Search
Close this search box.
  • السخاء خلق إلهي
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من اعظم الصفات الالهیة التي وردت في أم الکتاب في السبع المثاني في الفاتحة من هذه السورة التي لا صلاة الا بها صفة الرحمة الرحمة الالهیة من أجل الصفات الالهیة من هذه الرحمة خُلق الوجود لولا الرحمة لما أفاض الله عزوجل جود الوجود علی الموجود! ومن آثار الرحمة أو من لوازمها السخاء والکرم طبعا الرحمة من لوازمها الشفقة من لوازمها اللطف من لوازمها العفو الی آخره ومن لوازمها السخاء رأيت روایة منسوبة الی النبي في کتب العامة تقول السخاء خُلق الله الأعظم هذا المضمون یؤکد ما قلناه آنفاً من أن صفة الرحمة من أجل الصفات الالهیة ولهذا السخي متخلق بخُلق من اعظم اخلاق الله عزوجل ولهذا اذا رأيت انساناً بخیلاً اعلم أن هذا لیس بولي بالله عزوجل ولي الله لا یکون بخیلاً ما جبل الله ولیاً الا علی السخاء، الآن لماذا التأكيد علی السخاء؟ السخي فیه الصفات هذه الصفة ما جائت من الفراق! اولا السخي یحب الناس یحب الخلق الخلق عیال الله للسخي الکریم هذا لا یکون الا قریبا من الناس، ثانیا السخي قریب من الله عزوجل لأنه یحب الله ویحب التخلق بأخلاقه ومنها السخاء اذاً هذه الروایة عن النبي الأکرم روایة في محلها السخي قریب من الله قریب من الناس اذاً له حبل متصل بالبشر وحبل متصل بالله عزوجل طبیعي من کان قریباً من الله عزوجل النبي یقول قریب من الجنة هذا الانسان فیه صفة تجعله یعیش اجواء الجنة في الدنیا، اذا رأيت انساناً عابداً کثیر العبادة وللعلم اخواني بعض العبادات بعد فترة لا تحتاج الی مجاهدة انسان یستوحش من المنزل ومن الصلاة في المنزل یأنس بالمسجد یکثر من الصلوات الصلاة لا تکلفه شیئا لا جهاد بالمال ولا جهاد بالنفس خاصة هذه الایام المساجد أماكن مریحة مکیفة فیها وسائل الراحة لو بقي الانسان ساعة راکعاً ساجداً لا ینبغي أن یمن علی الله عزوجل افضل الأعمال أحمزها أي أشقها علی النفس! أن تعطي لفقیر مالاً علی خلاف مزاجك هذا یقربك اما أن تصلي في بستان في مسجد الی آخره هذا قد لا یکلفك جهاداً اذاً الروایات تقارن بین الانسان الناسك البخیل وبین المراهق الکریم واذا بالروایة تقول شاب سخي مرهق في الذنوب أحب الی الله عزوجل من شیخ عابد بخیل! عابد ولکن وعندما یأتي امتحان المال یمسك یده هذا الشاب السخي أقرب الی الله عزوجل من هذا العابد البخیل.
في روایات اهل البیت علیهم السلام نفهم أنه بعض الصفات الحسنة في الدنیا تشفع لصاحبها في عالم البرزخ والقیامة ولو کان کافراً حاتم الطائي یضرب به المثل في الکرم ولکنه مات علی غیر الاسلام هکذا مقتضی الجاهلیه! عدي إبن حاتم جاء الی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم واذا بالنبي یبشره یقول دُفع عن أبيك العذاب الشدید لسخاء نفسه حاتم کان کریماً ولکن ما کان مؤمناً کرمه شفع له عند الله عزوجل وُفع عنه البلاء بل الأمر أعظم الآن حاتم الطائي لم یُنقل عنه مثلاً جریمة عقائدیة أو ما شابه! السامري أغوی بني اسرائیل جعلهم یتخذون العجل یا لها من جریمه! ینقل في الکافي روایة أن الله عزوجل أوحی الی موسی أن تقتل السامري! السامري یستحق عشرات القتل لأنه أغوی امة لماذا؟ یقول فإنه سخي سخاء السامري ایضا یشفع له سخاء حاتم ایضا یشفع له.
قبل أن نختم الحدیث لابد أن نعلم ایضاً أن البعض في عرف الناس سخي ولکن هذا عند الله لیس بسخي! یعطي المال لمکسب انتخابي یعطي المال للوجاهة یعطي المال للتخلص من العتاب کما یقال لیعطي المال من باب أنه وقع في حرج اتفاقا دققوا في هذا المعنی بعض الناس له وجاهة شیخ عشیرة محترم في قومه یأتيه السائل له حسابات لا شعوریة یقول اذا ما أعطیته هذا خلاف منصبي وجاهتي هذا لیست له قیمه! السخاء ما کان ابتداءً فأما ما کان من مسئلةٍ فحیاء وتذمم یشتري بها ذمته السخي بما ملك واراد به وجه الله انما نطعمکم لوجه واما السخي في معصیة الله فحمال سخط الله وغضبه اتفاقا هذا السخاء یجره الی نار جهنم.
کلمة أخيرة السخاء في المنزل مطلوب مع العیال والاولاد ولکن بحدها وحدودها اذا تحول السخاء الی سرف وتبذیر صار صاحبنا من اصحاب الشیاطین إن للسخاء مقداراً امامنا العسکري صلوات الله علیه یقول فإن زاد علیه فهو سرفٌ والمسرف یتصرف في مال الله من دون إذنه، وأعلی الجود وافضل السخاء أن یقدم الانسان نفسه بین یدي الله عزوجل ومن هنا لا نعلم أصحاباً أبر وأوفی من اصحاب الحسین علیه السلام لأنهم سخوا بأنفس النفوس وأغلی النفوس حشرنا في زمرتهم.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.