Search
Close this search box.
  • السؤال من غير حاجة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من صفات الله عزول أنه عزیز ومتکبر، المؤمن له شمةٌ من هذه الصفة الإلهیة طبعا لا أعني التکبر وانما أعني العزة، المؤمن لیس له الحق أن یُذل نفسه لیأکل ما یشاء لیشرب ما یشاء ولکن أن یجعل نفسه في موضع الوهن هذا لا یسوق له منها طلب الحوائج من الغیر من دون ضرورة نفس الطلب من الغیر فیه حزازة المؤمن یسئل الله عزوجل ما یرید إن أراد أن یسئل بشراً أئمتنا علیهم السلام یبینون الموارد في أکثر من روایة إن المسئلة لا تحل إلا في إحدی ثلاث: دمٍ مفجع انسان مطالب بالدیة هذا انسان محتاج أو دینٍ مقرح بعض أصحاب الدین صاحب المال یهتكك یهینك لا یصبر علیه أو فقر متقع فقر شدید بعض الناس لا یجد قوت یومه لا یجد طعام عائلتة إذاً هذه الموارد موارد استثنائیة وإلا انسان یستدین لیرکب سیارة فارهة یستدین لیوسع في منزله یستدین لیغیر من أثاث بیتة وسمعت أن البعض یستدین لیسافر صیفاً إلی بلدٍ تنتهي السکرة أو تنتهي المتعة یرجع إلی الوطن سنة کاملة ویدفع ما علیه مم الأقساط مثلا أي عقلٍ هذا؟ انسان یستدین لأجل متعةً لا ضرورة لها.
في زمان النبي صل الله علیه وآله وسلم أنتم تعرفون کان ذلك الزمان قمة الفقر خیر الخلق بین أظهرهم ولکن لا یجدون قوتهم النبي کان لا یشبع الآیة تقول للفقراء الذین أُعصروا في سبیل الله لا یستطیعون ضرباً في الأرض لیست له القدرة أن یتجر أن یکتسب هذا معذور ولکن تقول الآیة یحسبوهم الجاهل أغنیاء من التعفف الغني لا یطلب إلا إذا کان غنیاً حریصاً وهذا الفقیر المؤمن لا یطلب ما الفرق بینهما إذاً؟ ولکن من القرائن تعلم تعرفهم بسیماهم لا یسئلون الناس إلحافا لا یلحون في طلب شيء هذه الحالات القرآن الکریم یمدحها في بعض الفقراء إلا جمیعهم.
حتی أن صحابة النبي تعلموا علی الإستغناء لا طلب المال، أحدهم کان یسقط سوطه من الدابة مثلا الإنسان الراجل من السهل أن یأخذ السوط ویعطیها للراکب ولکن کان الراکب منهم ینزل من دابتة ویأخذ سوطه روایة عن الامام الصادق علیه السلام فکان الرجل منهم یسقط سوطه وهو علی دابتة فینزل حتی یتناوله کراهية أن یسئل أحد شیئاً ولهذا المؤمن في المنزل ایضا بعض المؤمنین متقید، الطلب من الزوجة، الزوجة لیست ملزمة الآن قدر الإمکان ایضا لا یکلفها شططاً یرید کأساً من الماء قریب منه لماذا یکلف زیداً وعمراً؟ إذهب بنفسك! إذاً المؤمن هذه الصفة في وجوده.
ائمتنا علیهم السلام کانوا مظهر الجود کما تعلمون ولهم کرامة عند الله عزوجل لیس المقام الآن نقل کراماتهم ولکن لو سئل الله عزوجل مالاً لفقیر رب العالمین یدبر له بقدرتة القاهرة، المهم أحدهم سئل الامام الصادق علیه السلام الامام نادی الجارية وقال لها مثلا المهم هذا مال أعطاه لهذا الراوي یبدوا الراوي أُحرج قال لا والله جُعلت فداك یعني ما أطلب منك مالا ولکن أحببت أن تدعوا الله عزوجل لي ذکرت حالي للدعاء ودعاء الامام مستجاب ولکن الامام صلوات الله علیه أدی ما علیه أعطاه المال ولکن أوصاه بوصیة ولکن إیاك أن تُخبر الناس بکل حالك فتهون علیهم یعني لا تذکر حاجتك لکل أحد هذا امام زمانك لا ضیر الذي یسئل هکذا یُصبح هیناً علی الناس، یتفق في مجتمعاتنا هذه الأیام نکتشف فقیراً جمع المال من التسئل من سئوال الناس هذا المال فوق قوت سنتة هذا الإنسان، انسان سيء ولکن النبي صل الله علیه وآله یحذر هذا الصنف الذي یستجدي ویسئل وهو مستغني یقول صداع في الرأس وداء في البطن هذا المال منقبتة المرض یمكن أن یستفاد من الروایة أن بعض الأموال لا برکة فیها لا تفرح إذا أتاك مال من فاجر من مرابي من انسان یشتغل بالحرام مال الرشوة مثلا النبي الأکرم یشیر إلی بعض الأموال أنه صداع في الرأس وداء في البطن ولهذا المؤمن إذا وقع في مخمصة بدنیة أو نفسیة فلینظر إلی ماله الذي أکله هذا المال من أين؟
في زمان النبي أشتد حال رجل من الأصحاب فقالت له أمرأتة لو أتيت رسول الله فسئلتة، النبي صل الله علیه وآله وسلم عندما رآه قال من سألنا أعطیناه واستغنی أغناه الله، العبارة یعني معنی ذلك أن النبي أعذر نفسه من أن یعطیه شیئاً المهم أکثر من مرة والنبي هکذا یفعل معه کأنه فهم المقصد یعني إذهب وأعتمد علی نفسك لماذا تسئل؟ ذهب استعار معولاً أتی الجبل قطع حطباً فباعه المهم الرجل استغنی اشتری غلاماً ثم صار میسوراً فلما جاء النبي قال قد قلت لك من سألنا أعطیناه ومن استغنی أغناه الله یعني لو أعطیناك شیئا أعطیناك مالا وانتهى ولکن ذهبت وأستغنیت بنفسك، المثل المعروف یقال لا تعطیه سمکةً أعطه شبکةً.
المؤمن إذا احتاج إلی شيء یذهب إلی غیر الفجرة والفسقة یشکوا حاله لمؤمن امیرالمؤمنین یقول فوت الحاجة أهون من طلبها إلی غیر أهلها لا تسئل کل من هب ودب هذا لا یلیق بالمؤمن.
روایة نختم الحدیث بذلك إن جائك سائل الآن وظیفة السائل أن یراعي کل ما قلناه هذه اللیلة لا یسئل إلا للضرورة ولکن أنت لك شأن آخر جائك سائل تأسی بالنبي الأکرم علی ما رواه وصیه امیرالمؤمنین قال ما سُئل شیئاً قط فقال لا! ماذا یصنع؟ وما رد سائلاً حاجةً إلا بها أعطاه الحاجة أو بمیسورٍ من القول قال له کلاماً طیباً وأما السائل فلا تنهر هکذا أُمرنا أکرم السائل إذا أتاك بردٍ جمیل أو بإعطاءٍ یسیر أحفظ هذه القاعدة الروایة فیما أوحی الله عزوجل إلی موسی الکلم.
إذا‌ً إذا ذهبت للمشاهد استحضر هذا المعنی النبي ما رد سائلا فکیف بمن دعا تحت قبة الحسین علیه السلام لأمر آخرتة؟ هذا لا یُرد من تحت قبة السامیة.

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصیتك وبفضلك عن من سواك یا خفي الألطاف نجنا برحمتك مما نحذر ونحاف بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.