السعي لمجاورة النبي (ص) وآله في الجنة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الناس في حیاتهم الدنیا یختارون الجیرة الصالحة أو قل الجیرة المناسبة بعض الناس لا یهمهم الصلاح یرید جاراً موافقاً له حتی لو کان هذا الجار یوافقه في المنکر! بعض الناس یهاجر من بلد الی بلد یرید بلدة مریحة یعیش فیها عیشة هنیئه، وبعض المؤمنین ایضا هذا لا بأس یفکر حتی في محل دفنه مثلا یشتري بقعة مقبرة بجوار امیرالمؤمنین اذاً في جواره للناس في الدنیا یبحث عن الجار یختار البلد المناسب للمعیشة فیها عند الموت ایضا یختار المدفن المناسب ولکن هل فکرنا في جیرتنا في درجات الجنة في مقعد صدق؟ إن کنا من اهل الجنة إن شاءالله وهو المؤمل من رحمة الله الواسعه! ولکن هل فکرت في جیرتك في الجنة ترید أن تکون بجوار من؟ في دار الدنیا حدد من ترید أن تکون جاراً له في الجنة من هو افضل جار تکون بجواره في جنان الخلد؟ یستفید هذا المعنی من ضمن آیتین بجوار بعضهما البعض الآیة الاولی ما نلهج به في کل فریضة لا صلاة الا بفاتحة الکتاب نقول اهدنا الصراط المستقیم صراط الذین أنعمت علیهم من هؤلاء الذين أنعم الله علیهم؟ طبیعي أعلی الدرجات یوم القیامة لمن أنعم الله علیه من هم هؤلاء؟ اولئك الذین أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین والشهداء فؤلئك مع الذین أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین والشهداء وحسن اولئك رفیقا اذاً ما النتیجه؟ یعني یارب أهدنا صراط الذین أنعمت علیهم یعني صراط الأنبیاء والمرسلین اذاً من کان علی صراطهم في الدنیا یکون معهم في القیامة النتیجة قهریه! وبمقدار ما تکون قریباً منهم في حرکتك في الحیاة تکون قریبا منهم في حرکتك في الجنة الدنیا فیها صراط والجنة فیها صراط من کان علی الصراط المستقیم في الدنیا کان علی الصراط المستقیم المؤدي للجنة أقرب الناس للناس الأقوم أقرب الناس للصراط یوم القیامة هنا بحث مفصل یذکر في موضعه الصراط واحد السبل متعددة رب العالمین یهدیك للسبیل الأقوم ضمن الصراط قد تکون علی صراط مستقیم ولکن لست في السبیل الأقوم تکون علی حافة الطریق أنت لست في ضلالة لست في تيه ولکن لست في الجادة الآمنة أنت علی الحافة مع کل هزة أو زلزال تقع في الوادي اذاً سل الله عزوجل أن يجعلك في وسط الجاده.
بعد هذه المقدمة نطبق هذا الحدیث علی روایات اهل البیت علیهم السلام؛ من موجبات الحشر معهم المحبة الجامحة لا المحبة العابرة حتی الطفل تقول له مثلا تحب النبي وآل النبي؟ یقول نعم ولکنها محبة عابرة یحب الحلوی أکثر من حبه للنبي وآله ونحن ندعي المحبة ولکن نقدم رضا الزوجة والاولاد علی رضا الله ورسوله! المحبة اذا صارت جامحة داخلى في شقاف القلب قد شقفها حباً هذا من موجبات الألتصاق بالنبي وآله في الجنة تکدن قرینهم! روایتان طریفتان جاء رجل من الأنصار الی النبي ناقل الروایة امیرالمؤمنین فقال یا رسول الله ما أستطیعك فراقك وأني لأدخل منزلي فأذکرك فأترك ضيعتي وأقبل حتی أنظر الیك حباً لك الی هنا لا أقول هذا الحب طبیعي فوق الطبیعي لیس کل الصحابة هکذا یترك الضیعة لیری جمال رسول الله! مشکلة هذا الأنصاري هنا فذکرت اذا کانت یوم القیامة واُدخلت الجنة فرُفعت في أعلی علیین فکیف لي بك یا نبي الله! في دار الدنیا من السهل أتي المدینة أطرق الباب ألتقي بك ولکن یوم القیامة ماذا أصنع؟ اذا فرق بیني وبینك في الجنة إن کنت من اهل الجنة كيف ألتقي بك یا رسول الله؟ هذه مشکلتي! النبي الأکرم طبعا رب العالمین یسمع الحواریة هذه فنزلت ومن یطع الله والرسول فولئك مع الذین أنعم الله علیهم من النبیین الی آخره فدعی النبي الرجل نزل الوحي قال له تعال وبشره بذلك يعني رب العالمین أمضى أن تکون معي في الجنة اذاً الحب الجامح؛ هذه مع النبي صلی الله علیه وآله وسلم.
أبو بصیر کالأنصاري والامام الصادق کرسول الله القضیة مشترکة الحب الجامح لآل رسول الله ایضا دخل علیه أبو بصیر وقد أخذه النفس أي یتنفس بسرعة یتنهد قال یا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟ أراك تتنهد في نفسك؟ قال جعلت فداك یابن رسول الله کبرت سني ودق عظمي وأقترب أجلي ولست أدري ما أرد علیه من آخرتي ما هو مصیري لا أدري فقال أبوعبدالله الامام الصادق یا أبامحمد وأنك لتقول هذا یعني أنت المحب؟ لماذا هذا القلق لماذا هذا التردد؟ المهم فقال وکیف لا أقول هذا؟ یعني أبو بصیر یقول لي قلق لا أدري ما هو مصیري واذا بالامام الصادق علیه السلام یبشره ببشارة النبي لذلك الأنصاري قال یا أبامحمد لقد ذکرك الله في کتاب المبین طبعا بعنوان المصداق اولئك مع الذین أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین یعني يا أبابصیر أنت معنا ایضا ثم الامام الصادق وسع الدائرة بشارة لي ولك وهذه اللیلة ‌کن طماعاً في هذه الدرجات الدنیا ومقاماتها وأموالها تفنی فکر في هذه العاقبة الامام الصادق فرسول الله في الآیة النبیین ونحن في هذا الموضع الصدیقین والشهداء وانتم الصالحون فولئك مع الذین أنعم الله علیم من النبیین والصدیقین والشهداء الی هنا هؤلاء الثلاثة بترشیح من السماء ولکن الصالحین کن صالحاً قال وأنتم الصالحون فتسمو أو تسموا بالصلاح کما سماکم الله یا أبامحمد کن من الصالحین إن کنت من الصالحین کنت معنا.
کلمة أخيرة الصالح إجمالاً مع النبیین والشهداء والصالحین کلما أشتد صلاحه کلما کان أقرب من دائرة النبیین والصدیقین هنیئاً لمن کان في حارة في ضاحیة ما شئت فعبر فیها قصر النبي وآل النبي هنیئاً لمن کان جذران قصره ملاصقاً بجدارن قصور النبي واهل البیت هذا هو الفوز العظیم وسواه لیس بفوز عظیم.

اللهم اجعلنا في جوار النبي وآله اللهم ألحقنا بدرجاتهم اللهم أجعلنا من خیار محبیهم في الدنیا والآخرة ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.