يعيش حالة الحسد مثلا سل الله من فضله يقول سبحانه في آخر هذه الآية وأسألوا الله من فضله فلان زوجته مطيعة عفيفة الى آخره وأنت تشتكي سل الله عزوجل أن يعطيك من فضله اذاً اولا لا تجعل عينك على المخلوق بيده مفاتيح السماوات والأرض وثانيا الانسان عندما يطلب من الله عزوجل شيئاً يسأله أن يختار له مرة يقولها لقلقة ومرة يقولها حقاً خرج في تجارة الى جهة بعيدة كالصين مثلا قبل أن يذهب يقول اللهم خر لي وأختر لي إما بالدعاء العام طلب الخيرة أي طلب الخير وإما بالأستخارة المتعارفة المهم لو نوى على الأمر بعد طلب الخيرة من الله عزوجل ما أصابك بعد ذلك كن راضياً ما دمت طلبت الخير ووقع ما وقع ذهبت الى الحج طلبت من الله الخير في الطريق أصابك حادث بعض أخواننا في طريق الحج بتر بعض أعضائه في حادث سير مثلا فقد بعض اعضاء بدنه هذا الانسان عليه أن يكون مفوضاً والا انظروا الى الرواية الامام الصادق عليه السلام سئل عن أبغض الخلق الى الله فقال من يتهم الله؟ حقيقتا هذا انسان سيء جداً من يتهم عادلاً عالماً مرجع تقليد كم نتكلم عليه فكيف بمن يتهم الله عزوجل في حكمته قال الراوي أحد يتهم الله ممكن هذا المعنى؟ الآن الكافر ينكر وجوده الملحد نفى القضية من اساسها كلامنا في المعتقد يؤمن بالله ولكن يتهمه ممكن هذا؟ قال نعم من أستخار الله فجائته الخيرة بما يكره فيسخط فذلك يتهم الله الآن أستخار الله قلنا بالمعنيين اما طلب الخير واما أستخار بالخيرة المتعارفة ورأى ضررا يعني يا رب نستجير بالله في مقام الحال بلسان حال كأنه يقول يارب غششتني قلت لك أرني الخير ولكن ما رأيت في سفري هذا الا نصبا طلبت الخير في زواجي ما رأيت من زوجتي الا نصبا ومن قال لك بأن صبرك على هذه الزوجة طريق الى الكمالات العليا؟ بين قوسين أحدهم زار ولياً من اولياء الله عزوجل فرأى ما رأى منه من الكرامة والعظمة والرقي ولكن تفاجئ أن له زوجة سليطة اللسان ما تنفك عم أهانة هذا الولي تعطب قال يا فلان أنت هكذا وزوجتك هكذا كيف؟ فما كان منه الا أن قال ما وصلت اليه من المقامات لصبري عليها نعم هذه فتنة بلاء صبري عليها أورثني المقامات طبعا الكلام في الطرفين زوجة مؤمنة تصبر على رجل طالح رب العالمين يعطيها من المقام ما يعطيها.

هنالك ايضا رواية وفيها لحن العتاب رواية عاطفية بعض الروايات هكذا تضرل الوجدان إن كان هناك وجدان حي أوحى الله عزوجل الى أخي العزير النبي الأكرم ينقل هذه الرواية عزير له مقام يزار في أرض الرافدين يا عزير إن أصابتك مصيبة فلا تشكني الى خلقي الآن نزل عليك مرض قضاء وقدر من دون تقصير مرة تكثر من أكل الحلوى يصيبك ذلك المرض ومرة بلا تقصير يصيبك المرض لا تشكني الى خلقي الآن تذهب للطبيب له معنى أما فلان كيف أصبحت كيف حالك في الطريق البعض يسئل عن حالك هكذا سئوالا عابراً فتعطيه ملفاً طبياً بآلامك ومشاكلك ما الفائده؟ هذا لغو من القول، نعم قل انا مبتلى إجمالا سل الله أن يفرج عني هذا لا بأس اما تشكيه زوجتك تشكيه تجارتك تشكيه بدنك هذا لا وجه له أين الشاهد؟ يقول فقد رواية حديث قدسي فقد أصابني منك مصائب كثيرة ولم أشكك الى ملائكتي شرك الي صاعد طالما عصيت طالما غفلت طالما ظلمت انا ما شكوكت للملائكة وأنت تشتكي الى خلقي اذاً كن مؤدباً بين يدي الله عزوجل، طبعا وقعت عليك بلية اذا كان ذكرك لأخيك المؤمن فيه طريق حل ولد متمرد لك ولد كان مطيعا صار بالغاً فرأيت منه علام التمرد يميل الى الفساد والأنحراف رأيت مؤمناً خبيراً بالأمور التربوية مثلا لو طرحت الأمر لا ضير، الامام الصادق عليه السلام يقول من شكى الى أخيك فقد شكى الى الله وهنا نصحية لأخواننا اخواتنا اذا ذهبت لأستشارة مؤمن في زيجة في شركة في تجارة في تربية قبل الذهاب قل اللهم أجري على لسانه الخير قد يقول كلاماً لا يصيب الهدف ولكن بعد التوسل يسدد هناك طريق في الاستخارة غير القرآن والسبحة أنه تستشير عبداً تقول يارب ما يجري على لسانه أعمل به ولكن بشرط أن يكون ما يجري فيه تسديد من شكى الى أخيه فقد شكى الى الله ومن شكى الى غير أخيه فقد شكى الله لا شكى الى الله, هذه الايام هناك بعض الأستشاريين في القضايا النفسية انا أقول للاخوان لا تعتمد على كل أحد قرأ كتاباً كتابين في عالم الغرب فتح له عيادة تشكوا اليه زوجتك يقال فلان خبير أسري كلمة كلمتين يقول طلقها هذا لا يستشار اذاً المؤمن إن كان ولابد من الأستشارة يذهب الى حكيم مسدد لا من يقرأ الكتب ثم يترجمها لك كن دقيقاً.

اميرالمؤمنين عليه السلام كان يشتكي الى الله عزوجل عندما وصلت الى شكوى اميرالمؤمنين حقيقتا الآن رق قلبي الى درجة وأنت قد يرق قلبك أكثر يعقوب النبي عندما فقد يوسف أو غاب عنه يوسف قال انما أشكوا بثي وحزني الى الله اميرالمؤمنين كان يشكوا الى الله عزوجل هموم الأمة في قلب علي هم هذه الأمة التي آذته كان اذا لقى العدو يقول اللهم انا نشكوا اليك غيبة نبينا لو كان النبي بجواري الذي رفع يده في غدير خم حتى بان بياض أبطيهما لو أن النبي كان حاضراً لما تجرأ القوم على فاطمة ولما تجاسروا على اميرالمؤمنين كان يشكوا غيبة نبيه وكثرة عدونا قسم من الأعداء في الشام أخذهم معاوية وقسم من الأعداء أخذه الخوارج بدلاً من أن يجلس في مسجد الكوففة ويبث علمه في الناس سحبوه الى الجمل والنهروان والصفين هكذا كانت أواخر حياته اذاً كان يشكوا كثرة عدونا وتشتت أهوائنا حتى الذين كانوا معه ظاهراً دعوه الى التحكيم رأوا المصاحف على الرماح تركوا القرآن الناطق وأتبعوا القرآن الصامت كان يشكوا ايضا تشتت اهواء قومه.

 

إلهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عجل لوليك الفرج ابلغه عنا تحية كثيرة وسلاما واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.