Search
Close this search box.
  • السهر الممدوح والمذموم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول السهر وما ینبقي فیه السهر وما یکون فیه السهر؛ نحن مع الأسف في هذه الحضارة الجدیدة غلبنا اللیل نهاراً وبعض الاوقات نغلب النهار لیلاً وجعلنا اللیل سباتا نوم اللیل سبات للجسم وراحة للعقل ولکن البعض یجعل لیله في ما لا یُحمد عقباه اما مرجوحاً واما حراماً سهر اللیل في غیر ما ینبقي فيه مضار اولاً الانسان لا یوفق لقیام اللیل واذا قام یقوم کالسکاری صلاة الفجر مرهونة بإرتیاح اللیل الیقضة بین الطلوعین ایضا مرتبطة بالنومة المریحة في اللیل الذي لا یسیطر علی ساعات لیله قد یُحرم کل هذه البرکات اذاً الذي ینام اللیل مبکراً یوفق لقیام اللیل الآن السهر قسم من اللیل ولهذا في زیارة امامنا موسی بن جعفر نقول الذي کان یحیي اللیل بمواصلة الاستغفار یعني کان یقیم اللیل الی السحر ساهراً وهذه صفة کل المؤمنین في کل العصور الآن الروایات؛
السهر روضة المشتاقین الانسان لماذا یذهب للروضة للحدیقة الغنائة مثلا؟ لیرتع فیها ویمرح! طبعا هذه المعاني یدرکها من جربها من عایشها اهل السهر یعلمون ماذا یعطی في جوف اللیل في السهر ایضا هکذا امامنا زین العابدین علیه السلام یقول وأعمر لیلي بإیقاضي فیه لعبادتك کأن اللیل من دون عبادة خربة بعض الناس من الغروب الی اذان الفجر لا قیمة للیله، وأعمر لیلي اللیل یکون عامراً بإیقاضي فیه لعبادتك بعض المؤمنین یقول هکذا ولو الآن لظرف طارئ قبل الأذان بساعة هناك من یوقضني هذه برکة عظیمة تطلب من الله عزوجل أن یوقضك لعبادته وتفردي بالتجهد لك وتجردي بسکوني الیك وإنزال حوائجي بك، اخواني اعلموا وثقوا بهذه الحقیقة أن بعض الحوائج لا تعطی الا بسهر اللیل الا في جوف اللیل هذه الحوائج تقضی في هذه الساعه! هناك آیة من القرآن اخُتلف في معناها کانوا قلیلا من اللیل ما یهجعون البعض قد یفسرها هکذا کانوا قلیلا من اللیل ما یهجعون أي ما ینامون یعني معنی ذلك هؤلاء کانوا یسهرون طوال اللیل هؤلاء بعد فترة تنتابهم الأمراض انسان لا ینام اللیل کیف ما معنی کانوا قلیلاً من اللیل ما یهجعون؟ وخاصة في الشتاء الطویل هذا أمر مرهق؛ الامام صلوات الله علیه یفسر هذه الآية تفسیراً کما یقال یطابق الوجدان والفطرة یقول کانوا أقل اللیالي تفوتهم لا یقومون فیها یعني کانوا قلیلاً من اللیل طوال السنة ما ینامون اللیل کله یعني الانسان المؤمن ایضا هو بشر في بعض الحالات تأتيه آلام امور بدنیة تجعله ینام اللیل کله وقد تفوته حتی فریضة الفجر ولکن هذه حالة قلیله، في بعض المضامین في الروایات هکذا رب العالمین یبتلي العبد بنوم اللیل کل اللیل لئلا یصیبه العُجب.
الآن بعض المضامین الاخری؛ انسان یرید أن یسهر في اللیل لا سهر الا في ثلاث متهجد بالقرآن وفي طلب العلم أو عروس تهدی الی زوجها الاسلام کما قلنا دین الواقعیة الشاب اذا سهر في اللیل اُنساً مع زوجته عروسة زُفت الیه هذا السهر ایضا من السهر الممدوح وهو في حال عباده.
کلمة أخيرة لو أن الانسان نام طوال اللیالي في السنة ولکن لیتأسى بأمیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه کان یفرق نفسه للعبادة في أربع لیال الآن غیر لیالي القدر هذه واضحة الکل یواظب علی هذا المعنی! امیرالمؤمنین یقول یعجبني أن یفرق الرجل نفسه في السنة اربع لیال المفهوم من الروایة كأن طوال اللیل یفرق نفسه في تلك اللیالي الأربع یقطع اتصاله بمجالس البطالین واذا عنده دوام في اللیل یقطع دوامه اللیلي؛ لیلة الفطر لیلة العید مع الأسف بعض الناس یغفل عن هذه اللیلة ليلة الجوائز تراه یدور في الأسواق لیشتري قطعة ثیاب لیلة الفطر ولیلة الأضحی طبعا هذه اللیلة لکل الناس حتی لحجاج بیت الله الحرام وبالمناسبة الحجاج عادة في لیلة الأضحی لا یتعبدون فیها الآن لإرهاق الطریق في مزدلفة ولأنه أحی یوم عرفة بالعبادة یغفل عن لیلة العید ولیلة النصف من شعبان واول لیلة من رجب اذاً لیلة العیدین ولیلة النصف من شعبان واول لیلة من رجب هذه اللیالي المتمیزة في طوال السنة طبعا غیر لیالي القدر اللیالي المبارکه.

اللهم اجعلنا من اهل عبادتك اللهم وفقنا في اللیل للسهر بین یدیك اللهم صلي علی محمد وآل محمد وابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.