السخاء الأرقى

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا هذه الليلة بأذن الله عزوجل حول السخاء والاسخیاء وما هي آثار السخاء وما هي حدود السخاء؟ السخاء طبعا له درجات معنی من معاني السخاء أن يؤدي الانسان کل ما علیه من حقوق کل ما علیك من الحق إن دفعته فأنت سخي في درجة من الدرجات! امامنا علیه السلام سُئل عن حد السخاء قال تخرج من مالك الحق الذي اوجبه الله علیك فتضعه في موضعه اذاً هذا الحد الاول للسخاء.
الحد الثاني للسخاء أن تجود بما لم تُلزم به شرعاً الصدقات المستحبه، الآن في عرف الناس أن من یدفع خمس ماله هذا یعتبر انساناً سخیاً ولکن السخاء الأرقی أن تدفع مما أنت لست ملزماً به قلنا کالصدقات المستحبة وبعد ذلك یأتي المرحلة الثالثة أن یجود الانسان بماله اجمالاً الآن الانسان تارة یجود علی الفقیر في صدقة مستحبة فقر الفقیر من الممکن أن یؤثر في هذا المجال فتدفعك للدفع اما أن یکون الانسان سخیاً الآن لیس بالضرورة امام الفقیر اعطاء الهدایا للمؤمنین هذا ایضاً مظهر من مظاهر السخاء وفي روایات اهل البیت علیهم السلام هناك ذکر لهذه الصفه! المؤمن یستجلب محبة القلوب بالهدیة وبالسخاء السخاء یمحص الذنوب ویجلب محبة القلوب اذاً أنت عندما تعطي مالاً للفقیر ترفع فقره هذا الامر یقربك الی الله عزوجل ولکن عندما تدفع مالاً لمؤمن غیر فققر تهدیه هدیة یدخل علیه السرور هذا الانبساط الباطني له عند الله کثیر قیمه، اذاً السخاء في الفرائض السخاء في المستحبات السخاء في اهداء المؤمنین الآن ننظر الی وقع السخاء عند النبي صلی الله علیه وآله وسلم روایة غريبة روي أن قوماً أساری جيء بهم الی رسول الله فأمر امیرالمؤمنین بضرب اعناقهم الامام کان سیف الله في الحروب وفي غیر الحروب ثم أمره بإفراد واحد منهم أن لا یقتله رفع عنه عقوبة القتل فقال الرجل لما افردتني من اصحابي والجنایة واحده؟ لماذا هذا التفریق في المعامله؟ فقال إن الله عزوجل أي قال النبي أوحى الي انك سخي قومك ولا اقتلك طبعا هذا الذي کان سخیاً في قومه اکید لم یکن یدفع الخمس والزکاة هذا الانسان السخي لیس من المعلوم أنه کان یدفع للفقراء فقط قال انك سخي قومك هذا السخاء جعلني استثنیك من القتل فقال الرجل فإني اشهد أن لا اله الا الله وانك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم، اخواني السخاء یرفع من میزان العبد الی درجة مذهلة شاب سخي مرهق في الذنوب هکذا في الروایه، مرهق في الذنوب أي واقع في المعاصي الی درجه! أحب الی الله عزوجل من شیخ عابد بخیل انسان بخیل وله عبادة الروایة تقول هذا الشاب السخي احب الی الله عزوجل منه.
بقیت مسألتان البعض یتجاوز بسخائه الی حد الاسراف والتبذیر هذا ایضا منهي عنه ولهذا ورد النهي یقول لیس السخي المبذر الذي ینفق ماله في غیر حقه إن للسخاء مقداراً فإن زاد علیه فهو سرف بعض الولائم یراد بها غیر وجه الله عزوجل هذه الانفاقات من الممکن أن تكون وزراً علی صاحبه یوم القیامه.
هناك مسألة أخيرة البعض عند الموت یصبح سخیاً یقول انا الآن في فراش الموت ما دمنا في طریقنا الی الموت یوصي العمل الفلاني أو قبل الموت بفترة یقوم ببعض المشاریع الصالحة هذا ایضا انسان لیس في الدرجة المطلوبة من محبة الله عزوجل الی درجة الروایة تقول عن النبي إن الله یبغض البخیل في حیاته السخي عند وفاته عند الموت هذا الانسان یصبح سخیاً هذا الانسان غیر ممدوح والسخاء ما کان ابتداءً بعض الناس تطلب منه شيء المرة والمرتین وأخیراً یعطيك ما ترید هذا لیس من السخاء علی هذه الروایه، یقول فأما ما کان من مسألة فحیاء بعض الاوقات الانسان حیاءً یدفع المال لمن یسئله هذا لیس من السخاء هنیئاً لمن کان سخائه ابتداءً وفي مرضاة الله عزوجل بلا سرف وبلا تبذیر یرید بذلك وجه رب العزة والجلال.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه والمستشهدین بین یدیه والفاتحة مع الصلوات.