الشروط الإيمانية للإستدانة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول الدین وما هي وظیفة الانسان عندما یستدین دیناً؟ اخواني اولا المؤمن موجود ذو قناعة یطلب من الله عزوجل الکفاف الأقل من الکفاف هو الفقر المشغل من لا یتناسب دخله مع صرفه هذا الانسان یعیش التوتر اذا زاد عن الکفاف کلا أن الانسان لیطغی إن رآه أستغنی ما زاد عن الحاجة ایضا مشغل بطبیعته الا أن یکون الانسان مراقباً لنفسه وماله المؤمن المراقب لا تلهیه تجارة ولا بیع ولکن المصیبة عندما یقع الانسان تحت طائلة الدین للتوسعة في معاشة توسعة غیر لازمة یرید أن یستبدل أثاث المنزل یشتري دابة فاخرة یقع في مشکلة الدین هذا الانسان اذا وقع في هم وغم لا یؤجر علی ذلك ولهذا النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یحذرنا من الدین ایاکم والدین فإنه هم باللیل وذل بالنهار طالما رأینا بعض الناس لا یحظر المسجد یقول لي أحد یطالبني بمال أخشی أن يراني فأقع في حرج اذاً اذا رأى من یطلبه المال یعیش حالة الوهن والذلة ما الداعي الی ذلك؟ طبعا مرة الانسان یستدین لضرورات العیش لمأکله لمشربه للأمور اللازمة هذا لیس علیه شيء ولهذا تقول الروایة عن الامام الصادق علیه السلام وقد مات رسول الله وعلیه دین ومات الحسن وعلیه دین وهو السخي کریم اهل البیت وقتل الحسین وعلیه دین هذه روایة ولدهم الصادق علیهم السلام ولعل الحکمة في ذلك تخفیف الوطئ علی الفقراء من الامة من کان علیه دین لأمر لازم یتأسی برسول الله والحسنین هذا لیس بعیب الکلام في الدین الذي لا ضرورة له الی درجة النبي صلی الله علیه وآله وسلم إستنکف عن الصلاة علی میت علیه دین طبعا لفترة قصیرة أراد أن یعلم الامة الروایة عن الامام الصادق علیه السلام إنه ذُکر أن رجلاً من الانصار مات وعلیه دیناران دیناً فلم یصلي علیه النبي الراوي یسئل الامام لماذا النبي ما صلی علی مسلم مات وعلیه دیناران فلم یصلي علیه النبي وقال صلوا علی صاحبکم حتی ضمنهما بعض قرابته یعني النبي هکذا لم یصلي علیه حتی یضمن بعض قرابته دیناً فقال علیه السلام ذلك الحق موقف النبي کان موقفاً صحیحاً لم؟ ثم قال إن رسول الله إنما فعل ذلك لیتعضوا ولیرد بعضهم علی بعض یبدوا من القرینة أن الذي مات وعلیه دیناران کأنه ما کان معذوراً في هذا الأمر لعله ماطل وکان له ولم یدفع والا من مات وهو غیر متمکن من اداء الدین لا مشکلة علیه، وهنا نذکر أخواننا وأخواننا البعض یقول انا بحمدالله مستغنیً لیس علي دین لأحد ولکن فتش في حیاتك هناك بعض الدیون التي لا تری منها أموال مجهولة المالك رد المظالم أحدنا یتفقد دابته یری فيها نقصاً فیها خدشاً أحدهم أصطدم بها ومشی هذا دین في ذمتك المدرسون في المدارس هذه مشکلة معروفة یضربون الطفل الی حد الدیة من دون أذن ولي الأمر من دون مسوغ صاحبنا اشتغل في التعلیم عشرین سنة کم في ذمته من الدیات والاموال هذا مدیون وإن کان في ظاهره انسان مستغني، لو فتشت من ایام البلوغ الی الآن في ذمتك الکثیر ومنها الأخوة الذين لهم وظائف حکومیة مرة انسان موظف في شرکة حرة عندما یقصر في العمل یأتي في ختام السنة بکلمة یسترضي صاحب العمل انتهت المشکلة ولکن القضیة جهة عامة الأموال الحکومیة من یری أن مخالفة القانون فیها ضمان الی آخره اذاً لنتخلص من هذه الدیون قبل أن نقع تحت طائلة المسائله.
کذلك الانسان الذي یقرض الغیر له عند الله منزله نحن نعلم بعض المؤمنین قسم من أرباحه من رأس ماله جعله لإقراض المؤمین مول به مثلا صندوقاً خیریاً بعنوان القرض الحسن مئات الناس تعیش علی ماله هنیئا لهکذا انسان ولکن مع ذلك لو أعطیت قرضاً ولم تکتب ثم أنکره ذلك الانسان أنت في الواقع اذا دعوت علیه دعائك لا یستجاب لماذا لم تکتب والقرآن یقول یا ایها الذین آمنوا اذا تداینتم بدین الی أجل مسمی فأکتبوه البعض یستحي قل له قال الله عزوجل إجعل الآیة ذریعة لکتابة هذا الدین وإلا من ذهب حقه علی غیر بینة لم یؤجر مالك ضاع لو ضاع قضاءً وقدراً کنت مأجوراً ولکنك الآن لست بمأجور.
روایة طریفة عن النبي الأکرم الدین علی ثلاثة وجوه النبي یقسم أنواع الدین رجل اذا کان له فأنظر وإذا علیه اعطی یعني عندما یطلب الناس یمهل الغیر یقول أنت في سعة عندنا بعض الدیون هکذا عنوانها الی حین التیسیر لیس فیه أجل اذا کان له أنظر واذا کان علیه أعطی ولم یماطل فذلك له ولا علیه هذا انسان متمیز ورجل اذا کان له إستوفی یطالب ماله الی القرش الأخیر کما یقال واذا کان علیه أوفی انسان قانوني یدفع کلما علیه ویأخذ کلما علیه ولو ذهاباً للمخافر فذلك لا له ولا علیه هذا انسان وسط ورجل اذا کان له إستوفی اذا کان یطالب یشتکي عند کل أحد واذا کان علیه مطل یماطل حقه یطالب وحق الغیر لا یعتني فذلك علیه ولا له هذا انسان سيء اذاً من هو النموذجي؟ اذا کان مطلوباً أعطی ولم یماطل واذا کان طالباً ییسر في المطالبة وإن کان ذو عسرة فنظرة الی میسره. هنیئا لمن خرج من الدنیا سالما.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أخرجنا من الدنیا ولا تبعة لأحد علینا أرضي عنا الخصومة بما شئت ابلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.